غزة.. الحصار المستمر ومأساة السكان الفلسطينيين
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
يعيش سكان قطاع غزة، وهو واحد من أكثر المناطق ازدحاماً في العالم، حياة محاطة بالمعاناة والأزمات الإنسانية المستمرة. هؤلاء الناس، الذين يبلغ عددهم أكثر من مليوني شخص، يعيشون تحت حصار مفروض عليهم منذ سنوات طويلة، وهذا الحصار يطال كل جانب من جوانب حياتهم. يتمثل هذا الحصار في منع دخول السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود والكهرباء والماء، وينتهك الحقوق الإنسانية الأساسية لهؤلاء الناس بشكل مستمر.
الحصار ومعاناة السكان:
تمتد المعاناة في غزة لفترة طويلة، حيث تفرض إسرائيل حصارا المنطقة منذ أكثر من 17 عاماً. تقوم إسرائيل بمراقبة نقاط الدخول والخروج من القطاع، مما يعني أنها تتحكم في ما يمكن أن يدخل ويخرج من القطاع، هذا يعني أن السكان يعانون من نقص حاد في السلع الأساسية والخدمات.
المعاناة البشرية:
الحصار يؤدي إلى معاناة بشرية هائلة، فالناس يعانون من نقص في الغذاء، وتوقف محطات توليد الكهرباء، مما يعني أنهم يعيشون في الظلام، ونقص في المياه النقية. بالإضافة إلى ذلك، تمنع السلطات الإسرائيلية بشكل متكرر مرضى من الوصول إلى العلاج الذي ينقذ حياتهم، هذا الأمر يجعل السكان يواجهون تحديات كبيرة في البقاء على قيد الحياة.
التجاوز عن القانون:
يبدو أن القانون الدولي يتم تجاهله عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، وفي حين تُطالب الدول الغربية بالامتثال للقوانين الدولية، إلا أنها تتجاهل تماماً الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لهذه القوانين وقرارات الأمم المتحدة. إسرائيل تحظى بدعم قوي من دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وغيرها، وهذا الدعم يجعلها تتجاوز القوانين الدولية دون عواقب.
إعادة النظر في الواقع التاريخي:
من المهم أن نعيد النظر في الواقع التاريخي والتعايش السابق بين مختلف الشعوب في المنطقة. كان هناك تاريخ طويل من التعايش السلمي بين اليهود والعرب المسلمين في هذه الأراضي، ولكن الوضع الحالي يشير إلى أن السياسة الحالية تتجاهل هذا التاريخ وتتعامل مع الأمور بطريقة مختلفة تماماً.
يجب أن نكون حذرين من تجاهل معاناة السكان في غزة والسماح للظروف الصعبة بالاستمرار. يتعين على المجتمع الدولي العمل بحزم لإنهاء الحصار وضمان حقوق الإنسان للسكان في غزة. إن الوقوف بجانب الأشخاص الذين يواجهون هذه المعاناة يجب أن يكون أولوية لنا جميعاً، وذلك لأنهم يستحقون حياة كريمة وإنسانية.
* صحافي من بنغلاديش
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات غزة حصار المعاناة الانتهاكات فلسطين غزة حصار انتهاكات معاناة مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عدن تختنق في "صيف الظلام": انقطاع التيار لأكثر من 16 ساعة يوميًا وتجاهل حكومي يفاقم المعاناة
تعيش محافظة عدن، جنوبي اليمن، لليوم الخامس على التوالي، أزمة خانقة وغير مسبوقة في خدمة الكهرباء، مع استمرار انقطاع التيار لساعات طويلة تجاوزت 16 ساعة يوميًا في معظم مديريات المدينة، في ظل ارتفاع شديد بدرجات الحرارة ورطوبة خانقة، تنذر بكارثة صحية وإنسانية.
وأفاد سكان محليون في مديريات خور مكسر، المنصورة، الشيخ عثمان، وكريتر، بأن التيار لا يعود إلا لساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا في أحسن الأحوال، وسط انهيار شبه كامل لخدمة الكهرباء، الأمر الذي أدى إلى تعطل أجهزة التبريد والتكييف، وتلف المواد الغذائية داخل المنازل والمحلات، فضلًا عن ارتفاع معدلات الإصابات بضربات الشمس والإجهاد الحراري، خاصة بين كبار السن والأطفال، الذين صاروا الأكثر عرضة للمخاطر.
وأشار المواطنون إلى أن الأزمة تجاوزت حدود "التحمل"، مع انسداد أي أفق للحل، في ظل غياب أي تواصل رسمي من السلطات الحكومية أو المحلية، ما فاقم من حدة السخط الشعبي، وسط اتهامات بوجود "فساد ممنهج" في إدارة ملف الكهرباء والوقود.
أسباب معروفة وغياب الحلول
مصادر في مؤسسة الكهرباء بعدن، أوضحت أن الأسباب المباشرة للأزمة تعود إلى نفاد الوقود المشغّل لمحطات التوليد، إلى جانب أعطال فنية متكررة في المولدات والمحولات الرئيسية، وسط غياب خطط الصيانة الدورية وانعدام المخصصات التشغيلية.
وتشير التقارير إلى أن المحطات الرئيسة، مثل محطة الحسوة ومحطة المنصورة، تعمل بأقل من نصف طاقتها، ما جعل العجز في التغطية يتجاوز 70%، بالتزامن مع الارتفاع الموسمي في درجات الحرارة، والذي فاقم استهلاك الكهرباء بشكل غير مسبوق.
ورغم تفاقم الأزمة، لم تُصدر أي جهة رسمية حتى اللحظة بيانًا يوضح الأسباب بدقة أو يحدد سقفًا زمنيًا لمعالجة الوضع، فيما تكتفي الحكومة بوعود متكررة عن "مساعدات وقود قادمة"، دون جدول زمني واضح أو التزام تنفيذي.
وضع يزداد سوءًا كل صيف
وتتكرر أزمة الكهرباء في عدن سنويًا، خصوصًا خلال فصل الصيف، إلا أن هذا العام يُعد الأسوأ منذ سنوات، مع تفاقم عوامل الأزمة وتراجع دور الحكومة في تلبية الاحتياجات التشغيلية، وسط تحذيرات من خروج الوضع عن السيطرة، لا سيما مع اشتداد حرارة الصيف، وغياب أي بدائل حقيقية للكهرباء، في ظل ارتفاع أسعار المولدات الخاصة وندرة الوقود في السوق السوداء.
ويرى مراقبون أن أزمة الكهرباء في عدن لم تعد مجرد مشكلة خدمية، بل تحوّلت إلى تهديد مباشر للأمن الصحي والاجتماعي، في ظل ما تشهده المدينة من تفشي الأوبئة والأمراض الموسمية، إضافة إلى تداعيات نفسية واقتصادية قد تنعكس سلبًا على الاستقرار العام.
مواطنون غاضبون وحراك شعبي متصاعد
وتشهد منصات التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة، مع تصاعد الدعوات لتنظيم احتجاجات واسعة، تطالب بإقالة القيادات المسؤولة عن ملف الكهرباء، ومحاسبة المتورطين في قضايا فساد وهدر للمال العام، فضلًا عن مطالبات متكررة بفتح تحقيقات شفافة لكشف مصير المنح النفطية السابقة، التي لم تنعكس على واقع الخدمة.
صيف عدن... صيف بلا كهرباء ولا حلول
ومع دخول فصل الصيف بقوة، ومع انعدام العدالة في توزيع التيار بين الأحياء، وغياب أي مؤشرات فعلية للمعالجة، يجد سكان عدن أنفسهم أمام صيف هو الأقسى منذ سنوات، يواجهون فيه "ظلامًا كهربائيًا" قاتمًا، وسط مدينة تعيش على صفيح ملتهب من الأزمات السياسية والخدمية.