قالت دار الإفتاء إن القول بحرمة وبدعية شراء الحلوى في المولد بدعوى أنها أصنام، وأنه لا يجوز الأكل منها ولا إهداؤها: هو كلام باطل، ولا يجوز العملُ به ولا التعويل عليه، ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية.

مظاهر الفرح بمولد النبي

وتابعت من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: لقد نصَّ العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح في ذكرى المولد النبوي الشريف؛ فقد قال الحافظ السيوطي: "فيستحبُّ لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات".

ولفتت إلى أن ذكرى المولد النبوي الشريف تذكرنا وتؤكد ضرورة التأسي بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتحلي بها، تلك الأخلاق التي شملت آثارُها أهله وأصحابه والأمة قاطبة، فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم خير الناس وخيرهم لأمته وخيرهم لأهله.

وشددت على أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو جمع الناس على الذكر، وقراءة القرآن ومطالعة السيرة النبوية العطرة، خاصة قراءة قصة المولد النبوي الشريف والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم إلى الدنيا.

وشددت على أن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم العطرة مليئة بالمواقف والأحداث التي تعلمنا قيمًا إنسانية راقية تستقيم معها الحياة وتُعمَّر بها الأرض، إذا ما ترجمناها إلى واقعٍ عملي في حياتنا؛ فهو صلى الله عليه وآله وسلم القدوة المطلقة؛ قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

احتفالات المولد النبوي.. الصوفية يواصلون أفراحهم بذكرى خاتم المرسلين |فيديو وصور موكب المولد النبوي.. الصوفية تحتفي بذكرى ميلاد خاتم المرسلين في رحاب الحسين|صور طاقة حب ورحمة

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: كان سيدنا رسول الله ﷺ طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة ورقة تسري روحها في كل شيء. والشجرة التي استظل تحتها النبي ﷺ في وادي الأردن وهو ذاهب في رحلته إلى الشام، والتقى عندها ببحيرا الراهب - وقيل إنه راهب البُحيرة ولذا سُمي بهذه الأحرف بَحيرا- باقية إلى يومنا هذا، لا شجرة سواها في صحراء قاحلة وهي خضراء، وبحساب علماء الطاقة فإن لها طاقة نورانية هائلة.. يستظل بها الناس إلى يومنا هذا! وكأن الله شاء لها أن يُهذبها؛ فلو نظرت إليها لوجدتها على هيئةٍ غريبة كأن بستاني قد فعل فيها فنه وجماله... ولكنه أمر الله - سبحانه وتعالى - ..شجرة باقية إلى يومنا هذا..! ما الذي جعلها مورقة؟!
يقول أهل الله: إن الذي جعلها كذلك أن من جلس تحتها واستظل بظلها مَحَبَّةٌ مُطْلَقَةٌ، وهو الذي نقول عنه محمد بن عبد الله ﷺ..مَحبةٌ مُطْلَقة..؛ لا يعرف الكراهية، ولا يعرف الحقد، ولا يعرف الحسد، ولا يعرف الكبر، ولم تَرد على قلبه تلك المعاني..سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله ﷺ..بأبي أنت وأمي يا سيدي يا رسول الله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء مولد النبي المولد النبوي الشريف إحياء المولد النبوي الشريف صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی رسول الله

إقرأ أيضاً:

فتاوى تشغل الأذهان.. حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة.. لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. دار الإفتاء توضح

فتاوى تشغل الأذهان
ما حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس؟.. الإفتاء تجيب
لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. الإفتاء توضح
أمين الإفتاء: شروط صحة الصلاة مقسمة إلى نوعين


نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين في حياتهم اليومية، نرصد أبرزها في هذا التقرير.

رسميًا.. موعد صلاة عيد الأضحى 2025 في القاهرة والمحافظات وعدد أيام الإجازةصلاة العشاء كم ركعة للفرض والسنة وسرا وجهرا؟.. كثيرون لا يعرفون

في البداية، ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس؟ أحيانا تقتضي الحاجة في المسجد الكلام أثناء خطبة الجمعة؛ لتنظيم حركة الناس في المسجد والأماكن التي يجلسون فيها ونحو ذلك، فهل يجوز للقائمين على المسجد الكلام وتوضيح ذلك أثناء خطبة الجمعة؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إنه يجوز للقائمين على أمر المسجد الكلام في أثناء الخطبة ما دام كان هناك حاجة تدعو إلى ذلك، كتنظيم حركة النَّاس وأماكن الجلوس فيه، مع التنبيه على أنَّه إن كانت الإشارة تغني عن الحركة أو الكلام، فإنَّه يقتصر عليها جلبًا للثواب وزيادة في الأجر ومحافظة على السكينة والهدوء حتى يحصل الإنصات للمصلين.

وأوجب الشرع الشريف صلاة الجمعة على المسلم الحر العاقل البالغ المقيم، الخالي من الأعذار المبيحة للتخلف عنها، وأمره بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ؛ فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].

وحدد لنا صلى الله عليه وآله وسلم آدابًا شرعية ينبغي على المُصلِّي أن يتحلى بها، منها: الإنصات والاستماع في أثناء الخطبة؛ لكونهما سببًا في مغفرة الذنوب والآثام بينه وبين الجمعة الأخرى، فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَتَطَهَّرَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ ادَّهَنَ أَوْ مَسَّ مِنْ طِيبٍ، ثُمَّ رَاحَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَصَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ أَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى» متفق عليه -واللفظ للإمام البخاري.

واختلف الفقهاء في حكم الإنصات والاستماع لها والكلام في أثنائها:

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والإمام الشافعي في القديم، والحنابلة في رواية، إلى أنَّه يجب على المُصلِّي أن ينصت ويستمع للخطبة ويحرم عليه الكلام في أثنائها؛ لما في ذلك من إبطال لمعناها وإزالة لفائدتها، فمن تكلم عامدًا كان عاصيًا، ومن تكلم جاهلًا كان لاغيًا؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، ولنهي النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك في قوله: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ» متفق عليه.

وقالت هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تُعد من أعظم أيام السنة، ولها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية، حيث اجتمع فيها من الفضل ما لم يجتمع في غيرها من الأيام.

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريح: "جرت سنة الله تعالى في خلقه أن يجعل لبعض الأزمنة فضلاً على غيرها، تمامًا كما فضل أماكن وأشخاصًا، فجعل للمسجد الحرام والمسجد الأقصى شرفًا عن غيرهما، وكرم الإنسان على سائر المخلوقات، ومن ضمن هذه التفضيلات، نجد أن الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة لها منزلة عالية، فهي من أعظم أيام العام".

وتابعت: "فضل هذه الأيام يبدأ بكونها واقعة في شهر من الأشهر الحُرُم، وهو شهر ذي الحجة، وقد قال الله تعالى: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، كما ورد ذكر هذه الأيام في القرآن في أكثر من موضع، ومنها قول الله تعالى: (واذكروا الله في أيامٍ معدودات)، وقد فسّر المفسرون هذه الأيام بأنها العشر الأوائل من ذي الحجة".

وأكدت أمينة الفتوى بدار الإفتاء أن السنة النبوية أظهرت كذلك فضل هذه الأيام، حيث قال النبي ﷺ: ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، والمقصود بها العشر، حتى إن الصحابة قالوا: "ولا الجهاد؟"، فقال النبي: ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.

وأضافت: "في هذه الأيام يُستحب الإكثار من التسبيح، والتهليل، والتكبير، كما قال النبي ﷺ: فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد، ويكفي أن هذه الأيام تحتوي على يوم عرفة، وهو يوم العتق الأكبر من النار، كما ورد عن النبي ﷺ أنه قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وصيامه يكفّر ذنوب سنتين، السنة الماضية والقادمة".

وأكدت على أن الله سبحانه وتعالى أقسم بهذه الأيام لعظيم قدرها، في مطلع سورة الفجر: (والفجر وليالٍ عشر)، وبعض المفسرين أكدوا أن المقصود بالليالي العشر هي العشر الأوائل من ذي الحجة، وما أقسم الله بشيء في القرآن إلا للدلالة على عظمته، فحريٌ بنا أن نغتنم هذه الأيام، ونكثر فيها من العمل الصالح والتقرب إلى الله.

وأكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن الصلاة عبادة عظيمة لها أركان وشروط وسنن، لا بد من مراعاتها حتى تُقبل الصلاة وتُعتبر صحيحة شرعًا.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، أن الأركان هي أجزاء جوهرية في الصلاة، وبدونها لا تقوم الصلاة، مثل: تكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والسجود، والاعتدال من الركوع، مشيرا إلى أن الأركان بمثابة أساس البناء، وإذا نقصت أي منها سقط البناء، وكذلك الصلاة لا تصح إلا بها.

أما الشروط، فأوضح أنها مقسمة إلى نوعين، هما شروط الوجوب، وهي تتعلق بالمكلف نفسه، وتشمل الإسلام، والبلوغ، والعقل، وخلوّ المكلف من الموانع الشرعية كالحيض والنفاس، والأخرى شروط الصحة، وهي شروط مرتبطة بالعبادة نفسها مثل دخول وقت الصلاة، الطهارة، استقبال القبلة، ستر العورة، والنية.

وأشار إلى أن وجود الأركان مع عدم تحقق شروط الصحة مثل دخول الوقت يجعل الصلاة باطلة شرعًا، مؤكدا أهمية تحقق جميع الشروط حتى تصح الصلاة.

وشدد على أن النية يجب أن تكون قبل بدء الصلاة، فلا يجوز أن يبدأ المصلي الصلاة ثم ينوي بعدها، كما ذكر خطأ شائعًا بين المسافرين الذين ينون أداء صلاة كاملة ثم يصغرونها بدون تعديل النية.

وعن السنن في الصلاة، قال أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنها تنقسم إلى: سنن أبْعاض، وهي سنن تُستحب ويُثاب فاعلها، لكنها ليست من الأركان، وأيضا سنن هيئات، وهي الأحوال الظاهرة أثناء الصلاة مثل رفع اليدين عند التكبير، وتركها لا يبطل الصلاة.

طباعة شارك فتاوى تشغل الأذهان خطبة الجمعة الإفتاء العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا شروط صحة الصلاة

مقالات مشابهة

  • صيام العشر من ذي الحجة.. متى تبدأ وهل صامها النبي؟
  • أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. داوم عليه من مغرب اليوم
  • المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
  • هل يأثم من ترك صيام يوم عرفة؟.. أمين الإفتاء يحسم الجدل
  • مميزات شهر ذي الحجة.. اعرف أهم الأعمال فيه
  • ما حكم قراءة الأبراج ومتابعتها؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الكلام في الهاتف المحمول أثناء الطواف.. دار الإفتاء تجيب
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة.. لماذا تعد العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أيام الدنيا؟.. دار الإفتاء توضح
  • ما حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس؟.. الإفتاء تجيب
  • أحكام الحج للمرأة.. ما موقف الشرع من الحائض والنفساء؟