سرايا - كشف موقع إخباري أميركي حقيقة الأكذوبة التي أطلقها جندي من قوات الاحتياط الإسرائيلية حينما ادعى أن عناصر المقاومة الفلسطينية قطعوا رؤوس أطفال خلال اقتحامهم إحدى المستوطنات داخل إسرائيل في إطار العملية العسكرية التي بدأت السبت الماضي.

ووفقا للموقع، فقد انطلت هذه الأكذوبة حتى على الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما عمدت وسائل الإعلام العالمية إلى تضخيم الرواية.



وذكر الموقع الإخباري "ذا غراي زون" أن بايدن كرر ادعاء الجندي "التحريضي" في خطاب ألقاه في حديقة الورود بالبيت الأبيض الثلاثاء الماضي، في حين تناولت الشبكات الإعلامية الرواية من دون أن تكلف نفسها أدنى قدر من "التمحيص".

وقال "ذا غراي زون" إن موجة من الغضب الدولي اندلعت عندما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن مسلحين فلسطينيين من قطاع غزة المحاصر قتلوا 40 طفلا رضيعا، وجزوا رؤوس عديد منهم، في أثناء توغلهم في كفر عزة، وهي مستوطنة يهودية على حدود غزة.

ووفقا لمراسل شبكة "سي إن إن" الأميركية نيك روبرتسون، نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية على ما يبدو، فقد نفذ مسلحون فلسطينيون "عمليات إعدام على طريقة تنظيم الدولة الإسلامية"، إذ كانوا "يقطعون رؤوس الناس"، وكذلك الأطفال والحيوانات الأليفة.


لكن الموقع، الذي يوصف بأنه مدونة إخبارية أميركية، أماط اللثام عن مصدر الرئيس الذي ادعى قيام المسلحين الفلسطينيين بقطع رؤوس الأطفال، قائلا إنه من جنود الاحتياط الإسرائيليين ويُدعى ديفيد بن صهيون، وهو نائب قائد الوحدة 71 في الجيش الإسرائيلي، الذي تصادف أن يكون زعيم مستوطنين متطرفا درج على التحريض على أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في وقت سابق من العام الحالي.

وفي مقابلة أجرتها معه الثلاثاء نيكول زيديك مراسلة شبكة "آي 24" -التي ترعاها الخارجية الإسرائيلية- قال بن صهيون "لقد سرنا من باب إلى باب، وقتلنا عديدا من الإرهابيين. إنهم في غاية السوء. لكننا أقوى منهم"، وأضاف "نحن نعلم أنهم حيوانات. لكننا اكتشفنا أنهم بلا قلوب كذلك".

وبعد ساعات من تلك المقابلة، ظهر بن صهيون -وكان لا يزال في قرية كفر عزة- في مقطع فيديو منشور على صفحته في فيسبوك وهو يبتسم ابتسامة عريضة، في تصرف وصفه موقع "ذا غراي زون" في تقريره بأنه "غريب من شخص يفترض أنه شاهد على ذبح ممنهج لأطفال".

وفي وقت سابق من ذلك اليوم، قالت زيديك -في بث مباشر من كفر عزة- إن نحو 40 رضيعا "حُمِلوا على نقالات". وأفاد الموقع بأن تقرير زيديك شوهد عشرات الملايين من المرات على منصة إكس، وتروج له وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وبعد ساعات، قامت المراسلة بتعديل ما نشرته قائلة: "أخبرني الجنود أنهم يعتقدون أن 40 رضيعا وطفلا قتلوا. ولا يزال عدد القتلى الدقيق غير معروف، حيث يواصل الجيش التنقل من منزل إلى منزل والعثور على مزيد من الضحايا الإسرائيليين".

وسرعان ما وجدت الرواية "التي لم يتم التحقق منها" طريقها إلى أعلى مستويات القيادة، كما لو كان ذلك عن عمد، حسب تقرير الموقع الأميركي.

وبدوره، تراجع البيت الأبيض عن تصريحات للرئيس جو بايدن أعرب فيها عن استيائه مما وصفها بصور عنيفة لمشاهد هجوم لمقاتلي كتائب عز الدين القسام.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله إنه "لا الرئيس بايدن ولا أي مسؤول أميركي رأى أي صور أو تأكد من صحة تقارير بشأن ذلك بشكل مستقل". وأضاف المتحدث أن تصريحات بايدن بشأن الفظائع المزعومة استندت إلى مزاعم المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وتقارير إعلامية إسرائيلية.
 
إقرأ أيضاً : ارتفاع عدد الشهداء برصاص الاحتلال في الضفة منذ السبت الماضي إلى 32إقرأ أيضاً : مسيرة في باريس دعما للفلسطينيين رغم حظر السلطات - فيديو


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

تحقيق يفضح ممارسات جيش الاحتلال: قادة صهاينة يأمرون باستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية

 

