لماذا تضع جوجل صور تماثيل عين غزال وما قصة هذه التماثيل الأردنية؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" بالأمس ، بالتماثيل الأردنية تمثال عين غزال الأردني القديم، التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من 8 آلاف عام، حيث تحول شعار محرك البحث التقليدي إلى رسم يحاكي هذه التماثيل.
واكتشفت التماثيل لأول مرة في الموقع الأثري عين غزال شمال شرقي العاصمة الأردنية عمان في 30 سبتمبر 1983، وتم العثور على مجموعة ثانية عام 1985.
واحتفل محرك البحث جوجل بذكرى اكتشاف التماثيل ووصفها بمنشور على منصة إكس بأنها "من أقدم النماذج التي صورت الشكل البشري ولها أهمية كبيرة في فهم تاريخ الإنسان وتطوّره".
احتفاء عالمي بالتماثيل الأردنيةوقال خبير الآثار وعضو مجلس أمناء مُتحف الأردن، وأحد مديري مشروع حفريات عين غزال الدكتور زيدان كفافي، إن احتفاء محرك البحث العالمي "غوغل" بمرور 40 عاماً على اكتشاف تماثيل عين غزال، جاء من الاهتمام العالمي بهذه التماثيل.
وأضاف أن الموقع اكتشف أثناء توسعة الجرافات الطريق عام 1979، فيما بدأت الحفريات الأثرية فيه عن طريق بعثة أثرية أردنية - أميركية مشتركة من دائرة الآثار العامة، وجامعة اليرموك والمركز الأميركي للأبحاث الشرقية بعمان، وجامعة سان دييغو ومركز التصحر في جامعة أريزونا ابتداء من عام 1982.
احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" التماثيل الأردنيةوأشار إلى أن عمليات التنقيب استمرت 20 موسماً، كان آخر موسمين في أعوام 2011 و2012، إذ كشفت عن أن الموقع استُوطن لمدة تقارب 2500 سنة دون انقطاع في الفترة ما بين 7250 – 5000 قبل الميلاد، وأنه بلغ أكبر مساحة له في الفترة بين 6500 -6000 قبل الميلاد تقريباً.
اقرأ أيضا..تماثيل عين غزال القصة كاملة 2023
ولفت إلى أنه "إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن الموقع يعدُّ الآن جزءاً من العاصمة عمّان، وعمره الذي يقارب عشرة آلاف عام، وبدأ السكن فيه في العصر الحجري الحديث قبل الفخاري "ب"، فإنه يحق لنا الزعم بأن منطقة سيل عمّان شهدت بزوغ أقدم عاصمة في العالم".
32 تمثالاًوبيّن أن اكتشاف تماثيل عين غزال البالغ عددها 32 تمثالاً، وتمثال نصفي، ورأس تمثال؛ على دفعتين الأولى عام 1983 ، والثانية عام 1985، تم إرسالهما إلى المتحف البريطاني في لندن ومتحف سمثسونيان في واشنطن، على التوالي، للترميم بناء على اتفاقيات وقعت مع دائرة الآثار العامة الأردنية لهذا الغرض.
احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" التماثيل الأردنية احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" التماثيل الأردنيةواعتبر أن هذه التماثيل متميزة وفريدة من نوعها في العالم بسبب طريقة صناعتها المتشكلة بعمل هيكل بشري من أعواد القصب ومن ثم طليها بطبقة من الجص، لافتاً إلى أن المهم جداً في تصنيعها هو معرفة عمل الجص وتصنيعه، إضافة إلى أن دقة التصنيع تنعكس في تشكيل عناصر الوجه كالأعين والأنف والفم، وإضافة الكحل من مادة القار لعمل بؤبؤ العين. ويبلغ ارتفاع التمثال الكامل بحسب الدكتور كفافي، سواء ذكوري أو أنثوي قرابة متر، والنصفي نحو 40 سنتيمتراً.
وأضاف "يظهر أن عقائد سكان الموقع قد تطورت في الفترة بين حوالي 6500 – 6000 قبل الميلاد، مما اضطرهم لهجر هذه التماثيل، فقرروا دفنها، في ساحة أحد البيوت، عوضاً عن إهمالها، مما أكد لنا أن لها صفة دينية، وبناء عليه بنى سكان عين غزال في هذه المرحلة مباني لها صفة عقائدية، أي أن الناس أصبحوا يقيمون طقوساً دينية داخل مبانٍ عوضاً عن التعبد أمام تمثال".
وقال إن هذه التماثيل تعرض حالياً في عدد من المتاحف المحلية: متحف الأردن، المتحف الوطني للآثار فيجبل القلعة، ومتحف التراث الأردني بجامعة اليرموك؛ والإقليمية في متحف اللوفر بأبوظبي، والعالمية في متحف اللوفر بباريس، والمتحف البريطاني في لندن.
احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" التماثيل الأردنية
وأكد أن القطع الفنية المكتشفة في موقع عين غزال لها دلالات مهمة على وجود مدرسة فنية فيه خلال العصر الحجري الحديث، والتي تعكس التقدم الفكري والذهني لدى سكان المنطقة، إضافة إلى أن الموقع لعب دوراً هاماً في التقدم الحضاري في المناطق المحيطة به.
واستمد موقع عين غزال اسمه من نبع ماء كان يسقي سكان عمان لفترة من الوقت، وهو موقع يتمركز على ضفتي سيل الزرقاء، ويبدو أن المنطقة كانت وفيرة الغزلان؛ حيث عثر المنقبون عن الآثار في إحدى الغرف المكتشفة في عين غزال على 13 قرن غزال.
من جهتها، أصدرت دائرة الآثار العام بيانها قالت فيه " تحتفل شركة جوجل، بتماثيل عين غزال، التي تعود للعصر الحجري الحديث ، نظرا لكونها أحد أقدم التماثيل للشكل البشري، وهي التماثيل المكتشفة في الأردن عام 1983، وتأتي احتفالات غوغل من خلال شعار مبتكر (Google Doodle) جديد يظهر على صفحتها الرئيسية للبحث".
احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" التماثيل الأردنيةوأضافت أن التماثيل "هي مجموعة من التماثيل الأثرية المصنوعة من الجص المكتشفة في الأردن والتي تعود إلى آلاف السنين، اكتشف علماء الآثار أول مخبأ للتماثيل تحت الأرض عام 1983 ومجموعة ثانية من المنحوتات عام 1985 في عين غزال، وهو موقع من العصر الحجري الحديث في الأردن".
وتابعت أن التماثيل تصور شخصيات عين غزال الرجال والنساء والأطفال بملامح بشرية معقدة مثل العيون اللوزية والأنوف البارزة والأرجل وأصابع القدمين والأظافر الواقعية.
احتفل محرك البحث العالمي "جوجل" التماثيل الأردنيةواكتسبت التماثيل شهرة عالمية، ويمكن رؤية هذه التماثيل الجصية في صالات العرض مثل متحف الأردن في عمان، ومتحف الآثار الأردني، والمتحف البريطاني، ومتحف اللوفر أبوظبي" .
ويزخر الأردن بثروة غنية من الآثار والمواقع الأثرية التي تشهد على تاريخه العريق ويضفي عليه صفات فريدة تجعله بمثابة متحف مفتوح للعالم أجمع.
المصدر : وكالة سوا- وكالاتالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: تماثیل عین غزال هذه التماثیل المکتشفة فی أن الموقع إلى أن
إقرأ أيضاً:
المحكمة عن سوزي الأردنية: خطر على الشباب وتروج للفساد والرذيلة
أصدرت المحكمة حكمها بحق المتهمة المعروفة إعلاميًا باسم سوزي الأردنية، وقضت بمعاقبتها بالسجن سنة مع النفاذ وتغريمها 100 ألف جنيه، إضافة إلى مصادرة المضبوطات، وذلك بعد إدانتها بارتكاب جرائم إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والتعدي على القيم الأسرية والمجتمعية.
وكشفت حيثيات الحكم أن القيم المجتمعية ليست مجرد عادات أو أعراف متوارثة، بل تمثل —وفق تعبير المحكمة— «رصيد الأمة من الفضائل، وميزانها في التفريق بين الحرية والفوضى»، مؤكدة أن المساس بهذه القيم، قولًا أو فعلًا، يُعد إضرارًا مباشرًا بالنسيج الأخلاقي للمجتمع، ويخلّف آثارًا مدمرة تُضعف الروابط الإنسانية وتهدد الاستقرار الاجتماعي.
وأكدت المحكمة أن الحرية حق مقدس، لكنها ليست مطلقة، ولا تُمارس بمنأى عن المسؤولية واحترام الثوابت التي ارتضاها المجتمع، مشيرة إلى أن تجريم هذه الأفعال يأتي لحماية الذوق العام من الابتذال، وصونًا لهيبة المجتمع وقيمه المستقرة.
وفي حيثياتها، حذرت المحكمة من الآثار الخطيرة لمحتوى المتهمة على النشء، مؤكدة أن ما تقدمه يمثل خطرًا بالغًا على الوعي والسلوك العام، ويدفع الشباب إلى تقليد نماذج تُروّج للرذيلة تحت غطاء الترفيه، بما يؤدي إلى اهتزاز منظومة القيم وتهديد البنيان الأسري.
وبذلك أسدلت المحكمة الستار على القضية، مؤكدة أن حماية الأخلاق العامة ليست مجرد تنظيم قانوني، بل ضرورة للحفاظ على سلامة المجتمع وأمن أجياله القادمة.