الثورة نت:
2025-06-02@08:21:26 GMT

ورفعنا لك ذكرك

تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي الثاني عشر من ربيعِ الأول، ها هم أحرار الشعب اليمني يحتلفون بمولد النور، منبع الكرامة، أصل الأخلاق – محمد صلوات الله عليه وعلى آله – سيماهم في وجوههم من أثر الفرحة والابتهاج.
في اليمن تجسد قوله تعالى:- «ورفعنا لك ذكرك»، على صوامع المساجد وأسطح المنازل، وفي الشوارع والأحياء، «ورفعنا لك ذكرك»، على قمم الجبال، و على هامات الرجال، وفي جبهات القتال، تسمع هتافاتهم «لبيك يا رسول الله»، لأنه سر صمودهم، وأساس انتصاراتهم وهو معلمهم وقدوتهم في الصبر والثبات .


لم يكن التعظيم للرسول الأعظم – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بدعة أو أمرا مستغربا، أو فعلا طارئا، في تاريخ الشعب اليمني، الذي طالما برهن باحتفاله بالمولد النبوي الشريف، مدى الحب العميق، والارتباط الوثيق، والعلاقة التاريخية المتوارثة، جيلا بعد جيل، منذ زمن الأوس والخزرج، ليبقى هذا الحب والتعظيم والتوقير موروثا شعبيا وإرثا تاريخا، في قلوب أجيالنا، إلى قيام الساعة.
إن العلاقة الودية بين الرسول الأعظم – صلوات الله عليه وعلى آله – واليمنيين، علاقة خالدة ومتجددة، بلغوا بها أعلى المراتب، وأرفع المقامات، التي لم تكن لسواهم، وليس لها مثيل في التاريخ، وفي قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، دليل على عظمة النفوس اليمانية، التي استقت الزكاء، من منهل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ومع زكاء النفوس، اكتسبت وتوارثت الحكمة.
إن زكاء النفوس اليمانية، جعلها تواقة إلى الحرية والعدالة والإباء، وإلى المبادئ السامية والفاضلة، وحين حمل اليمانيون في غرائزهم السخاء، والرحمة والمحبة والكرامة، وجدوا أن محمداً بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – هو أعظم من أتى بها، وهو خير وأفضل من جسدها واقعا وعملا، ولهذا أحبوه وعظموه ووقروه ونصروه، وازددوا يقينا بأنه رحمة ونعمة من الله للعالمين.
إن الحكومات والشعوب والمجتمعات التي لا تتوق للحرية وللعدالة، وللخروج من هيمنة الطاغوت الامريكي ، ولا تقدس المبادئ السامية، وليس للقيم الإنسانية مكانة في واقعها ، ولا تنظر إليها بعظمة وإجلال، فإنها لن تعترف بعظمة رسول الله ، ولن تعظُم رسول الله في انفسها ولا في واقعها ، بل ستقول إن تعظيمه بدعة، ولن يكون لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله – أي قيمة في قلوبها ، ولن يرتفع منها ذكر لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله -.
إن من يريد أن يعرف عظمة محمد بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – يجب عليه أولا أن يعرف قيمة ما أتى به من الهدي، وعظمة ما دعا إليه، من مبادئ وقيم وأخلاق عظيمة، ليعرف بعدها عظمة الرسول وفضله وقيمته، وحقيقة قوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم»، معبرا عن كمال وجلال وبهاء نبيه الكريم صاحب الخلق العظيم، الذي يجدد معه اليمنيون العهد والوفاء، بإحياء ذكرى ميلاده الشريف، في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، غير عابئين بكلام المخالفين، وإرجاف المنافقين، ومهما كانت التضحيات، التي لا يتوقفون عن دفعها، في كل زمان ومكان، في سبيل الحفاظ على حبهم وإجلالهم، وانتمائهم الروحي والإيماني لرسولهم الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: صلوات الله علیه وعلى آله رسول الله

إقرأ أيضاً:

من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا

صراحة نيوز ـ بقلم: جمعة الشوابكة

في العاشر من حزيران من كل عام، لا يمرّ اليوم على الأردنيين مرور الكرام، بل ينبض التاريخ في وجدانهم من جديد. إنه اليوم الذي تختصر فيه الأمة مسيرتها المجيدة بين سطرين خالدين: الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي عام 1916، ويوم الجيش العربي الأردني، حين توحّدت البندقية بالراية، والعقيدة بالوطن.

لم تكن الرصاصة الأولى التي انطلقت من شرفة قصر الشريف في مكة مجرد إعلان تمرّد على الحكم العثماني، بل كانت البيان التأسيسي للسيادة العربية الحديثة، وبداية مشروع تحرر قومي لا يعترف بالتبعية، ولا يرضى بأقل من الكرامة. قاد الشريف الحسين بن علي هذا المشروع بوعي تاريخي عميق، وسلّمه لابنه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن الحسين آنذاك، الذي جاء إلى شرقي الأردن مؤمنًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الدولة، وأن الدولة لا تنهض إلا بجيش عقائدي يحمل راية الأمة ويحميها. وهكذا، وُلد الجيش العربي، من رحم الثورة، ومن لبّ الحلم القومي، لا تابعًا ولا مستوردًا، بل متجذرًا في الأرض والهوية.

