هل وصلت علاقات الجزائر والإمارات إلى طريق مسدود؟ خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
تعرف العلاقات الجزائرية ـ الإماراتية أزمة صامتة منذ عدة أشهر، من دون ترجمة ذلك إلى فعل ديبلوماسي كتبادل طرد السفراء أو قطع العلاقات أو ما شابه ذلك.
ومع أن القنوات الديبلوماسية الرسمية التزمت الصمت إزاء نشوب خلافات جزائرية ـ إماراتية، فإن ذلك لم يمنع قيادات حزبية ووسائل إعلام جزائرية من التعبير صراحة عن مخاوف من دور سلبي لدولة الإمارات في تهديد الأمن القومي للجزائر، لا بل ذهب الأمر أبعد من ذلك حيث تحدث المرشح للرئاسيات السابق وزعيم حركة البناء الوطني الجزائرية عبد القادر بن قرينة عن أدوار مشبوهة للإمارات في الجزائر خاصة والمنطقة بشكل عام.
وذهب الأمر أبعد من ذلك حيث اتهمت صحيفة "الشروق" الجزائرية قبل أيام الإمارات العربية المتحدة بتحريض المغرب على الجزائر، لجهة دعمها بشراء طائرات فرنسية وأجهزة تجسس على الحدود الجزائرية ـ المغربية.
اللافت للانتباه أن الإمارات العربية المتحدة التزمت الصمت حيال الاتهامات الجزائرية المتواصلة لها بالضلوع في التآمر عليها، سواء من الداخل أو من الخارج، حيث لم يصدر لا عن الإمارات ولا عن الأصوات المقربة منها أي رد على هذه التقارير.
وفي لندن كشف الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، النقاب عن أن المخاوف الجزائرية من الإمارات مخاوف جدية، بالنظر إلى تغلغل الإمارات في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية بالجزائر.
وقال زيتوت: "شخصيا أعتقد أن عصابات الحكم في الجزائر أخطأت الطريق منذ اتهامها لجماعات جزائرية معارضة بالضلوع في الحرائق التي شهدتها الجزائر صائفة العام 2021، واتهام المغرب بدعم تلك الجماعات، ومن ثم اتخاذ قرار بقطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب ثم في مرحلة لاحقة إغلاق حتى الأجواء مع المغرب، وهو قرار مجنون لا يمت للديبلوماسية ولا حتى للعقل بأية صلة، فلا المعارضة هي المسؤولة عن الحرائق ولا المغرب كذلك".
وأضاف: "لقد دفع ذلك القرار المتهور المغرب إلى توسيع علاقاته الدولية سواء مع أمريكا أو إسرائيل أو الإمارات، وإن كنت أعتقد أن الأخطر في ذلك هو علاقات المغرب مع الإمارات، بالنظر إلى حجم الاختراق الذي أقدمت عليه الإمارات في الجزائر على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية".
ورأى زيتوت أن الإمارات بلغت مستويات متقدمة من السيطرة على القرار الجزائري، وتحتاج إلى معالجة داخلية بعيدا عن توجيه الإتهامات لدول الجوار.
وقال: "إذا كانت السلطات الجزائرية جادة في معالجتها للاختراق الذي نفذته الأجهزة الاستخباراتية الإماراتية في كل المؤسسات الجزائرية، فإن عليها أن تبدأ بخطوات عملية لتقليم أظافر عملاء أبو ظبي في الجزائر، وذلك عبر تأميم ميناءي الجزائر وجنجن، والشركة الوطنية للتبغ والكبريت، ومراجعة القوائم الحكومية والمسؤولين الذين زاروا الإمارات أو تربطهم علاقات بحكامها من أجل قطع دابر المخابرات الإماراتية في الدولة الجزائرية، وقبل ذلك إغلاق السفارة الإماراتية في الجزائرية التي تحولت إلى وكر للاستخبارات الدولية في الجزائر".
وأضاف: "من دون الإقدام على هذه الخطوات ستظل الإمارات تتحكم في أهم مفاصل الدولة الجزائرية، وستسعى إلى تفكيكها خدمة لأجندات استعمارية قديمة وحديثة في آن واحد".
وذكر أن "الخبراء والمهندسين الجزائريين منذ سبعينيات القرن الماضي هم من وسعوا اكتشافات الإمارات البترولية ونظموها وأعادوها إلى الدولة الإماراتية بعدما كانت تخضع لهيمنة شركات بريطانية، وللأسف ترد ذلك بتهديد أمن واستقرار الجزائر والمنطقة، وهي الآن تحرض على الحرب بين الجزائر والمغرب"، على حد تعبيره.
لكن أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة محمد الخامس بالرباط الدكتور تاج الدين الحسيني، نأى في تصريحات خاصة لـ "عربي21" بالرباط عن الخلاف الدائر بين الجزائر والإمارات، وأكد أن الرباط ليست في وارد تهديد الجزائر ولا التفكير في تصعيد التوتر معها إلى حد الحرب.
ورأى الحسيني أن الحديث عن وجود مخططات خارجية تسعى لتوتير العلاقات بين الجزائر والمغرب وصولا إلى الصراع العسكري، ليست جديدة، فقد سبق أن تحدثت تقارير أمريكية عن وجود مخططات فرنسية خلف الستار تسعى لتصعيد التوتر بين الرباط والجزائر وصولا إلى الصدام العسكري حتى تأتي من بعد ذلك فرنسا المعنية بالإبقاء على علاقات إيجابية مع البلدين الجارين لتتوسط وتنهي الخلاف.
واعتبر الحسيني أن إدخال المغرب في الخلافات التي تعصف بالعلاقات الجزائرية ـ الإماراتية ليس له ما يبرره، وقال: "المغرب بلد ذو سيادة وديبلوماسيته قديمة ومتمرسة، ولا توجد لديها أي سيناريوهات عدوانية على أي جهة.. حتى الأسلحة التي تقتنيها المغرب في السنوات الأخيرة، هي بالأساس أسلحة ذات صبغة دفاعية.. والحديث عن وجود تحريض إماراتي للمغرب ضد الجزائر لا أساس له من الصحة في شيء، ليس فقط لأن المغرب دولة عريقة ولا يمكن لأية جهة أن تزظفها خدمة لأهدافها، وإنما لأن سياسات المغرب لا تقوم على العداء لأي دولة فضلا عن أن تكون هذه الدولة هي الجزائر الجارة".
وأضاف: "ثم إن العلاقات بين المغرب والإمارات علاقات قديمة، وسبق للقوات الملكية المغربية أن قامت بدور في الإمارات منذ عقود أيام الملك الحسن الثاني، وعلاقات المغرب مع الإمارات علاقات تعاون وود واحترام متبادل.. وهي بعيدة عن المنطقة فكيف لها أن تؤثر على علاقات المغرب بالجزائر؟".
وأكد الحسيني أن "حديث أوساط جزائرية عن تحريض إماراتي للمغرب للحرب ضد الجزائر لا يعكس الحقيقة، وإنما يترجم توجهات الطبقة العسكرية الحاكمة في الجزائر التي تواجه تحديات داخلية كبيرة، لذلك فهي تسعى لترسيخ هيمنتها الداخلية على البلاد من خلال لفتح نافذة حرب في الخارج اختارت لها المغرب".
وأضاف: "أعتقد أن إقحام المغرب في خلافات الجزائر مع الإمارات ليس له من تفسير إلا كونه محاولة للإفلات من المأزق السياسي الذي يعيشه عسكر الجزائر لا أكثر ولا أقل، وإلا فإن المغرب ليس في وارد التفكير في الحرب مع الجزائر على الإطلاق"، على حد تعبيره.
من جانبه أكد الكاتب والإعلامي الجزائري نصر الدين بن حديد، أن العلاقات بين الجزائر والإمارات اليوم يمكن وصفها بأنها مجمدة، معتبرا أن الإمارات تحولت إلى دولة معادية للجزائر.
وأرجع بن حديد في حديث خاص لـ "عربي21"، سبب عداء الإمارات إلى الجزائر إلى ملفين اثنين، وقال: "الإمارات الآن في معاداة مفتوحة مع الجزائر، وهذا بسبب أن الإمارات معادية لكل نفس إخواني ولا تتلون في ذلك.. وما أقلقها أن إخوان الجزائر هم جزء من الوعاء السياسي والتركيبة السياسية في الجزائر، ولا يمكن اعتبار إخوان الجزائر طعنة في ظهر الجزائر كما ترى ذلك الإمارات، كما أن الإمارات تعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.. وهذا أيضا لا تقبل به الجزائر".
ورأى بن حديد أن "الجزائر في سياساتها الدولية لا تسعى للتضخيم لكن بالنسبة لعلاقاتها مع الإمارات الآن فهي مجمدة، وهناك أنباء عن تجميد بعض المشاريع الاقتصادية الإماراتية في الجزائر.. هذا فضلا عن الدور السلبي الذي تلعبه الإمارات في دول الساحل، وتهديد الأمن والاستقرار ليس في الجزائر وحدها بل وفي جميع دول الساحل".
وحول نقطة اختراق الإمارات لعدد من مؤسسات الدولة الجزائرية، قال بن حديد: "القول باختراق الإمارات لمؤسسات الدولة الجزائرية أعتقد أنه مبالغ فيه، فالدولة الجزائرية قوية وكبيرة، ولا أعتقد أنه بإمكان لا الإمارات ولا غيرها أن تخترقها"، على حد تعبيره.
إقرأ أيضا: صحيفة جزائرية: الإمارات تدفع بالمغرب إلى الحرب معنا بهذه الطرق
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العلاقات الجزائرية الإماراتية الجزائر علاقات الإمارات آراء سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة الجزائریة الإماراتیة فی الإمارات فی أن الإمارات مع الإمارات بین الجزائر فی الجزائر جزائریة ـ أعتقد أن بن حدید
إقرأ أيضاً:
مديرو ومسؤولو دوائر وهيئات سياحية لـ «الاتحاد»: انتخاب شيخة النويس تصويت أممي بريادة السياحة الإماراتية
مصطفى عبد العظيم - رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد مديرو ومسؤولو الدوائر والهيئات السياحية في مختلف إمارات الدولة، أن فوز مرشحة دولة الإمارات شيخة النويس، بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، خلال الفترة من يناير 2026 وحتى نهاية عام 2029، يشكل تصويتاً عالمياً بالثقة في قدرات المرأة الإماراتية، التي تمكنت، بفضل دعم القيادة الرشيدة ورؤيتها لتمكين المرأة، من أن تتبوأ أعلى المناصب العالمية.
وأوضحوا في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن انتخاب إماراتية لهذا المنصب الأممي، يُعد إنجازاً إماراتياً جديداً يضاف إلى السجل الذهبي لقطاع السياحة، ويأتي تأكيداً للسمعة الإيجابية التي تتمتع بها دولة الإمارات في المجال السياحي.
وشدد هؤلاء على أن لدى النويس القدرة على نقل هذه الرؤية الشاملة إلى الساحة الدولية، وقيادة المنظمة نحو تبني سياسات تعزز السياحة المسؤولة، وتدعم المجتمعات المحلية، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية، وهو ما يحتاج إ ليه القطاع بشدة في هذه المرحلة.
إضافة جديدة
قال سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «إن انتخاب شيخة النويس كأول امرأة تفوز بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، إضافة جديدة إلى سجل دولة الإمارات الحافل بالإنجازات، فهو يعكس التزام الدولة الراسخ بتمكين المرأة، وإتاحة المجال أمامها لتولي أرفع المناصب الدولية، والمساهمة في رسم ملامح مستقبل السياحة العالمية، وستقود سعادتها المنظمة إلى حقبة جديدة من التطور والازدهار، لما تمتلكه من خبرات في قطاع الضيافة، وفهم عميق لدوره الاستراتيجي كأحد محركات التنمية المستدامة».
وأضاف: «تتماشى رؤيتها مع رسالتنا في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، والمتمثلة في تعزيز السياحة الشاملة والمسؤولة والغنية ثقافياً، حيث نتطلع إلى مواصلة التعاون مع سعادتها ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة، على تحقيق أهدافنا المشتركة».
إنجاز استثنائي
قال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري: «نهنئ شيخة النويس على انتخابها أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، كأول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة، إن هذا الإنجاز الاستثنائي يعكس المكانة الرفيعة التي وصلت إليها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية، ودورها الفاعل في دعم وتطوير قطاع السياحة العالمي، كما أنه يُجسد الثقة المتنامية بكفاءة المرأة الإماراتية وريادتها، والتي أثبتت جدارتها في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع السياحة، وذلك بفضل رؤية القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود لتمكين المرأة الإماراتية».
وأضاف: «إن تمثيل النويس لدولة الإمارات في هذا المنصب الرفيع سيشكل إضافة نوعية، ونحن على ثقة بأنها ستسهم بشكل فعال في دفع عجلة التحول في القطاع السياحي العالمي، وتحقيق إنجازات مؤثرة تعود بالنفع على الجميع، نتمنى لها كل التوفيق والنجاح في مهامها الجديدة».
مكانة ريادية
في السياق ذاته، قال خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة: «نحن فخورون بهذا الإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة بفوز مرشحتها، شيخة ناصر النويس، بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، هذا الإنجاز ليس فقط شهادة على كفاءة وتميز الكوادر الوطنية، بل هو أيضاً تأكيد على المكانة الريادية التي تحتلها دولتنا على خريطة السياحة العالمية، إن انتخاب أول امرأة على مستوى العالم في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها، يعكس التزام دولتنا بتمكين المرأة وتعزيز دورها القيادي على المستوى الدولي، نحن على ثقة بأن جهود شيخة النويس ستواصل البناء على هذا النجاح من خلال قيادتها المبتكرة التي ستسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي في القطاع السياحي».
بدوره، قال محمود خليل الهاشمي، مدير عام دائرة التنمية السياحية في عجمان: «إن انتخاب شيخة النويس لمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، هو مصدر فخر واعتزاز لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويعكس المكانة المرموقة التي وصل إليها قطاعنا السياحي على الساحة العالمية».
مكانة عالمية
قال محمد الزعابي، الرئيس التنفيذي لـ«ميرال»: «إن وصول النويس لهذا المنصب سيعزز من دور الإمارات في تعزيز النمو السياحي المستدام في العالم، والمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة المتعلقة في تعزيز دور السياحة في تنمية المجتمعات، والنمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل».