أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على أهداف تابعة لحركة حماس داخل قطاع غزة، ردا على الهجوم المباغت للحركة الإسلاموية على إسرائيل

شنت حركة حماس السبت (السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023)  هجوما مباغتا بإطلاقها آلاف الصواريخ كما تسلل مقتلون من القطاع غزة في أراضٍ إسرائيلية  وأسروا إسرائيليين. وردّت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة.

وصدرت إدانات دولية لهجوم حماس، ودعت دول أخرى الى ضبط النفس. وسيعقد مجلس الأمن جلسة طارئة الأحد لبحث الوضع في ظل خشية من توسع التصعيد.

الجيش الإسرائيلي يرد على قصف بقذايف من جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد (الثامن أكتوبر/تشرين أول 2023) إنه يقوم بقصف بالمدفعية في منطقة في لبنان انطلقت منها قذائف على إسرائيل، وفق ما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي افيخاي أدرعي على موقع "X"، مؤكدا جيش بلاده "على استعداد لمواجهة جميع السيناريوهات".

ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر أمنية لم تسمها قولها إن القذائف التي أطلقت من لبنان صباح اليوم أصابت موقعا عسكريا إسرائيليا في مزارع شبعا.

مئات القتلى والجرحى من الطرفين

قتل ما لا يقل عن 300 إسرائيلي وأصيب أكثر من 1590 آخرين في الهجوم الكبير الذي شنته حركة حماس الفلسطينية من قطاع غزة، وفقا لمصادر طبية اسرائيلية. وأدت الغارات الانتقامية الإسرائيلية على قطاع غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 232 شخصا وإصابة ما يقرب من 1700 آخرين، وفقا لوزارة الصحة هناك.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية السبت ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس الذين شاهدوا تصاعد الدخان الكثيف مع انهيار الأبراج بالكامل. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان عمليات القصف، قائلا إن "منظمة حماس الإرهابية تتعمد زرع مرافقها العسكرية بين السكان المدنيين في قطاع غزة". مشيرا إلى أنه أصدر تحذيرا مسبقا للسكان ... وطلب منهم إخلاء" المباني. 


نتنياهو: "ستنتقم إسرائيل لهذا اليوم الأسود".

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من حركة حماس، وقال في كلمة أدلى بها مساء السبت للشعب الإسرائيلي "سنحول جميع الأماكن التي تُنظم فيها حماس وتختبئ فيها إلى جزر من الأنقاض". وقال مخاطبا سكان غزة: "اهربوا من هناك الآن، لأننا سنتحرك في كل مكان وبكل قوتنا". وأردف: "ستنتقم إسرائيل لهذا اليوم الأسود". وقال نتنياهو، الذي ذكر في وقت سابق للمواطنين أن إسرائيل الآن "في حالة حرب"، إن "هذه الحرب ستستغرق وقتا". وتابع: "لا تزال هناك أيام صعبة في المستقبل".

يشار إلى أن حركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية.

بلينكن يبحث مع مصر في "وقف فوري" لهجوم حماس

أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت محادثات مع نظيره المصري سامح شكري على أمل أن تساعد مصر في وضع حد للهجوم الذي تشنه حركة حماس ضد إسرائيل، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية. وشدد بلينكن خلال مكالمة مع شكري على "ضرورة التوصل إلى وقف فوري للهجوم المروع الذي يشنه إرهابيو حماس ضد إسرائيل"، حسبما قال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر.

وعا وزير بلينكن السبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى "مواصلة وتكثيف الإجراءات لاستعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية المحتلة"، بحسب بيان للخارجية الأمريكية. وأكد بلينكن "الإدانة القاطعة لهجمات حماس الإرهابية ضد إسرائيل، ودعا جميع القادة في المنطقة إلى إدانتها"، بحسب البيان.

و قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت إن الولايات المتحدة تعمل مع حكومات أخرى لضمان عدم انتشار الأزمة واحتوائها في غزة بعد هجوم دام نفذته حركة حماس على إسرائيل.
 

واشنطن: من "المبكر جدا" الحديث عن تورط مباشر لإيران

أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض السبت أن "من المبكر جدا القول" إذا كانت إيران "متورطة مباشرة" في الهجوم الذي تشنه حماس ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها حاليا "أي مؤشر" في هذا الاتجاه. لكن المسؤول أضاف أنه "ليس هناك شك" في أن حماس "ممولة ومجهزة ومسلحة" من جانب نظام طهران.

مصر تحذّر من "حلقة مفرغة" من التوتر الإقليمي

حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت من "حلقة مفرغة" من التوتر في المنطقة، خلال اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس. وأعلنت الرئاسة المصرية أن الاتصال بحث في "التشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفة في بيان أن الرئيسين أعربا عن "عن القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث". وأكدا ضرورة "وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بهدف احتواء الموقف والحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح".

ونقل البيان عن السيسي تأكيده إجراء القاهرة اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة "من أجل احتواء التصعيد الراهن"، محذّرا من "خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين". وكانت الخارجية المصرية حذّرت في وقت سابق من "مخاطر وخيمة للتصعيد"، داعية الطرفين "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس". 

وتعتبر مصر الوسيط التقليدي بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.

بايدن يعرض "جميع سبل الدعم المناسبة" لإسرائيل

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال السبت إن الولايات المتحدة  مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة"  ، محذرا "أي طرف آخر معاد
لإسرائيل" من انتهاز الفرصة. وأردف في تعليقات منددة بالهجوم وبثها التلفزيون "لن نتقاعس أبدا عن مساندتها"، مشيرا إلى إسرائيل. وذكر بايدن في بيان بعد تحدثه مع نتنياهو "أوضحت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أننا على استعداد لتوفير جميع سبل الدعم المناسبة لحكومة إسرائيل وشعبها".

وأضاف في تحذير مباشر "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها. تحذر الولايات المتحدة أي طرف آخر معاد لإسرائيل من السعي لانتهاز الفرصة في هذا الموقف".

إدانات دولية لهجوم حماس ودعوات إلى "ضبط النفس"

نددت  الأمم المتحدة والحلف الأطلسي وأطراف غربية على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا ودول أوروبية والاتحاد الأوروبي بالهجوم الذي نفّذته السبت حركة حماس على إسرائيل . فيما دعت موسكو إلى "ضبط النفس" وأنقرة إلى "التصرف بعقلانية". ودعت الجامعة العربية وعدد من الدول العربية  إلى "ضبط النفس" مشددة على ضرورة تحريك عملية السلام. 

في المقابل، أعلنت إيران وسوريا دعمهما للعملية، وهنأ حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن حماس على العملية.

إلغاء عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب

ألغت شركات طيران عدة عشرات الرحلات إلى تل أبيب، وفق بيانات الوصول في مطار بن غوريون الدولي المنشورة على الإنترنت. ومن بين هذه الشركات التي أوقفت رحلاتها الى مطار بن غوريون في تل أبيب، لوفتهانزا وطيران الإمارات و"راين إير" وخطوط إيجه الجوية وشركات أمريكية والخطوط الجوية الفرنسية. لكن السلطات لم توقف الرحلات التجارية في هذا المطار ولا في مطار رامون قرب إيلات بجنوب إسرائيل، وهو المطار الدولي الثاني في البلاد. وفي ألمانيا، أعلنت شركة الطيران العملاقة لوفتهانزا عن تقليص عدد رحلاتها إلى إسرائيل.

وحثت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية الأحد شركات الطيران الأمريكية والطيارين على توخي الحذر عند التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي. يأتي ذلك تماشيا مع تحذير أصدرته الحكومة الإسرائيلية وينطبق على جميع الارتفاعات.

  ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: قصف إسرائيل على غزة احتجاز الرهائن كتائب عز الدين القسام حركة الجهاد الإسلامي بنيامين نتنياهو سيدروت القدس تل أبيب الجيش الإسرائيلي إدانات دولية لهجوم حماس قصف إسرائيل على غزة احتجاز الرهائن كتائب عز الدين القسام حركة الجهاد الإسلامي بنيامين نتنياهو سيدروت القدس تل أبيب الجيش الإسرائيلي إدانات دولية لهجوم حماس الجیش الإسرائیلی الولایات المتحدة على إسرائیل فی قطاع غزة ضد إسرائیل ضبط النفس حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غزة

يواصل مئات آلاف الفلسطينيين النازحين العودة إلى مدينة غزة ومناطق أخرى، وسط أطنان من الركام والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة طيلة عامين.

وعلى طول شارعي الرشيد وصلاح الدين، تسير العائلات العائدة على الأقدام وهي تحمل أطفالها وأمتعتها القليلة، ولا يجد كثيرون منهم بيوتا يعودون إليها.

كما تمكن فلسطينيون من العودة إلى وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من وسط المدينة في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار.

من جانبه، قال رئيس بلدية خان يونس إن 85% من محافظة خان يونس مدمرة، مضيفا أن 400 ألف طن ركام يجب إزالتها من شوارع المدينة.

وتابع أن 300 كيلومتر من شبكات المياه في المدينة قد دمرت، كما أن 75% من شبكة الصرف الصحي في المدينة مدمرة.

وأوضح أيضا "علينا التعامل مع أكثر من 350 ألف طن من النفايات في المدينة"، مشيرا إلى ضرورة الحاجة إلى آليات حديثة للتعامل مع الركام.

تمسّك بالأرض

وخلفت العملية العسكرية التي استمرت أكثر من 5 أشهر في مدينة خان يونس دمارا غير مسبوق في مبانيها ومنشآتها التجارية والصحية والتعليمية.

ويشدد العائدون على بقائهم في أرضهم وعدم مغادرتها رغم الواقع الصعب والمعقد الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.

وقالت وزارة الداخلية في غزة إن عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية انتشرت في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال لاستعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها.

وأهابت وزارة الداخلية بالمواطنين إلى المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون والالتزام بالتوجيهات والتعليمات التي ستصدر عن الجهات المختصة.

وقال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن الأولوية في الوقت الراهن هي الاستعداد لاستقبال العائدين من جنوب القطاع. وأوضح في لقاء مع الجزيرة أن الإمكانات تكاد تكون معدومة لتهيئة الطرق، مؤكدا تواصل البلدية مع عدد من الجهات لتوفير المعدات اللازمة في أقرب وقت.

إعلان تحديات كبيرة

وبدأت السلطات المحلية في مدينة غزة فتح الطرقات في المدينة، حيث أظهرت صور مشاهد جرافات تزيل الركام والمخلفات من أحد الشوارع.

ويُتوقع استمرار مثل هذه العمليات بسبب حجم الدمار الذي ألحقته القوات الإسرائيلية بالبنية التحتية والسكنية في قطاع غزة بمختلف مناطقه.

وفي هذا السياق، قالت حكومة غزة إنها أنجزت أكثر من 5 آلاف مهمة ميدانية وخدماتية وإنسانية خلال 24 ساعة ضمن خطة طوارئ لإعادة الحياة تدريجيا إلى القطاع.

وذكر المتحدث باسم بلدية غزة للجزيرة أن الأولوية الآن تتلخص في تأمين المياه وفتح الشوارع وجمع النفايات ومعالجة مشاكل الصرف الصحي.

وبدأت عودة النازحين أمس الجمعة إلى الأماكن التي انسحب منها الجيش في مناطق مختلفة من القطاع مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وعبّر بعض النازحين عن فرحهم الحذر بهذا الاتفاق، معربين عن آمالهم في أن يسهم بوقف الحرب بلا رجعة، بينما اضطر مئات النازحين من الذين وصلوا إلى مناطق سكنهم الجمعة إلى نصب خيام على أنقاض منازلهم بعدما دمرتها الإبادة الإسرائيلية.

وقف إطلاق النار

ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 بتوقيت غرينتش)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.

وشملت انسحابات الجيش الإسرائيلي مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية وأجزاء من حيي التفاح والزيتون.

وفي مدينة خان يونس (جنوب)، انسحب الجيش من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، فيما منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وبحر القطاع.

ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع لسلاح حركة حماس.

وجاءت الموافقة على مرحلته الأولى بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمنتجع شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وإشراف أميركي.

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ولسنتين إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و211 شهيدا على الأقل، و169 ألفا و961 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

مقالات مشابهة

  • مراسلة القاهرة الإخبارية: إسرائيل تسلمت جميع المحتجزين الأحياء من قطاع غزة
  • عاجل.. نتنياهو: انتهاء الحرب على غزة بعد تسلم جميع المحتجزين لدى حماس
  • رئيس وزراء بريطانيا: المملكة المتحدة مستعدة لدعم إعمار غزة
  • حماس: مستمرون في تنفيذ اتفاق وقف الحرب ما التزم الاحتلال به
  • لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟
  • في اليوم الثالث لوقف الحرب على غزة.. مئات آلاف يواصلون العودة
  • مئات آلاف الفلسطينيين يواصلون العودة في اليوم الثالث لوقف الحرب على غزة
  • كاتس يكشف المُخطط الإسرائيلي للتعامل مع حماس
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: التحدي الأكبر لنا بعد إعادة المختطفين سيكون تدمير جميع أنفاق حماس
  • مئات الآلاف يواصلون العودة في اليوم الثاني لوقف الحرب على غزة