لعاملين.. نجاحات للمال الاستثماري الصيني في السعودية والإمارات
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
يقول مطلعون إن شركات رأس المال الاستثماري الصينية تحقق نجاحات متزايدة في الشرق الأوسط، ولاسيما السعودية والإمارات، بفضل صفقات ذات أسعار أكثر قوة وفراغ متزايد يتركه المنافسون الغربيون في المنطقة، بحسب تقرير لجاك داتون بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor).
وتستثمر شركات رأس المال الاستثماري في المنتجات والخدمات التي يستخدمها المستهلكون يوميا، وهي عادة تمول وتوجه الشركات الناشئة.
داتون تابع، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "هذا التطور يأتي على خلفية تحسن العلاقات بين الصين والعديد من دول الشرق الأوسط وسلسلة مؤتمرات إقليمية العام الجاري تهدف إلى تعزيز الاستثمار في المنطقة".
وأضاف أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال، من منظور أمني، اللاعب المهيمن في الشرق الأوسط، إلا أن الصين قدمت نفسها مؤخرا كوسيط، إذ توسطت (في مارس/ آذار الماضي) في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، أكبر منافسين في المنطقة".
كذلك "رحبت الصين بانضمام مصر وإيران والسعودية والإمارات إلى مجموعة بريكس (بداية من مطلع يناير/ كانون القاني المقبل)، والتي تضم الاقتصادات الناشئة الرئيسية، وهي خطوة عززت علاقات بكين مع الشرق الأوسط"، كما أردف داتون.
اقرأ أيضاً
الممر الاقتصادي.. هل تضغط أوروبا على الخليج لإبعاد الصين قليلا؟
الحصان الأسود
ليم ساي تشيونغ، الرئيس التنفيذي لشركة "سعودي فينشر كابيتال" للاستثمار ومقرها الرياض، قال إن "نشاط رأس المال الاستثماري الصيني زاد في السعودية.. إلى جانب الفرنسيين، ينشط الصينيون أيضا بشكل كبير (في المملكة)".
ليم بيّن أن شركات رأس المال الاستثماري الصينية غالبا ما تقوم بتسعير الصفقات بشكل أكثر قوة من نظيرتها الأوروبية والأمريكية و"أعتقد أن الحصان الأسود هم الصينيون".
وأضاف أن مستثمري رأس المال الصينيين يركزون على قطاعات من بينها الطاقة (الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري)، بالإضافة إلى البناء والتكنولوجيا.
وأفاد بأن السوق لا يزال يتطور، لكنه يتوقع أن تفتح المزيد من الشركات الصينية الكبيرة مكاتب في السعودية، وستأتي معها صناديق رأس المال الاستثماري من الصين.
ومضى ليم قائلا: "سواء كانت شركة هواوي أو شركات البناء الكبرى في العالم أو علي بابا، أتوقع أن أرى دفعة أكبر من قِبل الحكومة (الصينية) للشركات الكبرى (ذات الصلة بالحكومة) وكذلك المنافسين الآخرين (للانتقال إلى السعودية)".
اقرأ أيضاً
من النفطي إلى النووي.. علاقات الطاقة قاطرة تعاون واسع بين الصين ودول الخليج
أفضل التقنيات
"الصينيون يتوسعون في كل مكان بحثا عن أفضل التقنيات لدعم أهدافهم الاستراتيجية"، بحسب ماكسيميليان وينتر، الرئيس التنفيذي لـ"هارمونيكس" (Harmonix)، وهي شركة رأس مال استثماري مقرها في ماساتشوستس بالولايات المتحدة وتستثمر في علوم الحياة والرعاية الصحية والتكنولوجيا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وينتر تابع: "أظن أن هذه الخطوة ترجع إلى مزيج من بيئة الاستثمار التكنولوجي الودية في الشرق الأوسط واللوائح والقيود التي فرضتها الصين مؤخرا ضد بعض شركات التكنولوجيا والتي ربما جعلت الاستثمارات المحلية أقل جاذبية".
ولاحظت "هارمونيكس" وجود اتجاه متزايد للتعاون بين المستثمرين من الشرق الأوسط والصين في مجال التكنولوجيا الحيوية، وتحديدا في مجالات الأمراض المرتبطة بطول العمر والذكاء الاصطناعي وشركات الرعاية الصحية، وفقا لداتون.
وتابع: "مثلا، تنظر شركة الاستثمار الإماراتية "مبادلة" المملوكة للدولة إلى الرعاية الصحية باعتبارها استثمارا وطنيا في البنية التحتية، وهو شعور ثقافي يبدو أن المستثمرين الصينيين يشاركونه".
اقرأ أيضاً من النفطي إلى النووي.. علاقات الطاقة قاطرة تعاون واسع بين الصين ودول الخليج
منافسة خليجية
ويتبع سوق رأس المال الاستثماري في السعودية نظيره في الإمارات، وهو الأكبر في الشرق الأوسط، فوفقا لأرقام شركة البيانات MAGNiTT، تلقت الإمارات 1.19 مليار دولار من تمويل رأس المال الاستثماري في 2022 مقارنة بـ987 مليون دولار للسعودية، كما أردف داتون.
وقال إن "بيئة الأعمال المواتية في الإمارات والنظام البيئي المزدهر للشركات الناشئة والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ والدعم الحكومي لرواد الأعمال، جعل الدولة الخليجية جذابة لمستثمري رأس المال الاستثماري".
وأضاف أن "مصر والسعودية والإمارات هي الأسواق في المنطقة التي تجتذب أكبر عدد من رؤوس الأموال الاستثمارية، إذ مثلت 65٪ من الاتفاقيات في الشرق الأوسط وأفريقيا في 2022، وفقا لشركة Mordor Intelligence".
و"كانت هناك شهية قوية لتمويل العمل في المشاريع المتعلقة بأجندة رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، إذ تضع الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كعوامل رئيسية لضمان ازدهار المملكة"، بحسب داتون.
وقال ليم: "بطبيعة الحال، وبالوتيرة التي تنمو بها، يمكنها (السعودية) اللحاق بالركب، لكن يجب أن نتذكر أن الإمارات لا تكتفي بأمجادها، بل تمضي قدما وتبتكر أشياء جديدة في المناطق الحرة لتسهيل الأمر على الشركات".
اقرأ أيضاً
لهذه الأسباب تتجاوز الروابط الاقتصادية الوطيدة بين الصين والخليج النفط والغاز
المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الصين شركات السعودية الإمارات السعودیة والإمارات فی الشرق الأوسط فی السعودیة فی المنطقة اقرأ أیضا بین الصین
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟
تناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية المشهد الإقليمي للنظام المصري حيث اعتبرته أكبر الخاسرين من التغيرات الأخيرة في المنطقة.
ونشرت المجلة تقريرها الذي حمل عنوان: الخاسرون في الشرق الأوسط الجديد، متناولة الخاسرين من التحولات الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط الجديد، مشيرة إلى أن أول الخاسرين هو رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.
وأشارت المجلة إلى أن السيسي كان قبل 8 سنوات في مركز المسرح، فقد استقبله الرئيس دونالد ترامب بحفاوة واضحة في البيت الأبيض في نيسان/ أبريل عام 2017.، وعندما زار ترامب السعودية، موضحة أنه لا أحد كلف نفسه العناء هذه المرة لاستدعائه عندما عاد الرئيس ترامب إلى الرياض في أيار/ مايو.
وقالت المجلة، إن اللحظة الحالية هي لحظة تحول في الشرق الأوسط، مؤكدة أن على رأس قائمة المتفرجين مصر، ويقع اللوم على السيسي نفسه، فقد دمر الاقتصاد المصري الذي راكم ديونا لا يمكن تحملها، تصل إلى 90 بالمئة من نسبة الناتج المحلي العام وذلك لتمويل مشاريع تافهة، رافضا الإصلاحات المنطقية التي قد تعزز القطاع الخاص الراكد.
وبينت، أنه "بالنسبة للسيسي، كان الحلفاء العرب الذين دعموه يعولون عليه آمالا كبيرة قبل عقد من الزمان. لكن الشرق الأوسط قد تغير، فقد انقسم وعلى مدى عقود بناء على أسس أيديولوجية، أما اليوم فبات الانقسام بين دول عاجزة وأخرى تستطيع الوفاء بالوعود.
ودخل الاقتصاد المصري دائرة الديون الخارجية مع أول قرض لحكومة السيسي، تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بقيمة 12 مليار دولار، لتتوالى القروض، وتحصل مصر حتى عام 2021 على 20 مليار دولار من الصندوق الذي رفع لها قرضا من 3 إلى 8 مليارات دولار ، بالربع الأول من العام الماضي.
ونتيجة لسلسة القروض المتواصلة حتى الآن، وصل الدين العام بالربع الثالث من 2024 إلى 13.3 تريليون جنيه، فيما بلغ الدين الخارجي 155.3مليار دولار، بحسب بيانات وزارة التخطيط المصرية.