مصر لا تهدأ.. القاهرة تتحول لخلية نحل لوقف التصعيد ضد الأشقاء الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
لطالما كانت مصر هي الداعم الأول لـ القضية الفلسطينية، كما كانت فلسطين هي قضية مصر الأولى، والتي لم تدخر أي جهد في التأكيد على استعادة حقوق شعبها العربي، رغم محاولات البعض المزايدة على دور مصر على كافة الأصعدة السياسية والإنسانية.
طوفان الأقصى توجع إسرائيلوتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، للتشاور بشأن مستجدات الأوضاع الراهنة والتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال تناول التشاور بشأن مستجدات الأوضاع الراهنة والتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث تم استعراض التطورات الأخيرة والتشديد على أولوية تضافر الجهود الإقليمية والدولية للعمل على وقف التصعيد والعنف، وضبط النفس، حقنا للدماء ومنعا للمزيد من تدهور الأوضاع.
كما تم التوافق على مواصلة وتكثيف التشاور والتنسيق بين مصر والأردن بهدف تعزيز جهود تحقيق التهدئة، وصولا لدفع مسار التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يضمن إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وكانت عملية طوفان الأقصى التي نفذها مجاهدون فلسطينيون أسفرت عن مقتل 700 إسرائيلي وجرحا المئات، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ يوم أمس السبت، إلى أكثر 400 شهيدا و1990 جريحا.
وأعلنت مصادر طبية، بحسب وكالة (وفا) الرسمية، انتشال عدد من جثامين الشهداء من بينهم أطفال وسيدة حامل، نتيجة استهداف الطائرات الحربية لإحدى المنازل وسط قطاع غزة، واستشهد ثلاثة مواطنين آخرين في خزاعة شرق خان يونس جنوبي القطاع، وفي النصيرات وسط القطاع، استشهد مواطن جراء قصف إسرائيلي لأرض زراعية في منطقة أبي عريبات بالنصيرات، بالإضافة إلى أضرار جسيمة في المنازل.
كما قصفت طائرات الاحتلال أهدافا في مخيم البريج وسط القطاع، وفي غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلا في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، بالإضافة إلى استهداف مكب للنفايات وسط مدينة غزة، ودمرته بالكامل. وقد أصيب العشرات من المواطنين بجروح في استهداف منزل بمنطقة السلاطين، غرب بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
من جانبه قال الدكتور أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، أن تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك الأردن بشأن مستجدات الأوضاع الراهنة والتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يعكس الدور المحوري لمصر تجاه القضية الفلسطينية في مساراتها الـ3، وهي تحقيقات التهدئة وتثبيت الهدنة كما حدث من قبل في مايو الماضي بعد حرب استمرت 11 يوما بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين.
وأضاف في تصريحات لـ"صدى البلد": قامت مصر بتهدئة الوضع وتثبيت الهدنة بعد 11 يوما من المواجهات بين الطرفين وفشل المجتمع الدولي، مشيرا إلى استمرار جهود المصريين بشكل متواصل في هذا المسار بهدف تحقيق الاستقرار والتهدئة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين.
وتابع: الدور المصري الآن في وقف هذا التصعيد يأتي في سياق اهتمام مصر بتهدئة الأوضاع في فلسطين باعتبار أن التصعيد لن يحقق الاستقرار الإقليمي، لافتا: يبرز هنا دور مصر في المسار الثاني للقضية الفلسطينية وهو تقديم كافة أشكال المساعدات حيث خصصت القاهرة نصف مليار دولار في مايو الماضي لإعادة إعمار غزة نتيجة للدمار الذي أصاب كافة أرجائها، وتزويد الفلسطينيين بالخدمات والسلع.
تحركات ليل نهار من القاهرةوأشار إلى المسار الثالث المتعلق بجهود مصر في دعم القضية الفلسطينية حيث استضافت مدينة العلمين، قمة ثلاثية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، والمصري السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني؛ لبحث القضية وتشكيل لجنة لترتيب البيت الفلسطيني، مؤكدا أن مصر الراعي الرسمي للسلام داخل المنطقة وما يحدث من مواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ما هو إلا عرض لمرض استمرار الاحتلال.
ودعت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة.
كما دعت الأطراف الفاعلة دوليا، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
وشرع وزير الخارجية سامح شكرى فى إجراء اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسئولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد الجارى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحسب ما صرح به السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية.
وتلقى وزير الخارجية سامح شكرى اتصالاً مساء السبت، من 'أنتونى بلينكن' وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، تناول التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والجهود المطلوب القيام بها دولياً وإقليمياً لاحتواء الموقف ووضع حد للعنف الدائر وما يرتبط به من إزهاق للأرواح وتعريض حياة المدنيين للمخاطر.
وأجرى السفير سامح شكري اتصالاً مع "جوزيب بوريل" الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، تناول التطورات الخطيرة على الصعيد الفلسطيني / الإسرائيلي منذ مساء الجمعة، حيث أكد الوزير شكري، أهمية وقف التصعيد الجارى وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوى عليه الأمر من مخاطر وخيمة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية، أن مصر تقوم باتصالات مكثفة على كافة المستويات لاحتواء الأزمة الحالية، كاشفاً أن الاتصالات التى يجريها وزير الخارجية في هذا الشأن تتركز على الأطراف الدولية ذات التأثير، لضمان توحيد الجهود واتساقها وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار، والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.
كما أجرى وزير الخارجية سامح شكري اتصالاً هاتفياً مع أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني، للتشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الوزيرين أعربا عن قلقهما البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث، حيث شدد الوزير شكري على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح وخروج الوضع الأمني عن السيطرة، واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق الوثيق خلال الساعات القادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية الفلسطينين إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي طوفان الأقصى وزیر الخارجیة طوفان الأقصى وقف التصعید على وقف
إقرأ أيضاً:
العمل الأهلي الفلسطيني: غياب ضمانات إنهاء الحرب عقبة أمام نجاح أي مبادرة سياسية
أكدت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي والوطني الفلسطيني، أن الموقف الأمريكي تجاه الحرب على غزة لم يشهد تغيرًا جوهريًا منذ مايو الماضي، مشيرة إلى أن غياب الضمانات لإنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المحتلة في القطاع لا يزال يمثل العقبة الأساسية أمام نجاح أي مبادرة سياسية.
وقالت «النتشة» خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، إن جوهر الخلاف يتمحور حول المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، واللتين تتعلقان بـ إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من محاور قطاع غزة التي أعادت احتلالها، موضحة أن هذا هو ما عرقل تنفيذ المقترح المصري سابقًا، ولا يزال يُعقّد مقترح ويتكوف الأخير.
وأضافت أن المحادثات الأمريكية مع حركة حماس قدّمت بعض الضمانات في هذا الاتجاه، إلا أن ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية جاءت مخيبة للآمال، ولم تشر إلى وجود نية حقيقية للالتزام الكامل ببنود التهدئة أو الانسحاب.
هدنة مؤقتة مهددة بالانهيار خلال أيام
وحذرت النتشة من أن إسرائيل تتعامل مع الهدنة الإنسانية المؤقتة، المقترحة لمدة 60 يومًا، بشكل تكتيكي فقط، حيث تشير تصريحات المسؤولين الإسرائيليين إلى أنهم لا يتوقعون استمرار الاتفاق لأكثر من 10 أيام، وهي الفترة التي سيتم خلالها تبادل الأسرى وجثث الجنود الإسرائيليين، قبل أن تعود إسرائيل لنقض الاتفاق ومواصلة العمليات العسكرية.
وعرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن يونيسف، قال إن أكثر من 50 ألف طفل فلسطيني قتلوا أو أصيبوا منذ أكتوبر 2023 بمعدل طفل واحد كل 20 دقيقة.
أكد يوسف أبو كويك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من قطاع غزة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كثّفت غاراتها الجوية والقصف المدفعي العنيف على مناطق متفرقة من شمال القطاع، وتحديدًا جباليا البلد، منذ صدور أوامر الإخلاء الجديدة منتصف الليلة الماضية.
قال «أبو كويك» خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن الغارات الإسرائيلية أدت حتى اللحظة إلى استشهاد ما لا يقل عن 10 مواطنين في المحافظة الشمالية، بينهم: 7 شهداء من عائلة نصر في جباليا البلد، وشهيدان في مخيم جباليا، بالإضافة إلى 3 شهداء جرى انتشال جثامينهم في حي الصفتاوي.
دمار واسع في الأحياء السكنية
وأشار إلى أن الطائرات الحربية دمرت عددًا من المنازل، أبرزها منزل في شارع عمر المختار قرب سوق العملة، الذي تعرض للقصف بشكل مباشر، مما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل.
كما طالت الغارات أحياء الشجاعية والتفاح، حيث تم قصف منازل مدنية، ووقعت أضرار جسيمة في البنية التحتية، وسط حالة من الهلع بين السكان.
استهداف مباشر للمدنيين
وفي تطور خطير، قال أبو كويك إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مجموعة من المدنيين خلال الساعات الأخيرة، ما أسفر عن استشهاد سيدة وشاب في المنطقة الشرقية لمدينة غزة، إلى جانب إصابات متفاوتة بين المواطنين.