السومرية نيوز – فن وثقافة

فاز الكاتب النرويجي يون فوسه بجائزة نوبل للآداب 2023، وقالت الأكاديمية السويدية -التي تمنح الجائزة- إنها اختارته "لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يعطي صوتا لما لا يمكن قوله".
وأضافت الأكاديمية أن أعمال فوسه "تمزج بين طبيعة خلفيته النرويجية مع التقنية الفنية-الأدبية"، وأثنت عليه "لكشفه عن القلق الإنساني والتناقض في الجوهر البشري" في أعماله التي ناهزت 40 عملا.



ويكتب فوسه بلغة نينوشك (اللغة النرويجية الجديدة)، وتعيش شخصياته في عوالم شعرية مجردة تعاني واقعا باردا وقاسيا يشبه الملاحم الشهيرة شمالي أوروبا، وتتحدث شخصياته قليلا في نصوصه، لكنها تكشف عن مشاعرها الداخلية الدفينة.

كذلك يغيب الوصف الخارجي المكثف عن أدب فوسه، لكنه يستعيض عنه بكشف العواطف عبر الشعر والموسيقى اللذين يعتمد عليهما في إنجاز الحبكة، وهو بذلك يخرج عن المسرح والرواية السردية التقليدية.

وعلق فوسه على فوزه قائلا إنه "مرهق، وخائف إلى حد ما" بحصوله على هذه الجائزة المرموقة.

سيرة أديب نرويجي
ولد يون فوسه في مدينة هاوجيسوند بالنرويج، وتعرض لحادث خطير وهو في السابعة من عمره جعله على وشك الموت. وأثرت هذه التجربة بشكل كبير على كتاباته لاحقا.

التحق فوسه بجامعة بيرغن ودرس الأدب المقارن، ونُشرت روايته الأولى "أحمر، أسود" عام 1983، مكتوبة بلغة نينوشك، وعرضت مسرحيته الأولى "ولن نفترق أبدًا"، ونشرت عام 1994.

وكتب فوسه عددا من الروايات والقصص القصيرة والشعر وكتب الأطفال والمقالات والمسرحيات، وترجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة. ويجيد عزف الموسيقى (الكمان)، وحصل على وسام الاستحقاق الوطني من فرنسا عام 2003.

ويستخدم فوسه مقر إقامة فخريا مملوكا للدولة النرويجية، ويقع في مبنى القصر الملكي وسط مدينة أوسلو، منحه إياه ملك النرويج تقديرا لمساهماته في الفنون والثقافة النرويجية.

وكان فوسه من بين المستشارين الأدبيين لترجمة نرويجية للكتاب المقدس نُشرت عام 2011، وفي أبريل/نيسان 2022، وصلت روايته "اسم جديد"، التي ترجمها إلى الإنجليزية داميون سيرلز، إلى القائمة المختصرة لجائزة البوكر الدولية.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

باتريك وايت..لماذا رفض النجومية والشهرة؟

في عالم الأدب، كثير من الكتاب يسعون للشهرة، للكاميرات، للتكريمات، وحتى لحفلات الجوائز.

 لكن باتريك وايت، الكاتب الأسترالي الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الأدب، سار في الاتجاه المعاكس تمامًا. 

رفض الأضواء، قاطع الإعلام، وامتنع عن حضور حفل نوبل نفسه. 

رفض الحضور إلى حفل نوبل

في عام 1973، أعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز باتريك وايت بجائزة نوبل في الأدب، تكريمًا لـ”سردياته الملحمية والمعقدة التي كشفت عمق النفس البشرية”. 

لكن بدلاً من السفر إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة كما يفعل الجميع، أرسل وايت صديقه ومترجمه Barry Humphries نيابة عنه. بالنسبة له، الجائزة كانت شرفًا للأدب، لا مناسبة للعرض أو التصفيق.

قال لاحقًا في حوار نادر:

“الجوائز تُمنَح غالبًا لمن لا يحتاجونها، وأنا لا أحتاج إلى تصفيق المجتمع الثقافي.”

شخصية معقدة… وصراع داخلي دائم

كان وايت معروفًا بعزلته القاسية عن الحياة الثقافية والاجتماعية في سيدني، رغم شهرته الواسعة. 

لم يكن يحب الأحاديث الصغيرة أو الأضواء، واعتبر أن الكاتب كلما اقترب من الحياة العامة، فقد شيئًا من صدقه الفني. تلك العزلة لم تكن مجرد خيار اجتماعي، بل انعكاس لحساسية داخلية عالية، ومعاناة من شعور دائم بالاغتراب كونه كاتبًا مثليًا في مجتمع محافظ، وروائيًا ينتمي لبلد لم يكن الأدب جزءًا من هويته الثقافية الأساسية.

الإبداع في الصمت: “الكلمات تتحدث بدلًا عني”

في مقابلة قصيرة، قال وايت:

“الناس يسألونني: لماذا لا تخرج للناس؟ والجواب بسيط: لقد قلت كل ما أريد في كتبي.”

أعماله، مثل The Tree of Man وVoss، تحمل عمقًا نفسيًا وفلسفيًا كبيرًا، وتغوص في أسئلة الهوية، والروح، والموت، والعزلة تمامًا كما عاشها هو، فليست العزلة هنا هروبًا، بل كانت شرطًا للإبداع.

موقفه من الإعلام..قطيعة كاملة

لم يكن باتريك وايت يحب الإعلام ولا يرى فيه وسيلة مفيدة. بل اعتبر أن الصحافة أفسدت العلاقة بين الكاتب والقارئ، وأن الشهرة المبالغ فيها تُفقد الكاتب سلطته الأدبية.

 ولهذا لم يظهر على التلفاز إلا نادرًا، ولم يجر مقابلات إلا حين شعر أن الأدب أو المبدأ يتطلبان ذلك.


 

طباعة شارك الأدب باتريك وايت جائزة نوبل الإعلام النفس البشرية

مقالات مشابهة

  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • بياستري يحافظ على صدارة مكلارين في تجارب «جائزة إسبانيا»
  • نوريس الأسرع في «التجربة الأولى» لـ«جائزة إسبانيا»
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • انخفاض نسبة المدخنين في مصر إلى 14% لعام (2023/2024)
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
  • باتريك وايت..لماذا رفض النجومية والشهرة؟
  • إطلاق الدورة الأولى من «جائزة المرأة سند المجتمع»
  • مكتب أحوال رياض الخبراء النسوي يحصل على جائزة التميز لعام 2024
  • حفل قمة الإبداع للدراما الرمضانية يمنح جائزة أفضل مسلسل لعام 2025 لهذا العمل