تمتاز مدينة هويباخ بكونها منطقة ريفية ومركزا صناعيا هاما في البلاد

 عندما يزور أي سائح قلعة روزنشتاين التي بُنيت بين عامي 1822 و 1830 على صخرة كبيرة ويستمع بالمنظر الخلاب لبلدة هويباخ، فمن الصعب أن يبادر إلى الذهن أن هذه المنطقة تعد معقلا للشركات الصناعية والهندسية فيما يرجع ذلك إلى ما تزخر به من حقول وغابات ومناظر طبيعية مع قلة في عدد التجمعات السكانية.

مختارات "أرض الأمل".. ألمانيا على طريق تسهيل منح الجنسية والسماح بازدواجيتها لماذا تغادر العمالة الماهرة ألمانيا رغم حاجة سوق العمل إليها؟ ألمانيا .. صعود اليمين الشعبوي "يفزع" العمالة الماهرة ألمانيا.. من المستفيد من تعديلات قانون استقدام العمالة الماهرة؟ انكماش الاقتصاد.. شبح "رجل أوروبا المريض" يحلق فوق ألمانيا!

ويعد المهندس الهندي كونجان باتل البالغ من العمر 30 عاما من بين المهندسين  الذين وجدوا منطقة شرق فورتمبيرغ بولاية بادن فورتمبيرغ نقطة جذب بشكل كبير للبدء في فصل جديد من حياتهم في ألمانيا.

وفي مقابلة مع DW، قال باتل "هذه منطقة تعد نقطة جذب للمهندسين حيث توجد العديد من الشركات المثيرة للاهتمام فيما تمتاز كل شركة بأسلوبها الخاص بها."

رغم أن مساحتها تبلغ ضعف مساحة برلين، إلا أن التعداد السكاني لمنطقة شرق فورتمبيرغ لا يتجاوز 450 ألف شخص.

ورغم صغر تعداد سكانها، إلا أن المنطقة تفتخر بتواجد العديد من  الشركات الناجحة  من بينها أكثر من 300 شركة في مجال صناعة الأدوات والهندسة الميكانيكية وهندسة المصانع.

وبفضل هذا التواجد الصناعي والهندسي، لا تعد شرق فورتمبيرغ منطقة ريفية فحسب وإنما أيضا منطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة.

وجد كونجان باتيل مدينة هويباخ الريفية نقطة جذب للعمل

وبحسب البيانات الرسمية، فإن المناطق الريفية في ألمانيا تساهم في حوالي نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد والذي بلغ حوالي 3.9 تريليون يورو (4.1 تريليون دولار) العام الماضي.

بيد أن المناطق الريفية في ألمانيا تواجه إشكالية مع  انتقال الشباب صوب المدن  مع تسارع معدل شيخوخة سكان الريف مقارنة بالمناطق الحضرية.

وعلى وقع ذلك، تواجه المناطق الريفية تحديا في جذب العمالة الأجنبية حيث يفتقد العمال المهاجرون إلى الروابط الأسرية التي تدفع الألمان إلى العيش في المناطق الريفية فضلا عن تردد العمالة الماهرة في الانتقال إلى المناطق الريفية  بسبب خوفهم من نقص فرص العمل أو الصعوبة في التأقلم والاندماج داخل المجتمعات الريفية المحافظة.

دور الجامعات

ورغم ذلك، وجد المهندس الهندي كونجان باتل ضالته في العمل في شركة Richter Lighting Technologies المتخصصة في إنتاج أنظمة الإضاءة المتطورة وتتخذ من هويباخ مقرا لها حيث تمتلك أكثر من مئة موظف من 34 دولة.

ويعود تاريخ انضمام باتيل إلى الشركة إلى عام 2019 فيما يرجع الفضل في ذلك إلى زيارة قام بها مجموعة من الطلاب الأجانب  في جامعة آلين إلى الشركة.

وفي ذلك، قال ماركوس شميد، العضو في غرفة التجارة والصناعة في شرق فورتمبيرغ، إن إقناع الطلاب الأجانب بالبقاء في هذه المنطقة بعد انتهاء دراستهم الجامعية يعد أحد أكثر الطرق فعالية لجذب الخريجين الأجانب خاصة وأن الشركات الصغيرة والمتوسطة ليس لديها إمكانيات إعلانية كبيرة لجذب الخريجين من خارج البلاد.

ابتكر بيرند ريختر طرقا عدة لجذب العمالة الأجنبية الماهرة للعمل في شركته

لكن هذا لا يمثل مشكلة بالنسبة للشركات العالمية الكبرى  التي تتواجد في منطقة شرق فورتمبيرغ حيث يمكنها تحمل تكاليف حملات التوظيف الكبيرة وتمتلك سمعة جيدة على المستوى العالمي.

وفي مقابلة مع DW، قال جورج فون إرفا، رئيس قسم الموارد البشرية في شركة زايس الرائدة في مجال البصريات  ومقرها في شرق فورتمبيرغ، إنه الوقت الحالي "يمكننا تلبية احتياجاتنا من العمالة الماهرة وذلك بفضل أنشطتنا في سوق العمل العالمية".

تحديات تواجه الشركات الصغيرة 

لكن مع قلة الموادر، واجه بيرند ريختر، رئيس شركة Richter Lighting Technologies، تحديا في جذب عمالة جديدة بل والاحتفاظ بالعمالة الحالية فيما سعى بكل جهد إلى تحقيق ذلك أحيانا من خلال مبادرات شخصية منها أنه يستضيف بعض الموظفين الجدد في منزله.

