طوفان الأقصى..تطوح الكيان الصهيوني وآلاف القتلى والجرحى
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
أبطال المقاومة شنوا هجوماً برياً وجوياً على مستوطنات الغلاف وهدموا الجدار العازل وقتلوا وأسروا مئات الصهاينة العدو يتخبط .. أوهن من بيت العنكبوت العدو يعترف بفقدان السيطرة وفوضى عارمة تسود مدنه والصدمة مرعبة لدى قادته قائد القسام: يا إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع مقاومة أهلكم في فلسطين
الثورة / فلسطين
أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم أمس عملية «طوفان الأقصى»، بهجوم كاسح ومباغت على مستوطنات الصهاينة في محيط غزة ، وبإطلاق آلاف الصواريخ واقتحام مستوطنات، موقعة خلالها المئات بين قتيل وجريح من الصهاينة ، فيما أسر المقاومون عدداً من المستوطنين وجنود الاحتلال.
وأقر العدو الصهيوني بمقتل 300 صهيوني حتى مساء أمس ، فيما تشير المصادر إلى أن عدد القتلى يزيد بكثير عن العدد الذي اعترف به الصهاينة ، كما أعلن الصهاينة جرح أكثر من 1100 آخرين حتى اللحظة، وأفادت «نجمة داوود» بأنّ نحو 158 إسرائيلياً في حالةٍ حرجة وخطيرة، جرّاء عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية فجر أمس.
• القائد محمد الضيف يدعو محور المقاومة للتحرك
وصباح أمس أطلقت المقاومة الفلسطينية المباركة عملية طوفان القدس ، بقصف صاروخي على مدن الكيان الصهيوني ، وباجتياح مستوطنات غلاف غزة ، وأعلن القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» محمد الضيف، أمس السبت، عن بدء عملية «طوفان الاقصى» ضد العدو الصهيوني.
وقال الضيف في كلمة له،: «إن العدو دنس الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول، واعتدى على المرابطات ودنس جنوده الأقصى وسبق أن حذرناهم» ، وأضاف: «ارتقى المئات من الشهداء والجرحى هذا العام بسبب جرائم الاحتلال، كما قوبلت دعواتنا لصفقة تبادل انسانية برفض وفي كل يوم بالضفة تستمر الانتهاكات».
وتابع: «قررنا وضع حد لكل جرائم الاحتلال وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب ونعلن عن عملية طوفان الأقصى واستهدفنا بالضربة الأولى خلال 20 دقيقة تجاوز فيه خمسة آلاف صاروخ» ، وقال القائد العام لكتائب القسام: «بدءً من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، مخاطباً في الوقت ذاته أهالي القدس «اطردوا المحتلين واهدموا الجدران».
وشدد بالقول: إن الشعب الفلسطيني يستعيد ثورته ويصحح مسيرته ويعود لمسيرة العودة، فيا أهلنا في الداخل والنقب والجليل والمثلث أشعلوا الأرض لهيبا تحت أقدام المحتلين ، وزاد القائد الضيف: آن الأوان لأن تتحد المقاومة العربية.. قائلاً: «يا إخواننا في المقاومة الاسلامية في لبنان والعراق وسوريا واليمن هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع مقاومة أهلكم في فلسطين».
وأضاف: «لقد انتهى زمن المراهنات ويجب كنس الاحتلال.. داعياً الجميع للنفير نحو فلسطين» ، وتابع: «يا شعبنا في كل الدول العربية والاسلامية إبدؤا الزحف الان وليس غدا واقتحموا الحدود والسدود».
واستطرد بالقول: «اليوم كل من عنده بندقية ليخرجها، هذا أوانها، وليخرج كل منكم بشاحنته أو سيارته أو بلطته، اليوم يفتح التاريخ أنصع وأشرف صفحاته» ، وأوضح الضيف، أن هذا يوم الصورة الكبرى من أجل إنهاء الاحتلال.. موجهاً نداءه لجميع الدول العربية للزحف للأقصى: «يا اخوتنا في الجزائر والمغرب والأردن ومصر وباقي الدول العربية، تحركوا ولبّوا النداء».
في غضون ذلك، أكّدت المصادر بأن عدد الأسرى من الصهاينة بالمئات ، من الجنود والمستوطنين ، وبينهم قادة عسكريون في الجيش الصهيوني ، وواصل أبطال المقاومة الفلسطينية عمليات التنكيل والاجتياح للمواقع الصهيونية حتى لحظة كتابة الخبر.
اقتحام بري وبحري وجوي للمستوطنات الصهيونية في «غلاف غزة»، تزامن مع إطلاق أكثر من 10 ألاف صاروخ نحو الأراضي المحتلة ، عجز لـ«القبة الحديدية»، والحصيلة مرعبة من القتلى والجرحى والخسائر في صفوف العدو الصهيوني.
كانت العملية مفاجئة مرعبة لكيان العدو الصهيوني الذي لم تتخيل قيادة العدو أن تنفذها المقاومة الفلسطينية في غزة، بعدما ظنّت أن اعتداءاتها على المسجد الأقصى والأسرى ستمرّ مرور الكرام في سياق مباحثات الوسطاء مع المقاومة.
كان يوم أمس كابوسا صباحيا في سبت اليهود ، حيث استفاق الصهاينة على وقع اقتحام أبطال المقاومة للمستوطنات والمعسكرات ، وشكّلت العملية صدمة مرعبة للصهاينة في مفاجئتها وحجمها وشكلها ومضمونها وما أوقعته من خسائر كبيرة وغير مسبوقة في تاريخ وجود العدو الصهيوني.
أقرّ العدو الإسرائيلي بارتفاع حصيلة القتلى في صفوف جنوده ومستوطنيه ، بينما أكدت مصادر مقتل أكثر من 300 صهيوني ، ووقوع المئات في الأسر ، بينما يصل عدد الجرحى إلى أكثر من ألف جريح ، بينهم المئات في حالات حرجة.
إلى ذلك واصلت المقاومة الفلسطينية عمليات أسر المستوطنين ونقلهم إلى غزة ضمن عملية «طوفان الأقصى»، بينما تحدثت التقارير الصهيونية عن وقوع جنود رهائن في عدد من المعسكرات الصهيونية.
الهجوم البري والبحري والجوي الذي شنه أبطال المقاومة ، كان مفاجئا للعدو الصهيوني محدثا صدمة غير مسبوقة في صفوف قادته ، وذعرا ورعبا في صفوف المستوطنين ، كما أحدث شللا كاملا في صفوف جيش العدو الصهيوني جراء الزخم الناري الذي وفرته المقاومة.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت بكثافة عبر وسائل التواصل عشرات الأسرى الصهاينة من جنود ومجندات ومستوطنين يقتادهم أبطال المقاومة ، إذ أظهرت مقاطع أسر ضباط صهاينة وجنود ومجندات ومستوطنين ، كما ظهرت مشاهد لأسيرات إسرائيليات داخل البيوت في قطاع غزة، فيما تحدثت القناة 13 الإسرائيلية عن تقارير عن احتجاز 50 رهينة في «كيبوتس بئيري» في غلاف غزة.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن مقتل حاكم مستوطنات غلاف غزة خلال الهجوم الذي نفذه أبطال فلسطين ، وما زالوا يشتبكون مع العدو الصهيوني.
• رعب صهيوني وصدمة غير مسبوقة
العدو الصهيوني الذي استيقظ يوم أمس السبت بمؤسستيه الأمنية والعسكرية، على هجوم مفاجئ وواسع قامت به المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما شكّلت الفجوة الاستخبارية الهائلة صدمة كبيرة لدى مختلف الأوساط والمستويات المرتبطة بالعدو ، تعرض لصدمة غير مسبوقة.
وفيما عملية «طوفان الأقصى» التي تنفّذها «كتائب القسام» منذ صباح أمس مستمرة، تنتظر قيادة العدو ارتفاعاً في عدد القتلى والإصابات في صفوف جنودها ومستوطنيها ، وبالتوازي مع استمرار العملية في أكثر من 50 موقعا صهيونيا ، استمرت المقاومة في قصف صاروخي على سائر المدن المحتلة، حيث دوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء الكيان الصهيوني.
صحيفة «هآرتس» الإسرائيلي نقلت بأن الكيان الصهيوني فقد السيطرة على مدنه ، وأنّ «شعور من الفوضى وفقدان السيطرة يسود إسرائيل مع انتهاء الأعياد اليهودية ، وأضافت الصحيفة أنّ «وضع الأمن الشخصي للإسرائيليين يتدهور»، فيما «تُبدي الشرطة الإسرائيلية عجزاً كاملاً في المجالات كافة».
وشوهد مئات الصهاينة وهم يفرون مذعورين إثر عملية طوفان القدس في صورة عكست الهلع الذي يعيشه اليهود الصهاينة بالتزامن مع عملية طوفان القدس.
إلى ذلك اعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني ، بفشل المخابرات الصهيونية في كشف أو منع عمليات المقاومة الفلسطينية أمس السبت، حيث نفذت المقاومة هجوما واسعا وشاملا ضمن عملية «طوفان الأقصى» ضد الكيان الصهيوني وذكرت صحيفة «معاريف» الصهيونية، أن حكومة العدو فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح أمس السبت، ووصفت الصحيفة رعب «الإسرائيلين» اليوم والقتل الواسع للجنود بفشل مخابراتي خطير.
ولفتت الصحيفة، أن ما حدث مفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين ، واعتبرت أن الجيش الصهيوني لم يقم بمهمته في حماية الصهاينة، ودعت لفتح تحقيق عاجل.
القسام تصدر البيان رقم1
أصدرت «كتائب القسام»، مساء أمس البيان «رقم 1» ضمن عملية «طوفان الأقصى»، التي بدأتها منذ صباح السبت، وأدّت حتى اللحظة إلى سقوط أكثر من 300 قتيل صهيوني وإصابة ألف على الأقل، وأسر آخرين، فضلاً عن اغتنام أسلحة عسكرية تابعة للعدو.
وقالت «القسام»، في بيانها، إن المجاهدين تمكنّوا من «اجتياز الخط الدفاعي للعدو، وتنفيذ هجوم منسق متزامن على أكثر من 50 موقعاً في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية في جيش العدو الصهيوني ، وأدى الهجوم، بحسب البيان الأول، إلى «إسقاط دفاع الفرقة» (فرقة غزة)، فيما لا يزال المجاهدون يخوضون «معارك بطوليةً في 25 موقعاً حتى اللحظة، ويدور القتال حالياً في قاعدة رعيم مقر قيادة فرقة غزة» ، وقالت إن الهجوم جاء في ظل غطاءٍ صاروخيٍ مكثف واستهدافٍ لمنظومات القيادة والسيطرة لدى العدو.
وعرضت القسام في وقت سابق مشاهد لمنظومة صواريخ من طراز «رجوم»، كانت قد استخدمتها للتمهيد للعبور إلى الأراضي المحتلة في «غلاف» غزة، بالإضافة إلى مشاهد لوحدة «سرب صقر»، إحدى الوحدات العسكرية التي تسلّلت إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية بالمظليات.
ارتفاع عدد القتلى والمصابين الصهاينة إلى حوالي ألفي صهيوني… واستشهاد 232 في غزة
ارتفعت حصيلة قتلى وجرحى العدو الصهيوني في عملية «طوفان الأقصى» التي تنفذها المقاومة الفلسطينية منذ صباح أمس إلى حوالي ألفي قتيل وجريح وفق مصادر وردت لحظة كتابة الخبر بينها مئات الحالات الحرجة.
في المقابل، استشهد في القصف الإسرائيلي الانتقامي على المدنيين في قطاع غزة 232 شخصاً، وأصيب 1697 جريحاً بإصابات مختلفة، وفق ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. وأعلنت الوزارة، في بيان، أن الطواقم الطبية «لا تزال تعمل بكل طاقتها من أجل إنقاذ عشرات الحالات الخطيرة والحرجة في غرف العمليات والعنايات المكثفة».
وكان العدو الصهيوني قد استهدف ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة، وفق ما أفاد به مراسلو وكالة «فرانس برس»، الذين شاهدوا تصاعد الدخان الكثيف مع انهيار الأبراج بالكامل. كما قطعت وزارة الطاقة الإسرائيلية إمدادات الكهرباء المخصصة للقطاع.
إلى ذلك قُتل رئيس «المجلس الإقليمي» التابع للعدو الصهيوني، في منطقة «شاعر هنيغف»، برصاص مقاومين فلسطينيين. وأتى ذلك تزامناً مع إعلان «كتائب القسام» السيطرة على «كيبوتس» وموقع «كرم أبو سالم» العسكري شرق رفح جنوبي قطاع غزة، في إطار معركة «طوفان الأقصى»، وهو ما أكده الإعلام العبري، الذي أفاد بأنّ «الكتائب» سيطرت على مستوطنات في «غلاف غزة»، وأسرت عدداً من الجنود.
وحتى وقت متأخر من مساء أمس ، فشل العدو الصهيوني في استعادة أي من المستوطنات التي سيطر عليها المجاهدون ، وتمكنوا من إحكام سيطرتهم عليها منذ صباح أمس.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی العدو الصهیونی القتلى والجرحى فی قطاع غزة غیر مسبوقة أمس السبت منذ صباح غلاف غزة صباح أمس فی صفوف أکثر من
إقرأ أيضاً:
كاتبة مغربية: طوفان اليمن أربك حسابات الاحتلال وعرقل استكمال مخططاته
ويناقش الحوار عواقب استمرار الصمت العربي والإسلامي تجاه مجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتي يشنها العدو الصهيوني ضد شعب عربي مسلم في فلسطين المحتلة. كما يناقش الحوار انعكاسات الموقف اليمني التاريخي على صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة. ويتطرق الحوار إلى أهمية الحراك الشعبي المغربي الرافض لكل أشكال التطبيع الرسمي مع الكيان المحتل، بالإضافة إلى أهمية الموقف الإفريقي عموماً المساند لفلسطين كقضية إنسانية عالمية.
لقد سجل محور المقاومة بمختلف جبهاته دوراً مهماً في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة معنوياً ومادياً، وقدم التضحيات الجسام من الشهداء
تقف المقاومة اليمنية على حد السيف، وعلى خطوط النار والتماس بكل جرأة وثبات، لكي تسجل بمداد الفخر والاعتزاز، دعمها الميداني لغزة وفلسطين، في أوج حرب الإبادة التي تتعرض لها
الجبهة اليمنية حققت ضربات اقتصادية وعسكرية موجعة للكيان الصهيوني وللإمبريالية الغربية وعلى رأسها أمريكا زعيمة الحروب
"طوفان اليمن" أربك حسابات العدو في وقت اعتبر فيه أنه أضعف دول المقاومة وجبهات الإسناد، فطلع اليمن كطائر الفينيق لكي يقدم دروساً لدول المنطقة العربية لما ينبغي أن يكون عليه التضامن الميداني والدعم العملي العسكري
استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة أدى إلى عرقلة استكمال مخططات العدو التوسعية في المنطقة العربية، وأحدث شرخاً داخل الكيان، وكشف عن ضعفه سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً
شكلت المقاومة اليمنية المستمرة دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني، وخففت عنه جزءا من معاناته اليومية وسط الإبادة الجماعية، والتجويع والتشريد والتهجير،وأعادت المقاومة اليمنية، الاعتبار للمقاومة الفلسطينية كخيار لا محيد عنه، ولا بديل له، رغم كل المؤامرات، ومحاولات التبخيس من دورها التاريخي والآني
اليمن في موقع بارز وقوي اليوم، مما سوف يعرضه للمؤامرات المفتوحة على جبهات متعددة، وهذا يستدعي حماية مكتسبات المقاومة اليمنية، وتقوية الجبهة الداخلية والخارجية، حتى يظل "اليمن السعيد" منتصراً وقوياً وسعيداً
نعتز بالصمود الفلسطيني، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب لا يمكنه إلا أن يكون مع المقاومة الفلسطينية، ومع كل مقاومة تناضل من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال والاضطهاد
التخاذل والتواطئ والخيانة للأنظمة العربية سواء المطبعة سراً أو علانية؛ يؤخر انتصارها ويخدم أهداف الكيان الصهيوني المحتل، ويهدد الأمن والسلم في المنطقة العربية بأكملها
احتجاجات الشعب المغربي تساند غزة وتضغط للتراجع عن التطبيع المشؤوم، الذي يتحول على أرض الواقع إلى استيطان واستعمار جديد صهيوني وإمبريالي
قرار الاتحاد الافريقي بطرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، قرار شجاع، وجاء في لحظة تاريخية مهمة، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني وللعالم، وللأنظمة العربية المتخاذلة
النظام الرأسمالي الإمبريالي المتوحش يتهاوى بشكل عام، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لكي يقوم على أنقاضه نظاماً عالمياً جديداً منصفاً وعادلاً وإنسانياً
_ ما موقفكم من معركة طوفان الأقصى بعد مرور أكثر من 18 شهراً على انطلاق شرارتها الأولى؟ وبماذا تصفون صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ؟ وما عواقب الإستمرار العربي الإسلامي في سياسة الصمت المطبق تجاه هذه الإبادة وهذا العدوان الذي يتهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها خصوصاً بعد أن تحول هذا الصمت إلى تواطؤ وخذلان بحق الدم الفلسطيني المسفوك ظلماً وعدواناً؟
إن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بالمغرب لا يمكنه إلا أن يكون مع المقاومة الفلسطينية، ومع كل مقاومة تناضل من أجل التحرر من الاستعمار والاستغلال والاضطهاد.
فحزب الطليعة هو استمرار لحركة التحرير الشعبية منذ الإستعمار الغاصب للمغرب إلى الإستعمار الجديد الذي بدأ اليوم مع التطبيع الصهيوني. وحزبنا هو استمرار أيضا للحركة الاتحادية الأصيلة المناضلة، وهو حزب شهداء المقاومة، وحزب شهداء التحرير الوطني. وحزب شهداء القضية فلسطين.. إلخ.
ولهذا ، منذ 18 شهر من انطلاق الشرارة الأولى لطوفان الأقصى ، الذي اعتبرناه محطة تاريخية متطورة من محطات للمقاومة الفلسطينية، وأعلنا عن موقفنا المساند والمشيد بطوفان الأقصى، وبحق المقاومة الفلسطينية في الكفاح بكل الوسائل المشروعة ضد الإستعمار الصهيوني الإمبريالي الغاصب للانسان والأرض.
وتابعنا عن كثب كل المستجدات والتطورات في الوضع العربي والدولي، ودور محور المقاومة،ومحور الإسناد العالمي الذي كان يتوسع تدريجيا.
وتلقينا بألم وحزن استشهاد قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
وعبرنا عن اعتزازنا بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني، وجسدنا تضامننا معه في بكل الأشكال المتاحة من بيانات، ووقفات واحتجاجات وندوات، وبواسطة وسائلنا الإعلامية الحزبية.
والمؤلم حقاً وسط هذا الدمار والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، هو هذا الصمت المريب، والخيانة المكشوفة، لبعض الدول العربية والإسلامية، التي لها تاريخ في الخذلان كلما كانت المقاومة في أوج عطائها وكفاحها ، وأصبحت على مرمى حجر من تحقيق أهدافها في النصر.
مع الأسف هذا التخاذل والتواطئ والخيانة للأنظمة العربية سواء المطبعة سراً أو علانية؛ يؤخر انتصارها، ويخدم أهداف الكيان الصهيوني المحتل، ويهدد الأمن والسلم في المنطقة العربية بأكملها.
_ في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية في المغرب الرافضة للتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في خضم الإبادة الجماعية التي يشنّها الأخير في غزة.. ما موقفكم في حزب الطليعة من هذه الاحتجاجات التي تأتي تعبيراً عن حالة الرفض الشعبي في الأوساط الشعبية المغربية لكل أشكال التطبيع الرسمي مع الكيان المحتل؟ وهل تعتقدون أن الحراك الشعبي من شأنه أن وقف أو يقويض هذه العلاقات؟ وكيف سينعكس ذلك إن تحقق الأمر، على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من وجهة نظركم؟
إن اتفاقية التطبيع التي أبرمها وأعلنها المغرب مع الكيان الصهيوني في 10 دجنبر 2020 ، لم تكن سوى تعبيراً واضحاً عن التطبيع التاريخي السري مع هذا الكيان منذ حكم الحسن الثاني، والدور الذي لعبته المخابرات المغربية في توفير كل وسائل التنصت لهذا العدو لمتابعة اللقاءات والمؤتمرات العربية التي كانت تنعقد خلال مرحلة الستينات والسبعينات بحضور زعماء وقادة الدول العربية آنذاك ، لمناقشة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في مرحلة أوج الصراع العربي الصهيوني.
ولهذا فإن احتجاجات الشعب المغربي من وجهة نظر حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، تضرب بجذورها في التاريخ النضالي التحرري للشعب المغربي منذ الإستعمار والاستغلال الطبقي، مع الربط الجدلي بين التحرر الوطني، والتحرر القومي العربي ، وتحرر كل الشعوب المستعمرة والمضطهدة في العالم. وهو ما نعبر عنه بالمصير العربي المشترك.
واليوم، فإن الشعب المغربي يجد نفسه أمام وضع خطير ومتطور يهدد وجوده وهويته، من خلال التطبيع الاستيطاني الصهيوني الإمبريالي، الذي سمح له بنهب خيرات بلدنا الاقتصادية، والإرتماء على الأراضي الفلاحية، وعلى مساكن المواطنين، تحت ذريعة أنها في ملكية لليهود الصهاينة الذين غادروا المغرب، ثم عادوا إليه اليوم.
إنه نفس السيناريو والمخطط الذي حُيك لفلسطين، يعاد تكراره في المغرب اليوم.
لهذا نجد أنفسنا أمام احتجاجات شعبية نوعية وقوية، من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالإبادة الجماعية، في غزة وكل فلسطين ، وثانياً من أجل الضغط للتراجع عن التطبيع المشؤوم، الذي يتحول على أرض الواقع إلى استيطان واستعمار جديد صهيوني وإمبريالي ..
وهذا يشكل خطراً محدقاً ليس فقط على المغرب، بل على الدول المغاربية ككل، ومنها على القارة الإفريقية.
_ ما تعليقكم على قرار الاتحاد الإفريقي بطرد السفير الصهيوني في إثيوبيا من مقر الاتحاد قبيل انعقاد قمة للدول الإفريقية خلال الأسابيع الماضية؟ وأي أهمية إستراتيجية لمواقف الاتحاد الأفريقي الداعمة لفلسطين والرافضة للإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ وأي انعكاسات إيجابية لهذه المواقف في تقويض المحاولات الإسرائيلية الغربية لتوسيع دائرة التوغل في القارة الإفريقية بهدف تقسيم شعوبها واستنزاف ثرواتها؟
إن قرار الاتحاد الافريقي بطرد سفير الكيان الصهيوني بإثيوبيا من مؤتمر الاتحاد الإفريقي الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، قرار شجاع، وجاء في لحظة تاريخية مهمة، وهي رسالة واضحة للكيان الصهيوني وللعالم، وللأنظمة العربية المتخاذلة.
وهو قرار يعبر بالفعل عن مبادئ وقيم وأهداف الاتحاد الإفريقي الداعمة تاريخيا للقضية الفلسطينية، خاصة وأن القارة الإفريقية كانت ولا زالت هدفا لنهب خيراتها ومواردها الطبيعية والبشرية، وعانت هي أيضا ولازالت من الإستعمار التقليدي والإستعمار الإمبريالي الجديد.
وهي اليوم مستهدفة أكثر من أي وقت مضى، من طرف الكيان الصهيوني أيضا، من خلال محاولة اخضاع دول المغرب العربي للتطبيع.
ولابد من الإشارة هنا إلى الزعيم المغربي المعارض الشهيد المهدي بنبركة شهيد حزبنا وشهيد حركة التحرير الشعبية الذي سبق أن نبه إلى دور الصهيونية في إفريقيا في "ندوة فلسطين العالمية" والتي تم تنظيمها في القاهرة سنة 1965، بشهور فقط قبل اختطافه بفرنسا واغتياله بمشاركة الإمبريالية الفرنسية والأمريكية، والموساد الصهيوني، والنظام المغربي.
_ جسدت الجبهة اليمنية ولا زالت موقفاً عملياً غير مسبوقاً في دعم غزة خصوصاً بعد فرض اليمن حصاراً بحرياً خانقاً على الملاحة الإسرائيلية، ولاحقاً حصاراً جوياً على مطارات الاحتلال، ودخوله في اشتباك عسكري مباشر مع كبرى الأساطيل الأمريكية والأوروبية.. أي انعكاسات إستراتيجية جسدها هذا الموقف في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة، والذي يأتي في ظل استمرار انبطاح النظام الرسمي العربي للمؤامرة الصهيونية الأمريكية؟ وهل تعتقدون أن الموقف اليمني قد جسد حقيقة إنتصار الشعوب على أعتى وأقوى الجيوش إذا ما توفرت الإرادة الحقّة؟ وأين بات اليمن اليوم في خضم هذا الموقف الذي عصف بتوازنات الردع في المنطقة والإقليم خصوصاً بعد إجباره واشنطن لوقف عدوانها على اليمن؟
لقد سجل محور المقاومة بمختلف جبهاته، دوراً مهماً في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة معنوياً ومادياً، وقدم التضحيات الجسام من الشهداء ، ونذكر منه المقاومة اللبنانية.
واليوم تقف المقاومة اليمنية على حد السيف، وعلى خطوط النار والتماس بكل جرأة وثبات، لكي تسجل بمداد الفخر والاعتزاز، دعمها الميداني لغزة وفلسطين، في أوج حرب الإبادة التي تتعرض لها.
وقد حققت بذلك ضربات اقتصادية وعسكرية موجعة للكيان الصهيوني وللإمبريالية الغربية وعلى رأسها أمريكا زعيمة الحروب.
وبذلك يحق للمقاومة اليمنية أن نسميها "طوفان اليمن" بعد "طوفان الأقصى" الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
حدثان مهمان في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، محوره القضية الفلسطينية.
إن"طوفان اليمن" أربك حسابات العدو في وقت اعتبر فيه أنه أضعف دول المقاومة وجبهات الإسناد، فطلع اليمن كطائر الفينيق لكي يقدم دروساً لدول المنطقة العربية لما ينبغي أن يكون عليه التضامن الميداني والدعم العملي العسكري.
فقد أدى ذلك في ظل استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة إلى عرقلة استكمال مخططات العدو التوسعية في المنطقة العربية، وأحدث شرخاً داخل الكيان الصهيوني، وكشف عن ضعفه سياسياً وعسكرياً ومخابراتياً.
وبذلك شكلت المقاومة اليمنية المستمرة دعماً معنوياً للشعب الفلسطيني، وخففت عنه جزءا من معاناته اليومية وسط الإبادة الجماعية، والتجويع والتشريد والتهجير.
كما أعادت المقاومة اليمنية، الاعتبار للمقاومة الفلسطينية كخيار لا محيد عنه، ولا بديل له، رغم كل المؤامرات، ومحاولات التبخيس من دورها التاريخي والآني.
إن الوضع الحالي للمنطقة العربية، وخاصة الدور التخاذلي لبعض الدول العربية المطبعة والمتصهينة، يجعل المقاومة اليمنية في موقع بارز وقوي، مما سوف يعرضها لا شك للمؤامرات المفتوحة على جبهات متعددة، وهذا يستدعي حماية مكتسبات المقاومة اليمنية، وتقوية الجبهة الداخلية والخارجية، حتى يظل "اليمن السعيد" منتصراً وقوياً وسعيداً.
_ أي رسالة توجهونها في هذه اللحظة المصيرية التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية؟ ولمن توجهونها؟
إن الرسالة التي نوجهها باسم حزب الطليعة في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية التي تجتازها الدول العربية والإسلامية هي :
أولاً : رسالة إلى الضمير الإنساني العالمي، شعوباً ودولاً وأفراداً، الذين جسدوا بالفعل التعبير الحر عن الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية.
وهي رسالة من أجل الإستمرار في التضامن وتوسيع الجبهة العالمية للاحتجاج، ورفض ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة وفي كل فلسطين، والضغط من أجل إيقافه.
ثانياً : رسالة إلى الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني لكي تستفيق، وتتحرر من التبعية للكيان الصهيوني، وتنهض، وتتوحد في جبهة عربية ضد مخططات الإمبريالية والصهيونية، ومخاطرهما على المنطقة العربية ككل، الممتدة من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا، والتي تواجه مصيراً مشتركاً واحداً.
ثالثاً : رسالة إلى المقاومة الباسلة، وإلى الشعب الفلسطيني المنتصر ، وما قدمه من شهداء، وتضحيات جسام، والتي تتطلب حماية مكتسبات المقاومة، والاستمرار والصمود؛
لأن الكيان الصهيوني يتهاوى، ويسير نحو نهايته، وهو ينفث الدم من مسامه.
والنظام الرأسمالي الإمبريالي المتوحش يتهاوى بشكل عام، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لكي يقوم على أنقاضه نظاماً عالمياً جديداً منصفاً وعادلاً وإنسانياً.
وعاشت فلسطين حرة ومنتصرة..