بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي الثاني عشر من ربيعِ الأول، ها هم أحرار الشعب اليمني يحتلفون بمولد النور، منبع الكرامة، أصل الأخلاق – محمد صلوات الله عليه وعلى آله – سيماهم في وجوههم من أثر الفرحة والابتهاج.
في اليمن تجسد قوله تعالى:- «ورفعنا لك ذكرك»، على صوامع المساجد وأسطح المنازل، وفي الشوارع والأحياء، «ورفعنا لك ذكرك»، على قمم الجبال، و على هامات الرجال، وفي جبهات القتال، تسمع هتافاتهم «لبيك يا رسول الله»، لأنه سر صمودهم، وأساس انتصاراتهم وهو معلمهم وقدوتهم في الصبر والثبات .
لم يكن التعظيم للرسول الأعظم – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بدعة أو أمرا مستغربا، أو فعلا طارئا، في تاريخ الشعب اليمني، الذي طالما برهن باحتفاله بالمولد النبوي الشريف، مدى الحب العميق، والارتباط الوثيق، والعلاقة التاريخية المتوارثة، جيلا بعد جيل، منذ زمن الأوس والخزرج، ليبقى هذا الحب والتعظيم والتوقير موروثا شعبيا وإرثا تاريخا، في قلوب أجيالنا، إلى قيام الساعة.
إن العلاقة الودية بين الرسول الأعظم – صلوات الله عليه وعلى آله – واليمنيين، علاقة خالدة ومتجددة، بلغوا بها أعلى المراتب، وأرفع المقامات، التي لم تكن لسواهم، وليس لها مثيل في التاريخ، وفي قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، دليل على عظمة النفوس اليمانية، التي استقت الزكاء، من منهل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ومع زكاء النفوس، اكتسبت وتوارثت الحكمة.
إن زكاء النفوس اليمانية، جعلها تواقة إلى الحرية والعدالة والإباء، وإلى المبادئ السامية والفاضلة، وحين حمل اليمانيون في غرائزهم السخاء، والرحمة والمحبة والكرامة، وجدوا أن محمداً بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – هو أعظم من أتى بها، وهو خير وأفضل من جسدها واقعا وعملا، ولهذا أحبوه وعظموه ووقروه ونصروه، وازددوا يقينا بأنه رحمة ونعمة من الله للعالمين.
إن الحكومات والشعوب والمجتمعات التي لا تتوق للحرية وللعدالة، وللخروج من هيمنة الطاغوت الامريكي ، ولا تقدس المبادئ السامية، وليس للقيم الإنسانية مكانة في واقعها ، ولا تنظر إليها بعظمة وإجلال، فإنها لن تعترف بعظمة رسول الله ، ولن تعظُم رسول الله في انفسها ولا في واقعها ، بل ستقول إن تعظيمه بدعة، ولن يكون لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله – أي قيمة في قلوبها ، ولن يرتفع منها ذكر لمحمد – صلوات الله عليه وعلى آله -.
إن من يريد أن يعرف عظمة محمد بن عبدالله – صلوات الله عليه وعلى آله – يجب عليه أولا أن يعرف قيمة ما أتى به من الهدي، وعظمة ما دعا إليه، من مبادئ وقيم وأخلاق عظيمة، ليعرف بعدها عظمة الرسول وفضله وقيمته، وحقيقة قوله تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم»، معبرا عن كمال وجلال وبهاء نبيه الكريم صاحب الخلق العظيم، الذي يجدد معه اليمنيون العهد والوفاء، بإحياء ذكرى ميلاده الشريف، في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، غير عابئين بكلام المخالفين، وإرجاف المنافقين، ومهما كانت التضحيات، التي لا يتوقفون عن دفعها، في كل زمان ومكان، في سبيل الحفاظ على حبهم وإجلالهم، وانتمائهم الروحي والإيماني لرسولهم الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صلوات الله علیه وعلى آله رسول الله
إقرأ أيضاً:
الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
حذر الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من خطورة الشائعات التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن نشر الشائعة في صورة "خبر"—يعد من الكبائر التي تُهدد استقرار المجتمعات وتُغضب الله عز وجل.
وقال الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إن الشائعة "اختراع شيطاني"، وهي من أوسع أبواب الكذب، مشيرًا إلى الحديث الشريف: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالاً، يهوي بها في النار سبعين خريفاً"، مشدداً على أن من أخطر صور هذا الكلام هي الشائعات التي تُطلق دون تحقق أو وعي.
وأضاف: "بعض الشائعات تنطبق عليها تماماً مقولة النبي ﷺ: 'إن الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً'، والكذب من أمهات الكبائر"، لافتًا إلى أن الحديث عن الشأن العام في صورة شائعة يُضاعف الوزر والمسؤولية، لما له من أثر كبير في زعزعة الثقة العامة ونشر الفوضى.
وأشار إلى أن الشائعة قد لا تترك أثراً مباشراً في بيع أو شراء، ولكنها تحمل ضررًا تراكميًا على الوطن في المدى المتوسط أو البعيد، مما يجعل التعامل معها أمرًا في غاية الجدية.
ودعا الورداني إلى ما وصفه بـ"إطفاء نيران الشائعات"، قائلاً: "اجعل نفسك أنت الماء الذي تُطفأ فيه الشائعة، لا تُعيد نشرها، ولا تعلق عليها حتى على سبيل التندر أو السخرية، لأن في ذلك نشر غير مباشر لها".
وتابع: "من أطفأ شائعة كتب الله له أجر من سنّ سنة حسنة، ومن أنقذ مجتمعه من كذبة، فكأنما أحيا الناس جميعًا"، مضيفًا: "أطفئوا الشائعات يرحمكم الله، فإن الشائعات من فيح جهنم، ومن نار الشيطان، والشيطان لا يفرح بشيء كما يفرح بإفساد ذات البين".
أحمد موسى يعلق على مؤتمر الحكومة وشائعات زيادة أسعار الأدوية..بث مباشر
الأسباب الشائعة لتضخم الغدد الليمفاوية
التعليم العالي تنشر دليلا توضيحيا للتعامل مع الأخطاء الشائعة في التنسيق الإلكتروني
أحمد موسى: الإخوان أداة بيد إسرائيل لنشر الشائعات ضد مصر.. والخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في غزة غير كافية ونعمل على زيادتها | أخبار التوك شو