دعا رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، الأحد، لقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد على خلفية حرق المصحف من قبل أحد المتطرفين في مدينة مالمو السويدية.

وأعرب العسومي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لإقدام أحد المتطرفين في مدينة مالمو السويدية على حرق نسخة من المصحف.

وانتقد العسومي، في بيان صحافي، الأحد، "علم السلطات المحلية التي صرحت له القيام بجريمته المشينة"، محذراً من "خطورة تكرار تلك الممارسات التي تمثل إصرار على الكراهية الدينية وإثارة مشاعر ملايين المسلمين حول العالم،  وتخدم أجندات العنف والتطرف".

#رئيس_البرلمان_العربي يدين ويستنكر بشدة إقدام أحد المتطرفين في #مدينة_مالمو بحرق نسخة من #المصحف_الشريف، ويجدد دعوته بحملة مقاطعة سياسية واقتصادية عالمية #للسويدhttps://t.co/amD61h29n5#البرلمان #نيوز pic.twitter.com/jJUtqYsFsm

— ArabParliament البرلمان العربي (@arabparlment) October 1, 2023

وجدد العسومي دعوته للقيام بـ "قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد ومقاطعة منتجاتها وعدم السفر إليها"، داعياً الشعب العربي بـ "حملة مقاطعة عالمية اقتصادية من أجل الضغط عليها لوقف مثل هذه الانتهاكات، وعدم الاستهانة بمشاعر المسلمين ومقدساتهم".

ودعا المجتمع الدولي للتحرك بشكل فوري وعاجل لوضع حدٍ واتخاذ الإجراءات المناسبة لوقف مثل هذه الاعتداءات المتكررة على المصحف الشريف، والتي تعد جريمة بحق الإسلام وحق الأديان والإنسانية، ووصمة عار على جبين هذه المجتمعات التي تروج للكراهية والعنف، والتي أثبتت بممارساتها أنها أقرب الشعوب إلى العنصرية والفوضى وازدواجية المعايير وأبعدها عن الحرية الحقيقية واحترام الأديان والشعوب.

وفي وقت سابق، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين، لإقدام أحد المتطرفين في مدينة مالمو السويدية على حرق نسخة من المصحف الشريف، بعلم من السلطات المحلية، التي صرحت له القيام بـ"جريمته النكراء".

التعاون الإسلامي تطالب #السويد بإجراءات عملية لمنع حرق المصحف https://t.co/Zjmq8YQFjD

— 24.ae (@20fourMedia) September 20, 2023  وجددت وزارة الخارجية السعودية، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، الأحد، "التأكيد على موقف المملكة الرافض بتاتاً لكافة هذه الأعمال السافرة التي تكررت مع الأسف بشكل ممنهج في عدد من العواصم الأوروبية، بدعوى حرية التعبير لاستفزاز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السويد حرق القرآن في السويد البرلمان العربي أحد المتطرفین فی البرلمان العربی مدینة مالمو

إقرأ أيضاً:

إيران وإعادة ترتيب نسق العلاقات الدولية

 

 

تعتبر العلاقات بين الدول – بعد تشكل الدول القومية – علما قائما بذاته اليوم, وهو جزء من العلوم السياسية ,وقد تعددت المفاهيم العامة للعلاقات الدولية تبعا لتعدد المدارس الفكرية وتشعبها في القرن العشرين وما تلاه، ومعيار العلاقات عند المدرسة الواقعية هو القوة، لذلك يحصرون تعريفها في قولهم : ” علاقات صراع قوة من أجل القوة ” أما النظرية السياسية التكاملية فتقول بأنها علاقات تكاملية بين الدول في حين يذهب آخرون إلى القول إلى أنها ” علاقات سيطرة وتبعية، سيطرة دول المركز على دول المحيط، وتبعية هذه الأخيرة لدول المركز ” أما التعريف الأقرب إلى الواقع هو أنها : ” مجموعة من الأنشطة والتفاعلات والأفعال وردود الأفعال بين مختلف دول العالم وعبر الحدود الإقليمية، ترتبط ارتباطا وثيقا بأمور الحياة الإنسانية وتؤثر تأثيرا مباشرا على أمن العالم واستقراره، حيث أن العلاقات المبنية على أسس من التعاون والتفاهم تؤدي إلى ازدهار حياة الشعوب وتقدم الدول، على العكس العلاقات التي تعج بتفاعلات الصراع، والتي تستند لسياسة مركز القوة في العلاقات الدولية، فإنها تكون مصدرا لإثارة المنازعات الدولية، معرضة العالم لويلات الحروب ومعيقة لمسيرة الشعوب في طريق تقدمها وازدهارها “.

