أعلنت السلطات التركية أن الاستخبارات دمرت مبنى وعدة مواقع تتبع وحدات "حماية الشعب الكردية" شمال سوريا، واستهدفت قيادات من التنظيم ردا على الهجوم الإرهابي الذي وقع الأحد في أنقرة.

وأكدت أنقرة أن من نفذ الاستهداف لقيادات من وحدات "حماية الشعب الكردية" السورية ومواقع ومقرات لنفس التنظيم في الشمال السوري هي الاستخبارات التركية وليس الجيش التركي.

إقرأ المزيد أردوغان يطلب من البرلمان التركي تمديد بقاء الجيش في سوريا والعراق لعامين إضافيين

وأوضحت أن الضربات الجديدة تمت بالطائرات المسلحة من دون طيار في الشمال السوري، مشيرة إلى أنه تم تدمير عدد كبير من منشآت الطاقة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الوحدات الكردية بالإضافة إلى مستودعات أسلحة وذخائر ومبان تتمركز فيها وحدات هجومية وتخريبية.

وشددت السلطات التركية على أن استهداف العناصر والأهداف الإرهابية سيتواصل حتى تحقيق كل الأهداف التي تم وضعها.

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع التركية شن غارات جوية على معاقل تنظيم "بي كي كي" شمال العراق، وتحييد العديد من عناصره وتدمير 22 هدفا.

وذكرت في بيان أن الغارات نفذت من أجل تحييد تنظيم "بي كي كي" والعناصر الإرهابية الأخرى والقضاء على هجماتهم ضد الشعب التركي وقوات الأمن انطلاقا من شمال العراق ولضمان أمن الحدود بما يتماشى مع حق الدفاع عن النفس الناشئة عن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

إقرأ المزيد مراسلنا: المسيرات التركية تكثف القصف في شمال شرقي سوريا

وأضافت أنه "تم تنفيذ غارات جوية ضد أهداف إرهابية في مناطق متينا وهاكورك وغارا وقنديل وأسوس شمال العراق عند الساعة 19.00 بالتوقيت المحلي (+3 تغ) يوم الأربعاء".

وأوضحت أنه تم خلال الغارات تدمير 22 هدفا تتكون من كهوف ومخابئ وأوكار ومستودعات، مشيرة إلى أنه تم تحييد العديد من الإرهابيين بينهم مسؤولوهم.

وأضاف البيان أن القوات المسلحة التركية ستواصل محاربة الإرهاب بكل عزيمة وإصرار من أجل حماية أمن تركيا وشعبها حتى القضاء على آخر إرهابي.

وأكد أنه "خلال الغارات تم اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية والبيئة".

إقرأ المزيد الدفاع التركية تعلن تنفيذ غارات جوية على معاقل تنظيم حزب العمال الكردستاني شمال العراق

والأحد، وصل إرهابيان من تنظيم "بي كي كي" بسيارة تجارية صغيرة أمام مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية في أنقرة، ونفذا هجوما، حيث فجر أحدهما نفسه، فيما تمكنت قوات الأمن من تحييد الآخر، وأصيب عنصران من الأمن التركي بجروح طفيفة جراء إطلاق النار.

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن كافة المنشآت العائدة لتنظيم "بي كي كي / واي بي جي" في سوريا والعراق، تعد "أهدافا مشروعة" للقوات التركية.

وقال غولر في تصريح أدلى به الأربعاء علق فيه على الهجوم الإرهابي الذي وقع في العاصمة أنقرة "على الجميع أن يعلم بأن كافة المنشآت العائدة لتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" في سوريا والعراق، تعد أهدافا مشروعة للقوات التركية".

وشدد غولر على أن موقف القوات المسلحة التركية ضد الإرهاب مستمر بنفس المبادئ.

وتابع قائلا: "كفاحنا ضد الإرهاب سيستمر بمزيد من الإصرار والمثابرة والتصميم إلى حين القضاء على جميع الإرهابيين الدمويين في هذه الجغرافيا".

المصدر: RT + الأناضول

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أنقرة استخبارات الأكراد الأكراد في تركيا الأكراد في سوريا الإرهاب الجيش التركي جماعات ارهابية جماعات مسلحة دمشق شمال العراق بی کی کی

إقرأ أيضاً:

تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا

نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" تقريرًا، استعرض خلاله التطورات الأخيرة في العلاقات بين تركيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها كل منهما، في ظل تحولات إستراتيجية وصراعات محتدمة على الساحة السورية والشرق أوسطية بشكل عام.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "تركيا تشكل تهديدًا  لإسرائيل التي توهم رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هزيمته لأبرز خصومه". مضيفا أنّ خطة الاحتلال الإسرائيلي التي بدت متماسكة على الورق في نظر واضعيها، والرامية لإنشاء كيان درزي عازل في سوريا يمتد عبر "ممر داوود" الصحراوي نحو كيان كردي مماثل شرق الفرات تتداعى أمام الأعين. 

وأبرز: "غير أن الموقف التركي الحازم، الذي جاء ردًا على التحريض الإسرائيلي للاضطرابات الدرزية في محافظة السويداء السورية، دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى التراجع بشكل ملحوظ. ويبدو أن مصير الدروز، كحال الأكراد، مرشح لأن يكون كمصير الأفغان الذين تُركوا في مواجهة مصيرهم لوحدهم".

