إحياءً لقيم المؤسس الذي أيّد اغتصاب فلسطين.. السعودية تقلل من شأن طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
انهار جدار الفصل العنصري، وذابت الأسوار العالية وتجمدت الكهرباء في شرايين الأسلاك الشائكة، والأجهزة عالية الحساسية المُعدّة بعناية فائقة لكشف أبسط التحركات بجوارها، وعلى بُعد مسافات منها، فقدت حاسة الشم فلم تُميّز رائحة كل ذلك البارود والدم الذي كان يغلي في أجساد من عبروا من هناك واقتحموا وأسروا ونكَّلوا،
وكاميرات المراقبة كانت غير قادرة على الرؤية، وكما لو أنها دخلت منطقةً جليدية عجزت تلك الكاميرات عن الشعور بحرارة الأجساد التي مرت من أمامها، أما الأسلحة الآلية التي تنطلق رصاصاتها بمجرد الحركة أمامها فقد تسلل إليها شللٌ لم يخطر يوماً في مخيلة صانعيها، كل ذلك حدث فجر السبت السابع من أكتوبر الجاري 2023م، حين قرر شباب المقاومة الفلسطينية وضع حدٍ لنفاق العالم المتحيّز للمحتل، وبدأوا قيامة الكيان الإسرائيلي من أطراف قطاع غزة حتى وسط مستوطناتهم الغاصبة.
كسرت المقاومة الفلسطينية شوكة جيش الاحتلال الإسرائيلي والأسطورة التي نُسجت حوله منذ زمن بأنه لا يقهر، ومرغت كبرياءه وانتفاخه الكاذب بعملية (طوفان الأقصى) التاريخية التي أُنجزت فجر أمس السبت، بمهارة عالية واستبسال لا نظير له، وهي عملية غير مسبوقة منذ اغتصب الصهاينة أرض فلسطين قبل خمسة وسبعين عاماً.
أحفاد الفلسطينيين الذين هُجِّروا بالقوة من منازلهم وأرضهم، أثبتوا للعالم أجمع، وللدول العربية على وجه الخصوص، أن بالإمكان تحرير الأرض المحتلة وإعادة الحق لأهله، وأن الوقت قد حان لاستعادة الحقوق والكرامة التي ظل العالم كله ولا يزال يساوم ويراوغ حتى لا يقول كلمة الحق.
أثبتت المقاومة الفلسطينية أن الأرض المحتلة أصبحت تمتلك الآن جيلاً لا تستطيع اختراقه وتدجينه المسكنات الشعاراتية التي ظلت تحقنه بها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حتى سلبت بواسطتها حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم وشردتهم في بقاع العالم، فقد فهم هذا الجيل جيداً أن شعارات التعايش والسلام وحل الدولتين كانت تعني العكس تماماً، وأدركوا ألّا جدوى من كل ذلك الضجيج، فالحق لن يعود إلا بالمهارات القتالية والتكتيكية العالية والخطط المحكمة، وفوق هذا كله الإيمان الذي لا يتزعزع بأن الأرض لأهلها وما على المحتل سوى الرحيل.
في بضع ساعات نفذ أبطال المقاومة عمليتهم التاريخية العظيمة، في مستوطنات غلاف غزة، وعلى مسارات عدة تم اقتحام المستوطنات والتنكيل بجنود الاحتلال وأسرهم وإعطاب آلياتهم، وأخذ المستوطنين رهائن، وكل ذلك في منطقة غلاف غزة التي ترابط حولها وعلى مداخلها قوات تُعدّ "النخبة" في جيش الاحتلال والأكثر مهارة والأعلى تدريباً وخط الدفاع الأول، وخلال ساعات تحولت إلى أكوام من الجثث وأسراب من الأسرى والرهائن، والأهم من ذلك أصبحت نكتة العام وستظل نكتة الدهر، فقد ظهرت بشكل لم يتوقعه أحد من الذل والمهانة والجُبن الذي طالما خبأته خلف معداتها وآلياتها والدروع التي ترتديها تحت ملابسها العسكرية، وقد سخر المتابعون من الفرار الجماعي للمستوطنين اليهود وعسكرهم واختبائهم داخل براميل القمامة.
الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بكل وضوح أنها ستدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه، لما أسمته الدفاع عن نفسها، وكعادتها وصفت أصحاب الحق والأرض بالإرهابيين، وحذرت كل من يكن العداء لإسرائيل من استغلال الأوضاع المزرية لليهود، وهي تعني بدون شكٍ دول محور المقاومة، بدءاً بطهران ووصولاً إلى صنعاء، لكن الدول العربية التي يفترض أن يكون موقفها مسانداً للمقاومة، كما ساندت أمريكا الإسرائيليين، كان موقفها للأسف مخزياً ومخجلاً، فلم تجرؤ أيٌّ منها على تأييد العملية التاريخية، بل أصدرت بيانات مخجلة منحازة للصهاينة حتى وإن حاولت أن تجعل لغتها موازية مع الطرفين.
السعودية أصدرت بياناً حرصت فيه وبشدة على ألّا تجرح مشاعر اليهود الإسرائيليين، بل حرصت على جبر خواطرهم ضمنياً من خلال تقليلها من شأن العملية ومنفّذيها الأبطال، فقد حاول البيان إظهار العملية على اعتبار أنها خيار اتخذه مجموعة من الفلسطينيين وليست خيار الشعب الفلسطيني بأكمله، حيث قالت الخارجية السعودية في بيانها أنها تتابع تطورات الأوضاع بين عدد من الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال، ولم تقل بين الفلسطينيين أو المقاومة الفلسطينية.
موقف السعودية ليس مستغرباً، فقد كان مؤسسها أول من صوّت مؤيداً لوعد بريطانيا بجعل فلسطين وطناً لليهود، وها هو حفيد المؤسس يناضل من أجل إحياء قيم جده، ويستعد لإعلان التطبيع مع الكيان المحتل، مواصلاً مشوار العار والخزي الذي اختاره أجداده منذ حوّلتهم بريطانيا إلى دولة كانت ولا تزال شرطي لندن في المنطقة، ومثلها الإمارات والبحرين وكل الدول العربية المطبّعة مع إسرائيل والتي تلزمها اتفاقيات التطبيع بالدفاع المشترك عن الكيان في حال تعرض لأي هجوم، ولا يستبعد أن تكون الإمارات أول المبادرين لدعم حليفتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، يؤكد مراقبون.
لكن صنعاء أعلنت- قيادةً وشعباً- الاستعداد الكامل لدعم المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل أوجه الدعم والمساندة، وعبّر الآلاف من اليمنيين الذين خرجوا، عصر السبت، تأييداً لعملية "طوفان الأقصى" استعدادهم لدعم كل تحتاجه المعركة ضد اليهود، وأعلن بيان المسيرة التي شهدها باب اليمن في العاصمة صنعاء "حالة الاستنفار الشامل شعبياً وعسكرياً استعداداً لأي تطور ميداني يتطلب المشاركة المباشرة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة کل ذلک
إقرأ أيضاً:
حماس تهنئ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها الـ58
الثورة نت/
قدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، اليوم الخميس ، تهانيها إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بمناسبة الذكرى الـ58 لانطلاقتها.
جاء ذلك في رسالة وجهها عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات الوطنية، حسام بدران، إلى أمينها العام الرفيق أحمد سعدات ونائبه الرفيق جميل مزهر، وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية، وكافة القيادات والكوادر والمناضلين في كل ساحات الوطن والشتات.
وأكد بدران في رسالته ، اطلعت عليها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ، “تقدير حركة حماس العميق لمسيرة الجبهة الشعبية الكفاحية منذ الحادي عشر من ديسمبر 1967″، معتبراً أن “الجبهة شكلت إضافة نوعية لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وقوة ثورية صلبة في مرحلة ما بعد النكسة، وامتداداً لتجربة حركة القوميين العرب”، واعتبرها “صوتاً وطنياً صريحاً في مواجهة التسوية السياسية ورافضة لاتفاقات الاستسلام والاعتراف بالاحتلال”.
وأشار إلى “الدور الريادي للجبهة في العمل الفدائي والمقاوم، وابتكار أشكال الاشتباك مع العدو، وبصمتها الواضحة في مسيرة المقاومة الفلسطينية من خلال مواقفها الثابتة وعملياتها النوعية”.
كما استذكر القيادي في الحركة “الدور الطليعي للقائد الوطني المناضل جورج حبش”، مشيداً “بتضحيات قادة الجبهة ومناضليها الذين قدموا شهداء وأسرى على درب التحرير، وعلى رأسهم الشهيد القائد الرمز أبو علي مصطفى، والأمين العام الأسير أحمد سعدات”، واصفاً إياهم بأنهم “يشكلون رصيداً نضالياً مشرفاً ألهم الأجيال بروح الصمود والتضحية والثبات”.
وجدد عضو المكتب السياسي لحركة حماس “حرص الحركة على تعميق التعاون والشراكة بين مكونات الشعب الفلسطيني كافة، واستمرار العمل المشترك في ميادين المقاومة والسياسة والمجتمع”، مؤكداً أن “العلاقة بين الحركة والجبهة تشكل رصيداً وطنياً يزداد قيمة في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ شعبنا”.
وختم بدران رسالته بالدعاء بأن “تحمل الذكرى القادمة بشائر التحرير، وأن ينقشع الاحتلال عن أرض فلسطين، مع الاحتفال بتحرير الأسرى وعودة الشعب الفلسطيني إلى دياره وحقوقه كاملة غير منقوصة”.