في اتجاه قد يؤدي إلى مسار معاكس ويدفع في إسراع المستثمرين بتفكيك مراكزهم الشرائية المرتفعة، والذي يتمثل في التزام تحالف أوبك+ بخفض مستويات إنتاج النفط حتى نهاية 2024، بعدما هوت أسعار النفط بنحو 7 دولارات في يومين فقط الأسبوع المنقضي.. هذه التطورات تطرح السؤال الأكثر ترددًا، إلى أين تتجه أسعار النفط بعد التزام «أوبك» بخفض الإنتاج ورفع توقعات الطلب؟

وفيما بدأت صناديق التحوط في تخفيف رهاناتها الصعودية على النفطقبيل انهيار السوق هذا الأسبوع، رفعت منظمة «أوبك» توقعاتها للطلب على النفط في الأجلين المتوسط والطويل على الرغم من التحول نحو الطاقة المتجددة.

وأفادت مصادر على دراية بالأمر حسب رويترز، بأنه من المقرر أن يظهر التقرير السنوي للمنظمة أن الطلب على النفط لا يزال يرتفع، واصفين المراجعات الصعودية بأنها ليست كبيرة.

الرهانات مرتفعة على النفط

وبقيت الرهانات على ارتفاع أسعار النفط عند أعلى مستوى في 19 شهراً حتى يوم الثلاثاء الماضي، رغم قيام مديري الصناديق بتخفيض صافي مراكز الشراء في برنت وخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 32429 عقداً إلى 491503، وفقاً لبيانات بورصة أوروبا للعقود الآجلة "ICE" ولجنة تداول السلع الآجلة الأميركية "CFTC" الصادرة يوم الجمعة. وأوضح أحد المصادر أن الطلب على النفط أظهر مرونة خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية رغم فترات ارتفاع الأسعار، حسبما نقلت "رويترز".

ومن شأن ارتفاع الطلب على النفط أن يشكل دفعة للمنتجين وللمنظمة المكونة من 13 دولة، كما سيؤكد الحاجة إلى مواصلة الاستثمار، ويسلط الضوء على وجهة نظر «أوبك» الأكثر تفاؤلًا بشأن توقعات الطلب على الخام مقارنة بوكالة الطاقة الدولية. ومن المقرر أن تطلق منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" الإصدار السابع عشر من توقعات النفط العالمية يوم الإثنين، 9 أكتوبر في الرياض.

وأكدت لجنة المتابعة الوزارية المشتركة في «أوبك+»، في اجتماعها الـ50 المنعقد قبل أيام، التزام الدول الأعضاء بإعلان التعاون-المتعلق بخفض مستويات إنتاج النفط- حتى نهاية 2024، وفق ما تم الاتفاق عليه باجتماع وزراء التحالف في يونيو الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل في 26 نوفمبر 2023. وحثت اللجنة أيضاًَ جميع الدول المشاركة على تحقيق التوافق التام والالتزام بآلية التعويضات، بعد مراجعتها لبيانات إنتاج النفط لشهري يوليو وأغسطس 2023.

وقالت المملكة العربية السعودية وروسيا، عبر بيانات منفصلة، إنهما ستلتزمان بقيود إمدادات النفط البالغة أكثر من مليون برميل يومياً حتى نهاية العام، على أن تقوما بمراجعة إمداداتهما النفطية مرة أخرى الشهر المقبل.

السعودية تواصل خفض مليون برميل يوميا

وحسب وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن مصدر مسؤول في وزارة الطاقة، فإنه تقرر الحفاظ على معدل الخفض الطوعي، البالغ مليون برميل يومياً، والذي بدأت المملكة تطبيقه في يوليو 2023، ومُدد لاحقاً وحتى نهاية ديسمبر. ويبلغ مستوى إنتاج السعودية في شهري نوفمبر وديسمبر القادمين، ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً، علماً بأن الخفض المذكور يُضاف إلى الخفض التطوعي الذي أعلنت عنه المملكة في أبريل 2023 والممتد حتى نهاية ديسمبر 2024، مع مراجعة قرار الخفض، الشهر القادم، للنظر في تعميق الخفض، أو زيادة الإنتاج، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

روسيا مستمرة في خفض 300 ألف برميل يومياً

بدورها، قررت روسيا اليوم مواصلة خفض صادراتها من النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل يومياً هذا الشهر، وأكدت مجدداً خططها لإبقائها مُقيَّدة حتى نهاية العام. وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، في بيان اليوم الأربعاء: "الخفض الطوعي يأتي لتعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول (أوبك+) بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط".

وارتفعت أسعار النفط إلى ما يقرب من 100 دولار للبرميل في لندن الأسبوع الماضي، في ظل ضيق الإمدادات تزامناً مع بلوغ الطلب العالمي مستويات قياسية، مما أدى إلى استنزاف المخزونات الأميركية بأسرع وتيرة منذ سنوات.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى ما يقرب من 90 دولاراً وسط مؤشرات على أن ارتفاع الأسعار يشجع الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

واعتمد اجتماع تحالف «أوبك+» التعديل على وتيرة الاجتماعات الشهرية لتصبح كل شهرين للجنة المتابعة الوزارية المشتركة، فضلاً عن صلاحية لجنة المتابعة لعقد اجتماعات إضافية، أو طلب عقد اجتماع وزاري لمنظمة «أوبك» وخارجها على النحو المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الـ33 للأعضاء في المنظمة ومن خارجها في أكتوبر 2022. وأعربت اللجنة عن تقديرها ودعمها الكاملين لجهود المملكة الهادفة إلى دعم استقرار السوق النفطية، وجددت تقديرها لتمديد السعودية الخفض الطوعي الإضافي-البالغ مليون برميل يومياً- حتى ديسمبر 2023. وأقرّت اللجنة أيضاً تمديد الخفض الطوعي الإضافي للصادرات من قبل روسيا، والبالغ 300 ألف برميل يومياً- للشهر ذاته.

اقرأ أيضاًالأمين العام لـ«أوبك»: التخلي عن الوقود الأحفوري يؤدي إلى فوضى في مجال الطاقة

الكويت: نلتزم بقرار «أوبك» بخفض الإنتاج النفطي

عاجل| «أوبك» يقدم 10 ملايين دولار لدعم الأمن الغذائي في مصر

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسعار النفط أسعار النفط 2023 المملكة العربية السعودية النفط تحالف أوبك خفض إنتاج النفط روسيا سوق النفط العالمي منظمة أوبك ملیون برمیل یومیا الخفض الطوعی أسعار النفط إنتاج النفط الطلب على على النفط حتى نهایة

إقرأ أيضاً:

الذهب والنفط يرتفعان وسط ترقب مفاوضات أميركا مع الصين وإيران

ارتفعت أسعار الذهب والنفط اليوم الثلاثاء مع ترقب المستثمرين لنتائج المحادثات التجارية بين أميركا والصين، فضلا عن المفاوضات الأميركية الإيرانية النووية وبيانات التضخم المقرر صدورها هذا الأسبوع، التي قد تُقدم مؤشرات حول قرارات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) المستقبلية بشأن أسعار الفائدة.

وفي أحدث تعاملات ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.11% إلى 3329.43 دولارا للأوقية، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له عند 3301.54 دولارا في وقت سابق من الجلسة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2استقرار نسبي في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولارlist 2 of 2إسرائيل تسعى لخفض عجز الموازنةend of list

وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.12% إلى 3350.70 دولارا.

ونقلت رويترز عن كبير محللي السلع في ريلاينس للأوراق المالية، جيغار تريفيدي، قوله: "استقر الذهب قليلا وسط إقبال على الشراء مع انخفاض الأسعار.. إذ إن المخاوف المالية والرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة العامل المحفز لانتعاش الأسعار".

وتتواصل المحادثات التجارية الرفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين والصينيين لليوم الثاني، إذ تشمل المناقشات قضايا تتراوح بين الرسوم الجمركية والقيود على المعادن الأرضية النادرة.

وفرضت الولايات المتحدة والصين في أبريل/ نيسان رسوما جمركية متبادلة، مما أثار مخاوف من نشوب حرب تجارية. لكن الدولتين اتفقتا الشهر الماضي على تعليق مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة، مما بث حالة من الارتياح لدى أسواق المال.

إعلان

ويترقب المستثمرون الآن بيانات التضخم الأميركية المقررة غدا الأربعاء للحصول على المزيد من الإشارات عن مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي.

وستكون بيانات التضخم الأميركية أحد آخر البيانات الرئيسية قبل اجتماع البنك المركزي الأميركي يومي 17 و18 يونيو/ حزيران، إذ من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي أسعار الفائدة ثابتة.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى:

انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.35% إلى 36.63 دولارا للأوقية. هبط البلاتين 0.58% إلى 1213.18 دولارا. نزل البلاديوم 1.44% إلى 1061.34 دولارا. الذهب ارتفع بصورة طفيفة خلال تعاملات اليوم (رويترز) النفط

زادت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا إلى 67.27 دولارا للبرميل، في أحدث تعاملات، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتا إلى 65.49 دولارا، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ الرابع من أبريل/ نيسان في وقت سابق من الجلسة.

وكان خام برنت قد ارتفع أمس الاثنين إلى 67.19 دولارا، وهو أعلى مستوى له منذ 28 أبريل/ نيسان، مدعوما باحتمال توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق تجاري.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الاثنين إن المحادثات الجارية في لندن تسير على ما يرام، وإنه "لا يتلقى سوى تقارير جيدة" من فريقه.

ومن شأن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين أن يدعم التوقعات الاقتصادية العالمية ويعزز الطلب على السلع الأساسية، بما في ذلك النفط.

وفيما يتعلق بالمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، قالت طهران إنها ستقدم قريبا مقترحا مقابلا للمقترح الأميركي الذي تعتبره "غير مقبول"، في حين أوضح ترامب أن الجانبين لا يزالان على خلاف بشأن ما إذا كان سيتم السماح للجمهورية الإسلامية بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل إيران.

وإيران هي ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وأي تخفيف للعقوبات الأميركية على إيران سيسمح لها بتصدير المزيد من النفط، مما سيؤثر على أسعار الخام العالمية.

إعلان

في الوقت نفسه، أظهر مسح أجرته رويترز أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع في مايو/ أيار، رغم أن الزيادة كانت محدودة، حيث ضخ العراق أقل من المستهدف لتعويض الإنتاج الزائد في وقت سابق، وطرحت السعودية والإمارات زيادة أقل من المسموح به.

المفاوضات الأميركية الإيرانية لها تأثير جوهري على أسعار النفط (شترستوك)

وتعمل مجموعة أوبك بلس، التي تضخ حوالي نصف النفط العالمي وتضم أعضاء أوبك وحلفاء مثل روسيا، على تسريع خطتها لإلغاء المستوى الأخير من تخفيضات الإنتاج.

وقال دانيال هاينز، كبير إستراتيجيي السلع الأساسية في بنك "إيه إن زد" في مذكرة "لا يزال احتمال حدوث زيادات أخرى في إمدادات أوبك يخيم على السوق".

وأضاف: "التحول الدائم إلى إستراتيجية مدفوعة بالسوق (في أوبك) من شأنه أن يدفع سوق النفط إلى فائض كبير في النصف الثاني من عام 2025 ويؤدي بشكل شبه مؤكد إلى انخفاض أسعار النفط".

مقالات مشابهة

  • الذهب والنفط يرتفعان وسط ترقب مفاوضات أميركا مع الصين وإيران
  • أسعار اللحوم الحمراء تواصل الارتفاع بعد العيد وسط ضغط الطلب
  • لماذا تراجعت أسعار السيارات في مصر رغم زيادة الطلب؟
  • ارتفاع أسعار النفط
  • صعود أسعار النفط
  • اقتصاد السعودية ينمو 3.4% في الربع الاول
  • "مورجان ستانلي" تتوقع زيادة اعضاء اوبك بلس إنتاجهم 420 ألف برميل يوميًا خلال يونيو وسبتمبر
  • أسعار النفط تستقر
  • أسعار النفط تستقر في المعاملات المبكرة
  • «الملاذ الآمن»: الطلب الصناعي على الفضة يرفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 13 عامًا