إليك 100 وظيفة صحفية يقوم بها الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
حدث مهم جري في دبي لكنه لم يحظى بما يستحق من متابعة الصحفيين العرب في نهاية الشهر الماضي، حيث صدر كتاب عن مجالات العمل الصحفي بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقد أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، مركز الأبحاث العالمي وذراع الأبحاث التطبيقية التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، اليوم عن إطلاق "نور"، أكبر نموذج معالجة طبيعية للغة العربية في العالم حتى الآن.
ولتنفيذ هذه المبادرة، تعاون فريق المعهد المؤلف من باحثين ومهندسين في التكنولوجيا المتقدمة والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي ضمن وحدة الذكاء الاصطناعي مع شركة التكنولوجيا "لايت أون" التي توفر تطبيقات الذكاء الآلي واسع النطاق للشركات، وذلك بهدف إحداث ثورة في مجال نماذج المعالجة الطبيعية للغة العربية. ويقوم نموذج "نور" بتنفيذ مهام ضمن مجالات متعددة بناء على تعليمات اللغة الطبيعية فقط.
ولبناء "نور"، قام فريق من الباحثين في معهد الابتكار التكنولوجي بجمع بيانات ضخمة عالية الجودة باللغة العربية والعمل على تنسيقها وتحسينها لتتماشى مع آليات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المعالجة. كما عمل الباحثون على بناء خدمات محسنة للتدريب والتوزيع على نطاق واسع لغايات توفير تطبيقات فعالة ومتخصصة.
من جانب آخر يمكن للذكاء الاصطناعي ابتكار 100 نوع من أنواع العمل الصحفي، بما في ذلك كتابة المقالات وتحرير الأخبار، وليس عليك سوي وضع معلومات الكاتب الشخصية ونماذج مما كتب ويتولي البرنامج كتابة ما كان يقوم به لكن في وقت قياسي.
قال الدكتور راي أو. جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي وأسباير: "إن هذا التطور يؤكد أننا نمضي في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز قدراتنا ومؤهلاتنا البحثية في الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الارتقاء بمكانة أبوظبي والإمارات كمنظومة بحثية رائدة. وقد أثبتت فرق الخبراء لدينا مرة أخرى قدرة هذه المنطقة على تحقيق نتائج بحثية وبناء تقنيات متقدمة تؤثر على العالم ككل".
وقالت الدكتورة ابتسام المزروعي، مدير وحدة الذكاء الاصطناعي لدى المعهد: "أحدثت نماذج اللغات الكبيرة ثورة في عالم معالجة اللغة الطبيعية. ونحن فخورون بأن نعلن اليوم عن نتائج نموذج نور الذي يتضمن 10 مليار عامل متغيّر، وهو أكبر نموذج في العالم للمعالجة الطبيعية للغة العربية. "نور" هو حصيلة للعمل المتواصل والجهود الدؤوبة التي قام بها الفريق في الأشهر الماضية لجمع مجموعة بيانات عربية كبيرة وفريدة لتدريب برنامج. ومن هنا أتوجه بشكر خاص لجميع أعضاء الفريق الذي عمل على هذا المشروع ومكّن "نور" من أن يصبح نموذجاً متقدماً لمعالجة اللغة العربية في كل أنحاء العالم".
وفي معرض حديثه عن الإطلاق المرتقب، قال البروفيسور مروان ديباه، كبير الباحثين في وحدة الذكاء الاصطناعي ومركز بحوث العلوم الرقمية ضمن المعهد: "من خلال "نور"، وسع المعهد نطاق تطبيق معالجة اللغة الطبيعية بشكل قياسي للغة العربية الحديثة عن طريق دمج النماذج اللغوية الكبيرة مع الجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لبناء خبرات متطورة و تطبيقات متعددة التخصصات ".
وتعد مجموعة البيانات الضخمة الخاصة بـ "نور" أكبر مجموعة بيانات عربية عالية الجودة في العالم، حيث تجمع بين بيانات الويب والكتب والشعر والمواد الإخبارية والمعلومات التقنية لتوسيع نطاق تطبيق النموذج بشكل واسع.
وقال عبد العزيز الشامسي، الباحث في الذكاء الاصطناعي في المعهد وطالب الدكتوراه: "بصفتي باحثاً إماراتياً، يشرفني أن أكون جزءاً من معهد الابتكار التكنولوجي. لقد استمتعت بالتعرف على الباحثين والمدربين الشغوفين في وحدة الذكاء الاصطناعي والعمل معهم، فهم يضيفون قيمة بالغة إلى مجال معالجة اللغة العربية والمعالجة الطبيعية للغة. خلال العمل معهم، تعلمت مهارات تكنولوجية متقدمة ستدعم مسيرتي وتمهد الطريق لي كباحث نحو اكتشاف العالم بشكل يتجاوز آفاق معالجة اللغة الطبيعية. كما ساعدت ورش العمل التدريبية على الارتقاء بمهاراتنا والتعرف على مفاهيم جديدة وزودتنا بالأدوات المناسبة لتنفيذ مشروع نور".
وقالت الدكتورة ابتسام المزروعي إن نموذج "نور" يعتمد على هندسة المحولات الشهيرة “Transformer” التي تشبه في هيكليتها GPT-3 وتستخدم نموذج لوحدة فك الترميز “ Decoder” فقط. تم برمجة نموذج "نور" لمعالجة المهام المتقدمة بما يعكس أحدث التطورات في عالم تعلم الآلة، ويشمل ذلك عدد كبير من التحسينات مثل رفع كفاءة الترميز الذي يشير إلى موضع الكلمات. ولضمان تعزيز جودة بيانات "نور" على نطاق واسع، صمم فريق المعهد أدوات فلترة آلية تعتمد على تقنيات تعلم الآلة وتحدد مراجع لكفاءة وجودة النموذج وتحميه من المحتوى العشوائي غير المرغوب به.
وبالاستفادة من نهج التوازي ثلاثي الأبعاد المتطور، تم تدريب "نور" على حاسوب عالي الأداء يحتوي على 128 وحدة معالجة الرسوميات من طراز A100، مما يسمح بتوزيع العمليات الحسابية وضمان الاستخدام الفعال للموارد.
وأشارت الدكتورة ابتسام المزروعي أن هذه ليست سوى الخطوة الأولى فقط ضمن جهود المعهد للمساهمة في استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال دعم عملية دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
تم اختيار اسم "نور" للمشروع لترسيخ الارتباط بين نموذج اللغة العربية وتنوير العقول، فمشروع "نور" يمثل المساهمة العالمية للإمارات العربية المتحدة في التكنولوجيا المتقدمة و الذكاء الاصطناعي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أصوات الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي الصحافة الابتکار التکنولوجی اللغة العربیة للغة العربیة
إقرأ أيضاً:
كيف ينبغي للشركات ــ ولا ينبغي لها ــ توظيف الذكاء الاصطناعي
فينسيان بوشين ـ أليسون بيلي
برغم أن ما يقرب من نصف العاملين في المكاتب الآن يستفيدون من الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم اليومي، فإن أقل من واحد من كل أربعة رؤساء تنفيذيين يصرحون بأن هذه التكنولوجيا نجحت في تحقيق قيمتها الموعودة على نطاق واسع. تُـرى ما الذي يحدث؟
قد تكمن الإجابة في حقيقة مفادها أن الذكاء الاصطناعي التوليدي جرى تقديمه في البداية كأداة لتعظيم الإنتاجية، الأمر الذي أدى إلى ربطه بقوة بخفض التكاليف وتقليص قوة العمل. في ضوء هذا الخطر، أعرب نحو 42% من الموظفين الذين شملهم استطلاع في عام 2024 عن قلقهم من أن وظائفهم قد لا يكون لها وجود في العقد القادم. في غياب التدريب وصقل المهارات للاستفادة من إمكانات التكنولوجيا، ليس من المستغرب أن تكون المقاومة أعظم من الحماس. فمثل الأجسام المضادة التي تقاوم جسما غريبا، ربما تحدث «استجابة مناعية» داخل المؤسسات، حيث يقاوم الموظفون والمديرون على حد سواء التغيير ويبحثون عن أسباب «عدم نجاح» الذكاء الاصطناعي معهم.
وبالإضافة إلى إبطاء عملية التبني، حالت هذه المقاومة دون الاستكشاف الأكثر اكتمالا لفوائد محتملة أخرى، مثل تحسين عملية اتخاذ القرار، وتعزيز الإبداع، والتخلص من المهام الروتينية، وزيادة الرضا الوظيفي. نتيجة لهذا، كانت دراسة كيفية «إعادة استثمار» الوقت الذي قد يوفره الذكاء الاصطناعي متواضعة. مع ذلك، وجد بحثنا أن الموظفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظام يمكنهم بالفعل توفير خمس ساعات في الأسبوع، وهذا يسمح لهم بمتابعة مهام جديدة، أو إجراء مزيد من التجريب مع التكنولوجيا، أو التعاون بطرق جديدة مع زملاء العمل، أو ببساطة إنهاء العمل في وقت مبكر.
يتمثل التحدي الذي يواجه قادة الأعمال إذن في التأكيد على هذه الفوائد المحتملة وتقديم التوجيه والإرشاد حول مواضع إعادة تركيز وقت المرء لتعظيم خلق القيمة. لنتأمل هنا مثال إحدى شركات الرعاية الصحية العالمية التي قامت مؤخرا بنشر الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) عبر موظفيها الذين يبلغ عددهم 100 ألف موظف.. أنشأت الشركة برنامجا قابلا للتطوير لتعلم الذكاء الاصطناعي مع ثلاثة أهداف: إلمام عال بالذكاء الاصطناعي في مختلف أقسام المنظمة، حتى يتسنى لجميع الموظفين تحقيق أعظم قدر من الاستفادة من التكنولوجيا؛ ومجموعة واسعة من أدوات الذكاء الاصطناعي لكل سيناريو عمل؛ والاستخدام المتوافق. وبفضل هذا النهج الشامل، سرعان ما نجحت الشركة في تحسين رضا الموظفين وإنتاجيتهم في الوقت ذاته.
لكن تبني الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بتوفير الدقائق، إنه يدور حول إعادة اختراع العمل لصالح الموظفين والمنظمة. عندما تتعامل أي شركة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنه مجرد أداة لتوفير الوقت، فسوف تلاحق في الأرجح حالات الاستخدام المجزأة ــ توفير عشر دقائق هنا، و30 دقيقة هناك ــ والتي لن تخلف تأثيرا ملموسا على الأعمال في عموم الأمر. ففي نهاية المطاف، من الصعب إعادة استثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصغيرة النطاق التي تحقق مكاسب إنتاجية مُـوَزَّعة أو تسجيلها في بيان الأرباح والخسائر.
في غياب استراتيجية شاملة لإعادة تصميم عملياتها الأساسية حول الذكاء الاصطناعي، تخاطر المنظمات بتحسين مهام معزولة بدلا من تحسين كيفية إنجاز العمل بشكل جوهري والنتيجة، في كثير من الأحيان، هي ببساطة انتقال الاختناقات إلى أجزاء أخرى من العملية أو سلسلة القيمة، على النحو الذي يحد من مكاسب الإنتاجية الإجمالية. على سبيل المثال، في مجال تطوير البرمجيات، من الممكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي الذي يسرع عملية الترميز إلى مزيد من التأخير الشاق في تصحيح الأخطاء أو غير ذلك من أشكال التأخير، وهذا يلغي أي مكاسب في الكفاءة. إن القيمة الحقيقية تأتي من دمج الذكاء الاصطناعي عبر دورة حياة التطوير بأكملها.
يطرح هذا المثال أيضا مشكلة أكبر: حيث تسعى منظمات عديدة إلى التوسع دون أن تقدم أولا إعادة تصور للهياكل وتدفقات العمل اللازمة للاستفادة من المكاسب التراكمية. والنتيجة المعتادة هي فرصة ضائعة، لأن الوقت الـمُـوَفَّـر الذي لا يُعاد استثماره بشكل استراتيجي يميل إلى التبدد. فبدلا من تبني نهج يسمح بتفتح مائة زهرة، ينبغي للمؤسسات أن تسعى إلى تنفيذ بعض المبادرات التحويلية الكبرى التي تركز على إعادة تصور العمل من طَـرَف إلى الطَـرَف الآخر. يكمن وعد الذكاء الاصطناعي التوليدي الحقيقي في إطلاق ما نسميه المثلث الذهبي للقيمة: الإنتاجية، والجودة، والمشاركة/البهجة. يجب أن تعيد استراتيجية الذكاء الاصطناعي تخيل سير العمل للقضاء على أوجه القصور؛ وتكميل عملية صنع القرار وعمليات تشجيع الابتكار والإبداع؛ وتعزيز العمل وليس ميكنته. يصبح الموظفون أكثر ميلا إلى تبني الذكاء الاصطناعي بحماس عندما يقضي على الكدح، ويغذي الإبداع، ويسرع عملية التعلم. والاهتمام اللائق بترقية المهارات من شأنه أن يضمن عمل التكنولوجيا على زيادة الإمكانات البشرية، على النحو الذي يعزز المشاركة في محل العمل والرضا الوظيفي.
بالتركيز على المشاركة وجودة التجربة إلى جانب الإنتاجية، يصبح بوسع المنظمات تجاوز المنظور القائم على التكلفة إلى منظور يخلق مزيدا من القيمة لصالح الشركة وموظفيها وعملائها، فالذكاء الاصطناعي أكثر من مجرد آلية للتشغيل الآلي(الأتمتة)، شريطة أن تتبنى الشركات استراتيجية شاملة لنشره وتوظيفه.
ينبغي لقادة الأعمال أن يضعوا خمس حتميات في الاعتبار، الأولى التركيز على أكبر مجمعات القيمة مع أفضل حالات الأعمال تحديدا لدمج الذكاء الاصطناعي. والثانية إعادة تصور العمل، بدلا من الاكتفاء بتحسينه ببساطة، يجب أن يُـسـتَـخـدَم الذكاء الاصطناعي لتحويل سير العمل بالكامل، وليس فقط أتمتة بعض الخطوات. ثالثا، يتعين على المديرين الاستثمار في رفع مستوى المهارات، بحيث يفهم الجميع التكنولوجيا وإمكاناتها. رابعا، يجب أن يكون المثلث الذهبي، بالتوازن الذي يوجده بين الإنتاجية والجودة ومشاركة/بهجة الموظفين، القاعدة الذهبية للشركات.
أخيرا، ينبغي للمنظمات أن تقيس القيمة بما يتجاوز التوفير في التكاليف. فالشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أكثر فاعلية يجب أن تتتبع تأثيراته على تمكين قوة العمل، وخفة الحركة، وتدفقات الإيرادات الجديدة، وليس التكاليف التشغيلية فحسب. وبمراعاة هذه الضرورات، يصبح بوسع الشركات استخدام الذكاء الاصطناعي كقوة لإعادة الاختراع، بدلا من كونه مجرد أداة لزيادة الإنتاجية.
في هذه العملية، تحدد الشركات وتيرة الحقبة القادمة من الأعمال.
فينسيان بوشين المديرة الإدارية والشريكة في BCG، حيث تعمل كقائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي البشري.
أليسون بيلي شريك أول ومدير عام في مجموعة بوسطن الاستشارية، وتشغل منصب نائب الرئيس العالمي لممارسات الأفراد والمنظمات.
خدمة بروجيكت سنديكيت