لذلك فان الأزمات وما ينتج عنها من آثار سلبية تعكر صفو الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما يترك أثرا غير محمود على المصالح العليا للدول في ظل صراع دولي محموم، من أهدافه فرض ثنائية الهيمنة والخضوع على الأمم والثقافات المتغايرة، في مقدرات الدول ومصالحها .

العلاقات بين ايران والعالم غير مستقرة وقد شابها التربص والخوف، والغالب في عوامل القطيعة هو البعد الآيديولوجي واستغلال النظام الدولي لذلك التفاوت حتى يحقق التوازن السياسي والاقتصادي ولعل الفكرة الأهم هي قطع الطريق أمام التكامل السياسي والاقتصادي بين البلدان، وقد اشتغل النظام الدولي على فكرة التباعد مستغلا البعد الطائفي في المنطقة في توسيع دائرة الشقاق وبما يكفل له إدارة المنطقة من خلال ملء الفراغات بمخاوف الهيمنة والتحكم بالمسارات من خلال الوصول إلى مراتب الدولة المركزية التي تتحكم بمصالح الإقليم وتدير مصالحه.

وبالعودة إلى المرجعيات الاستراتيجية للنظام الدولي في عقد السبعينيات من القرن العشرين نلاحظ أنه بدأ الاشتغال الأمريكي على الشرق الأوسط وعلى المسلمين منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي وقد تضمن كتاب (بين عصرين) لبريجنسكي رؤية إحياء الأصوليات الدينية ودفعها للصدام مع الشيوعية والاشتراكية وحركات التحرر ورأى أن ذلك سيعمل على هزيمة الشيوعية ويوفر للرأسمالية فرصا استراتيجية كبرى لإعادة تنظيم العالم تحت قيادتها.

وقد تبنت الإدارة الأمريكية خطة دعم الأصوليات الدينية منذ عهد كارتر(1977-1981م) ليس حبا في الدين وإنما خوفا من الشيوعية وحركات التحرر ورغبة في المصالح الاستراتيجية للاستعمار الغربي وهي اليوم تشتغل على ذات البعد لكن من خلال توسيع دائرة الخلاف الطائفي في دول المنطقة العربية والإسلامية بعد أن تمكنت من القضاء على المد الشيوعي وتهديداته في الزمن القديم حتى تستمر سيطرتها أعادت توظيف الممكنات والاشتغال عليها ليسهل عليها فرض ثنائية السيطرة والخضوع.

اليوم بدأت المعركة بشكل مباشر بين ايران وإسرائيل بعد أن كان الصراع خفيا ويدار من خلف الكواليس وهو صراع على القوة وعلى الدولة المركزية في باطنه وفي ظاهره المعلن القضاء على التهديدات التي تمس الأمن القومي الإسرائيلي ومنع ايران من امتلاك السلاح النووي وإسرائيل تعلن بكل وضوح أن معركتها مع ايران اليوم هي معركة وجود وتأمل من خلال عملياتها العسكرية القضاء على مفردات القوة الإيرانية التي تهدد وجودها وفاعليتها في المنطقة حتى يخلو لها الجو فتبيض كما تشاء وتفرخ.

إيران ليست طارئة على الجغرافيا ولكنها دولة ذات عمق تاريخي وحضاري وثقافي ممتد في أعماق التاريخ وصراعها مع الرومان قديم ولذلك من المستحيل على إسرائيل تحقيق غاياتها وأهدافها حتى لو اجتمع العالم وتضامن مع إسرائيل فالعامل التاريخي سيكون له دور فاعل في الوجود وفي الصراع وفي حسم المعركة كون إسرائيل دولة طارئة ومغتصبة وبدون تاريخ.

ما يحدث اليوم من تناوش بالنار بين إيران وإسرائيل سيعيد ترتيب نسق العلاقات بين دول المنطقة والعالم وسيكون له آثار عميقة على النظام الدولي في قابل الأيام، ومثل ذلك من النتائج المتوقعة، ورب ضارة – كما يقال – يكون لها نفع عميم ومن منافع هذا الضرر هو فقدان النظام الدولي مفردات قوته وخروجه من أطره القديمة القائمة على واحدية القطب إلى تعدد الأقطاب وهو أمر كائن وإن بدا مستحيلا في حاضرنا لكن مؤشرات ذلك قابلة للتحقق في ظرف زمني لن يكون بعيدا.

لم تشهد إسرائيل دمارا في مدنها ومستعمراتها — منذ نشأت كيانها الغاصب منتصف القرن العشرين – كما تشهده اليوم منذ بدأت معركة طوفان الأقصى إلى الزمن الذي تدير فيه حربا وجودية مع إيران ومحور الممانعة، هناك متغيرات عميقة بنيوية في كل الانساق، ولعل تكسر الصورة النمطية للكيان كقوة كبرى لا تهزم ولا تقهر قد تحطمت، ومثل ذلك سيكون له آثار عميقة على مستقبل المنطقة وعلى مستوى العلاقات القائمة على القوة والتفوق التقني.

ايران ستخرج من هذه الموجة من الحرب أقوى شكيمة وأشد عودا وسيبقى برنامجها النووي وسيضطر العالم إلى الاعتراف بحقها في استخدام البرنامج النووي للأغراض السلمية، في حين ستظهر إسرائيل في هذه الحرب كقوة متوحشة تهدد استقرار الدول وتضرب أهدافا مدنية التي يتضرر منها جموع البشر دون غايات عسكرية فهي تحاصر غزة وتمنع عنها الماء والغذاء والدواء في خروج سافر عن النظام الدولي وعهود حقوق الإنسان، وتمارس ذات المنهج في حربها مع محور الممانعة ففي اليمن دمر طيرانها المصانع والموانئ والمنشآت الاقتصادية ونفس النهج تمارسه اليوم في ايران لم يسلم منها حتى المؤسسات الإعلامية .

إيران كدولة كبرى ذات عمق تاريخي وسياسي ستحدث من خلال هذه الحرب متغيرا في نسق العلاقات الدولية وتعيد ترتيبه بما يحفظ حقوق الكل ومصالح الكل إذا اشتغل العقل السياسي العربي والإسلامي كما يجب أن يكون عليه الحال حاضرا ومستقبلا.

( د أحمد عباس عبد البديع – العلاقات الدولية – القاهرة – مكتبة عين شمس – 1998م)

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يطالب إيطاليا بالاعتراف بدولة فلسطين
  • البرلمان العربي: الصمت الدولي تجاه غزة صورة بشعة للكراهية والعنصرية
  • رئيس البرلمان العربي يدعو إلى معالجة جذرية لخطاب الكراهية
  • عاجل | ترام يقتحم مطعم بيتزا جنوب السويد يُسفر عن إصابات
  • إيران وإعادة ترتيب نسق العلاقات الدولية
  • البرلمان الصامت.. من يقف وراء تعطيل التشريع والرقابة في العراق؟
  • نائب إطاري يدعو إلى قتال إسرائيل لنصرة إيران
  • «الشؤون الإسلامية» تنهي توزيع هدية خادم الحرمين من المصحف الشريف عبر ميناء جدة
  • شجار تحت قبة البرلمان التركي!
  • “الشؤون الإسلامية” تنهي توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف عبر ميناء جدة الإسلامي