إمكانات جديدة لـ جوجل بارد منها البحث في بريدك الإلكتروني
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أصبح Bard AI برنامج الدردشة العامل بالذكاء الاصطناعي التوليدي من جوجل والمنافس الأول لأداة "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي" بإمكانيات أكبر خاصة في مجال البحث على الويب وفي المنصات المختلفة.
قام برنامج الدردشة الفورية بتوسيع قدراته إلى ما هو أبعد من مجرد الحصول على الإجابات من شبكة الويب، بحيث يمكنه الآن البحث في البريد الإلكتروني Gmail الخاص بك ومستندات جوجل وDrive لمساعدتك في العثور على المعلومات التي تحتاجها.
وقال سامانيو جارج، الرئيس التنفيذي لشركة Writesonic المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني مع life wire: "تقوم الأداة الجديدة بغربلة العديد من رسائل البريد الإلكتروني أو المستندات بكل بساطة وسهولة، ويمكن أن تساعد هذه الميزة المستخدمين في مهام مختلفة، سواء إنشاء ملخصات من المستندات المعقدة المخزنة في Drive، أو استخراج معلومات محددة من العديد من رسائل البريد الإلكتروني في Gmail، أو حتى توفير تحديثات في الوقت الفعلي من الخرائط أو الرحلات الجوية."
يمكنك مطالبة Bard بالبحث في Gmail الخاص بك عن طريق بدء سؤالك بـ "@mail". أو بدلاً من ذلك، يمكنك ببساطة طرح السؤال التالي: "ابحث في بريدي الإلكتروني للحصول على تفاصيل حول رحلتي القادمة"
على سبيل المثال، إذا كنت تخطط لرحلة إلى مكان ما يتطلب عمل الكثير من البحث على الويب فيمكنك الآن أن تطلب من Bard الحصول على التواريخ المناسبة لك ولجميع معارفك من Gmail، والبحث عن معلومات الطيران والفنادق في الوقت الفعلي، وبالتالي يوفر عليك الوقت والمجهود.
قال يوري بينسكي، مدير إدارة المنتجات في Bard، في تدوينة على موقع الشركة على الويب: "يمكنك رؤية اتجاهات خرائط Google إلى المطار، وحتى مشاهدة مقاطع فيديو على YouTube حول الأشياء التي يمكنك القيام بها هناك، كل ذلك في محادثة واحدة".
قال إميل أكيسون، رئيس مجلس إدارة شركة الاستشارات CLC & Partners، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى Lifewire، إن قدرة Bard على البحث في مستنداتك يمكن أن تغير قواعد اللعبة، مضيفا "إنه أمر مألوف جدا وجود عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني في حساب واحد، وبالتالي وجود مساعد الذكاء الاصطناعي يوفر لك الوصول للمعلومة المهمة على الفور باستخدام مطالبات بسيطة سيضيف قيمة هائلة للعديد من المستخدمين. تخيل أنك لن تضطر إلى البحث في رسائل البريد الإلكتروني أو المستندات يدويًا؛ سوف يقوم Bard بذلك نيابةً عنك."
تهدف ميزة جديدة في Bard إلى معالجة مشكلة مستمرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي تلقي ردود غير دقيقة، والتي يشار إليها عادةً باسم "الهلوسة"، يمكن للمستخدمين الآن معرفة أي أجزاء من ردود Bard تتوافق مع نتائج بحث Google أو تنحرف عنها.
وأشار جارج إلى أن عددًا قليلاً من روبوتات الدردشة الأخرى تتمتع بقدرات مماثلة لتلك التي يتمتع بها برنامج Bard من Google. على سبيل المثال، يمكن لـ ChatGPT Plus الأعلى في الإمكانيات من النسخة العادية والمزود بالمكونات الإضافية تنفيذ مهام مشابهة لـ Bard. فهو يتيح للمستخدمين الاستفادة من برمجة الذكاء الاصطناعي المتطورة لجلب البيانات وإنشاء المحتوى وتقديم استجابات دقيقة.
