آلاف الفلسطينيين يعودون إلى منازلهم شمال غزة.. ليجدوا الدمار والأسى
تاريخ النشر: 11th, October 2025 GMT
(CNN)-- بدأ آلاف الفلسطينيين مسيرةً طويلةً ومغبرةً من جنوب القطاع باتجاه مدينة غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في القطاع، الجمعة. وجدوا مدينتهم مدمرة، لكنهم شعروا بالارتياح لعودتهم إلى ديارهم.
ونزح جميع سكان شمال غزة تقريبًا منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي أدى إلى حرب إسرائيل على القطاع، وتحولت المنطقة إلى أنقاض على مدى العامين الماضيين.
وتُظهر اللقطات الجوية مساحاتٍ شاسعةً من الأرض لا شيء فيها سوى الأنقاض. لا توجد بنية تحتية، ولا كهرباء، ولا مياه جارية، ومع ذلك، بالنسبة للعديد ممن قاموا بهذه الرحلة يوم الجمعة، لا شك في عودتهم.
وبينما أجبرت إسرائيل معظم سكان شمال غزة على مغادرة المنطقة في بداية الحرب، سمحت لهم بالعودة إلى بعض المناطق لفترة وجيزة خلال وقف إطلاق النار الأخير في يناير، لكن عودة معظمهم إلى ديارهم لم تدم طويلًا، حيث أمرت إسرائيل مجددًا بإخلاء كامل لمدينة غزة في أوائل سبتمبر، قبل اجتياحها البري.
وصرح الجيش الإسرائيلي لشبكة CNNآنذاك أن 640 ألف شخص غادروا المدينة بعد أمر الإخلاء. ويمثل هذا العدد حوالي 90% من سكان مدينة غزة قبل الحرب، مع أنه لم يكن من الممكن التحقق من هذا التقدير.
وكان الوضع في مدينة غزة حرجًا حتى قبل الهجوم البري، إذ لم تكن هناك مستشفيات تعمل بكامل طاقتها، وحظيت بأماكن إيواء محدودة.
وعادت فرق طبية من مستشفى الرنتيسي في مدينة غزة إلى المنشأة لتجدها مدمرة بالكامل، الجمعة، وشارك وكيل وزارة الصحة في غزة، الدكتور يوسف أبو الريش، مقطع فيديو من موقع الحادث مع شبكة CNN، يُظهر أنقاضًا ومعدات طبية محترقة ومدمرة.
ويذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهو مبادرة تدعمها الأمم المتحدة، قد أعلن أن المجاعة اجتاحت مدينة غزة في أغسطس/ آب، وانتشرت منذ ذلك الحين إلى بقية القطاع.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: مدينة غزة الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
«يونيسف»: 9 آلاف طفل يعانون سوء تغذية حاداً في غزة
شعبان بلال (رفح، القاهرة)
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أمس، تسجيل نحو 9 آلاف و300 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة في قطاع غزة خلال أكتوبر، محذرة من تفاقم الوضع الإنساني مع دخول فصل الشتاء وشح المواد الغذائية.
وقالت المنظمة في بيان إن مستويات سوء التغذية المرتفعة «تعرض حياة الأطفال للخطر»، مشيرة إلى أن الشتاء يزيد مخاطر الأمراض ونسب الوفيات لدى الفئات الأكثر ضعفاً. وأوضحت أن فحوص التغذية أظهرت ارتفاعا حادا في حالات العجز الغذائي، في ظل نقص المواد الأساسية وارتفاع أسعار الأغذية الحيوانية المصدر، مما يجعلها خارج متناول غالبية سكان القطاع.
وأضافت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، أن آلاف الأطفال دون الخامسة لا يزالون يعانون سوء تغذية حاداً، في حين يفتقر كثيرون إلى المأوى الملائم والصرف الصحي والحماية من البرد، مؤكدة أن الجوع والمرض والظروف المناخية تعرض حياة أطفال غزة للخطر.
وقالت المنظمة إن كميات كبيرة من إمدادات الشتاء لا تزال عالقة على حدود غزة، ودعت إلى إدخال المساعدات بشكل آمن وسريع وفتح جميع المعابر بشكل متزامن لتسريع تدفق الإغاثة.
وفي السياق، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، ينس ليركه، إن موظفي الأمم المتحدة ومرافقها ما زالوا يتعرضون لهجمات على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، مشدداً على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي الذي يضمن حماية المدنيين والعاملين الإنسانيين وقوافل الإغاثة والبنية التحتية المدنية.
من جانبه، كشف المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، عدنان أبو حسنة، عن أن عدد شاحنات المساعدات التي تصل غزة لا يتجاوز 200 شاحنة يومياً، وهو ما يلبي 30% فقط من الاحتياجات الأساسية للسكان، مؤكداً أن الأوضاع المعيشية لأهالي القطاع لا تزال مأساوية، وأن استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات يهدد بكارثة إنسانية بالغة الخطورة.
وأوضح أبو حسنة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المساعدات التي تسمح إسرائيل بدخولها للقطاع تعاني نقصاً حاداً في التنوع، خاصة فيما يتعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية وقطع غيار محطات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى نقص كبير في المواد الغذائية الأساسية، لافتاً إلى أن إسرائيل تمنع دخول مئات الأصناف الحيوية، بما فيها محاقن الحليب الخاصة بالأطفال.
وأشار إلى أن المنخفض الجوي الأخير أدى إلى انهيار آلاف الخيام جراء هطول الأمطار الغزيرة وسرعة الرياح، مشيراً إلى أن إسرائيل تمنع إدخال المساعدات الخاصة بالأونروا. وأوضح أن 90% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية، إن وصلت أكلوا، وإن لم تصل باتوا بلا طعام، مؤكداً أن «الأونروا» لديها 6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة تنتظر على أبواب القطاع.