بعد تَسَبُبها بمقتل ممثلة.. مخاوف من عمليات التجميل العشوائية في الأرجنتين
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
تتزايد في الأرجنتين عمليات التجميل التي تُجرى أحياناً بعيداً من أي رقابة، وسلّطت الضوء على هذا الواقع وفاة ممثلة أرجنتينية أخيرا يُشتبه في أنها قضت نتيجة آثار جانبية لجراحة من هذا النوع.
وبرزت سيلفينا لونا التي كانت تبلغ 43 عاماً عند وفاتها، في النسخة الأرجنتينية من برنامج "بيغ براذر"، ثم انطلقت المرأة الشقراء ذات العينين الزرقاوين في مسيرة مهنية جمعت بين عرض الأزياء وتقديم البرامج التلفزيونية.
وعام 2011، خضعت لونا لعملية جراحية ترمي إلى زيادة حجم الأرداف، لكنّها عانت التهابات ثم مضاعفات وفرطاً في كالسيوم الدم وفشلاً كلوياً، مما استدعى دخولها المستشفى لأسابيع في انتظار إجراء عملية زرع لها، لكنّها توفيت في نهاية آب/أغسطس.
وقال محامي أسرتها فرناندو بورلاندو في مطلع أيلول/سبتمبر عقب عملية تشريح لجثتها "لا أحد يمكنه تحمّل هذه الكمية من المواد الاصطناعية في الجسم"، مشيراً إلى أنه رأى كيف "استُخرجت من الجثة كمية كبيرة من المواد الصلبة المختلطة على ما يبدو بأنسجة بشرية".
وحُكم على الجراح أنيبال لوتوكي الذي أجرى العملية للونا، بالسجن أربع سنوات عام 2022 لكن أُفرج عنه، كما مُنع من ممارسة مهنته لخمس سنوات عقب إدانته بـ"ممارسات سيئة" تجاه أربع مريضات بينهنّ سيلفينا.
وبعد وفاة الممثلة بدأت تظهر إلى العلن حالات أخرى عالجها لوتوكي الذي اشتهر قبل 10 إلى 15 عاماً بأنه "جرّاح المشاهير"، وكانت تتم استضافته باستمرار في البرامج التلفزيونية.
زيادة بنسبة 20% خلال خمس سنوات
وفي آب/أغسطس، توفي عن 49 عاماً الراقص السابق ماريانو كابرارولا، نتيجة تعرضه لفشل كلوي حاد أعقبته نوبة قلبية. وكان خضع بدوره لعملية جراحية في أردافه أجراها له لوتوكي الذي اتهمه الراقص بأنّه "حقنه بالموت".
وتبيّن أنّ مادة البوليميثيل ميثاكريلات كانت سبب وفاة نجمي الشاشة الصغيرة السابقتن.
ومع أنّ هذه المادة الباهظة الثمن مسموح بها في الجراحات التجميلية، لا يوصى بها سوى بكميات محدودة فقط ولاستعمالات محددة جداً (الأسنان أو الاطراف الاصطناعية). وتوقف بيعها في الأرجنتين حالياً.
ما هي عمليات التجميل الأكثر شيوعا لدى الرجال؟وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال جرّاح تجميل من بوينس آيرس فضّل إبقاء هويته طيّ الكتمان، إنه استقبل مرضى سابقين للوتوكي كانت أجزاء من أجسامهم "صلبة كالحجر إذ تنكسر الإبرة في حال حُقنت فيها".
وكشفت قضية سيلفينا لونا التي أثارت تعاطفاً كبيراً في البلاد، بعض الجوانب الضعيفة لمجال الجراحة التجميلية في الأرجنتين، التي لطالما اعتُبرت مركزاً لعمليات التجميل في أميركا اللاتينية، إلى جانب البرازيل وكولومبيا.
تايلاند تدلل الحلزونات الافريقية العملاقة بسبب فوائدها التجميليةوأشار رئيس الجمعية الأرجنتينية للجراحة التجميلية إدغاردو بيسكيرت إلى "تسجيل نمو في عمليات التجميل خلال السنوات الأخيرة بنسبة 20%".
ومن أسباب ارتفاع هذا المعدّل سعر صرف البيزو مقابل الدولار، والذي يستفيد منه الأجانب. وأكد بيسكيرت أنّ جائحة كوفيد-19 والشبكات الاجتماعية "بدّلتا المعادلة وقال: أمضى أشخاص كثيرون أيامهم منعزلين ويستخدمون شبكة الانترنت وينظرون إلى أنفسهم مطوّلا في المرآة".
وتابع قوله: "الشبكات الاجتماعية والهواتف التي تتضمن تقنية تعديل الصورة يمكنها إحداث تغييرات للوجه من دون إخضاعه لعملية جراحية، وهو ما ولّد رغبةً كبيرة لدى الأشخاص في التشابه مع الصور المُعدّلة".
التشابه بـ"صورة مُعدّلة"
وقال ماكسيميليانو غيل ميراندا، وهو جرّاح يمارس المهنة منذ 22 عاماً، في حديث لوكالة فرانس برس، إنه عاين مرضى كثيرين كانوا يبرزون صورة له ويبدون رغبتهم في التشبه بها. وكان يتعيّن عليه أن يشرح لهم بصبر أنّ ذلك غير ممكن وأن الصورة "المثالية" خاضعة للتعديل.
وأشار إلى أنّه كان يطمئن مريضات غير راضيات بعد إجراء عملية جراحية ناجحة للأنف بأن كل شيء على ما يرام، لكنّ التقاط صور السيلفي بطريقة معيّنة تشوّه شكل الأنف مقارنة بالصورة العادية. وقال "لقد باتت السيطرة على الأمور صعبة...".
وأكد المتخصص أنّ الأسعار انخفضت في هذا المجال، مما جعل عمليات التجميل "في متناول مختلف الطبقات الاجتماعية". من جانب آخر، بات الأطباء "الذين يتقاضون أجوراً زهيدة يميلون أكثر فأكثر إلى تعلّم هذا الاختصاص الذي يدرّ أرباحاً أكبر".
وقالت المتخصصة في الأشعة التجميلية كارولينا ماريلويس، لوكالة فرانس برس، إنّ التقنيات المحسنة والمنتجات التي باتت مُتاحة أكثر "دفعت عدداً من الأشخاص غير المتخصصين في المجال لدخوله، وربما تلقي تدريبات فيه".
دارسة: أكثر من نصف مستحضرات التجميل في الولايات المتحدة وكندا تحتوي على مركبات سامةعمليات التجميل تستهوي الرجال في الصينشاهد: إغلاق آلاف صالونات التجميل في أفغانستان تنفيذاً لأوامر طالبانويتمثل اختصاصها في رصد وتقييم مضاعفات محتملة لعمليات تجميل سابقة.
وقالت "جدول مواعيدي مزدحم، وهو مؤشر إلى أنّ الناس وفي ظل تناول وسائل الإعلام الحالات المتضررة من عمليات التجميل، باتوا أكثر وعياً في هذا الخصوص، ويطلبون إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لمعرفة طبيعة المنتج الذي حُقنت أجسامهم به".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: عودة التنين الناري إلى شوارع هونغ كونغ بعد انقطاع 3 سنوات بسبب كوفيد غنّت لأجل القضايا العربية..رحيل الفنانة اللبنانية نجاح سلام عن 92 عاماً غضب وألم في قرقوش العراقية غداة حريق دامٍ في حفل زفاف وفاة الأرجنتين الصحة مجتمع أخبار المشاهير جراحة تجميلالمصدر: euronews
كلمات دلالية: وفاة الأرجنتين الصحة مجتمع أخبار المشاهير جراحة تجميل فلاديمير بوتين ضحايا شرطة روسيا أوكرانيا فرنسا وسائل التواصل الاجتماعي هجوم لبنان الحرب الروسية الأوكرانية البيئة فلاديمير بوتين ضحايا شرطة روسيا أوكرانيا فرنسا عملیات التجمیل فی الأرجنتین یعرض الآن Next إلى أن
إقرأ أيضاً:
مخاوف أميركية من صفقة "ذكاء اصطناعي" بين أبل وعلي بابا
الاقتصاد نيوز - متابعة
ذكرت صحفية نيويورك تايمز اليوم السبت أن البيت الأبيض ومسؤولين بالكونغرس يجرون تدقيقا في خطة شركة أبل لإبرام اتفاق مع علي بابا الصينية لجعل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الشركة الصينية العملاقة متاحا على هواتف آيفون في الصين.
وقالت الصحيفة نقلا عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر إن السلطات الأميركية قلقة من أن تساعد الصفقة الشركة الصينية على تحسين قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق برامج الدردشة الصينية الخاضعة لقيود الرقابة وزيادة إخضاع أبل لقوانين بكين المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات.
وكانت علي بابا أكدت في فبراير شراكتها مع أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهواتف آيفون في الصين.
والشراكة بالنسبة لعلي بابا مكسب كبير في سوق الذكاء الاصطناعي الشديد التنافسية في الصين حيث يجري تطوير برنامج "ديب سيك" الذي اشتهر هذا العام بنماذج أرخص بكثير من البرامج المنافسة في الغرب.
جدير بالذكر أن "ديب سيك" أطلقت في يناير الماضي نموذج لغة جديدا للذكاء الاصطناعي بإمكانيات تفوق النماذج التي تقدمها الشركات الأميركية الكبرى مثل "أوبن إيه آي" وبتكلفة زهيدة للغاية.
ويعتمد نموذج "ديب سيك" على 2000 رقاقة فقط بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار ليحقق نفس النتائج التي تحققها نماذج الشركات الأميركية التي تحتاج إلى 16 ألف رقاقة بتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار.
وتجري شركة "مايكروسوفت "وشركة "أوبن إيه آي" مالكة تطبيق "تشات جي بي تي" تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت مجموعة قرصنة مرتبطة بشركة "ديب سيك" قد حصلت على بيانات خاصة بتقنيات "أوبن إيه آي" بطرق غير قانونية، بحسب مصادر تحدثت لوكالة "بلومبرغ".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام