موقف خرج عن الإجماع لأقصى اليسار في فرنسا: "العنف لا يولّد إلا العنف"
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
ردا على الانتقادات التي طالت "فرنسا الأبية" قالت ماتيلد بانو، رئيسة مجموعة اليسار الراديكالي بالجمعية الوطنية: "أقول هذا بوضوح شديد لجميع منتقدينا ... لن نغمض أعيننا، ولن نغير ذرة واحدة من موقفنا، وهو موقف أنصار السلام".
أثار موقف حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي المعارض جدلا كبيرا في فرنسا، على خلفية موقفه من الهجمات التي نفذتها حركة حماس على إسرائيل والذي اعتبرته رئيسة الوزراء إليزابيت بورن "شكلا من أشكال معاداة السامية".
ويرى بعض السياسيين في فرنسا أن حزب "فرنسا الأبية" يسعى لإيجاد مبرّرات لهجوم حماس، الذي خلّف مئات القتلى، بتنديده بالأسلوب نفسه بالحركة الإسلامية والاستيطان الإسرائيلي، وهو موقف مغاير للطبقة السياسية التي دانت بالإجماع الهجمات.
وردا على الانتقادات التي طالت "فرنسا الأبية" قالت ماتيلد بانو، رئيسة مجموعة اليسار الراديكالي بالجمعية الوطنية: "أقول هذا بوضوح شديد لجميع منتقدينا ... لن نغمض أعيننا، ولن نغير ذرة واحدة من موقفنا، وهو موقف أنصار السلام".
وأضافت: "لن نقبل، وأكرر مرة أخرى أن نمنح كلاما ليس من كلامنا. فرنسا الأبية هي حركة السلام، ونريد إيجاد حل سياسي. لذلك نحن لا نتفق مع أشكال المزايدة التي تحدث حاليا في بلادنا، ونحن نقول ذلك. من الخطأ أن نقول إننا لم ندن جرائم الحرب التي وقعت يوم السبت، كما ندين ما يحدث حاليا في غزة. نحن لسنا من يوافق على تصعيد العنف ... لا نؤيد ذلك. نتفق على أن الناس يجب أن يدفعوا ثمن الحرب التي استمرت الآن لفترة طويلة جدًا".
وسبق وأن اعتبر الحزب الراديكالي اليساري أن هجوم حماس يأتي في سياق تكثيف سياسة الاستيطان في غزة، والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأوضح الأمين العام للحزب جان لوك ميلانشون أن "العنف المستخدم ضد إسرائيل وفي غزة يثبت أمرا واحدا فقط هو أن العنف لا يولّد إلا العنف”.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: قطاع غزة يتعرض إلى قصف إسرائيلي مكثف بالطائرات والمدافع شاهد: سكان غزة ينتشلون القتلى والجرحى من تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف الإسرائيلي الجامعة العربية تجتمع بشكل طارئ لبحث "العدوان الإسرائيلي على غزة" وحماس ترفض التفاوض حول الأسرى الشعبوية اليسارية فرنسا إسرائيل قطاع غزة معارضةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: فرنسا إسرائيل قطاع غزة معارضة إسرائيل حركة حماس غزة قطاع غزة قصف فلسطين ضحايا فرنسا ألمانيا مجتمع لبنان الشرق الأوسط إسرائيل حركة حماس غزة قطاع غزة قصف فلسطين یعرض الآن Next قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
طلاء أخضر وهجمات معادية.. إسرائيل وفرنسا على إيقاع خصومة دبلوماسية جديدة
في ظل تصاعد التوترات السياسية والدبلوماسية بين باريس وتل أبيب، تفجّرت أزمة جديدة أضفت مزيدًا من التعقيد على العلاقات بين فرنسا وإسرائيل، بعد أن أعلنت السفارة الإسرائيلية في باريس عن تعرض عدد من المؤسسات اليهودية لهجمات، اعتبرتها "معادية للسامية ومروّعة"، ووضعتها في سياق "الخصومة الإشكالية" التي تشهدها العلاقات بين الجانبين مؤخرًا.
أصدرت السفارة الإسرائيلية في فرنسا، يوم السبت، بيانًا نددت فيه بما وصفته بـ"هجمات معادية للسامية منسّقة" استهدفت عددًا من المواقع ذات الطابع اليهودي في العاصمة الفرنسية باريس، من بينها ثلاثة كنس، ومطعم يهودي، ونصب تذكاري لضحايا الهولوكوست.
ووصف البيان هذه الهجمات بأنها "مروّعة"، مشيرًا إلى أن هذه الاعتداءات لا يمكن فصلها عن التوترات الأخيرة بين مسؤولين فرنسيين وإسرائيليين.
تحذير من تداعيات الخطاب السياسيأشار بيان السفارة الإسرائيلية إلى أن ما يحدث "يأتي في سياق من التنافر بين بعض المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين"، في إشارة مباشرة إلى تصاعد الخلافات السياسية بين البلدين على خلفية الموقف الفرنسي من الحرب في غزة.
وأكد البيان: "نحن متضامنون مع المجتمع اليهودي ونثق تماما في السلطات الفرنسية التي ستتمكن من العثور على الجناة وسوقهم إلى العدالة".
وأضاف محذرًا: "في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نتجاهل الخصومة الإشكالية التي شهدناها في الأسبوعين الأخيرين".
وشدّد على أن "الكلام له تأثيره"، مشيرًا إلى أن "المواقف التي أُطلقت ضد الدولة اليهودية ليست بلا تداعيات، ليس فقط على إسرائيل، بل أيضًا على المجتمعات اليهودية في العالم أجمع".
الاعتراف بفلسطين وتعليق الشراكة الأوروبيةتشهد العلاقات الفرنسية الإسرائيلية توترًا متزايدًا، خاصة بعد إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، وطرحها إمكانية تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في خطوة أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية.
وفي تصعيد جديد، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الجمعة، إلى "تشديد الموقف الجماعي" ضد إسرائيل إذا لم تظهر استجابة فورية "ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني" في قطاع غزة، الذي يشهد حربًا مدمّرة مستمرة منذ عشرين شهرًا.
اتهام لماكرون بشن حملة “صليبية”ردًا على تصريحات ماكرون، اتّهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الرئيس الفرنسي بأنه "يخوض حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، في لهجة تصعيدية تكشف عمق التوتر بين الجانبين.
وفي خضم هذه التوترات، تعرّضت مؤسسات يهودية لهجمات ليلية، حيث تم إلقاء طلاء أخضر على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، إضافة إلى ثلاثة كنس في العاصمة باريس، بحسب ما أفادت به تقارير صحفية فرنسية.
وأكدت النيابة العامة في باريس أنها فتحت تحقيقًا رسميًا في هذه الحوادث، وكلّفت السلطات الأمنية المحلية بمتابعة القضية تحت بند "إلحاق أضرار تم ارتكابها بدافع ديني"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.
ومن جهته، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، مساء السبت، عن "استيائه الشديد" من الهجمات التي استهدفت مؤسسات يهودية في باريس، مشيرًا في بيان صدر عن مكتبه إلى أن جده الأكبر كان أول حاخام لأحد الكنس التي تم استهدافها.
وجاء في البيان الرئاسي: "أدعو السلطات الفرنسية إلى التحرك بسرعة وحزم لسوق الجناة إلى العدالة، ولحماية المجتمع اليهودي من الكراهية ومن كل أنواع الهجمات".
وتعكس هذه الأحداث المتلاحقة تدهورًا غير مسبوق في العلاقات الفرنسية الإسرائيلية، حيث تداخلت الاعتبارات السياسية والدبلوماسية مع أبعاد دينية ومجتمعية حساسة. وبينما تؤكد باريس التزامها بموقف إنساني تجاه غزة، ترى إسرائيل في ذلك تهديدًا مباشرًا، وتربط التصعيد الميداني ضد اليهود في فرنسا بالسياقات السياسية الجارية.
في الوقت ذاته، يضع المجتمع الدولي أنظاره على كيفية تعامل السلطات الفرنسية مع الاعتداءات الأخيرة، في ظل الدعوات المتزايدة لحماية المجتمعات اليهودية وملاحقة الجناة.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل العلاقات بين الجانبين، في ظل اتساع الفجوة بين مواقفهما بشأن الحرب في غزة وملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية.