أعلن وزير الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، محمد الحويج، عن مبادرة “إسكان الاسر الناجية بدرنة والمناطق المجاورة لها”، لتوفير وحدات سكنية بمشاركة الجهات التابعة والغرف التجارية بكافة المناطق ومجلس أصحاب الأعمال تحت إشراف لجنة دعم وتنسيق جهود الإغاثة بالتعاون مع الغرف التجارية بالمناطق المتضررة.

جاء ذلك خلال اجتماعاً عقده “الحويج”، الثلاثاء، بحضور رئيس لجنة دعم وتنسيق جهود الإغاثة بالوزارة عمر درهوب، وأعضاء اللجنة ورؤساء ومديرو الجهات التابعة للوزارة، ونائب رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة، ونائب رئيس مجلس أصحاب الاعمال، ورؤساء غرف التجارة والصناعة والزراعة مصراتة، سبها، وبتقنية الفيديو رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة درنة والبيضاء.

واستعرض “الحويج” تقرير زيارة اللجنة إلى مدينة درنة والبلديات المنكوبة ونتائج الاجتماعات التي عُقدت مع أعضاء اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة بالمنطقة الشرقية ولجنة الأزمة ببلدية بنغازي، كما اطلع الحاضرون على تقارير حصر الأسر المتضررة والقاطنة بالمدارس في بلديات المنطقة الشرقية.

وأشاد “الحويج” بجهود رئيس وأعضاء اللجنة، و وجّه بإنشاء حساب مصرفي يُخصّص لمبادرة ” إسكان الاسر الناجية بدرنة والمناطق المجاورة لها ” لتوفير وحدات سكنية بمشاركة الجهات التابعة والغرف التجارية بكافة المناطق و مجلس أصحاب الاعمال تحت اشراف لجنة دعم وتنسيق جهود الإغاثة بالتعاون مع الغرف التجارية بالمناطق المتضررة على أن تكون آلية الصرف باعتماد من وزارة الاقتصاد والتجارة والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة ومجلس أصحاب الاعمال.

كما “الحويج” من اللجنة متابعة أوضاع المواطنين والمقيمين بالتنسيق مع اللجان المختصة في المنطقة الشرقية والمساهمة في توفير الاحتياجات العاجلة بمشاركة أصحاب الاعمال واعداد تقارير دورية عن نشاط الجهات التابعة والغرف التجارية لدعم البلديات المتضررة حتى يتم إحالتها الى حكومة الدبيبة.

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: التجارة والصناعة والزراعة الجهات التابعة أصحاب الاعمال

إقرأ أيضاً:

"مبادرة السويق".. نموذج للتواصل الحكومي الفعَّال

 

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

في ظل التطور المُتسارع الذي تشهده سلطنة عُمان في مختلف المجالات، تبرز الحاجة إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات الحكومية والمواطنين، لضمان تقديم الخدمات بأعلى مستويات الكفاءة والشفافية، وفي خطوة تحسب لمكتب محافظ شمال الباطنة، أطلعت وعن قرب على اللقاء المباشر بين المواطنين ورؤساء المصالح الحكومية في ولاية السويق، بهدف تخليص المعاملات المتعثرة وتلقي المقترحات والشكاوى مباشرة من أصحابها.

هذه المبادرة التي تعد نموذجًا للعمل الحكومي القائم على المشاركة المجتمعية، تعكس رؤية القيادة الحكيمة لمحافظ شمال الباطنة بضرورة تقريب المسافة بين الجهات الخدمية والجمهور، وتذليل العقبات التي قد تعترض سير معاملات المواطنين.

لا يخفى على أحد أن تعقيد الإجراءات الحكومية خاصة تلك المشتركة بين أكثر من مؤسسة يُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه المواطنين في مختلف ولايات السلطنة، فكثيرا ما يتطلب إنهاء معاملة واحدة مراجعة عدة دوائر؛ مما يهدر الوقت والجهد، ويولد شعورا بالإحباط لدى المراجعين. هنا تأتي مبادرة "تحت سقف واحد" كحل عملي يختصر الطريق، ويوفر منصة تلتقي فيها كافة الجهات المعنية بالخدمات في مكان واحد، مما يسهل عملية المتابعة ويسرع إنهاء الإجراءات.

وحضور سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة وسعادة عيسى بن أحمد المعشني والي السويق إلى جانب مديري العموم بالمؤسسات الخدمية، أضفى على اللقاء أهمية كبرى، وبعث برسالة واضحة بأن صوت المواطن مسموع، وأن هناك إرادة سياسية حقيقية لمعالجة أي تعقيدات تواجهه. كما إن تخصيص وقت كافٍ للحوار المباشر من الثامنة والنصف صباحاً حتى الثانية والنصف ظهرا يظهر جدية الجهات المنظمة في استيعاب أكبر عدد ممكن من المراجعين، وضمان تحقيق الفائدة المرجوة.

ورغم أنَّ الهدف المباشر للقاء هو تسريع إنجاز المعاملات، إلّا أن فلسفته تتجاوز ذلك إلى أبعاد أعمق، تتمثل في تعزيز الثقة بين المواطن والمسؤول؛ فالحوار المباشر يزيل الحواجز النفسية، ويظهر أن المسؤولين ليسوا مجرد موظفين خلف المكاتب؛ بل شركاء في تحقيق التنمية ورفاهية المجتمع، كما إن رصد التحديات على أرض الواقع يكون تأثيره أعمق فما يُطرح في الاجتماعات الرسمية قد لا يعكس دائمًا التفاصيل الدقيقة لمشكلات المواطنين، بينما اللقاءات المباشرة تتيح فهم أبعاد المشكلات بشكل أدق، كما أن هذه الفكرة تعمل على تحفيز الابتكار في الخدمات الحكومية؛ حيث إنَّ ملاحظات المواطنين قد تُلهِم مسؤولي الجهات الحكومية إلى تبني أفكار جديدة تحسن جودة الخدمات، سواء عبر تبسيط الإجراءات أو توظيف التقنية، وتعزز هذه الخطوة الشفافية والمحاسبة فوجود المسؤولين في مكان واحد أمام الملأ يشجع على النقاش الصريح، ويقلل من احتمالية التعتيم على أي تقصير.

ورغم الإشادة بهذه الخطوة، إلّا أن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستبقى مثل هذه المبادرات مناسبات استثنائية، أم أنها ستصبح نهجًا دائمًا في العمل الحكومي؟

الأكيد أن المواطنين يتمنون أن تكون هذه اللقاءات بدايةً لآلية دائمة، ربما عبر إنشاء "منصات خدمية شهرية" في مختلف ولايات المحافظة، أو تعميم الفكرة على مستوى جميع الولايات، كما إن توظيف التكنولوجيا مثل تطبيقات الهاتف المحمول أو المنصات الإلكترونية يمكن أن يكمل هذه الجهود، ويجعل التواصل مع المسؤولين مُمكنًا في أي وقت.

شكرًا لسعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة على هذه المبادرة التي ستُحقق قيمةً مضافةً للعمل الكبير الذي يُبذل في المحافظة؛ فهذه المبادرة تُثبت أن الحلول البسيطة- كالجمع بين المواطن والمسؤولين تحت سقف واحد- قد تكون الأكثر فعالية، وهي خطوة تذكرنا بأنَّ جوهر العمل الحكومي الناجح ليس في التعقيد الإداري؛ بل في الاقتراب من الناس، وفهم احتياجاتهم، والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة الوطن وأبنائه.

ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • وفد كوسوفو يزور البارالمبية الوطنية
  • مسارات واضحة لتنفيذ الخطة الوطنية للتجارة الإلكترونية ورفع مكانة عُمان إقليميًا ودوليًا
  • اللجنة الإشرافية للخطة الوطنية للتجارة الإلكترونية تعقد اجتماعها الأول لعام 2025
  • ندوة تعريفية تناقش مكافحة الإغراق بغرفة البريمي
  • ترامب: حققنا اختراقا في المفاوضات التجارية مع الصين
  • "اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية" يُعيِّن أديب أحمد لقيادة التعاون الاقتصادي مع الشرق الأوسط
  • "غرف تجارة وصناعة الهند" يعيّن أديب أحمد لقيادة التعاون الاقتصادي مع الشرق الأوسط
  • "مبادرة السويق".. نموذج للتواصل الحكومي الفعَّال
  • صالح: احتضان غرفة التجارة والصناعة مؤتمر الذكاء الاصطناعي يضع الجنوب على خارطة التحوّل الرقمي
  • عُمان تحتفل بـ25 عامًا على الانضمام لـ"منظمة التجارة"