مصلحة لواشنطن فى التطبيع السعودى الإسرائيلى المتوقع؟

إسرائيل لا تخفى تحمسها لإقامة علاقات مع أى دولة عربية أو مسلمة طالما لا يكلفها ذلك شيئا على الأرض فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية.

الحماس الأمريكى للتطبيع السعودي الإسرائيلي رد فعل من بايدن على نجاح خصمه ترامب فى التوصل لـ"اتفاقات أبراهام" للتطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية.

حذرت بعض الأصوات إدارة بايدن من الحماس لدفع قطار التطبيع فى ضوء التكلفة المرتفعة التى ستتكبدها واشنطن لصالح أهم حليفين لها فى الشرق الأوسط.

لا يبدو واضحا أى أهداف أمريكية يخدمها ويقربها التطبيع السعودى الإسرائيلى، وهل سترتبط مثل تلك الخطوة بتقليص علاقات الرياض وتل أبيب مع بكين وموسكو مثلا؟

لا يمكن فهم مصلحة واشنطن المباشرة وتحليلها بعيدا عن الواقع الجيوستراتيجى والمنافسة الأمريكية مع الصين وروسيا فى حين حققت أمريكا اكتفاء ذاتيا فى الطاقة بل أصبحت تصدرها.

تعتبر إسرائيل افتتاح سفارة لها بعاصمة عربية انتصار دبلوماسى وسياسى كبير وأن هذه الخطوات ترجمة لواقع جديد لا يكترث فيه العرب بفلسطين ولا القدس، ولا بمصالحهم المباشرة.

* * *

كان ولا يزال التطبيع بين أى دولة عربية وإسرائيل بمثابة هدف رئيس للبيت الأبيض بعيدا عن هوية الرئيس القابع داخله، أو انتمائه الحزبى. ولا يختلف الأمر كذلك فى الجانب الإسرائيلى الذى يرى فى أى خطوة تطبيعية مع أى دولة عربية أو إسلامية نجاحا لا يرتبط بهوية رئيس وزرائها أو انتمائه الحزبى.

يبدو واضحا أن إدارة الرئيس جو بايدن قد أطلقت مبادرة معقدة لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. وعلى الرغم من الزخم الذى تشهده الدول الثلاث فيما يتعلق بأفق ومدى هذه المبادرة، لا يعرف الكثير من التفاصيل المهمة، أو الآثار طويلة الأجل على المصالح الأمريكية.

قبل أيام قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومى الأمريكى، إن «السلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل سيكون صفقة كبيرة، ومن شأن ذلك أن يساعد على خلق ظرف يمكن فيه لبلدان المنطقة أن تتعاون فى كل شىء من الاقتصاد إلى التكنولوجيا إلى الأمن الإقليمى.

وهذا من شأنه أن يفيد الولايات المتحدة بطريقة أساسية، لأن لدينا مصلحة فى شرق أوسط أكثر تكاملا واستقرارا، حيث يكون من الطبيعى خفض التصعيد، بدلا من التصعيد».

لكن سوليفان لم يتطرق إلى مصلحة واشنطن المباشرة، والتى لا يمكن فهمها وتحليلها بعيدا عن الواقع الجيوستراتيجى، والمنافسة الأمريكية مع الصين وإلى حد ما روسيا، فى وقت حققت فيه الولايات المتحدة اكتفاء ذاتيا فى مصادر الطاقة، بل أصبحت مصدرة لها.

* * *

لا يتحرك مسار التطبيع فى فراغ، بل طبقا لخطوات تدريجية مدروسة، ففى الأول من سبتمبر 2021، أعلن البنتاغون دخول إسرائيل رسميا نطاق مسئوليات منطقة القيادة الوسطى العسكرية «سينتكوم» إلى جانب بقية دول الشرق الأوسط الأخرى.

وتسمح خطوة البنتاجون الأخيرة بتعزيز التنسيق بين القوات الأمريكية المنتشرة فى المنطقة وشركائها العرب وحليفتها إسرائيل، فى الوقت الذى تركز فيه إدارة الرئيس جو بايدن على مواجهة ما تراه تهديدات إيرانية متزايدة.

على مدى العقود الماضية، كانت إسرائيل تقع ضمن نطاق القيادة الأوروبية «إيوكوم» بسبب حالة العداء بينها وبين الدول العربية التى تمثل العمود الفقرى لنطاق عمليات القيادة الوسطى، وذلك منذ تأسيسها عام 1983.

يمثل انضمام إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة الوسطى اعترافا بواقع جديد يعكس حجم وقوة علاقات إسرائيل العسكرية بعدد متزايد من الدول العربية.

ولا شك أن تحرك كل من السعودية وإسرائيل نحو التطبيع يخدم مصالحهما القومية كما ترتأيها حكومتا البلدين، لكن لا يظهر هذا الجانب فى الموقف الأمريكى المتحمس لدفع التطبيع بينهما.

