سودانايل:
2025-07-08@06:33:56 GMT

أمام الحلو وأفكار بين النقد والواقع

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

يعتبر أمام الحلو رئيس لجنة السياسات في حزب الأمة القومي؛ واحدا من قلة في الحزب بعد الإمام الصادق المهدي، و هو سياسي يميل لاستخدام الفكر في نظرته لحل الأزمات التي تواجه الحزب و الوطن، و دائما تجده يميل للحوار العقلاني المؤسس على المعرفة و المنطق، باعتبار أن التغيير و مطلوباته تنجز على الفكر الناضج و ليس العاطفة، و الولاءات المغلقة، و عصبية الأيديولوجيات.

لذلك كتاباته تثير الحماس في أي متابع للشأن السياسي لدراستها و تتبع ظلالها، و معروف أن الحوار المبني على المعرفة ينتج وعيا جديدا في المجتمع، و من أهم القناعات الراسخة في منهج الحلو تتبع جذور الظاهرة و معرفة اسبابها ثم وضع الافتراضات لدراستها، دون الوقوف على تمظهراتها. هذه القناعة هي التي تستدعي الاهتمام بكتابات أمام الحلو، خلاف الآخرين الذين يتبعون ثقافة الشعبويين.
كتب الحلو مقالا بعنوان " الرداءة السياسية أخطر من الفساد" و المقال يطرح قضيتين مهمتين أشار إليهما الحلو بأنها جاءت في كتابات الصحفي التونسي مالك التريكي عن الحالة السياسية في تونس بالقول ( أن الفساد ليس شر الأخطار بل عدم الكفاءة – الثانية أن العميل الفرنسي المزدوج " بين فرنسا و أمريكا" قال ردا على سؤال الرئيس الفرنسي ديجول " بماذا كلفك الإمريكان" قال العميل: كلفوني أن لا يعين الشخص المناسب في المكان المناسب" و يقول الكاتب الصحفي التونسي "أن السياسة مهنة مشاعة يمكن أن يظفر بها أستاذ جامعي مثل باراك أوباما و ودرو ويلسون، و يمكن أن يظفر بها ممثل من الدرجة الثانية مثل ريغان و جورج بوش الأبن، أو مراهق طاعن في الجهالة مثل دونالد ترامب). هذا التوصيف للصحفي التونسي؛ يعتبره أمام الحلو مدخلا لتناول القضية السياسية السودانية، لإنه شبيه ما يجري في الساحة السودانية بعد ثورة يسمبر. حيث يقول الحلو (أما في السودان؛ فإن الأخطار المتراكمة منذ الفترة الانتقالية في أغسطس 2019م ، قد تجاوزتها في التعقيد و الاستعصاء أخطاء النخب في الساحات السياسية و المدنية و العسكرية منذ اندلاع حرب إبريل اللعينة، و العجز العام الذي اجتاح هذه الساحات، أنما هو بسبب الرداءة و الأداء و التقدير و التخطيط الناتجة من عدم كفاءة من يتولون قيادة هذه الساحات الثلاث) هذه الإشارة كنت قد أشرت إليها في أغلبية مقالاتي، أن التغيير دائما يقع عبئه على العناصر التي تشتغل بالعقل، أي التي تنتج أفكارا، لآن الأفكار تطرح تساؤلات عديدة ينتج عنها حوارا مسؤولا في المجتمع، و بالتالي تنتج وعيا مغايرا للذي كان سائد و قد أنتج الفشل، و عدم بروز هذه الكفاءات المطلوب في الأحزاب استبدلت الأفكار بالشعارات التي لا يستطيع الذين أطلقوها إنزالها للأرض.
يواصل الحلو في نقده للمكونات الثلاث " السياسيين و المدنيين و العسكر" بالقول ( أن عدم توفر الإرادة على وقف الحرب بسبب الرداءة السياسية – عدم الكفاءة بسبب عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.. و الأنكى في حالتنا السودانية أن أغلب الأشخاص غير المناسبين.. لم يختارهم أحد ، أنما فرضوا أنفسهم بأنفسهم في المكان غير المناسب، و لعل أغلب الأحزاب السياسية غير براء من هذه الرداءة السياسية) أضيف لحديث الحلو أن طول مدة الإنقاذ في السلطة قد أضعفت معايير كثيرة كانت مطلوبة، و هي الكفاءة و النزاهة و الشفافية، و الصراحة و الوضوح، و أيضا غياب الحرية قد أدى لفتح الباب أمام العديد من الانتهازيين و الوصوليين أن يصعدوا إلي قمة العمل السياسي، الذي أضعف ما كان موجودا من بواقي الثقافة الديمقراطية، و بدلا من التصويت في الاقتراع الحر المباشر للاختيار أصبح مصطلح " الموافقة السكوتية". يرجع أمام الحلو إلي قول الإمام الصادق المهدي في الأختيار بقوله ( القيادة توكل لصاحب/ة الأهلية و الشعبية، أي التحصيل المعرفي و القدرة و الكفاءة معايير لازمة للتأهيل قبل تفعيل إجراءات الخيار الانتخابي لنوال الشعبية) هذه المرجعية تحدد معايير التصعيد في السياسة و حتى في العمل، و هي المفقودة الآن، و لا يميل لها الذين يرفعون شعارات الديمقراطية خوفا على انفسهم، أن لا تكون منطبقة عليهم. على رؤية الإمام الصادق يقول الحلو ( لقد كان الإمام المهدي حصيفا تماما و واعيا لمخاطر عدم الكفاءة عندما وضع هذه المعايير لبناء الدولة، و التي لم يضمنها معيار الأمانة منعا للفساد. و كذلك عندما طورها الحبيب الأمام الحقاني لم يضيف لمعايير التأهيل معيار الأمانة و غيرها.. إن الفساد السياسي بكافة أشكاله لم يبلغ ضرره مبلغ ضرر الرداءة السياسية في مفاصل الدولة و الأحزاب السياسية و القوى المدنية) أن معييار الكفاءة مسألة مهمة و مطلوبة في اختيار القيادات، و الفساد ينتج عن غياب الحرية للصحافة و الإعلام التي كان عليها أن تكون أهم مراقب للعمل و الأداء. و الثاني القوانين الرادعة للفساد و تطبيقها. أما رداءة الكفاءة لا يمكن معالجتها لأنها هي التي تدير العملية السياسية، و مؤسسات الدولة، و يقع عليها عبء التخطيط و الانجاز و المتابعة. و عدم أنجاز شعارات ثورة ديسمبر سببها عدم الكفاءة المطلوبة. و رغم ذلك لا نجد الأحزاب خضعت الفترة لحوار مسؤول لتنقل الناس لمربع جديد.
يحاول الحلو أن يبين الفرق بين الكفاءة و عدمها و خطورتها على انجاز المهام الوطنية بالقول (أن عدم الكفاءة السياسية يسعى صاحبها جاهدا بكل السبل للوصول إلي موقع و بأي ثمن ليسد به هذا النقص لكنه ينتهي بالرداءة في الأداء، و القيادي الكفؤ.. غالبا يكون غير متكالبا و لا يسعى لسلطة إلا بحقها.. و غالبا ما يحقق إنجاز رفيعا في الأداء. هذه المعضلة .. تتمظهر في سمات الرداءة السياسية من فهلوة و وصولية و انتهازية.. و تحجب فرص توظيف القدرات صاحبة الكفاءة التي تستطيع أن تحدث الفرق) و الحلو يرجع بهذه المسألة لفترة الإنقاذ و يختم بها المقال الذي لم ينتهي لأنه قال سوف يتبع. أن القضية التي تطرق لها الحلو في غاية الأهمية و هي التي أدت إلي الحرب الدائرة الآن. لكن كان المتوقع أن الأحزاب السياسية تكون قد درست فترة الإنقاذ بكل إيجابياتها و سلبياتها و سوءاتها، و أنها وضعت المشاريع البديلة التي تتجاوز بها مرحلة الإنقاذ، لكن جاءت الأحزاب بعد الثورة لا تحمل أي مشاريع سياسية بديلة غير شعارات لا يسندها الفعل في الواقع. بل كانت الثقافة الشمولية التي خلفتها الإنقاذ هي المرجعية التي اعتمدت عليها، كان لابد أن تعطي نتيجة مغايرة عن ما هو مرفوع من شعارات. أول ردة فعل كانت أن أبعدت الشارع عن القيادات السياسية الأمر الذي أدى إلي اختلال في توازن القوى لصالح المكون العسكري قبل الأختلاف الذي وقع داخله. أن الحوارات الفكرية أهميتها أنها تطرح الأسئلة عن المسكوت عنه، و الأسئلة الجريئة التي يجب الإجابة عليها. مع التقدير لإمام الحلو. و نواصل عندما يواصل الرجل الكتابة. و نسأل الله لنا و له و للجميع حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رئيس مصلحة الضرائب: نتعاون مع الشركاء الدوليين لنقل الخبرات وتعزيز الكفاءة في تطبيق الاتفاقيات الضريبية

أكدت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية يوليان اهتمامًا بالغًا ببناء القدرات ورفع كفاءة العاملين، وخاصة في إداراتها الفنية المتخصصة، مشيرة إلى أنه في إطار التدريب المستمر لإدارة الاتفاقيات الدولية، تم عقد ورشة عمل متخصصة في الضرائب الدولية بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بمقر مركز التدريب الضريبي لمصلحة الضرائب المصرية "برج بدر"، وذلك خلال الفترة من 16 إلى 19 يونيو 2025، بهدف تطبيق أحدث الممارسات الدولية في هذا المجال الحيوي.

وأوضحت رشا عبد العال، أن الورشة تناولت موضوعات ذات أولوية وأهمية في التطبيق العملي، من بينها اختبار الغرض الرئيسي للمعاملة الضريبية من خلال النظر إلى كافة الحقائق والظروف ذات الصلة، وهو أحد القواعد المهمة التي يتم استخدامها دوليًا لمكافحة إساءة استخدام اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي، ويعد من أكثر الأدوات فاعلية في هذا الإطار.

وأضافت رئيس مصلحة الضرائب، أن الورشة تطرقت كذلك إلى موضوع كيفية تنسيب أرباح المنشأة الدائمة، من خلال مناقشة أفضل الطرق والممارسات الدولية لتحديد الأرباح التي تنسب إلى المنشأة الدائمة بشكل صحيح وسليم.

واختتمت رشا عبد العال، حديثها بالتأكيد على أهمية الحالات العملية التي تم تناولها خلال الورشة، والتي أثرت النقاش وأسهمت في تعزيز الفهم التطبيقي لدى المشاركين، مؤكدة أن مثل هذه الفعاليات تُسهم بشكل مباشر في تحسين أداء العمل الضريبي وتطوير قدرات العاملين بما يتماشى مع توجهات الدولة في الإصلاح المؤسسي والمالي.

اقرأ أيضاًرئيس مصلحة الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد للاستفادة من تسهيلات قانون 5 لسنة 2025

رئيس مصلحة الضرائب: إصلاحات شاملة لتعزيز الاستثمار ودمج الاقتصاد غير الرسمى

رئيس مصلحة الضرائب: نطرق أبواب شركائنا للتوعية بحزمة التسهيلات الجديدة

مقالات مشابهة

  • تخريب ممنهج مارسته الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو ضد انسان جنوب كردفان
  • قيادي بالحركة الشعبية يرافق صناديق ذهب في رحلة جوية
  • محافظ الإسماعيلية يتفقد المخابز الآلية ويوجه بتكثيف أعمال النظافة ورفع الكفاءة
  • رئيس مصلحة الضرائب: نتعاون مع الشركاء الدوليين لنقل الخبرات وتعزيز الكفاءة في تطبيق الاتفاقيات الضريبية
  • طريقة عمل الترمس الحلو أو المر والحمص
  • تحويلات مرورية بالطريق الدائرى الأقليمى لتنفيذ أعمال رفع الكفاءة والصيانة بالطريق
  • قيادة الأمن الداخلي في درعا: تخريج 60 عنصراً ضمن خطة تعزيز الانضباط ورفع الكفاءة الأمنية
  • بارين ميونيخ يكشف تفاصيل الإصابة الخطيرة التي تعرض لها موسيالا أمام سان جيرمان
  • لرفع الكفاءة.. تغييرات جديدة بالمحطات البحثية بمركز البحوث الزراعية
  • بوادر تمرد ضد عبد العزيز الحلو