أكد الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام أن قطاع السينما يعد أحد قطاعات الاقتصاد الإبداعي الواعدة، وهو ما يحتم رفد هذا القطاع بالمعرفة وتمكين المواهب البحرينية المتميزة في جميع مجالات صناعة السينما لتعزيز الإنتاج المحلي الذي يعكس ثقافة المملكة وهويتها وإرثها التاريخي.
جاء ذلك في كلمة لوزير الإعلام خلال افتتاحه أعمال الدورة الثالثة لمهرجان البحرين السينمائي 2023، الذي يقام هذا العام تحت شعار «الاحتفاء بفن صناعة الأفلام»، بحضور عدد من كبار المسؤولين والإعلاميين والفنانين ونخبة من نجوم السينما في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي.


وقال وزير الإعلام إن انطلاقة مهرجان البحرين السينمائي 2023 بعد مرور مئة عام على دخول السينما إلى مملكة البحرين، يمثل دلالة واضحة على ريادة المملكة في هذا المجال، ولتكون الخبرات المتوارثة على مدى العقود الماضية الأساس الذي ينطلق منه جيل اليوم من المبدعين والفنانين.
وأضاف أن المهرجان يهدف في دورته الثالثة إلى وضع المملكة على خارطة المهرجانات السينمائية في المنطقة، والحفاظ على دور السينما في نشر قيمنا وتراثنا وإيصال رسالة مملكة البحرين وثقافتها لبلدان العالم كافة.
وبيّن وزير الإعلام أن مملكة البحرين تمتلك مقومات النجاح في قطاع صناعة السينما، حيث كانت منذ سبعينيات القرن الماضي حاضنة للإنتاج السينمائي لكبريات شركات الإنتاج العالمية، منوهًا إلى حرص وزارة الإعلام على تهيئة المناخ الاقتصادي والإبداعي اللازم لنجاح المشاريع الاستثمارية النوعية في هذا المجال، ودعم القطاع الخاص والاستثمارات الخارجية لتنمية القطاع الإبداعي في المملكة، معربًا عن شكره لشركة Beyon، وبنك البحرين الوطني، على دعمهما للمهرجان وجهودهما الوطنية المخلصة في العديد من المجالات.
ثم ألقى أسامة آل سيف رئيس مجلس إدارة نادي البحرين للسينما، رئيس المهرجان، كلمة أعرب فيها عن جزيل الشكر والتقدير لوزير الإعلام على رعايته ودعمه لمهرجان البحرين السينمائي، وهو ما يشكل حافزًا لنجاح المهرجان في تحقيق أهدافه، مشيدًا باحتضان ورعايته لقطاع السينما وشباب السينمائيين في مملكة البحرين، ما يفتح أمامهم السبل لمزيد من الإبداع وصناعة سينما تليق بالمكون الحضاري لمملكة البحرين.
ورحب آل سيف بالضيوف والمشاركين في أعمال الدورة الثالثة للمهرجان، مؤكدًا أن المهرجان يشكل فرصة مواتية لتأهيل شباب الفنانين والمبدعين البحرينيين من خلال الاطلاع والانفتاح على العديد من التجارب السينمائية الرائدة والمتميزة على المستويين الإقليمي والدولي.
‎ثم قام وزير الإعلام بتكريم عددًا من الفنانين وصناع السينما البحرينيين والعرب احتفاءً بعطاءاتهم المتميزة عبر مسير تهم الفنية والسينمائية الحافلة، إذ كرم المخرج البحريني بسام الذوادي نظير اسهاماته وريادته في صناعة السينما، والفنانة البحرينية القديرة شفيقة يوسف، نظير اسهاماتها المتواصلة ومشاركاتها في الأفلام البحرينية، خصوصًا الأفلام القصيرة التي ينتجها الشباب، إلى جانب النجمة المصرية القديرة هالة صدقي نظير إسهاماتها وعطاءاتها الفنية المتنوعة على مدى 40 عامًا في المسرح والتلفزيون والسينما، إذ كانت مملكة البحرين أحد محطات بداية الانطلاقة للفنانة هالة صدقي من خلال مسلسل «الرحلة 83» عام 1993. ‎
كما تخلل حفل الافتتاح عرض عدد من الأفلام التي تعكس أوجه الشراكة مع مؤسسات الإنتاج السينمائي.
ويتنافس في الدورة الثالثة لمهرجان البحرين السينمائي هذا العام 117 فيلمًا عربيًا قصيرًا، وتشمل مسابقة المهرجان أربع فئات رئيسة، هي مسابقة الأفلام البحرينية ويتنافس فيها 19 فيلمًا، مسابقة الأفلام الروائية القصيرة ويتنافس فيها 75 فيلمًا، إلى جانب مسابقة الأفلام الوثائقية التي يتنافس فيها 15 فيلمًا، ومسابقة أفلام التحريك، والتي يتنافس فيها 7 أفلام.
ومن المقرر أن تستمر أعمال المهرجان حتى التاسع من أكتوبر الجاري، ويجري تنظيمه بدعم من شركة Beyon، وبنك البحرين الوطني (الشريكين الاستراتيجيين للمهرجان)، وبتنظيم من نادي البحرين للسينما.
نصار: رأيت في البحرين حماسًا واهتمامًا حقيقيًا بالفن أشاد الفنان الأردني إياد نصار بالتنظيم الجميل للافتتاح، وقال: «هذه هي زيارتي الأولى للبحرين، وما رأيته اليوم كان مميزا، وأعتقد أن مهرجان البحرين بإمكانه أن ينافس باقي المهرجات في المنطقة»، وأضاف: «نتمنى من خلال مشاركتنا أن نرى مواهب شابة تستطيع أن تنافس على المستوى العالمي». وتابع: «خلال أول يوم من مشاركتي شاهدت حماس الجمهور البحريني لهذا المهرجان، وأيضا الحماس الرسمي لإنجاح هذا الحدث، وهذا دليل على اهتمام حقيقي بالثقافة، وهكذا تصنع المهرجانات والسينما والدراما، لذلك نتوقع أن يكون هذا الحدث انطلاقة قوية وكبيرة للبحرين في صناعة الأفلام».
هيفاء حسين: المهرجان بداية جميلة أكدت الفنانة البحرينية هيفاء حسين أن مثل هذا المهرجانات تمثل نقطة لقاء للفنانين والمخرجين والمبدعين والمثقفين لاكتشاف المواهب ودعمها، وتابعت: «جيل اليوم يتجه اكثر للسينما من الدراما التلفزيونيةـ لذلك الاهتمام بالجانب السينمائي اصبح مهما جدا، ونحن اليوم متفائلون من خلال هذا المهرجان بالبحرين بأننا سنشاهد اعمالا جميلة ومميزة وتنافسًا في الخارج».
وأضافت: «هذا المهرجان بدورته الثالثة يبشر بالخير وتعلق عليه الاماني للمنافسة ويقوى مع المهرجانات الكبرى على مستوى العالم العربي، فما رأيته اليوم من تنظيم وحضور كبير وعروض للافلام الجميلة والمميزة يبشر اننا نسير في الطريق الصحيح في هذا المجال».
زيمان: لا عائق أمام الشاب البحريني الموهوب أكدت الفنانة البحرينية مريم زيمان أن الشاب البحريني مميز ويمتلك طاقة قوية جدا تجعله ينافس الجميع، إذ لا يوجد اي عائق امام الشاب البحريني الموهوب لإظهار موهبته وثقافته الفنية، فالبحرينيون يشاركون دائما في المهرجانات في الخارج ويحققون نجاحات كبيرة، لذلك هذا المهرجان في دورته الثالثة سيكون له اثر كبير في وضع اسم البحرين وشبابه على المستوى الدولي. وأضافت: «الجميع متفائل، والحضور الفني والرسمي الكبير والاستثنائي من داخل وخارج البحرين يضعنا أمام مسؤولية كبيرة لإنجاح هذا المهرجان وإظهاره بصورة تليق بالبحرين وفنها العريق».
نعيم: سنحظى بمواهب جديدة في مهرجان البحرين قالت مدير تجارب الأداء في «ام بي سي تلنت» عتاب نعيم:« سعيدة بالتواجد وللمرة الثانية علي التوالي في البحرين، وفي هذه المرة نشاهد وجوها جديدة ومواهب قوية يمكن لها المنافسة». وأضافت: «بصفتي مديرا للأداء في «ام بي سي تلنت»، اعتقد ان هذا العام سنحظى بمواهب جديدة وسنكتشف اشخاصًا مميزين ممكن الرهان عليهم»، وتابعت: «كل شيء هذا اليوم يبشر اننا امام مهرجان ناحج وقوي، فالجمهور المتواجد والمحب للفن والحضور الرسمي وتواجد كبار الفنانين دليل على ذلك».
مرقص عادل: أهل البحرين محبّون للفن وصنّاعه أشاد المخرج المصري مرقص عادل بالتنطيم الرائع وبالحضور الفني والرسمي للمهرجان في البحرين، وقال: «أشارك للمرة الأولى في مهرجان البحرين للسينما في دورته الثالثة، وما شاهدته اليوم من تواجد فني ورسمي كبير ومن اعلى المستويات دليل على أن البحرين تريد إنجاح هذا الحدث، وأن البحرينيين مثقفون ويحبون الفن وصناعه»، وأضاف: «دائما ما تعرف البلد وقيمتها بالاهتمامها بالفن من عدمه، لذلك نرى قيمة هذا البلد الكبير والجميل باهتمامه الكبير بالفن والثقافة، وانا في قمة السعادة اليوم بالبحرين وأنا أرى اهتمامها الكبير بالثقافة وتكريمها للفن وصناع الفن والموهوبين، وهذا المهرجان في دورته الثالثة وأتمنى أن أحضر كل المهرجانات الفنية التي ستقام في البحرين في السنوات القادمة».
الطراروة: البحرين الأولى خليجيًا قال الفنان الكويتي عبدالله الطراروة: «إن مملكة البحرين هي الاولى في تنظيم مهرجان سينمائي على مستوى الخليج، ونحن كممثلين من الكويت والخليج نفتخر بهذا المهرجان الذي يجمع كبار الفنانين والمخرجين والنقاد من جميع دول الخليج والوطن العربي في مكان واحد، لتبادل الخبرات وفتح آفاق جديدة لأعمال جديدة، ولدعم الطاقات الفنية والشبابية الجديدة».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مهرجان البحرین السینمائی فی دورته الثالثة مملکة البحرین صناعة السینما وزیر الإعلام هذا المهرجان فی البحرین من خلال فیلم ا

إقرأ أيضاً:

وزير الإتصال يدعو لبناء جبهة إعلامية موحّدة للدفاع عن الجزائر

دعا وزير الاتصال، الدكتور محمد مزيان، إلى التركيز على أهمية بناء جبهة إعلامية موحّدة، من أجل الدفاع عن الجزائر الحرّة السيدة الأبية.

وجاء ذلك، في رسالة كتبها وزير الإتصال، لـجريدة “الشعب”، حملت عنوان ” الحدث والرّسالة”.

كما جاء في نص الرسالة:

تواصل استقلال الجزائر الحرّة، بعد الخامس جويلية 1962، باستقلال متعدّد الأبعاد والجبهات، دبلوماسيا، سياسيا، اقتصاديا، ثقافيا، اجتماعيا وإعلاميا،

فكان - على سبيل المثال لا الحصر – تأسيس جريدة “الشعب”، “أمّ الجرائد”، بعيد هذا الحدث التاريخي الذي حمل في ثناياه، رسالة أخرى من أحرار الجزائر الحرة المكافحة والمبدعة بشجعانها ورجالها وكفاءاتها ونخبتها.

ويعود تاريخ الخامس جويلية، لتتجدّد عروة وثقى بأهمية تظافر جهود الجميع، والعمل سويا من أجل الدفاع عن صورة الجزائر. والتصدي لمختلف الرهانات والتحديات، باعتبار الإعلام فاعلا حقيقيا في مسيرة بناء المجتمع وتطوره.

لقد ساهم الإعلام الوطني في مسيرة استقلال بلدنا المفدّى، في حفظ الهوية الوطنية والتصدي لكل محاولات المساس بالبلاد ومقدساتها ورموزها.

فجريدة “الشعب” بعد قرابة 63 سنة من تأسيسها، تحفظ في أرشيفها كثيرا من الإنجازات الإعلامية التي دعّمت من خلالها القيم الإنسانية، ودعت إلى تجسيد الشرعية الدولية.

وعبّرت عن الشعب بلغته الأصيلة، كما أنها ساهمت في الحفاظ على هويته، التي حاول الاستعمار الاستيطاني الفرنسي طمسها.

لقد لعبت “أمّ الجرائد”، كونها ثمرة من ثمرات الاستقلال واسترجاع السيادة، دورا بارزا في حفظ الإرث الثقافي للأمة الجزائرية. ومواكبة كل المراحل التي شهدتها الجزائر المستقلة.

واليوم تدوّن انتصاراتها المحققة في كافة المجالات وترافق إنجازاتها، وتهتم بانشغالات المواطن. مساهمة بذلك، بمهنية طاقمها وثقة مصادرها ونبل هدفها. وبخطابها الإعلامي المسؤول، في بناء الجزائر الجديدة.

رئيس الجمهورية أحاط الأسرة الإعلامية بالدّعم الذي تستحقّه

إنّ مهمّة الإعلام الوطني في التأثير والتوجيه بمختلف مناحي الحياة تختصر جوهر الدور العميق الذي تلعبه هذه الآلية في نهضة الأمم والشعوب والمجتمعات من خلال نقل الأخبار والمعلومات. بل تجاوزت ذلك لتصبح شريكا أساسيا في صياغة وعي الأفراد وتوجيه الراي العام.

