تكثر صيغ الأدعية التي يرددها المسلمون من حين لآخر، باختلاف الغرض الخاص به، ويتساءل كثيرون حول مدى جواز إمكانية الدعاء على الظالم أو الشخص المؤذي، وهو ما ردت عليه دار الإفتاء المصرية.

الدعاء على الشخص المؤذي أو الظالم 

تقول دار الإفتاء: يستحب أن ترد الإساءة بالمعروف، وأن تدعو لهذا الشخص المؤذي أو الظالم  بالهداية، لعلها طريقه إلى التوبة، تطبيقًا لقوله تعالى ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].

وورد في الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، أنه لا ينبغي الدعاء علي الشخص المؤذي أو الظالم بالمرض؛ لأنه إيذاءٌ للمسلم وضررٌ به، فتردَّ هذه الإساءة بالمعروف، وتقابل السيئة بالإحسان؛ اقتداءً بفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فلا ينبغي لك أن تدعوَ عليها بالمرض لأن ذلك إيذاءٌ للمسلم وضررٌ به؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضر ولا ضرار» رواه الإمام مالك.

ماذا يجب على المسلم فعله تجاه الظالم؟ 

وعلى المسلم أن يقابل السيئة بالإحسان، بالدعوة للشخص بالهداية والرشاد، والبعد عن ذلك الفعل والقول القبيح، فإن لم يرجع عنهما، فإذا إصر الشخص على الإساءة لا مانع من اللجوء إلى القضاء لكي يرتدع عن هذا الفعل والقول القبيح.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دعاء دار الإفتاء المصرية الظلم الأذى مظلوم

إقرأ أيضاً:

هل يجوز الجمع في الصوم بين نية كفارة اليمين وعاشوراء؟.. الإفتاء تجيب

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم الجمع في الصوم بين نية كفارة اليمين وعاشوراء؟ فهناك رجلٌ عليه صيام كفارةِ يمينٍ، وقد اعتاد صيام يوم عاشوراء ويوم قبله ويوم بعده، أي: أيام التاسِع، والعاشر، والحادي عشر من شهر الله المُحرَّم، فهل يجوز له أن يجمع بين نية صيام الكفارة مع نية صيام عاشوراء في هذه الأيام، فيجزئه ذلك عن الكفارة شرعًا، ويُكتب له أجر صيام عاشوراء كذلك، أم أن عليه أن يخص كل عبادة بنية مستقلة؟

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إنه يجوز للرجل المذكور أن يجَمع في الصيام بين نِيَّةِ صيام كفارةِ اليمين -حيث تعيَّن عليه الصيام لعدم قدرته على إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم- ونية صيامِ عاشوراء، ويجزئه صومه هذا عن الكفارة، ويحصل له به أيضًا ثواب التطوُّع بصيام عاشوراء، إلا أن الأكمل والأكثر ثوابًا أن يصوم أيام كفارة اليمين في غير عاشوراء لينال أعظَم الأجر وأجزَل الثواب وأتَم العمل.

دعاء يوم عاشوراء للهداية والفرج .. اغتنمه وردده الآنقصة استشهاد الحسين يوم عاشوراء .. ما لا تعرفه عن سيد شباب أهل الجنةاليوم.. بدء غلق ضريح الإمام الحسين لأعمال الصيانةموعد أذان المغرب يوم عاشوراء السبت 5 يوليو.. ودعاء النبي عند الإفطار

الجمع في الصوم بين نية كفارة اليمين وعاشوراء

ونوهت ان الجمع بين نيَّة صيام كفارة اليمين حيث تعيَّن الصيام، وبين نية التطوع بصيام عاشوراء، متفرعٌ عما قرَّره الفقهاء في مسألة التشريكِ في النيةِ بين الواجبِ والنَّفل عند أداء الطاعة، حيث اختلفوا في أن ينوي المكلف مع العبادة المفروضة أو الواجبة عبادةً أخرى مندوبة، والمختارُ للفتوى جواز ذلك شرعًا، ومن ثم فإن الصوم يجزئ عن الكفارة وعاشوراء معًا، ويحصُلُ للصائِمِ بذلك ثوابُ التطوُّع، إضافةً إلى صوم الكفارة، وهو مذهب المالكيةِ، والشافعية في المعتمد.

قال العلامة العَدَوِي المالكي في "حاشيته على شرح الخَرَشِي على مختصر خليل" (2/ 241، ط. دار الفكر): [قال البدر: انظر لو صام يوم عرفة عن قضاءٍ عليه، ونوى به القضاء وعرفة معًا، فالظاهر أنه يجزئ عنهما معًا؛ قياسًا على مَن نوى بغُسله الجنابةَ والجمعةَ فإنه يجزئ عنهما معًا، وقياسًا على مَن صلَّى الفرض ونَوَى التحيَّة] اهـ.

وقال الإمام السُّيُوطِي الشافعي في "الأشباه والنظائر" (ص: 21- 22، ط. دار الكتب العلمية): [القِسم الثاني: أَن ينوِيَ مع العبادةِ المفروضَةِ عبادةً أخرى مندوبة، وفيه صُوَر: منها ما لا يقتضِي البُطلان ويحصُلانِ معًا.. لو صام في يومِ عرفةَ مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارة، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البَارِزِيُّ بالصحة والحصولِ عنهما] اهـ.

وقال الإمام الرَّمْلِي الشافعي في "نهاية المحتاج" (3/ 208- 209، ط. دار الفكر) عن جواز الجمع بين الصوم الواجب وصوم التطوع: [ولو صام في شوال قضاءً أو نذرًا أو غيرهما، أو في نحو يوم عاشوراء، حصل له ثواب تطوُّعها، كما أفتى به الوالدُ رحمه الله تعالى تبعًا لِلبَارِزِيِّ، وَالأَصفُونِيِّ، وَالنَّاشِرِيِّ، والفقيه علي بن صالحٍ الحَضرَمِيِّ، وغيرهم] اهـ.

ومع ذلك فإنَّ الأعظَم أجرًا، والأجزَل ثوابًا، والأتَم عملًا: أن يصوم المكلَّف أيام كفارة اليمين التي عليه في غير أيام تطوُّعه؛ لما تقرر في قواعد الشرع الشريف من أن "ما كان أكثر فعلًا كان أعظَم فضلًا"، كما في "الأشباه والنظائر" للإمام السُّيُوطِي (ص: 143).

ودليل هذه القاعدة: ما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لها في عُمرتها: «إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجرِ عَلَى قَدرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ» أخرجه الإمام الحاكم في "المستدرك"، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح".

وأكدت بناءً على ذلك أن جَمع الرجل المذكور في الصيام بين نِيَّةِ صيام كفارةِ اليمين -حيث تعيَّن عليه الصيام لعدم قدرته على إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم- ونية صيامِ عاشوراء -جائزٌ شرعًا، ويجزئه صومه هذا عن الكفارة، ويحصل له به أيضًا ثواب التطوُّع بصيام عاشوراء، إلا أن الأكمل والأكثر ثوابًا أن يصوم أيام كفارة اليمين في غير عاشوراء لينال أعظَم الأجر وأجزَل الثواب وأتَم العمل.

طباعة شارك كفارة اليمين الجمع في الصوم بين نية كفارة اليمين وعاشوراء يوم عاشوراء صيام يوم عاشوراء عاشوراء عاشوراء 2025 يوم عاشوراء 2025

مقالات مشابهة

  • هل زرع الأشجار داخل المقابر تخفف عن الميت؟ دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام شهر المحرم كاملًا ؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز للمرأة العمل بدون إذن زوجها؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز أداء الصلاة مع وجود طلاء الأظافر؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز الخروج من المنزل على جنابة؟.. أمينة الفتوى تجيب
  • هل يجوز صيام شهر المحرم بالكامل؟.. الإفتاء تجيب
  • هل القنوت فى صلاة الفجر بدعة؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز قول عليه السلام بعد ذكر سيدنا الحسين؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • هل يجوز الجمع في الصوم بين نية كفارة اليمين وعاشوراء؟.. الإفتاء تجيب