المطربة اللبنانية نجاح سلام.. إرث كبير وأثر لا يُمحى في ذاكرة الأغنية العربية
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
نجاح سلام كانت من أوائل الأصوات التي واكبت المشروع الأول لبناء هوية موسيقية لبنانية
وترجلت نجاح سلام عن صهوتها عن عمر اثنين وتسعين عاما هي التي لقبت بصوت العروبة، وجمعت في صوتها الشجي بين الغناء الشعبي والأناشيدي والطرب فغنّت الأغاني الشعبية البسيطة مثل برهوم حاكيني وميّل يا غزّيل.
اقرأ أيضاً : الموت يغيب الفنانة اللبنانية نجاح سلام المشهورة بآداء "ميّل يا غزيّل"
وقدمت عايز جواباتك من ألحان رياض السنباطي أغلى إسم في الوجود وأنا النيل مقبرة للغزاة.
كانت نجاح سلام من أوائل الأصوات التي واكبت المشروع الأول لبناء هوية موسيقية لبنانية، هي الآتية من عائلة بيروتية معروفة والمولودة في آذار عام 1931.
فجدها عبد الرحمن سلام مفتي لبنان، وقريبها رئيس الحكومة صائب سلام، شقيقها الصحافي عبد الرحمن سلام، ووالدها الفنان وعازف العود محيي الدين سلام ورئيس ومؤسّس الدائرة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية آنذاك، والمُشرِف على إختيار الأصوات والمكتشف الكثير من النجوم.
علّمها والدها أصول الغناء في بداياتها، ففي العام 1940، اكتشف جمال صوتها، حين كانت في مدرسة الحاج سعد الدين الحوري الملاصقة لبيتها، حيث كانت تقرأ القرآن في طابور الصباح.
ومنذ ذلك الوقت أدخلها إلى مدرسة زهرة الإحسان وهي مدرسة راهبات داخلية ومتشددة. فكانت مسألة محزنة بالنسبة إليها .
لكن رغم ذلك أحيت أول حفل لها في العام 1942، في الجامعة الأميركية في بيروت.
نقطة التحول في حياة سلام الفنية كانت عام 1948 حين سجّلت أغنيتها الأولى حوّل يا غنام حوّل في الإذاعة اللبنانية، وهي من تأليف وألحان إيليا المتني، ولاقت نجاحاً كبيراً، لتتحوّل إلى أسطوانة في العام التالي، وتتلقى دعوات عدة للغناء في حلب ودمشق وبغداد، وهي الأغنية التي أعاد تأديتها فنانون كثر.
بعد حول يا غنام أتت أغنية يا جارحة قلبي لحن سامي الصيداوي، ثم تبعهما العديد من الأغنيات لملحنين مثل نقولا المنّي وفيلمون وهبة قوبلت بنجاح واسع في لبنان، وامتدت إلى الجوار فتلقت عقداً من الإذاعة السورية، للغناء ووصلت شهرتها الى العراق، اذ كانت أغنيتها حول يا غنام على كل لسان هناك، مما جعلها تمكث ستة أشهر في بغداد وتغني في كل ليلة في نادي روكسي.
في العام 1951 كنت تغني في فندق طانيوس في عاليه، وكان فريد الأطرش سمع بها وحجز طاولة وجاء خصيصاً لسماعها بصحبته سامية جمال وعزيز عثمان وليلى
فوزي. غنت له: يا عواذل فلفلوا وقف وصفق طويلاً ثم إلتقته مع والدها في الفندق وطلب منه مرافقتها الى مصر.
رفض الوالد وعارض الفكرة في البداية، إلا أنها انتقلت إلى القاهرة التي سبقتها إليها العديد من المطربات اللبنانيات في ذلك الوقت، ومنهن نور الهدى وصباح ولور دكاش، وبدأت عملها في السينما، حيث أدّت أدواراً رئيسية في عدد من الأفلام، وشاركت لاحقا في العديد من الأفلام الغنائية.
تعرفت سلام إلى رياض السنباطي فغيّر إتجاهها الفني بشكل جذري. وقال لها: هذه الأغنيات قليلة بالنسبة لصوتك وموهبتك، صوتك فيه أكثر من هذا بكثير.
فلحن لها لنيل مقبرة للغزاة في عام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر وغيرها الكثير من الأغنيات الرائعة.
غنت أيضاً من ألحان محمد عبد الوهاب وخصوصا في فيلم سكة السعادة.
لحن لها محمد الموجي يا مالكاً قلبي، وهي الأغنية نفسها التي غناها عبد الحليم حافظ، وغيرها إضافة إلى أغاني فيلم كامل. ومن ألحان سيد مكاوي غنت أيضاً، وتعاونت مع بليغ حمدي، أحمد المحلاوي وفؤاد حلمي وغيرهم من الملحنين المصريين بالإضافة الى باقة كبيرة من الأغنيات لملحنين لبنانيين أمثال حليم الرومي، إيليا المتني، سامي الصيداوي، عفيف رضوان، وحسن غندور. ومن سوريا غنت من لحن عدنان قريش وسهيل عرفة وشفيق شكري ونجيب السراج وغيرهم.
بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، قدمت أغنيتها الشهيرة يا أغلى اسم في الوجود، التي كانت فاتحة للعديد من الأغاني الوطنية والعاطفية التي لحّنها لها كبار المؤلفين الموسيقيين خلال الستينيات والسبعينيات.
وشكلّت مع زوجها الفنان محمّد سلمان ثنائياً فنياً ووطنياً مذ قدّم رائعته: لبيّك يا علَم العروبة، وقبل إستقلال الجزائر كانت نجاح سلام الصوت الأول الذي غنّى:يا طير يا طاير خد البشاير من مصر وإجري على الجزاير.
وفي حرب تشرين دوّى نشيدها سوريا يا حبيبتي، من تأليف وتلحين محمّد سلمان الذي شاركها الغناء ومعه المطرب محمّد جمال.
في العام 1974 اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية فسافرت إلى القاهرة وأقامت فيها حيث تم تكريمها بمنحها الجنسية المصرية وأطلق عليها لقب عاشقة مصر لما قدمته من أغنيات وطنية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
بعدها عادت إلى لبنان وقدمت لبنان درة الشرق كلمات الشاعر صالح الدسوقي وألحان الفنان أمجد العطافي، وقد كرمها الرئيس الهراوي في قصر الرئاسة ومنحها وسام الإستحقاق برتبة فارس.
انقطعت عن الغناء منذ أكثر من ثلاثين عاماً، والتزمت الصمت ولعل أبلغ ما قيل فيها من الموسيقار محمد عبد الوهاب أن صوت نجاح سلام يتحدى الزمن، إنه الصوت الذي لا يشيخ أبداً.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: وفاة فنان لبنان بيروت مصر نجاح سلام فی العام
إقرأ أيضاً:
معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن الحكومة البريطانية هددت بوقف تمويل المحكمة والخروج من نظام روما الأساسي الذي أنشأها، إن مضت في خططها لإصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كريم خان ذكر هذا الادعاء في مذكرة قدمها للمحكمة دفاعا عن قراره بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان ذلك في 23 أبريل/نيسان 2024 عندما تلقى خان اتصالا هاتفيا حازما من مسؤول بريطاني لم يكشف عن هويته.
لكن تقارير إعلامية رجحت أن يكون المتصل وزير الخارجية البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون.
وأضاف خان أن المسؤول البريطاني اعتبر أن إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت أمر غير متناسب.
وقد أوضح المدعي العام -وهو بريطاني من أصول باكستانية- أن التهديدات البريطانية لم تكن الوحيدة، فقد تلقى أيضا تحذيرات من مسؤول أميركي بأن إصدار مذكرات التوقيف سيؤدي إلى "عواقب كارثية".
وخلال مكالمة أخرى في الأول من مايو/أيار 2024، حذره السيناتور الأميركي ليندسي غراهام من أن تنفيذ المذكرات قد يدفع حركة حماس إلى قتل الأسرى الإسرائيليين.
وفي مواجهته لدعوات تأجيل إصدار مذكرة التوقيف، قال خان إنه أصرّ خلال المكالمة على أنه لم تكن هناك أي إشارة إلى استعداد الحكومة الإسرائيلية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية أو تغيير سلوكها.
وكشف خان أنه أصر على إرسال رد قوي من 22 صفحة على طلب إسرائيل بإلغاء المذكرات، "بعد أن رأى أن الرد الأولي كان ضعيفا.
كذلك، أوضح المدعي العام للجنائية الدولية أنه شكّل لجنة من خبراء القانون الدولي لتقييم اختصاص المحكمة وإمكانية محاكمة نتنياهو وغالانت و3 مسؤولين من حماس.
يذكر أنه بدعم أميركي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، وأدت لسقوط أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.
التزام علني
وعبرت عدة دول أوروبية عن التزامها بقرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو، مما أجبره على تفادي المرور في أجواء هذه الدول الأوروبية خوفا من اعتقاله.
إعلانوإذا كانت بريطانيا، حاولت سرا إنقاذ نتنياهو فإنها لم تعارض علنا مذكرة توقيفه، بل أبدت احترام المحكمة وأكدت التزامها بميثاق روما الأساسي.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن لندن "ستتبع الإجراءات القانونية الواجبة" إذا زار نتنياهو البلاد.
وجاء ذلك تعليقا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الأخير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وردا على سؤال عما إذا كانت لندن ستنفذ أمر الاعتقال، قال لامي: "نحن موقعون على نظام روما، ودائما نلتزم بتعهداتنا بموجب القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".