فالإعلام اليوم يسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية، والمحافظة على الهوية الثقافية. كما يعمل على تسليط الضوء على قضايا المجتمع وهموم المواطن.

كما يواكب الإعلام التحولات الاقتصادية والتكنولوجية ويساهم في تعزيز التنمية المستدامة من خلال التوعية، والتثقيف. ومرافقة السياسات العمومية والمشاريع الكبرى للدولة.

وبذلك، فإنّ الإعلام ليس مجرّد وسيلة، بل هو قوة فاعلة في رسم ملامح المجتمع الحديث وبناء مستقبله.

ولهذا، فإنّ مجتمعًا بلا إعلام مسؤول وفعّال، هو مجتمع ناقص النمو والاتصال.

إنّ تطوّر الشّعوب والمجتمعات لن يتأتّى ما لم يكن مدعوما بإعلام موضوعي وقوي، يسعى إلى تكريس صحافة مهنية ومسؤولة تحترم قواعد المهنة وأخلاقياتها، وتستجيب لتطلعات المواطن. وضمان حقه في الحصول على معلومة موثوقة وذات مصداقية. وخدمة عمومية للاتصال تماشيا والتحديات الراهنة.

لقد كرّس دستور 2020 حرية الإعلام كمبدأ ثابت لا رجعة فيه، فضلا عن إحاطة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الأسرة الإعلامية بالدعم الذي تستحقه. من خلال توفير البيئة المناسبة لممارسة عملها في إطار إصلاحات امتصّت النقائص، وواكبت التطورات.

وذلك من أجل تعزيز مساهمتها في ترقية الممارسة المهنية، ومواكبة الحركية التنموية. واستكمال بناء جزائر المؤسسات الآمنة، القوية، المزدهرة والمنتصرة.

“أمّ الجرائد” لعبت دورا بارزا في حفظ إرث الأمّة ومواكبة كـل مراحل الجزائـر المستقلّة

وفي خضم راهن دولي وإقليمي متّسم بتعقيدات كثيرة، تبرز إرادة سياسية قوية لترقية المجال الإعلامي. ترجمت بتعزيز الترسانة القانونية للقطاع، والتي تكرّس لإعلام مهني موضوعي، ومسؤول. يبرز الرغبة الملحة للسلطات العليا في البلاد في استعادة مكانة الصحفي ودوره في المجتمع. وتهيئة كل الظروف المناسبة لرجال الإعلام في مرافقة التحولات والتحديات التي يشهدها العالم.

إنّ العبرة من إحياء الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، إنما تكمن في الإبقاء على الذاكرة الجماعية حية. والعمل من أجل التطور في شتى الميادين، وتحقيق الأهداف التي قامت عليها ثورة نوفمبر. لكي تبقى مختلف شرائح وفئات المجتمع الجزائري. لاسيما فئة الشباب الذي يعتبر قاطرة الأمة. وفية لتضحيات الشهداء الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير وطننا العزيز.

كما تحل علينا هذه المناسبة لتجدّد في قلوبنا روح الانتماء والوحدة الوطنية. وتذكّرنا بأن الحرية والاستقلال هما قيم لا تقدر بثمن، لنجتمع جميعا في هذا اليوم الأغر. ونستذكر تضحيات الأجداد ونعبر عن فخرنا بوطننا، ونتعهّد بالعمل الدائب لبناء مستقبل أفضل للوطن والأجيال القادمة.

من دون شك، ونحن نحيي الذكرى المزدوجة الـ 63 لعيدي الاستقلال والشباب، فإن الإعلام الوطني يؤدّي دورا محوريا وأساسيا قصد الحفاظ على أمانة الشهداء. مع التنويه بالتضحيات الجسام التي قدّمها هؤلاء في سبيل صون هذه الأمانة الغالية، وها هي “الشعب” أمّ الجرائد. ومعها عديد الصحف الوطنية العريقة التي تزامن ميلادها مع الاستقلال الوطني. كانت ولا تزال رافدا من روافد الإعلام الوطني. الذي يلعب الدور الرائد في تنوير الرأي العام من خلال تقديم محتوى إعلامي هادف ومسؤول.

إعلامنا ولد من رحم المقاومة ومن أجل الدّفاع عـن قيم الحريّـة والسّيادة والاستقلال

إنّها فرصة تاريخية لاستحضار إحدى المحطات الرئيسية والمؤسسة في المنظومة الإعلامية الوطنية. التي اعتبرت لبنة من لبنات بناء صرح إعلامي يتماشى والطموحات التنموية. التي كانت تصبو إليها المجموعة الوطنية، مباشرة بعد نيل الاستقلال.

إنّ إحياء هذه المناسبة الهامة، تعتبر فرصة تعيد إلى أذهان الجزائريين، خاصة جيل الثورة المظفّرة. المناخ المفعم بالأمل والنصر والطموح الذي ولد فيه المشروع الإعلامي الافتتاحي. والذي لازال إلى يومنا هذا يذكّر الأجيال أن إعلامنا ولد من رحم المقاومة. وأنه ولد من أجل الدفاع عن قيم الحرية والسيادة والاستقلال.

من الضروري اليوم، كذلك، أن نركّز على أهمية بناء “جبهة إعلامية موحّدة”. تكون مستمدة من فكر الأمة الواحدة الموحّدة، بتاريخها وهويتها ودينها وذاكرتها. من أجل الدفاع عن الجزائر الحرّة السيدة الأبية.

جبهة بمثابة حصن ضد كل محاولات التكالب والكراهية، التي تستهدف الجزائر عبر وسائل الإعلام الأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي. فضلا عن الأبواق المأجورة وغرف الأخبار المظلمة.

في هذا الخصوص، وجب التأكيد على أن هذه الجبهة ستعمل بصفة حثيثة على عدم المساس في كل الظروف. بالخط الافتتاحي الخاص بكل مؤسسة إعلامية.

كما أنّ الأسرة الإعلامية الوطنية ستكون على قدر المسؤولية الموكلة إليها في الدفاع عن البلاد وصورتها وفق مبادئ بيان الفاتح من نوفمبر. وفي ظل الاحترام الصارم لأخلاقيات المهنة.

فمن الأهمية الحفاظ على المصداقية، التي تتمتّع بها الصحافة الوطنية في الساحة الدولية، كونها لم تحد عن مواقف الدولة الجزائرية. وقد ظلت ترافع لصالح القضايا العادلة في العالم بالأمس واليوم وغدا.

والقضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، نموذجان لهذا الموقف المبدئي المشرّف والنبيل المقتبس من القيم الإنسانية. التي تجسّد حق الشعوب في الحرية والاستقلال وتقرير المصير.

لقد بات من الضروري اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، وضع ورقة طريق واضحة، كفيلة بالانتقال بإعلامنا نحو الأحسن. بما يجعله يواكب التقدم الحاصل على المستوى العالمي. والارتقاء به إلى مرحلة جديدة تسمح له بالتفاعل الإيجابي مع الطفرة النوعية التي تعرفها الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية، على كافة المستويات. والتصدّي للهجمات الإعلامية الخارجية المتعددة المصادر، التي يزعجها القرار السيّد والمستقل للدولة الجزائرية.

إن احتفاءنا بالذكرى الـ 63 لعيدي الاستقلال والشباب، يعد كذلك مناسبة للترحم على أرواح الشهداء الطاهرة. وعرفانا لأولئك الذين وهبوا أنفسهم ودماءهم الزكية في سبيل الجزائر. وذكرى لأخذ العبر والدروس في التضحية والفداء. ورسالة أمل لشبابنا الذي يتوجب عليه تجميع كل الطاقات لصالح الوطن.

وفي الختام، نتمنّى لبلدنا الغالي ولكل الجزائريين دوام الحرية والاستقرار، ودوام المحبة بين جميع أفراد شعبنا الأبيّ من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه. وأن يُديم الله انتصاراتنا ويُثبت أركان دولتنا التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • انطلاق النسخة الثالثة من «قطر للألعاب» بحضور واسع
  • منتخب السلة يواجه البحرين
  • لغة الإشارة وتوسع جغرافي.. مهرجان عمّان السينمائي بشعار عالم خارج النص
  • رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة
  • وزير الأوقاف يبحث مع محافظ حمص آليات تعزيز التعاون
  • القطار الكهربائي.. تقليل زمن التقاطر إلى 15 دقيقة بعد 5 مساءً بدءًا من اليوم
  • هوية سوريا الحضارية… نسيج من التراث العريق
  • فيلم الوجهة يروي كيف أصبحت المملكة قلب العالم النابض.. فيديو
  • «الوجهة».. فيلم وثائقي يستعرض تطورات المملكة بمختلف المجالات في الأعوام الماضية
  • وزير الإتصال يدعو لبناء جبهة إعلامية موحّدة للدفاع عن الجزائر