الثورة / متابعات

كشفت وكالة أسوشيتد برس، أمس السبت، عن شهادات لجنود إسرائيليين ولمنظمة «كسر الصمت» وأسرى فلسطينيين سابقين أن «قادة بالجيش أصدروا أوامر باستخدام فلسطينيين دروعا بشرية، في ممارسة خطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 20 شهرا».
ونقلت الوكالة عن جنود قولهم إن «القوات الإسرائيلية تُجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية في غزة، وتُرسلهم إلى المباني والأنفاق بحثًا عن متفجرات أو مسلحين»، وفق وصفهم.
وأضافوا أن «هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهرًا».
وقال جنديان إسرائيليان تحدثا إلى «أسوشيتد برس»، وثالث قدم شهادة لمنظمة «كسر الصمت»، إن «القادة كانوا على دراية باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية وتسامحوا مع ذلك، بل وأصدر بعضهم أوامر بذلك».
وأشار البعض إلى أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كان يُشار إليه باسم «بروتوكول البعوض»، وإن الفلسطينيين كانوا يُطلق عليهم أيضًا اسم «الدبابير» وغيرها من المصطلحات اللاإنسانية.
وبهذا الخصوص، قال ضابط إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام: «غالبًا ما كانت الأوامر تأتي من الأعلى، وفي بعض الأحيان كان كل فصيل عسكري تقريبًا يستخدم فلسطينيًا لتطهير المواقع».
بدوره، قال المدير التنفيذي لمنظمة «كسر الصمت»، التي جمعت شهادات حول هذه الممارسة من داخل جيش الاحتلال: «هذه ليست روايات معزولة، إنها تُشير إلى فشل منهجي وانهيار أخلاقي مُريع».
كما تحدثت الوكالة الأمريكية مع 7 فلسطينيين تحدثوا عن استخدامهم كدروع بشرية في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقال الشاب الفلسطيني أيمن أبو حمدان (36 عامًا) لوكالة أسوشيتد برس، إن القوات الإسرائيلية أجبرته، مرتديًا زيًا عسكريًا وكاميرا مثبتة على جبهته، على دخول منازل في قطاع غزة للتأكد من خلوها من القنابل والمسلحين، وعندما تنتهي إحدى الوحدات منه، ينقل إلى التالية.
وفي معرض وصفه لفترة احتجازه لمدة أسبوعين ونصف، الصيف الماضي، لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة، قال أبو حمدان: «ضربوني وقالوا لي ليس لديك خيار آخر، افعل هذا وإلا قتلناك».
ولفت أبو حمدان إلى أنه احتُجز في أغسطس الماضي بعد فصله عن عائلته، وأخبره الجنود أنه سيساعد في «مهمة خاصة».
وأوضح أنه «أُجبر، لمدة 17 يومًا، على تفتيش المنازل وتفتيش كل حفرة في الأرض بحثًا عن أنفاق، فيما يقف الجنود خلفه، وبمجرد اتضاح الأمور، يدخلون المباني لتدميرها أو تخريبها.
وسلط الضوء على أن «المرات الوحيدة التي كان فيها غير مقيد أو معصوب العينين كانت عندما استخدمه الجنود الإسرائيليون درعا بشريا».
وشدد على أنه كان يقضي كل ليلة مقيدًا في غرفة مظلمة، ليستيقظ ويجبر على تكرار العملية.
أما الشاب الفلسطيني مسعود أبو سعيد (36 عامًا)، فقال إن القوات الإسرائيلية استخدمته درعا لمدة أسبوعين في مارس/آذار 2024 في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
ونقلا عما قاله لجندي إسرائيلي آنذاك، قال أبو سعيد: «هذا أمرٌ بالغ الخطورة، ولديّ أطفال وأريد العودة إليهم».
وأكد أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر أنفاق مشتبه بها وتطهير المناطق.
وأضاف أنه كان يرتدي سترة الإسعافات الأولية لسهولة التعرف عليه، ويحمل هاتفًا ومطرقة وقواطع سلاسل.
وخلال إحدى العمليات، التقى أبو سعيد بأخيه، الذي استخدمته وحدة إسرائيلية أخرى كدرع، وتعانقا، قائلاً: «ظننتُ أن جيش إسرائيل قد أعدمه».
وبشأن استخدامها درعا بشريا، قالت الفلسطينية هزار إستيتي إن الجنود الإسرائيليين أخذوها من مخيم جنين للاجئين في نوفمبر الماضي، وأجبروها على تصوير عدة شقق وتطهيرها قبل دخول القوات.
ولفتت أنها توسلت للعودة إلى ابنها البالغ من العمر 21 شهرًا، لكن الجنود لم يستمعوا.
وتابعت: «كنتُ خائفةً جدًا من أن يقتلوني، وأن لا أرى ابني مرةً أخرى».
كما أفاد شهود فلسطينيون آخرون بأنهم استُخدموا كدروع في الضفة الغربية.
وردا على فحوى التصريحات التي نقلتها أسوشيتد برس، زعم الجيش الإسرائيلي أنه يحظر تمامًا استخدام المدنيين كدروع بشرية.
وتدق جماعات حقوق الإنسان ناقوس الخطر بالقول إن «هذه الممارسة المحظورة بموجب القانون الدولي أصبحت إجراءً اعتياديًا يُستخدم بشكل متزايد في الحرب».
كما تفيد جماعات حقوقية بأن تل أبيب استخدمت الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة والضفة الغربية لعقود.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، وسط شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة الفلسطينية تبارك الضربات المتواصلة من اليمن على عمق الكيان
  • موقع الفاية يتقدم بثبات في مسار إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو
  • مدبولي: مصر تستهدف دعم الإنتاج وجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية
  • تحقيق يفضح ممارسات جيش الاحتلال: قادة صهاينة يأمرون باستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية
  • تحصين ١٠٣٪ من رؤوس الماشية ضد مرض الحمى القلاعية بالإسماعيلية
  • كلفة الفاتورة الأمريكية في الشرق الأوسط.. «فانس» يفضح وهم الديمقراطيات المستحيلة
  • عطل فني يضرب فيسبوك واكس في نفس وقت والسبب مجهول
  • آلية الاستعلام عن وجود استئناف بالقضايا إلكترونيا
  • أكسيوس: من هما موظفا السفارة الإسرائيلية اللذان قُتلا في واشنطن؟
  • الكاتب سمير أيوب: اليمن يعيد فلسطين إلى واجهة العالم ويكسر احتكار الرواية الصهيونية