كانت حرب أكتوبر 1973، لحظة محورية في تاريخ المقاومة العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفي طليعة هذا الحدث التاريخي كانت مصر، بقيادة الرئيس أنور السادات، التي حظيت بدعم وتضامن كبيرين من أشقاءها العرب في سعيها لاستعادة شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي. ولم تعيد الحرب تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط فحسب، بل أظهرت أيضًا عمق الوحدة والتضامن العربي.

مبادرة جريئة:

كان قرار الرئيس السادات بشن حرب أكتوبر خطوة جريئة ومحسوبة. وكان الزعيم المصري مصمماً على كسر الجمود السياسي والعسكري الذي استمر منذ نكسة عام 1967 عندما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء. ولتحقيق ذلك، سعى إلى حشد الدعم والتضامن العربي على جبهات متعددة.

وحدة الشعوب العربية:

من أبرز جوانب حرب أكتوبر الوحدة التي أبدتها الدول العربية. وتلقت مصر دعماً من عدة دول عربية، منها سوريا والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية وغيرها. ولم يقدم هذا التحالف العربي المساعدة العسكرية فحسب، بل قدم الدعم السياسي أيضًا. وكان الهدف هو إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أن العالم العربي متحد في تصميمه على تحدي الوضع الراهن.

المساعدات المالية والمادية:

قدمت الدول العربية لمصر الدعم المالي والمادي الذي كانت في أمس الحاجة إليه لمواصلة حملتها العسكرية. وكانت هذه المساعدة حاسمة في ضمان حصول مصر على الموارد اللازمة لمواصلة القتال ضد إسرائيل. وشملت المساعدات المالية والمعدات العسكرية، وفي بعض الحالات القوات.

الجهود الدبلوماسية:

كما انخرطت الدول العربية في جهود دبلوماسية مكثفة لحشد الدعم الدولي للقضية العربية. ولعبت الجامعة العربية دورًا مركزيًا في هذا الصدد، حيث عملت على تأمين قرارات تدعم مصر والتحالف العربي الأوسع في الأمم المتحدة.

التضامن في الداخل والخارج:

أثارت حرب أكتوبر تدفقاً من الدعم والتضامن من المواطنين العرب في جميع أنحاء المنطقة. تم تنظيم مسيرات حاشدة وحملات لجمع التبرعات وجهود تطوعية لمساعدة المجهود الحربي المصري. قدمت وسائل الإعلام العربية تغطية واسعة النطاق للصراع، وحشدت المشاعر العامة لصالح التحالف العربي.

التأثير خارج ساحة المعركة:

وبينما كان لحرب أكتوبر أهدافها العسكرية والاستراتيجية، فقد كان لها أيضًا تأثير عميق خارج ساحة المعركة. وعززت الشعور بالهوية العربية والتضامن، متجاوزة الحدود الوطنية والاختلافات السياسية. وأصبحت الحرب رمزاً لإصرار العرب على مقاومة الاحتلال وتأكيد حقوقهم في المنطقة.

تراث الوحدة:

إن إرث الدعم والتضامن العربي مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973 لا يزال قائما في الذاكرة الجماعية للعالم العربي. ويظل رمزًا لقدرة المنطقة على التوحد في مواجهة الشدائد، كما أنه بمثابة تذكير بالتاريخ المشترك وتطلعات الدول العربية.

بينما يواصل الوطن العربي مواجهة التحديات والصراعات المعقدة، تقف حرب أكتوبر 1973 بمثابة شهادة على قوة الوحدة والتضامن في السعي لتحقيق العدالة وتقرير المصير. ويظل مصدر إلهام لأولئك الذين يسعون إلى مستقبل أكثر استقرارًا وسلامًا وعدالة في المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حرب أكتوبر الاحتلال الإسرائيلي العرب الدول العربیة حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

محافظ القاهرة: انتصارات أكتوبر المجيدة ستظل خالدة في وجدان كل مصري

شهد د. إبراهيم صابر محافظ القاهرة الاحتفالية التي أقامتها مديرية الشباب والرياضة بمناسبة ذكرى احتفالات نصر أكتوبر المجيدة بمركز التنمية الشبابية بالساحل.

شهد الحفل د. حسام الدين فوزى نائب المحافظ للمنطقة الشمالية، ود. أحمد عبد الوكيل مدير مديرية الشباب والرياضة،  والعميد أ.ح رياض الرماح المستشار العسكرى لمحافظة القاهرة وعدد من قيادات المحافظة.

وأكد محافظ القاهرة أن انتصارات اكتوبر المجيدة ستظل خالدة في وجدان كل مصري  ورمز للعزة والفخر والانتماء لهذا الوطن العظيم ، مشيرًا إلى أن احتفالية اليوم تأتي تقديرًا لهذه الذكرى الغالية ، وفرصة لغرس قيم الانتماء والتضحية في نفوس شبابنا ، حيث قدم أبطال قواتنا المسلحة ملحمة بطولية .

وأضاف محافظ القاهرة أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تولي اهتمامًا كبيرًا بالشباب وتمكينهم،  وتحرص على توفير كل سبل الدعم لهم في مجالات التعليم،  والعمل،  والرياضة  ، والثقافة لأنهم القوة الحقيقية لبناء الجمهورية الجديدة .

وأشار محافظ القاهرة إلى أن المحافظة تحرص دائمًا على دعم الأنشطة الشبابية والرياضية،  وتشجيع المبادرات التي تساعد على بناء شخصية قوية وواعية قادرة على تحمل المسئولية،  والمشاركة في مسيرة التنمية .

بدأت فاعليات الحفل بالسلام الجمهورى ، تلاه الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن، وقدم مركز شباب الزاوية الحمراء ميدلى أغانى وطنية، ومسرحيات عن حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، وانجازات الدولة المصرية ،  اختتم الحفل بتكريم عدد من أسر شهداء حرب أكتوبر المجيدة.

مقالات مشابهة

  • السامعي يهنئ قائد الثورة بالذكرى الـ 62 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة
  • محافظ القاهرة: انتصارات أكتوبر المجيدة ستظل خالدة في وجدان كل مصري
  • رحلة النضال العربي من الفالوجا إلى غزة
  • مجمع البحوث الإسلامية في ذكرى النصر: حرب أكتوبر ملحمة خالدة ستبقى عنوانا للعزة والكرامة
  • العدو يعوّض إخفاقه في غزة بمهاجمة لبنان
  • اجتماع في محور الزرانيق يناقش المهام العسكرية في ضوء المستجدات الراهنة
  • اجتماع بمحور الزرانيق يناقش المهام العسكرية في ضوء المستجدات الراهنة
  • الخدمة المدنية: الثلاثاء المقبل إجازة رسمية بمناسبة الـ 14 من أكتوبر المجيدة
  • البيت المصري في بولندا يحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة بحضور القنصل
  • للمرة الثانية على التوالي.. انتخاب مصر رئيسًا لمجلس إدارة منظمة العمل العربية