علاوة على ذلك، عمل بارد الجديد يمتد إلى ما هو أبعد من رسائل البريد الإلكتروني، حيث يعمل مع العديد من المنصات الأخرى مثل LinkedIn وTwitter وGoogle Docs، و يعمل على مستوى أكثر تفصيلاً لكل تطبيق، مما يسمح للمستخدمين بالاستفادة من كل منصة إلى أقصى حد بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
الجدير بالذكر أن تحديث Bard يبدو وكأنه رد شركة جوجل على برنامج Copilot المقدمة مؤخرا من Microsoft، والذي يساعد مستخدمي نظام Microsoft 365 الأساسي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جوجل جوجل بارد الذكاء الاصطناعي التوليدي تشات جي بي تي أوبن أيه آي الذکاء الاصطناعی البحث فی
إقرأ أيضاً:
هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟
كينيث روجوف / ترجمة - فاخرة الراشدية -
لا يوجد شك بأن الذكاء الاصطناعي يُغير الاقتصاد العالمي اليوم بوتيرة متسارعة، لكن هل للحد الذي يُنقذ الدول الغنية من ضغوط الديون المتزايدة؟ لا سيما مع تفاقم العبء على برامج الرعاية نتيجة شيخوخة السكان، وإن يكن كذلك، فهل يمكن لهذه الدول أن تدير عجزًا ماليًا أكبر، وكأنها تحمّل الأجيال القادمة عبء الديون الحالية؟
بالتأكيد أن التقييم المتفائل للتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي قد رفع أسواق الأصول خلال السنوات الماضية، ويتجلى ذلك بشكل لافت في أسواق الأسهم التي تواصل صعودها، رغم الشلل السياسي في فرنسا، وإغلاق الحكومة والتدخلات في استقلالية البنك المركزي في الولايات المتحدة، فضلًا عن هجرة الكفاءات عالية المهارة من المملكة المتحدة. مع أنني لطالما جادلت بأن الذكاء الاصطناعي سيحل في نهاية المطاف مشكلة ضعف النمو في الاقتصادات المتقدمة، إلا أنني حذرت أيضًا من أن العديد من العقبات المحتملة قد تبطئ وتيرة هذا التحول. ومن العوامل المادية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية العديدة التي يجب أخذها في الاعتبار، إمدادات الكهرباء، وحقوق الملكية الفكرية، ونقص الكفاءات الماهرة في مجال الذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى إنشاء نظام شامل يحكم كيفية تواصل روبوتات الدردشة وتبادل المعلومات، بما في ذلك آلية التسعير. وقد استثمرت شركات الذكاء الاصطناعي مبالغ طائلة للهيمنة على السوق (إذا سمحت الحكومات بذلك)، واستعدادها لاستنزاف الأموال مقابل المستخدمين والمعلومات، وربما في المستقبل غير البعيد، ستحتاج هذه الشركات إلى إنشاء مصادر دخل وعلى الأغلب سيكون ذلك عبر الإعلانات، تمامًا كما فعلت شركات التواصل الاجتماعي من قبل.
على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشارت إلى تبني مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن المسائل الشائكة المتعلقة بكيفية ترميز الأحكام الأخلاقية في هذه النماذج، والتي تقع حاليًا ضمن اختصاص مجموعة صغيرة من المطورين، ستُعالج في نهاية المطاف من قِبل الكونجرس الأمريكي والمحاكم، وكذلك من قِبل السلطات في دول أخرى. ومع ذلك، فإن أكبر موجة اعتراض ستصدر على الأرجح من مئات الملايين من العاملين في الوظائف المكتبية الذين ستطيح بهم هذه التكنولوجيا، ليصبحوا القضية السياسية الجديدة، تمامًا كما كان عمّال المصانع في العقود الماضية، وعمّال الزراعة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
أي شخص يعمل على الحاسوب معرضٌ للأتمتة، والاعتقاد بأن عددًا قليلًا من الشركات يمكنه استبدال جزء كبير من القوى العاملة دون أي اضطرابات سياسية ليس سوى ضربًا من الخيال. فباستثناء حدوث تحوّل سلطوي جذري، سيكون الاضطراب الاجتماعي أمرًا لابد منه، وهو ما سيمنح مادة سياسية قوية لشخصيات مثل زهران ممداني السياسي الاشتراكي وعمدة نيويورك البالغ من العمر 33 عامًا، خاصة في ظل تأثير الذكاء الاصطناعي على تقليص فرص العمل أمام الأجيال الشابة. إلى جانب ذلك، هناك حقيقة مقلقة تتمثل في تركيز العديد من التطبيقات الأكثر تقدمًا للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، ما قد يشعل سباق تسلح واسع النطاق، وربما يؤدي إلى انتشار حروب تُدار بأنظمة قتالية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تشمل جيوشًا من الطائرات المسيّرة. كما أن الانقسامات والصراعات الجيوسياسية تضر بالنمو الاقتصادي على المدى الطويل، ومن المحتمل أن تُضعف الإيرادات الضريبية بقدر ما قد تعززها. ومن جهة أخرى، قد يمنح الذكاء الاصطناعي دولًا صغيرة وجماعات إرهابية القدرة على الوصول إلى أبرز العلماء في مجالي الفيزياء والبيولوجيا بضغطة زر واحدة. وأخيرًا، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض، رغم إنكاره المستمر لتغير المناخ، لا تعني أن التهديدات التي يشكلها الاحتباس الحراري العالمي قد زالت، حيث من المتوقع أن تتصاعد تكاليف تغير المناخ غير المنضبط بشكل حاد خلال العقود القادمة، ما لم يتمكن أسياد الذكاء الاصطناعي من حل المشكلة، رغم توصلهم إلى أن الحل يكمن في تقليل عدد السكان بشكل كبير.
ومن المغالطة أن فكرة ظهور الذكاء الاصطناعي العام، بعد فترة انتقالية طويلة وسيئة، سيحل جميع مشاكل العالم الغني. فحتى لو عزز الذكاء الاصطناعي العام النمو الاقتصادي، فمن شبه المؤكد أنه سيؤدي إلى زيادة كبيرة في حصة رأس المال في الناتج، وانخفاض مماثل في حصة العمالة. في الواقع، يشهد سوق الأسهم ازدهارًا لأن الشركات تتوقع انخفاض تكاليف العمالة. وبناءً على ذلك، لا يمكن ترجمة توقعات الأرباح المرتفعة المنعكسة عن ارتفاع أسعار الأسهم على أنها نمو اقتصادي شامل.
ويعيدنا هذا إلى مسألة الدين الحكومي، حيث لا يوجد ما يدعو إلى افتراض أن النمو الناتج عن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة مُماثلة في عائدات الضرائب الحكومية، مع أن هذا الافتراض يُعد مُنطقيًا في الماضي. فحصّة رأس المال باتت أكثر تركّزًا في أيدي فئة محدودة تمتلك نفوذًا سياسيًا واسعًا، كما أن رأس المال نفسه قادر على الانتقال بسهولة عبر الحدود بحثًا عن بيئات ضريبية أقل تكلفة، ما يجعل فرض الضرائب عليه أصعب بكثير مقارنة بضرائب العمالة.
وبالرغم من أن رفع الحواجز الجمركية قد يحدّ نظريًا من هذا الهروب الرأسمالي، فإن مثل هذه السياسات ستنعكس سلبًا على اقتصادات الدول نفسها في نهاية المطاف. صحيح أن الذكاء الاصطناعي يقود تحولًا واسعًا، وأصبح بالفعل عاملًا محوريًا في تسريع سباق تسلّح جديد بين الولايات المتحدة والصين مع اعتماده المتزايد في الأنظمة العسكرية المتقدمة، إلا أنه سيكون من المغامرة أن تفترض الاقتصادات المتقدمة أن هذه التقنية قادرة وحدها على معالجة مشكلات الميزانيات العامة التي عجز السياسيون عن حلّها.
كينيث روجوف، كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، وأستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في جامعة هارفارد