قبل أسبوع من الآن، حضرت لقاءً في وزارة الاقتصاد لاستعراض تطورات الاقتصاد العُماني والأرقام الإيجابية التي تحققت بفضل السياسات المالية والاقتصادية التي أقرتها الحكومة منذ 3 سنوات للتعامل مع الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الانخفاض الكبير في أسعار النفط العالمية، وعمّق الأزمة تفشي جائحة كوفيد-19، وبالرغم من حدة الأزمة الاقتصادية التي تعرّض لها الاقتصاد العالمي عموما وتأثر بها الاقتصاد العماني إلا أن مجموعة من الإجراءات والقرارات التي اتخذت حينها خفّفت من الآثار السلبية للأزمة المالية والاقتصادية، ساعد ذلك الارتفاع في أسعار النفط العالمية بعد انحسار الجائحة وارتفاع الطلب العالمي على النفط بعد عامين من الإغلاقات المتكررة للاقتصادات العالمية، ولنكن صرحاء، لولا خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020-2024) التي أقرتها الحكومة كخطة عاجلة للتعامل مع التحديات المالية التي خلفها الانخفاض المستمر لأسعار النفط وزاد من حدتها أزمة كورونا لما حقّقت المالية العامة للدولة ارتفاعات مستمرة في الإيرادات المالية التي، ولله الحمد، استطاعت ضبط الإنفاق الحكومي وجوّدت من الأداء الحكومي وحددت أولويات الإنفاق العام مع ضمان سير الخطط التنموية مثل استكمال بعض مشروعات البنية الأساسية في مختلف محافظات سلطنة عمان.

حقيقة وبكل ارتياح تابعنا ما تضمنه اللقاء الإعلامي لوزارة الاقتصاد وما تضمنه من أرقام إيجابية ومؤشرات تشير إلى تعافي الاقتصاد العماني من الأزمات الاقتصادية التي تعرض لها منذ سنوات طويلة، وما يبعث الاطمئنان هو إيجاد خطة للتعامل مع الدين العام للدولة مع بدء خطة التوازن المالي قبل 3 سنوات فقد انخفضت نسبة الدين العام إلى أقل من 37% بمبلغ إجمالي 16.3 مليار ريال عماني بعد أن كان 76% من الناتج المحلي الإجمالي بمبلغ إجمالي 23.2 مليار ريال أي أنه انخفض بأكثر من 50% خلال 3 سنوات فقط وذلك بفضل مبادرات خطة التوازن المالي مدعومة بالارتفاع الكبير لأسعار النفط العالمية بسبب ارتفاع الطلب العالمي على النفط بعد جائحة كوفيد-19 وعودة النشاط للأسواق العالمية.

إن تصريحات مسؤولي وزارة الاقتصاد خلال اللقاء الإعلامي للوزارة زادت من كمية التفاؤل بشأن مؤشرات الاقتصاد العماني الإيجابية خاصة بعد أن أعلن معالي الدكتور وزير الاقتصاد بأن الاقتصاد العماني تعافى تماما من الآثار السلبية لجائحة كوفيد-19، وأن الحالة الإيجابية التي يتمتع بها الاقتصاد العماني هي نتاج لثلاثة عناصر أساسية وهي الحوكمة ووضوح السياسات ووجود المسرعات الداعمة مثل برامج الخطة الخمسية العاشرة والبرامج الوطنية الداعمة لأولويات رؤية عمان 2040، وما زادنا تفاؤلا وارتياحا تصريح سعادة الدكتور وكيل وزارة الاقتصاد بأن الوزارة تتوقع أن نسبة النمو الاقتصادي الحقيقي في سلطنة عمان خلال عام 2023م في حدود 2.3% مع نسبة تضخّم 1% وهو أعلى من توقعات صندوق النقد الدولي الذي توقّع أن يكون النمو الاقتصادي الحقيقي خلال العام الجاري 1.7% مع نسبة تضخّم 1.9%، وتعد هذه الأرقام إيجابية ومؤشرا واضحا على تحسن الاقتصاد العماني وتطوره؛ إذ أصبحت الميزانية العامة للدولة تسجل ارتفاعا في الإيرادات المالية بعد أن كانت تسجل عجوزات بمبالغ كبيرة، فوفقا للإحصاءات والأرقام المنشورة عبر المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في النشرات الإحصائية الشهرية فإنها تشير إلى تسجيل الميزانية العامة ارتفاعا في الإيرادات بنحو 700 مليون ريال عماني بعد أن سجلت الميزانية عجزا بلغ أكثر من 4.5 مليار ريال قبل 3 أعوام لأسباب مرتبطة ببند خدمة الدين إثر انخفاض التصنيف الائتماني لسلطنة عمان لمستويات ضعيفة، كذلك ارتفعت مساهمة الأنشطة غير النفطية بنحو 12% وانخفض التضخم الشهري في أغسطس الماضي إلى 0.8%. حقيقة وبكل ارتياح سعداء بما تضمنه اللقاء الإعلامي لوزارة الاقتصاد من أرقام ومؤشرات إيجابية، وخطط طموحة ورؤى مستقبلية مشرقة للاقتصاد العماني؛ فوزارة الاقتصاد بجهود فريقها المباركة وعزيمتهم المتقدة وهمتهم العالية وضعوا مستهدفات للوزارة لتحقيق رؤية عمان 2040 مع متابعة المستهدفات سنويا؛ فمثلا تسعى الوزارة بأن تكون 71.1% مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بنهاية عام 2023م، وخلال النصف الأول من العام الجاري حققت وزارة الاقتصاد 69.4%، ما يعني أن الوزارة ستتجاوز المستهدف بنسبة كبيرة في ظل العمل الدؤوب الذي تقوم به الوزارة، أما نسبة الصادرات غير النفطية إلى إجمالي الصادرات الوطنية (دون إعادة التصدير) فالمستهدف بنهاية العام الجاري 40.2%، والوزارة حققت خلال النصف الأول من العام الجاري 32.5%، أما معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بالأسعار الثابتة فالمستهدف 5% بنهاية عام 2023م، وتشير الأرقام المبدئية إلى إمكانية تحقيق المستهدف بل ربما يتم تجاوزه في خطوة تعد جبارة بجهد كبير مقدّر ومطمئن للجميع.

أخيرا.. مؤشرات الاقتصاد العماني مطمئنة وإيجابية بفضل الجهود المبذولة والسياسات الاقتصادية المتخذة والداعمة لمواصلة مرحلة التعافي من الأزمات الاقتصادية التي عصفت باقتصادات دول العالم منذ سنوات، إضافة إلى وجود حراك فاعل لتذليل الصعاب ومعالجة التحديات وإزالة العقبات التي تواجه الاقتصاد العماني، وعلينا جميعا أن نساعد الجهود وندعمها وأن نبتعد عن السلبية المنتشرة وحدتها في شبكات التواصل الاجتماعي وعدم الانجرار خلف المنتقصين للجهود المبذولة خاصة عند ذكر أرقام إيجابية بشأن الميزانية العامة للدولة أو الإعلان عن مؤشرات جيدة فيما يتعلق بنجاح السياسات الاقتصادية المتخذة؛ فتطور الاقتصاد العماني ونموه سينعكس إيجابا على مختلف فئات المجتمع العماني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصاد العمانی اللقاء الإعلامی الاقتصادیة التی وزارة الاقتصاد العام الجاری بعد أن

إقرأ أيضاً:

صندوق النقد الدولي يعرب عن تفاؤله حيال قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق نتائج إيجابية مستقبلاً

أدلى نايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي بتصريحات خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وفي مُستهل كلمته، وجّه/ نايجل كلارك الشكر لرئيس مجلس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ووزيري التخطيط والتنمية الاقتصادية والمالية، مُعربًا عن سعادته بحُسن الاستقبال وكرم الضيافة التي لاقاها والوفد المرافق له منذ قدومه إلى مصر.

وأكد "كلارك" أن مصر أحرزت تقدمًا ملموسًا وواضحًا فيما يتعلق ببرنامجها الإصلاح الاقتصاد الكلي، وهو أمر جلي للعيان، قائلًا: هذا برنامج مصري نتج عنه انخفاض قوي في معدلات التضخم والبطالة، فيما قفزت مستويات احتياطيات النقد الأجنبي إلى جانب إتاحة ووفرة العملات الأجنبية، ولم تعد هذه مشكلة كما كان الأمر من قبل، كما شهدنا زيادة مطردة في معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي، فيما يمضي الاقتصاد المصري على طريقه نحو الاستقرار.

وأضاف نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي أن هذه النتائج الإيجابية المهمة التي أحرزها برنامج الاصلاح الاقتصادي المصري جاءت بفضل القرارات والتحركات الجريئة التي قادتها الحكومة المصرية، مشيرًا إلى أن هذه الإصلاحات تشمل: التحول نحو نظام سعر صرف مرن، واتباع سياسة نقدية اتخذت تحقيق الاستقرار الاقتصادي كأساس لها، فضلًا عن الجهود الحثيثة التي تتم في سبيل حشد الإيرادات المحلية لضمان سياسة مالية مستدامة ومُستقرة.

ونوّه نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، في الإطار ذاته، إلى أن التقدم في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يشمل أيضًا البُعد الاجتماعي وتوفير الدعم للفئات الأكثر احتياجا.

وقال: أرحب بهذه الإصلاحات التي أفضت إلى تلك النتائج الإيجابية، داعيًا إلى الاستمرار في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.

وأشار/ نايجل كلارك أيضًا، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي، إلى زيادة نسبة التمويل المقدم للقطاع الخاص، وزيادة حصة القطاع الخاص من الناتج المحلي الإجمالي أيضًا، قائلا: هذا كله أتى كاستجابة مباشرة إلى ما شهده الاقتصاد الكلي من تحسن واستقرار.  

وأوضح نائب المدير العام للصندوق أن سرعة التحول إلى نموذج اقتصادي أكثر استدامة يتطلب نموذجا اقتصاديا يقود فيه القطاع الخاص النمو والنشاط الاقتصادي، وهذا هو المسار الحالي بالفعل، وما نمضي قدمًا معًا من أجل تسريعه، بحيث يتم تقليص دور الدولة في النشاط الاقتصادي وإفساح المجال للقطاع الخاص وتعزيز تكافؤ الفرص للقطاعات الاقتصادية المختلفة.

وتابع: هذا سوف يعزز ديناميكية الاقتصاد ويؤدي إلى جذب الاستثمارات محليًا وكذا الاستثمارات الدولية، كما أنه سيقود إلى تحقيق المزيد من التقدم والازدهار للاقتصاد المصري، والأهم أن هذا سيقود إلى نموذج اقتصادي أكثر استدامة.

وانتقل/ نايجل كلارك، خلال كلمته، إلى الحديث عن الصدمات الاقتصادية التي تعد الآن سمة بارزة في النظام الاقتصادي العالمي الحالي، موضحًا أن الأكثر أهمية وحساسية لهذه المنطقة هو كيف يمكن أن يكون الاقتصاد مرنا حتى يمتص مثل هذه الصدمات الاقتصادية، مؤكدًا أن تحقيق تلك المرونة يعتمد بقوة على الاستقرار الاقتصادي والجهود المستمرة للتحول إلى نموذج اقتصادي أكثر استقراراً.

وأعرب "كلارك" عن تقدير صندوق النقد الدولي للشراكة الممتدة مع مصر التي تعد عضوًا مهمًا لدى الصندوق، مؤكدًا أن صندوق النقد الدولي مستمر في تقديم الدعم لمصر لاستكمال تطبيق الإصلاحات الاقتصادية الجريئة بما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية للشعب المصري.

وفي ختام حديثه، وجه الشكر للحضور وأعرب عن تفاؤله حيال قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق نتائج إيجابية مستقبلًا.

طباعة شارك صندوق النقد الدولي النقد الدولي رئيس مجلس الوزراء مجلس الوزراء

مقالات مشابهة

  • تسليط الضوء على الخطط التنموية المستقبلية في البريمي ضمن "اللقاء الإعلامي الأول"
  • الأمين العام لوزارة الدفاع يترأس لجنة مقابلة الموظفين المدنيين المرشحين للعمل في الملحقيات العسكرية خارج العراق
  • إنفستكورب تستثمر في توسعة بميناء الدقم العماني بقيمة 550 مليون دولار
  • الأمين العام لوزارة الخارجية يجتمع مع سفيري إيطاليا وأوكرانيا
  • نائب مدير صندوق النقد الدولي يعرب تفاؤله بقدرة الاقتصاد المصري على تحقيق نتائج إيجابية
  • صندوق النقد الدولي يعرب عن تفاؤله حيال قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق نتائج إيجابية مستقبلاً
  • شكوك حول تحقق أرقام الاستثمار السعودي بأمريكا
  • وكيل الشيوخ: مشروع التنمية الاقتصادية ليس مشروع أرقام ولكنه حقيقة
  • وزيرة التخطيط تلقي بيان مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية أمام الشيوخ
  • محذرًا من الحرب الاقتصادية| بهاء أبوشقة: خطة التنمية ليست أرقامًا.. بل واقع ينبض بحلم المصريين