وأورد الموقع أنّ العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا شهدت تدهورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، على خلفية ممارسات الكيان في قطاع غزة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من سكان القطاع.

وارتكب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطأً استراتيجيًا حين افترض أن الوضع سيبقى على حاله، وأنّ أنقرة ستقبل ضمنيًا بتقسيم النفوذ في سوريا بين الجانبين. غير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يبد استعدادًا مطلقًا للرضوخ لهذا التصور وتعامل مع الملف السوري بجدية بحيث يعتبر سوريا، بقيادة حليفه أحمد الشرع منطقة نفوذ تركية خالصة لا تقبل القسمة أو المشاركة.

وينقل الموقع عن باحثو "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أنّ: "النهج العسكري الحازم لإسرائيل يحقق في الواقع مكاسب خفية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. فقد عزّز مكانته الدبلوماسية من خلال الظهور كوسيط إقليمي وعامل استقرار داخل حلف الناتو". 

وأردف: "نتيجة للهزائم التي تكبدتها  إيران وحلفائها في المنطقة؛ برزت تركيا كقوة إقليمية صاعدة. كما استغل أردوغان تطورات الأحداث الأخيرة، التي فجّرتها العمليات الإسرائيلية، لصرف انتباه الرأي العام الداخلي عن أزمة التضخم المتفاقمة في البلاد".

وتابع: "استجاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لدعوة نظيره السوري بتقديم دعم عسكري لحماية وحدة أراضي سوريا، معلنًا موافقته على التعاون في هذا الإطار. وفي خطوة لافتة، أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان -الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات وأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة أردوغان- أثناء زيارته معرض الصناعات الدفاعية الدولي الذي احتضنته اسطنبول، بتصريحات ذات طابع هجومي".

التصريحات، بحسب الموقع نفسه، عكست توجّهًا حازمًا واستعدادًا للتصعيد جاء فيها: "إذا تم استخدام العنف لتقسيم سوريا وزعزعة استقرارها، فسنعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا لأمننا القومي، وسنتدخل على الفور." في الأثناء، لم تكن الرسالة رمزية أو خطابية فحسب، بل حملت دلالة عملية على استعداد تركيا لاتخاذ خطوات ملموسة.

وذكر الموقع أنه: "عند تقييم القدرات العسكرية للطرفين، يتضح أن الجيش الإسرائيلي يتفوق تقنيًا على الجيش التركي في مجالات سلاح الجو، والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والقوى السيبرانية. إلاّ أن القوات البرية التركية تُعد أكثر تفوقًا ليس فقط من حيث العدد بل أيضًا من حيث المعدات والجاهزية القتالية".

في المقابل، لا يمكن حسم المعارك جوًّا، ودون عملية برية لن تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي إنشاء ما يُعرف بـ"ممر داوود"، وهي مغامرة عسكرية لا تبدو ممكنة في ظل موازين القوى الحالية. وحتى على مستوى سلاح الجو، بدأت أنقرة تتخذ خطوات لتقليص الفجوة؛ فبعد أن فقدت الأمل في إتمام صفقة طائرات "إف.35" الأمريكية، لجأت إلى توقيع اتفاق مع ألمانيا لشراء 40 مقاتلة من طراز "يوروفايتر تايفون" من الجيل الرابع.

وأورد: "تعوّض تركيا عن نقص مواردها المالية، التي كان بإمكان إسرائيل نظريًا استغلالها للضغط عليها، من خلال تعاون وثيق مع "العملاق الغازي" القطري الغني بالثروات".


واسترسل: "ينقل الموقع عن رئيس معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، مائير بن شبات، أنه بعد انهيار "محور المقاومة" بقيادة إيران، "تسد كل من قطر وتركيا الفراغ الناتج نظرًا لامتلاكهما طموحات إقليمية وعالمية مشتركة، بالإضافة إلى الموارد اللازمة لدعمها فضلا عن تواجدهما على جميع الجبهات، مستفيدين من دورهما كوسطاء".

وأضاف: "على سبيل المثال، تكفلت قطر بدفع رواتب العاملين في القطاع الحكومي السوري، وأعلنت عن استثمار 7 مليارات دولار في قطاع الطاقة السوري".

وفي ختام التقرير نوّه الموقع بأن هذا التحول في مجريات الأمور يشير إلى وجود حدود على مستوى القدرات لكل من دولة الاحتلال الإسرائيلي وتركيا. فبينما تملك تركيا الموارد الكافية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في سوريا حتى الآن، فإن قد تواجه في مناطق أخرى عقبات تعرقل تنفيذ مخططاتها. لا سيما في الأماكن التي ستتصارع فيها مع لاعبين إقليميين وعالميين أكثر قوة من دولة الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكييف؟
  • كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟
  • رئيس ديوان المحاسبة يلتقي نظيره التركي في أنقرة
  • وزير الطاقة التركي: سنزوّد سوريا بالغاز الأذربيجاني اعتباراً من 2 آب
  • هل تشهد السياسة التركية في ليبيا تحولا استراتيجيا جديدا؟
  • تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
  • مصرع قيادي في تنظيم القاعدة في مصينعة شبوة
  • وزير الطاقة التركي آلب أرسلان بيرقدار: تزويد سوريا بالغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب يبدأ في الثاني من آب المقبل عبر ولاية كيليس التركية
  • تحذير من أمطار رعدية وعواصف محلية في هذه المدن التركية اليوم
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا