كشف مدير الإدارة الإشرافية للبحث والابتكار في المركز الوطني للنخيل والتمور، أ. د. عبد اللطيف الخطيب، لـ"اليوم" عن بداية نجاح تجربة "النخلة متعددة الرؤوس" التي قام بها المركز.

وأشار إلى أن هذه التجربة مضى عليها سنة وثلاثة أشهر. ويعتمد نجاحها على استغلال ظاهرة القمة النامية في نمو النخلة، حيث يتم إزالة القمة النامية الأساسية ويحل محلها الرواكيب.

أخبار متعلقة مهرجان العلا للتمور.. قصة الارتباط التاريخي بين سكان "الواحة" والنخيلأبرزها السكر.. تقلبات قياسية في أسعار السلع الغذائية عالمياً

وأوضح الخطيب أنه بعد إزالة القمة النامية المسيطرة على نمو النخلة، بدأت الرواكيب بالتحلُّ في مكانها، وبعد مرور سنة وثلاثة أشهر تمتلك النخلة ثلاث رؤوس.

زيادة الإنتاج ودعم الصناعات التحويلية

وقال تهدف هذه التجربة إلى زيادة إنتاجية النخيل ثلاث مرات أو أكثر، مما يسمح بتقليص المساحة المزروعة من النخيل لصالح محاصيل أخرى، وذلك دون زيادة مساحة النخيل الحالية.

وأشار إلى أهمية هذه التجربة في الصناعات التحويلية، حيث يمكن استغلال الإنتاج الذي يتضاعف بعد مرور أربع إلى ست سنوات. بالتالي يتضاعف حجم انتاج المملكة في التمور من 1,5مليون طن الى 4 أو 5 مليون طن من التمور، على حسب انتاج هذه الكواريب بعد احلالها مكان النخلة الأساسية وبفضل هذا الاستغلال، يمكن تقليص المساحة المزروعة من النخيل لصالح محاصيل أخرى، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج في العديد من الصناعات، مثل المخبوزات وصناعة السكر والقهوة.

تستخدم هذه التجربة صنف الإخلاص، ويتوقع الخطيب أن يتضاعف الإنتاج منه بحيث يمكن دخول صناعات تحويلية جديدة، بما في ذلك إنتاج كمية من السكر تعادل الكمية التي يتم استورداها حاليًا. ولتحقيق ذلك، يتم قص القمة النامية للنخلة لتمكين النواة الجانبية أو الرواكيب من النمو واحتلال مكان القمة النامية.

وختم الخطيب حديثه بأن النجاح في هذه التجربة يتحقق بعد خمس أو ست سنوات، تمامًا كما يحدث عند زراعة الفسيلة، حيث يكون الإنتاج التجاري قائمًا بعد هذه الفترة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: محمد العويس المركز الوطني للنخيل والتمور تجربة مركز زراعة القمة النامیة هذه التجربة

إقرأ أيضاً:

خبيرة دولية: استغلال الدين سياسياً يؤجج الصراعات بدلاً من حلها

هذا ما أكدته الدكتورة عزة كرم العالمة المصرية الهولندية المتخصصة في الحوار بين الأديان والدبلوماسية الدينية، مشددة على أن التعددية الدينية تشكل قوة مضادة قوية للظلم عندما تتحد الأديان المختلفة معاً، ويظهر خطر تبرير الظلم حين تهيمن ديانة واحدة على الخطاب.

وتحدثت عزة كرم -التي شغلت منصب الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام وأصبحت أول امرأة وأول مسلمة وأول سيدة من شمال أفريقيا تتولى قيادة هذه المنظمة العالمية- عن التحديات الجوهرية التي تواجه العمل بين الأديان في عصر يشهد تصاعداً في النزاعات والتلاعب السياسي بالدين.

وانطلاقاً من هذه الخبرة، كشفت عزة كرم -خلال مشاركتها في برنامج "المنطقة الرمادية"- عن الثغرات الهيكلية في أنظمة الدبلوماسية المتعددة الأطراف، مستندة إلى عقدين من الزمن كرستهما للعمل في الأمم المتحدة.

وأوضحت أن هذه المؤسسات تنظر إلى الدين باعتباره عنصراً ثانوياً في أفضل الأحوال، رغم أن المجال الديني يشمل جميع أطياف المجتمع من الناس العاديين وصولاً إلى الحكومة ذاتها.

وفي إطار نقدها للواقع الراهن، انتقدت الخبيرة الدولية النهج السائد بالدبلوماسية الدينية الذي يقتصر على الممثلين الرسميين للمؤسسات الدينية، مؤكدة أن الدين بطبيعته لا يمكن احتواؤه أو السيطرة عليه، ولا يمكن تعيين ممثل واحد يتحدث باسم الجميع.

الدبلوماسية متعددة الأديان

وبناءً على هذا الفهم، أشارت عزة كرم إلى أن الدبلوماسية متعددة الأديان يجب أن تُنفذ على مستويات متعددة داخل المنظمات المجتمعية، وأن تجتمع العديد من الأطراف الدينية من مختلف الأطياف والمنظمات المدنية تدريجياً.

وقادها ذلك إلى تشخيص أعمق للمشكلة، حيث لفتت الخبيرة إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الدبلوماسية متعددة الأديان يكمن في التقارب المتزايد بين الجهات الدينية ومراكز القوة والنفوذ ونظم الحكم، مما يؤدي إلى الصمت المستمر تجاه مظالم متعددة.

إعلان

وأوضحت أن هذا التلاعب المتبادل بين الأنظمة العلمانية والمؤسسات الدينية يعرقل تحقيق السلام الحقيقي.

وعند الانتقال من التشخيص إلى التطبيق العملي، أكدت عزة كرم -في معرض حديثها عن الصراعات الراهنة- أن نحو 99.9% من النزاعات التي تنطوي على جانب ديني نادراً ما تضم جهات متعددة الأديان، بل تكون ديانة واحدة في طرف وأخرى في الطرف المقابل.

ومع ذلك، لفتت إلى أن التعاون بين الأديان يمكن أن يشكل مصدراً للوساطة والشفاء، لكن ذلك يتطلب التركيز على المستقبل وما يجب أن يحدث لضمان تعايش سلمي بعد الصراع.

حوار الأديان

وفي سياق معالجتها للقضايا الأكثر إثارة للجدل، واجهت الدكتورة عزة كرم أسئلة صعبة حول إمكانية إشراك جهات يهودية في الحوار بين الأديان دون التعرض لاتهامات معاداة السامية، فأكدت وجود أصوات يهودية مناهضة للصهيونية أو متحفظة على بعض جوانبها، لكنها تواجه صعوبات كبيرة من مجتمعاتها ومن الآخرين.

وفي هذا الإطار، دعت إلى التعاطف والتفهم حتى مع من يصعب التعامل معهم، مشددة على ضرورة التضامن مع من يتخذون مواقف ضد الصهيونية بدلاً من إهمالهم جميعاً.

وبالتوازي مع هذه الرؤية، رفضت عزة كرم استخدام الدين لتبرير العنف أو الظلم، مؤكدة أن الأديان وُجدت لتثبت البشر على مسار رحلة مشتركة على كوكب يتشاركونه جميعاً.

وفي هذا السياق، أكدت أن البشر خُلقوا مختلفين ليتعارفوا ويتعايشوا ويتعلموا من بعضهم البعض، لا ليبحثوا في النصوص الدينية عن مبررات للقتال.

وتماشياً مع هذا المبدأ، حذرت الخبيرة من مخاطر استخدام الدين للتغطية على القضايا الأعمق مثل الاحتلال وعدم المساواة والاستبداد، مؤكدة أن ما يحدث في هذه الحالات ليس ديناً حقيقياً بل هو خطاب سياسي يستخدم لغة الدين. وفي المقابل، أكدت أن الخطاب الإيماني هو ما تبقى للإنسانية كملاذ للتعايش الرحيم.

وأكدت عزة كرم على أن الوسطاء الدينيين يمتلكون أدوات مذهلة لا تستطيع أي حكومة امتلاكها، وهي الفضاء المدني والقدرة على الوصول للشعب.

وبناءً على هذه القناعة، دعت إلى دعم الجهات الدينية الفاعلة على المستوى المجتمعي والاستثمار فيها من بعضها البعض، مؤكدة أن الاختبار النهائي للتعايش الديني هو أن تستثمر المؤسسات الدينية فعلياً في بعضها البعض لخدمة مجتمعاتها، وعندما يحدث ذلك سيتحقق السلام الحقيقي.

30/7/2025-|آخر تحديث: 19:24 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • النخلة تراث عبر التاريخ مبادرة مجتمعية لطلبة سمد الشأن بالمضيبي
  • «مبروك والزويتينة» تستعرضان استراتيجيات زيادة الإنتاج النفطية لعام 2025
  • نجاح تجربة الناتو في العراق.. هل يمكن تطبيقها في سوريا ولبنان؟
  • في نينوى وكركوك.. اعتقال متهمين بقتل امرأة وجرائم متعددة
  • خبيرة دولية: استغلال الدين سياسياً يؤجج الصراعات بدلاً من حلها
  • الفيفا يوافق على تزويد الحكام بكاميرات صغيرة مثبتة على أجسادهم
  • "ريف السعودية" يُعلن نجاح التجربة الأولية لمعدات تقشير البُن والبدء في توفيرها للمزارعين
  • ميناء سفاجا يشهد مرور أول شحنة ضمن التجربة التشغيلية للممر التجاري الإقليمي الجديد
  • زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني
  • كرنفال بريدة للتمور ينطلق بأنشطة وفعاليات متنوعة الجمعة المقبل