لا يمكن تفكيك الحماس الأمريكى لصفقة كبرى تطبع العلاقات بين السعودية وإسرائيل دون التطرق إلى العوامل السياسية المحلية فى جميع الدول الثلاث.

إسرائيل لا تخفى تحمسها لإقامة علاقات مع أى دولة عربية أو مسلمة طالما لا يكلفها ذلك شيئا على الأرض فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية. وتعتبر إسرائيل أن افتتاح أى سفارة لها فى عاصمة عربية بمثابة انتصار دبلوماسى وسياسى من العيار الثقيل، وأن مثل هذه الخطوات ما هى إلا ترجمة لواقع جديد لا يكترث فيه العرب بالفلسطينيين ولا بالقدس، بل ولا بمصالحهم المباشرة.

* * *

على النقيض، لا تملك واشنطن رؤية واضحة لأهدافها من خطوة التطبيع المفترضة بين حليفيها الكبيرين. ولا يبدو واضحا أى أهداف أمريكية تخدمها وتقرب منها خطوة التطبيع السعودى الإسرائيلى، وهل سترتبط مثل تلك الخطوة بتقليص علاقات الرياض وتل أبيب مع بكين وموسكو على سبيل المثال.

فى حين يعتبر البعض أن الحماس الأمريكى ما هو إلا رد فعل من بايدن على نجاح خصمه السياسى دونالد ترامب فى التوصل لاتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وأربع دول عربية، فيما عرف "اتفاقات أبراهام”.

من هنا خرجت بعض الأصوات المحذرة لإدارة بايدن من مغبة الحماس لدفع قطار التطبيع فى ضوء التكلفة المرتفعة التى ستتكبدها واشنطن لصالح أهم حليفين لها فى الشرق الأوسط.

وعلى مدى العقود الأخيرة، قدمت واشنطن بالفعل أكثر من 140 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل، وكانت فى الوقت ذاته الشريك الأمنى الرئيسى للسعودية. ومع ذلك تؤكد مختلف التقارير عن المفاوضات الجارية أن إسرائيل تطلب المزيد من واشنطن، وكذلك السعودية.

*محمد المنشاوي كاتب صحفي في الشؤون الأمريكية من واشنطن.

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين القدس أمريكا السعودية إسرائيل بايدن ترامب اتفاقات أبراهام التطبيع السعودي الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

أسعار الريال السعودي أمام الجنيه المصري .. هل هناك انخفاض؟

حرصًا من بوابة الوفد على تقديم خدمة مميزة لقرائها، ننشر خلال التقرير التالي أسعار الريال السعودى، أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 14-10-2025، بالبنوك المصرية المختلفة.

تراجع سعر الريال السعودي بختام تعاملات اليوم الخميس في البنوك المصرية سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 26 سبتمبر 2025 أمام الجنيه المصري أسعار الريال السعودي أمام الجنيه المصري 

 

سعر الريال السعودى فى بنك قناة السويس

12.69 جنيه للشراء- 12.79 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودى فى البنك المركزى المصرى

12.63 جنيه للشراء- 12.77 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودى فى البنك الأهلى المصرى

12.67 جنيه للشراء- 12.77 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودى فى بنك مصر

12.67 جنيه للشراء- 12.77 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودى فى بنك الإسكندرية

12.67 جنيه للشراء- 12.77 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودى فى مصرف أبو ظبى التجارى

12.63 جنيه للشراء- 12.73 جنيه للبيع.

سعر الريال السعودى فى البنك التجارى الدولى cib

12.67 جنيه للشراء- 12.74 جنيه للبيع.

مقالات مشابهة

  • وفد مصر المشارك في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد يتجه لواشنطن
  • زيارة أمريكية وتصريحات مثيرة للجدل.. إندونيسيا وماليزيا على خطى التطبيع مع إسرائيل؟
  • أسعار الريال السعودي أمام الجنيه المصري .. هل هناك انخفاض؟
  • محلل سياسي يكشف سبب رغبة إسرائيل في التطبيع مع إندونيسيا (فيديو)
  • صحيفة: إسرائيل وسعت التعاون العسكري مع 6 دول عربية خلال الحرب على غزة
  • ترامب يغادر واشنطن لزيارة إسرائيل وحضور قمة شرم الشيخ
  • “واشنطن بوست”: أربــع دول عربية تآمرت مع “اسرائيل” ضد صنعاء
  • وثائق سرية كشفت المستور .. إسرائيل وسعت تعاونها العسكري مع 6 دول عربية بحرب غزة
  • الفائز بـ«نوبل» : دعم ولى العهد السعودى كان له أكبر الأثر فى تحقيق هذا الإنجاز
  • إسرائيل توسّع تعاونها مع 6 دول عربية.. انفجار يهزّ مستوطنة بالشمال