العين السابق عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : للمشككين بمواقف الأردن .. “القافلة تسير …”
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم / العين السابق عبدالحكيم محمود الهندي
مرة، بل مرات، قلنا وتحدثنا وذكّرنا بما قدمه الأردن، وما زال يقدمه لقطاع غزة، ولكل فلسطين، لكن، وعلى إثر رصد اتهامات غريبة وعجيبة من نوعها للموقف الأردني، تجد نفسك أمام واجب أن تتحدث مرة أخرى، ليس دفاعاً عن الأردن وقيادته وشعبه، فهم لا يحتاجون لمن يدافع عنهم، لكن الأمانة تقتضي بأن نقف في وجه هؤلاء موقف المحاجج صاحب الحق لا موقف المدافع عن خطأ أو عن خيانة أو عن نكوص في الموقف، لا سمح الله، فديدن الأردن دائماً، وتحديداً منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر وحتى الآن، لم يكن موقف المتفرج، بل كان موقف الشقيق الذي ينظر إلى شقيقه الذي يئن تحت وطأة النيران والقصف والمدافع وأزيز المُسيّرات وهو لم يكن صاحب ذنب اقترفه، بل كان ضحية لقراءات كانت قاصرة ولمواقف لم تُحسب بحسابات السياسة والدهاء والمكر الذي يتفنن فيه أعداء هذه الأمة، ويتربصون لكل من يدب على أرضها
لقد كان صوت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، صوت الحكمة من على منابر كل المؤسسات الدولية الفاعلة والمؤثرة في العالم، وكان صوت الشعب الأردني هو الصوت الأعلى دفاعاً ونصرة لأهلنا في فلسطين وفي قطاع غزة تحديداً وكان الجيش الأردني هو الذي بدأ أول معارك كسر الحصار عن الأهل في قطاع غزة، والسماء تشهد على كل طائرة تحدت الخطر وحملت النشامى في بطنها ومعها المساعدات لأهل غزة حين عزّت حتى لقمة الخبز الواحدة.
وأما الآن، فقد تحدى الأردن كل محاولات تجويع أهل قطاع غزة، فاستغل كل علاقاته وكل تأثيره الدولي في العواصم والمؤسسات العالمية الفاعلة، وكسر الحصار وأوصل الطحين والخبز والدواء والغذاء إلى أولئك الأطفال وتلك الأمهات اللواتي تسمع صوت أنينهن حزناً على أطفالهن “الجوعى”، ورغم ذلك، فقد خرجت أصوات ناعقة من “ناعقين”، يحاولون أن يلوثوا وأن يشوهوا هذا المشهد الإنساني، وهذا الموقف البطولي للأردن ليس على أرضية أنهم يريدون المزيد، بل مع كل أسف، على أرضية التخوين والتشكيك، كيف لا وهؤلاء من حاولوا الطعن قبل ذلك بموقف الأردن الإنساني وحاولوا أن يتهمونه بأنه يقبض ثمن “الإنزالات”، فهل من عاقل يمكن أن يتخيل مثل تلك التهم، وهل من عاقل وصاحب ضمير يمكن أن يقبل بمثل هذا التجني؟! ومع ذلك، فإن الأردن، وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك وبتنفيذ من قواتنا المسلحة الباسلة، وبدعمٍ من هذا الشعب المعطاء، لم يقف، ولن يتوقف عند مثل هذه الترهات، بل سيمضي قدماً في تقديم الواجب الذي يرتبط بضميره.
لربما نحن الآن أمام حالة فرز استوجبتها اتهامات أولئك “الأوغاد”، وحتّمتها مثل تلك الترهات والتجنيات، فمن مع الأردن فليبقى به، ومن ليس مع الأردن، فلن يكون له على أرضه المباركة موطئ قدم، وأنا عن المغرضين في الخارج، فلا رسالة لهم سوى : “القافلة تسير، والكلاب تنبح”!
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
الشلفي يكتب: أدركوا حضرموت قبل الانفجار!
الحشود والحشود المقابلة لها في حضرموت ستؤدي حتمًا إلى انفجار الوضع بقتال في محافظة طبعها وطبع أهلها السلم والسلمية.
الآن جميعنا بتنا نعرف الخارطة العسكرية في حضرموت، ومن أكبر الدول القادرة على تفجير الوضع عسكريًا في المحافظة.
لا شك أن الانتقالي وكتائبه العسكرية الكثيرة من النخبة الحضرمية إلى الدعم الأمني، الذي هدد قائده أبو علي الحضرمي بالعنف، ومن خلفهم الإمارات، وهذا لا ينكره أحد لا تلك الكتائب ولا عيدروس وقادة الانتقالي، بل ويفخرون بذلك ويدعون يوميًا إلى القتال والانفصال منذ مدة، وينعكس ذلك كثيرًا في تغريدات مشاهير الإمارات.
هذا يحمل كل الجهات: مجلس الثمانية، والسعودية، والأحزاب، والدول المجاورة، مسؤولية إيقاف كل هذا قبل أن ينفجر الوضع فعلًا.
دعونا الآن من الاتهامات المتبادلة والحديث عن: أنت شمالي ولا يحق لك الحديث عن هذا، أو أنت في قطر ومدفوع لقول هذا.
أنا أحدثكم الآن عن وقائع في الميدان تقول لنا إن الوضع إن تم تجاهله سيكون أسوأ مما حدث في أي مكان في اليمن وهناك من يغذيه.
حضرموت، مدينة التاريخ والفن والتجارة والعسل والنفط والاقتصاد والموقع المهم، يراد لها أن تتحول إلى منطقة حرب.
هذه مسؤوليتنا جميعًا.
افترضوا أنني مواطن من بلاد الواق واق، لكن ما ينبغي فعله أن يقال لكل هذا العنف اللفظي والتحرك العسكري: أن يتوقف.
ثم على هؤلاء الذين يعتقدون أن بإمكانهم الاستحواذ أن يفهموا أن فصل مدينة أو محافظة من دولة لا يتم بسلطة الأمر الواقع، وإنما بشرعيات دولية وقانونية.
الدول التي تستثمر في مثل هذه المناطق وتحولها إلى دول هجينة، كما حدث مثلًا في بعض مناطق الصومال، وأيضًا كما ترون في السودان، تفكر لنفسها فقط.
فلماذا لم نسمع صوتًا يمنيًا واحدًا يقول لكل هؤلاء: توقفوا عما تفعلونه في حضرموت، ويسمي الأشياء بمسمياتها؟
لماذا لا يتصدر مسؤول أو سياسي يمني واحد ليقول للدول التي تربض ترساناتها في أراضينا: توقفوا؟