كان الجيش العربي الأردني منذ تأسيسه أكثر من مجرد تشكيل عسكري، كان المؤسسة التي اختزلت روح الوطن. شارك في معارك الشرف على ثرى فلسطين، في باب الواد والقدس واللطرون، ووقف سدًا منيعًا في وجه الأطماع والعدوان، حتى جاءت اللحظة المفصلية في معركة الكرامة عام 1968، حين وقف الجندي الأردني بصلابة الرجولة خلف متاريس الكرامة، وردّ العدوان، وسطّر أول نصر عربي بعد نكسة حزيران، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – ليُثبت أن الكرامة لا تُستعاد بالخطب، بل تُنتزع بالدم. لقد كان هذا النصر عنوانًا حيًا للعقيدة القتالية الأردنية، القائمة على الانضباط، والولاء، والثبات، وفهم عميق للمعركة بين هويةٍ تُدافع، وقوةٍ تُهاجم.

وفي قلب هذه المسيرة، وقف الشهداء، الذين قدّموا دماءهم الزكية ليظل هذا الوطن حرًا شامخًا. شهداء الجيش العربي الأردني لم يكتبوا أسماءهم بالحبر، بل خلدوها بالدم، في فلسطين، والجولان، والكرامة، وفي كل ميدان شريف رفرف فيه العلم الأردني. لم يكونوا أرقامًا في تقارير، بل رسل مجدٍ وخلود، يعلّموننا أن السيادة لا تُمنح، بل تُحمى، وأن كل راية تُرفع، تحمل في طياتها روح شهيد.

ومن بين هؤلاء، كان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – أول القادة الذين ارتدوا البزة العسكرية بإيمان وافتخار. تخرّج من الكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست، وخدم جنديًا في صفوف جيشه، ووقف معهم في الخنادق، لا على المنصات. كان القائد الجندي، الذي يرى في الجيش رمزًا للسيادة، وركنًا من أركان الدولة، وظل يقول باعتزاز: “إنني أفخر بأنني خدمت في الجيش العربي… الجيش الذي لم يبدل تبديلا.” فارتقى بالجيش إلى مصاف الجيوش الحديثة، عقيدةً وعتادًا، قيادةً وانضباطًا، ليبقى المؤسسة التي لا تتبدل ولا تساوم.

واليوم، يواصل المسيرة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – الملك الممكِّن والمعزّز – الذي تربّى في صفوف الجيش، وتخرّج من الميدان قبل أن يعتلي عرش البلاد. يرى جلالته في الجيش العربي الأردني شريكًا استراتيجيًا في بناء الدولة، لا مجرد مؤسسة تنفيذية. ولهذا، شهدت القوات المسلحة في عهده قفزة نوعية في الجاهزية القتالية، والتحديث، والتسليح، والتعليم العسكري، حتى أصبح الجيش الأردني عنوانًا للانضباط والسيادة الإقليمية والإنسانية، وصوت العقل في زمن الفوضى.

ويأتي تزامن يوم الجيش مع ذكرى الثورة العربية الكبرى تتويجًا لهذه المسيرة، ليس كمجرد مصادفة تاريخية، بل كتجسيد حي لوحدة الرسالة، واستمرارية المشروع الهاشمي، من الشريف الحسين بن علي، إلى الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين بن طلال، إلى جلالة الملك الممكِّن والمعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. فهذه ليست محطات منفصلة، بل خط سيادي واحد، يبدأ بالتحرر، ويُترجم بالجيش، ويُصان بالسيادة. لقد بقي الجيش العربي منذ نشأته على العهد، حاميًا للوطن، وحارسًا للهوية، ودرعًا للشرعية، لا يُبدّل قسمه، ولا يخون ميثاقه.

في العاشر من حزيران، لا نحتفل فقط، بل نُجدد القسم: أن هذا الوطن لا يُمس، وأن هذه الراية لا تُنكّس، وأن هذا الجيش لا يُكسر. من مكة إلى الكرامة، الرصاصة أصبحت جيشًا، والجيش أصبح عقيدة، والعقيدة أصبحت وطنًا لا يُساوم على كرامته، ولا يُفرّط بذرة من ترابه.

مقالات مشابهة

  • كيفية صلاة عيد الأضحى في البيت للمريض.. الإفتاء توضح
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • صيغة تكبيرات عيد الأضحى 2025 مكتوبة.. «الله أكبر كبيرًا»
  • كلمتان تَمَسَّك بهما في العشر من ذي الحجة لتتعرض لنفحات الله
  • تكبيرات عيد الأضحى 2025.. متى تبدأ؟
  • “سفارة المملكة في تركيا” تعزي أسرة الطفل المفقود وتبلغهم بالعثور عليه
  • فضل الله: ما لدينا قدمناه وعلى الحكومة تطبيق التزاماتها في البيان الوزاري
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب