المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية يؤكد حرص دولة قطر على تعزيز علاقاتها مع مختلف دول العالم
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، حرص دولة قطر على تعزيز علاقاتها مع مختلف دول العالم، مشيرا إلى نمو العلاقات القطرية مع دول العالم بشكل متزايد، حيث تحرص دولة قطر، ممثلة بوزارة الخارجية، على تطوير علاقات التعاون مع مختلف الدول عبر الحوارات الاستراتيجية واللجان العليا المشتركة والمشاورات السياسية.
ونوه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، بافتتاح معرض "إكسبو 2023 الدوحة للبستنة"، برعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث ألقى معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: إن احتضان دولة قطر لمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، ينسجم مع التزاماتها في التنمية المستدامة وطنيا ودوليا، لافتا معاليه إلى أن المعرض يشكل إضافة نوعية للمبادرات التي تتبناها قطر لضمان مستقبل أكثر أمانا واستقرارا لشعوب العالم.
وأشار الدكتور الأنصاري إلى أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أشاد، خلال كلمته، بالتوجيهات السامية لسمو أمير البلاد المفدى، حول أهمية تحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة، مؤكدا معاليه على أهمية الحفاظ على البيئة وتطوير رؤية بيئية شاملة، والدعوة إلى تكثيف التعاون الدولي لتحقيق عالم بيئي متوازن ومستدام.
وأضاف المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أعرب في كلمته خلال افتتاح معرض إكسبو 2023 الدوحة، عن شكره لجميع الدول والأصدقاء الذين انضموا إلى المعرض، متمنيا معاليه أن تثمر أعماله عن شراكات ومشاريع تجني خيراتها الأجيال القادمة.
وأوضح الدكتور الأنصاري أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية التقى، على هامش افتتاح المعرض، عددا من كبار المسؤولين، حيث التقى معاليه كلا من سعادة السيد باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط، واللورد نيكولاس ليونز عمدة الحي المالي لمدينة لندن، وسعادة السيد سيريك جومانغارين نائب رئيس وزراء جمهورية كازاخستان، وسعادة السيد حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حيث جرى خلال اللقاءات استعراض علاقات التعاون وسبل دعمها وتعزيزها، إلى جانب مناقشة آخر المستجدات الإقليمية والدولية.
واستعرض المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، أبرز نشاطات الوزارة خلال الأسبوع الماضي، حيث استقبل معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، دولة الدكتور معين عبدالملك سعيد رئيس الوزراء بالجمهورية اليمنية، وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين، فيما جدد معاليه التأكيد على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية هو التفاوض بين اليمنيين على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار (2216)، مؤكدا معاليه وقوف دولة قطر الدائم إلى جانب اليمن ودعمها المتواصل لشعبه الشقيق.
وأشار الدكتور الأنصاري إلى أن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اجتمع يوم "الخميس"الماضي مع كل من سعادة السيد زوقي زاده زوقي أمين وزير التنمية الاقتصادية والتجارة بجمهورية طاجيكستان، وسعادة السيد عبدالله ديوب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية مالي، حيث جرى خلال الاجتماعين، استعراض علاقات التعاون، وسبل دعمها وتعزيزها.
ونوه الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، بالمباحثات التي عقدها سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية في جمهوريتي فنزويلا البوليفارية وكوستاريكا يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من سبتمبر الماضي، حيث عقد سعادته في العاصمة الفنزويلية كراكاس الجولة الثانية من المباحثات السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وترأس سعادته الجانب القطري، بينما ترأس الجانب الفنزويلي سعادة السيد إيفان جيل بينتو وزير الخارجية، وجرى خلال المباحثات استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين بمختلف المجالات.
وعلى هامش الزيارة، اجتمع سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية مع فخامة الرئيس نيكولاس مادورو رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، حيث نقل سعادته، خلال الاجتماع، تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى فخامة رئيس جمهورية فنزويلا، وتمنيات سموه لفخامته بموفور الصحة والسعادة، ولحكومة وشعب جمهورية فنزويلا بدوام التقدم والازدهار، فيما حمل فخامة رئيس جمهورية فنزويلا، سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، تحياته لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، متمنيا لسموه موفور الصحة والسعادة، ولدولة قطر استمرار التقدم والتنمية والازدهار.
ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية، اجتمع مع كل من سعادة الدكتورة ديلسي الوينا رودريغيز غوميز النائبة التنفيذية للرئيس الفنزويلي، وسعادة السيد الوزير فيليكس بلاسينسيا رئيس مركز الاستثمارات الأجنبية بفنزويلا.
كما عقد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية في سان خوسيه، الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في دولة قطر وجمهورية كوستاريكا، حيث ترأس سعادته الجانب القطري، بينما ترأس جانب كوستاريكا سعادة السيدة ليديا ماريا بيرالتا كورديرو نائب وزير الخارجية للشؤون الثنائية والتعاون الدولي، كما التقى سعادته على هامش الزيارة، سعادة السيد أرنولدو ريكاردو أندريه تينوكو وزير الخارجية وشؤون العبادة في جمهورية كوستاريكا.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور الأنصاري أن سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، سيعقد الجولة الرابعة للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية في دولة قطر وجمهورية أذربيجان بعد غد "الخميس".
من ناحية أخرى، نوه المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية باجتماع سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية مع سعادة السيد هانس غروندبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، حيث جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون بين دولة قطر والأمم المتحدة، وتطورات الأوضاع في اليمن، وأكدت سعادتها على دعم دولة قطر للمشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن.
كما اجتمعت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية مع سعادة السيدة ماريا تريبودي وكيلة وزارة الخارجية والتعاون الإيطالية، حيث جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون بين البلدين في مجال التنمية، ومستجدات الملفات الإقليمية في ليبيا وأفغانستان.
وأكد الدكتور الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، أن سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، سيلتقي السيد عبدالله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غدا "الأربعاء"، لمناقشة آخر مستجدات الأوضاع في ليبيا.
من جهة أخرى، أشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن الوزارة أصدرت خلال الأسبوع الماضي مجموعة من البيانات، حيث أدانت دولة قطر بشدة التفجيرين اللذين استهدفا مسجدا وتجمعا دينيا في باكستان، بينما أدانت دولة قطر في بيان آخر، الهجوم على المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية، كما أصدرت دولة قطر بيانا أدانت فيه بشدة، حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد.
كما أكد الدكتور الأنصاري استكمال الجسر الجوي القطري عمله في إيصال المساعدات إلى الأشقاء المتضررين من الفيضانات والسيول بشرق ليبيا، حيث وصلت الطائرتان التاسعة والعاشرة إلى مطار بنينا الدولي في بنغازي أمس"الإثنين"على متنهما 65 طنا من المساعدات الإنسانية والإغاثية، كاستجابة طارئة للوضع الإنساني الراهن.
ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن المساعدات تضمنت مستلزمات إيواء ومواد غذائية وإغاثية ومواد طبية، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، وقطر الخيرية، واللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة، ليصل إجمالي المساعدات القطرية للمتضررين 332 طنا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر العلاقات القطرية سعادة وزیر الدولة للشؤون الخارجیة المتحدث الرسمی لوزارة الخارجیة الدکتور الأنصاری بوزارة الخارجیة وسعادة السید سعادة السید الخارجیة فی دولة قطر إلى أن
إقرأ أيضاً:
تعزيز التحالفات: لماذا تُعد جولة وزير الخارجية الروسي الآسيوية استراتيجية؟
بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، منذ يوم الجمعة 11 يوليو 2025، جولة رفيعة المستوى، شملت كلاً من كوريا الشمالية والصين؛ للتنسيق المُشترك بشأن عدد من القضايا محل الاهتمام.
وجاءت الزيارة إلى بيونغ يانغ في إطار الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين كبار الدبلوماسيين، بينما أتت زيارة الصين في إطار المشاركة في اللقاء الوزاري لمنظمة شنغهاي للتعاون استعداداً للقمة الرئاسية الروسية الصينية المرتقبة الشهر المقبل (أغسطس 2025)، مع مناقشة الوضع الحالي وآفاق تطوير أنشطة المنظمة فضلاً عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.
أبعاد مُرتبطة:
تأتي تلك التحركات الدبلوماسية الروسية في خضم عدد من المتغيرات المحيطة، التي يمكن إيجازها على النحو التالي:
1. تعاون عسكري بين موسكو وبيونغ يانغ: تأتي تلك الزيارة بعد أقل من شهر من موافقة كوريا الشمالية على إرسال 6 آلاف عسكري إضافي إلى منطقة كورسك الروسية بعد التنسيق بين الرئيس كيم جونغ أون وكبير مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمنيين سيرغي شويغو أثناء زيارة الأخير الشهر الماضي (يونيو 2025) إلى بيونغ يانغ.
وتتنامى تلك التنسيقات الأمنية في ظل توقيع البلدين معاهدة شراكة استراتيجية أثناء زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى كوريا الشمالية ولقائه الزعيم كيم جونغ أون، في يونيو 2024؛ ومن ثم، وجه الغرب تُهماً لكوريا الشمالية بالتورط في الحرب بأوكرانيا، عبر تزويد روسيا بالعتاد والمقاتلين والذخائر والأسلحة الجديدة؛ لسد النقص في الصفوف الأمامية الروسية. هذا فضلاً عن دعم كوريا الشمالية لجهود إعادة الإعمار وإزالة الألغام بمنطقة كورسك الروسية عبر إرسال 1000 خبير مُتفجرات و5 آلاف عامل بناء عسكري لاستعادة البنية التحتية هناك.
2. تعثر السلام في أوكرانيا: أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خيبة أمله إزاء محادثاته مع نظيره الروسي بشأن وقف الاقتتال في أوكرانيا، في وقت تناقش فيه الإدارة الأمريكية خططاً لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، مع التلويح بإمكانية فرض رسوم جمركية على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال 50 يوماً، وذلك في ضوء فشل مساعي حل الأزمة الأوكرانية، وتجدد القتال بين الطرفين خلال الأشهر الأخيرة.
3. تحركات غربية مُناوئة للصين وكوريا الشمالية: على الجانب الآخر؛ تزامنت جولة لافروف مع إجراء مناورات عسكرية ثلاثية موسعة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان؛ شاركت فيها قاذفات أمريكية استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية فيما يؤشر إلى إيصال تهديدات للبرنامج النووي الكوري الشمالي، كما اجتمع رؤساء هيئات الأركان المشتركة من كوريا الجنوبية وأمريكا واليابان في سيول وحثّوا بيونغ يانغ على وقف جميع الأنشطة غير القانونية التي تهدد الأمن الإقليمي، كما ناقشوا نشر كوريا الشمالية قوات في روسيا، دعماً لحربها ضد أوكرانيا، ونقل روسيا المحتمل تكنولوجيا عسكرية إلى كوريا الشمالية مقابل ذلك.
كما تزامنت جولة لافروف مع ما أشارت إليه التقديرات حول ضغط وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على الحلفاء الآسيويين (اليابان وأستراليا) لمعرفة رد فعلهم في حال وقعت حرب أمريكية صينية حول تايوان.
تعاون ثنائي:
تضمنت تلك الزيارة الروسية مناقشة العديد من الملفات والقضايا المشتركة بين روسيا من جهة وكوريا الشمالية والصين من جهة أخرى، وهو ما يمكن إيجازه فيما يلي:
1. تعزيز التنسيق الأمني مع كوريا الشمالية: استقبل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وزير الخارجية الروسي، في منتجع وونسان؛ وقد أشاد كيم بـ”العلاقات الأخوية التي لا تُقهَر” مع روسيا، وأعلن عن استمرار تقديم الدعم العسكري لها. من جانبه، شكر لافروف بيونغ يانغ لدورها الداعم المتمثل في إرسال العتاد والقوات، ونقل رسالة على لسان بوتين مفادها التطلع للمزيد من الاتصالات المباشرة بين البلدين. وقد تبادل الطرفان وجهات النظر حول الأزمة الأوكرانية وأكدت كوريا الشمالية تأييدها غير المشروط لكافة الأهداف الروسية.
كما تمت مناقشة مبادرة روسيا لتطوير بنية أمنية شاملة وموحدة في أوراسيا، عابرة للقارات؛ بما يجعلها عنصراً أساسياً في البنية الأمنية بالمنطقة، كما أكد الجانبان دعم إنشاء آليات أمنية شاملة وعادلة وغير منحازة، تستند إلى القانون الدولي.
2. دعم مساعي بيونغ يانغ النووية: ناقش لافروف، خلال زيارته كوريا الشمالية، المناورات العسكرية التي كانت تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بالتزامن مع جولته الآسيوية، وقد حذَّر لافروف الغرب من تكوين تحالف مُناهض لبيونغ يانغ، مُتهماً إياهم بتأسيس تعزيزات عسكرية حولها. كما برّر لافروف مساعي كوريا الشمالية للحصول على الأسلحة النووية للدفاع عن نفسها من التهديدات العسكرية الأمريكية، واصفاً ذلك بأنه ثمرة جهود علمائها.
3. توطيد التعاون الاقتصادي والثقافي: خلال زيارته كوريا الشمالية، تم توقيع خطة للتبادلات الوزارية بين البلدين للفترة 2026-2027؛ لتنسيق الجهود الحكومية في مجالات مثل التجارة والاقتصاد والاستثمار والتبادلات الإنسانية والسياحة، فضلاً عن تعزيز اللغتيْن الروسية والكورية في البلدين بالتبادل عبر برامج ثقافية وتعليمية، ومن المقرر مناقشة الآفاق المستقبلية وتفاصيل التعاون خلال الاجتماع الثاني عشر المقبل للجنة الحكومية الروسية الكورية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.
4. دفع التفاهم مع الصين: خلال اللقاء الذي جمع لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ بي؛ أشاد الأخير بعلاقة بلاده مع روسيا باعتبارها أحد أكثر علاقات القوى الكبرى استقراراً ونضجاً وقيمة استراتيجية، مُشيراً للتطلع نحو التعاون في مختلف المجالات، مع التطلع لتبادلات رفيعة المستوى، وتعميق التنسيق الاستراتيجي الشامل، وتعزيز التنمية المتبادلة، ومعالجة التحديات. كما ناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية بما فيها أزمة أوكرانيا، وشبه الجزيرة الكورية، والبرنامج النووي الإيراني، والصراع في غزة، وتضاربت الأقوال بشأن تناول العلاقات مع الولايات المتحدة في تلك الجولة.
5. تأكيد أهمية منظمة شنغهاي: تطرق الجانبان الروسي والصيني، خلال زيارة لافروف، لأهمية منظمة شنغهاي باعتبارها منصة للتعاون الشامل والتعددية والتضامن بين دول الجنوب، وقبيل ذلك اللقاء التقى الوزيران على هامش فعاليات الاجتماع الوزاري للآسيان، وأشارا إلى التعاون بشأن قمة شنغهاي المقبلة فضلاً عن تعزيز التنسيق بالأطر التعاونية الأخرى مثل بريكس.
وقد التقى لافروف بالرئيس الصيني شي جين بينغ، وأكدا ضرورة تعميق الشراكة الاستراتيجية والدعم المتبادل بين البلدين، مُشيرين إلى دور منظمة شنغهاي للتعاون والتي جاءت نتاجاً لثمار التعاون بين البلدين، وأكد لافروف دعم روسيا رئاسة الصين للمنظمة هذا العام لضمان نجاح قمة تيانجين بالصين. كما تم التباحث بشأن الترتيب للزيارة المقبلة للرئيس بوتين للصين لحضور قمة شنغهاي. ورحب الرئيس شي بتلك الزيارة المرتقبة واصفاً علاقته بنظيره الروسي بأنها صداقة قوية طويلة الأمد.
نتائج مُحتملة:
بالنظر إلى ما خلصت إليه الزيارة وما تم تناوله من ملفات وبلورته من مخرجات، فثمَّة بعض الدلالات والتداعيات المحتملة، التي يمكن إيجازها على النحو التالي:
1. دعم القدرات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية: تنظر بعض التقديرات إلى أن الدعم الكوري عسكرياً لروسيا في حربها في أوكرانيا له ثمن في المقابل ربما يتعلق بتزويد روسيا لكوريا بتقنيات مُتقدمة تعزز القدرات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وتزيد من امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، عبر حصولها على التقنيات الروسية على نحو يجعلها تتخطى قيود التصنيع المحلي.
2. تعضيد التعاون الاقتصادي: يحمل مكان انعقاد اللقاء الذي جمع لافروف مع الزعيم الكوري الشمالي وهو مدينة وونسان دلالة بشأن أن تلك المدينة هي منتجع سياحي يمكن أن يمثل وجهة جاذبة للسياحة الروسية، خاصة في ظل اتخاذ إجراءات لتسهيل النقل الجوي بين البلدين، وهو ما يُسهم في كسر العزلة الاقتصادية عن الاقتصاد الكوري الشمالي. وأشارت وكالة تاس الروسية لاستئناف حركة القطارات المباشرة من موسكو إلى بيونغ يانغ ومشروع بناء جسر عبر نهر تومين لتسهيل التنقل عبر الحدود بين كوريا الشمالية والصين وروسيا.
وتُشير التقديرات إلى أن مبادرة السياحة هي بمثابة حجر الزاوية في استراتيجية كيم جونغ أون لإنعاش الاقتصاد، من خلال بناء مجمعات فندقية حديثة كوسيلة لتحسين اقتصاد البلاد المتعثر.
3. تغير معادلات الأمن وتوازنات القوى العسكرية: ربما يسهم التعاون العسكري المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية في تغيير ليس فقط ديناميكيات الحرب بأوكرانيا، بل أيضاً في آسيا، في ظل الحديث عن تطوير بنية أمنية شاملة وموحدة في أوراسيا، وكذا التخوف من التطور النوعي في القدرات العسكرية الكورية بالاستفادة من الدعم الروسي الذي قد يمكنها من تطوير قدراتها الصاروخية التي يمكن أن تطال وتستهدف الولايات المتحدة.
فضلاً عن الرسائل الضمنية التي يتم تأكيدها بشأن أن التهديد الأمني الرئيس بالمنطقة هو تنامي الدور العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في المقام الأول، في وقت تتشارك فيه كوريا الشمالية وروسيا النهج الدبلوماسي لحلحلة الخلافات مع الخصوم، مقابل تشكيل الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية واليابان تحالفاً أمنياً يستهدف كوريا الشمالية. وهو ما يُزيد المخاوف بشأن التحول النوعي في آفاق التعاون العسكري الروسي الكوري ليتجاوز الاستفادة من اقتصاد الحرب في أوكرانيا، ليصبح تحالفاً عسكرياً مناهضاً لنظيره الغربي في آسيا.
وفي التقدير، يمكن القول إن جولة لافروف إلى كوريا الشمالية والصين وما تضمنته من أبعاد، تُشير إلى أن ثمَّة حالة من التخوف بشأن تنامي العسكرة والاستقطاب الأمني والسياسي في منطقة آسيا والمحيط الهندي والهادئ في ظل تسارع التقارب العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية والصين من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، فضلاً عن تنامي المخاوف أيضاً بشأن تايوان؛ إذ إن المؤشرات لا تعكس فقط تحولات في تشكيل التحالفات، بل تعكس أيضاً تحوّلاً بنيوياً لمعادلات الردع وتوازنات القوى في آسيا.
وإن كانت تلك التطورات قد تلقي بظلالها أيضاً على تعقد المشهد في الحرب بأوكرانيا في ضوء التعثر المرحلي للمفاوضات واستعداد طرفي المواجهة للحصول على إمدادات عسكرية استعداداً لجولة جديدة من المواجهات العسكرية، وإن كان ذلك يبقى مرهوناً بمدى القدرة على حلحلة حالة الجمود والعودة للمحادثات من جديد.
” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”