وشدد على أن نهجه في التوظيف يقوم على "عدم استبعاد أي شيء على الإطلاق"، مضيفا أن اتقان اللغة الألمانية ليس معيارا حاسما إذ أن اللغة الانجليزية هي لغة العمل الرسمية في المصنع وهو الأمر الذي ساعد كونجان باتيل على التأقلم في العمل  حيث كان تعلم اللغة الألمانية التحدي الأكبر له في العيش في المانيا.

ورغم ذلك، تتيح الشركة للموظفين غير الألمان حضور دروس مجانية في اللغة الألمانية.

تحتاج ألمانيا إلى جذب عشرات الآلاف من العمالة الماهرة كل عام

وعلى الصعيد الرسمي، قال عمدة هيوباخ، جوي أليمازونغ، إنه يرغب في أن يشعر العمال الأجانب بكونهم جزءا لا يتجزأ من البلدة.

وفي مقابلة مع DW، أضاف "إذا لم يشعر أي شخص بكونه مختلفا عندما يتحدث معي، فإن هذا سوف يشعره وكأنه في بيته،" مضيفا أن المناطق الريفية تمتاز بالروابط المجتمعية القوية وهو ما قد يساعد في تعزيز قبول المهاجرين بفضل أنها توفر للمهاجرين والسكان فرصة الاندماج.

وأعرب كونجان باتيل عن سعادته بنمط الحياة الذي تمتاز به منطقة  شرق فورتمبيرغ، قائلا "الحياة الاجتماعية هنا جيدة مع وجود العديد من الفعاليات داخل وخارج العمل. أنا أحب الصيف هنا".

فيليب بوبنهايمر – هويباخ ولاية بادن فورتمبيرغ / م. ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: المانيا العمالة الأجنبية العمالة الماهرة العمالة الوافدة الهجرة إلى ألمانيا نقص العمالة في ألمانيا المانيا العمالة الأجنبية العمالة الماهرة العمالة الوافدة الهجرة إلى ألمانيا نقص العمالة في ألمانيا العمالة الماهرة المناطق الریفیة

إقرأ أيضاً:

ماريكسا: الفوز بدوري المؤتمر يمكن أن يكون «نقطة بداية»

قال إنزو ماريسكا، المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، إن فوز فريقه في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي، يمكن أن يكون "نقطة بداية" حيث يتطلع لإعادة الفريق لسابق عهده.

وقلب تشيلسي تأخره في الشوط الأول إلى فوز 4 / 1 أمام ريال بيتيس في المباراة التي أقيمت أمس الأربعاء في فروتسواف ببولندا، وكان كول بالمر عاملا رئيسيا في قلب النتيجة.

وتمكن الدولي الإنجليزي بالمر من صنع هدفي إنزو فرنانديز ونيكولاس جاكسون قبل أن يسجل جادون سانشو ومويسيس كايسيدو الهدفين الآخرين، حيث يسعى الفريق للبناء على تأهله لدوري أبطال أوروبا يوم الأحد الماضي.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية عن ماريسكا قوله: "اتمنى أن يكون هذا الانتصار نقطة بداية لبناء عقلية الانتصارات".

وأضاف:"المرء بحاجة لتحقيق الانتصارات، والفوز بالبطولات. وبالتأكيد، الكأس الذي حصدناه اليوم سيجعلنا أفضل".

وأردف:" ولكن أيضا، أنا فخور بالمسار الذي خضناه، أو الرحلة التي قطعناها، في الدوري الممتاز. ولكن بالنسبة لي، إنها أصعب بطولة في العالم. يجب أن يكون مستواك ثابتا في 38 مباراة. وهؤلاء اللاعبون أظهروا ذلك".

وأكد:"لهذا السبب بعد مباراة نوتنجهام فورست، بالغت في سعادتي بعض الشيء. لكن السبب هو أنه في 38 مباراة، عليك أن تكون ثابتا في الأداء. ومع أصغر تشكيلة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، فهذا أمر لا يصدق".

وأشاد ماريسكا بكول بالمر، وقال:"كلنا نعلم أن بالمر لاعب كبير".

وأضاف:"نريد مساعدته ليكون في المركز الصحيح واللحظة المناسبة. من ثم، هو لاعب يتمتع بجودة عالية. يمكنه أن يصنع الفارق بهدف أو تمريرة حاسمة، وكما قلت، التمريرتان الحاسمتان كانتا جميلتين للغاية".

مقالات مشابهة

  • كلب يصبح “مسؤول السعادة الرئيسي” في شركة هندية!
  • الأردن يجمّد استقدام العمالة الأجنبية ويطلق حملة تفتيش شاملة لضبط السوق
  • بعد زيادتها إلى 1500 جنيه رسميًا.. طريقة صرف منحة عيد الأضحى للعمالة غير المنتظمة
  • الأردن يعلن وقف استقدام العمالة الأجنبية حتى إشعار آخر
  • هل يمكن استخراج أكثر من تأشيرة للعمالة المنزلية في حال وجود واحدة ملغاه؟.. توضيح من مساند
  • الأردن يوقف باب استقدام العمالة الأجنبية حتى إشعار آخر
  • الأردن: إيقاف استقدام العمالة الأجنبية
  • وزير العمل: 200 ألف جنيه لأسرة كل متوفي و20 ألفًا للمصابين من العمالة غير المنتظمة ضحايا حادث المنوفية
  • خسارة فادحة للوافدين .. دولة عربية تعلن وقف استقدام العمالة الأجنبية إليها
  • ماريكسا: الفوز بدوري المؤتمر يمكن أن يكون «نقطة بداية»