جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@14:42:38 GMT

إنها فلسطين

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

إنها فلسطين

 

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

منذ أن بدأنا في تعلم أبجديات القراءة والكتابة في المراحل الدراسية الأولى ما زلنا نحفظ أناشيد وبقيت عالقة في الذهن حتى اللحظة مثل "فلسطين داري.. ودرب انتصاري"، ورغم أننا لم نكن نعرف شيئًا عن فلسطين آنذاك، إلّا أنها حُفرت في مخيلتنا، وصرنا نتغنى بها ونتتبع أخبارها ومع الوقت باتت هذه القضية واضحة ولا تحتاج إلى معاجم لتفسيرها.

ومن القصائد التي ظلت محفورة في الذاكرة كذلك قصيدة إيليا أبو ماضي "وطن النجوم" التي تحمل صورة مثالية للحنين إلى الوطن وترابه؛ إذ يقول في مطلعها وطن النجوم أنا هنا .. حدّق أتذكر من أنا؟. بيد أن هذه القصائد غيبت عن المناهج الدراسية التي أنتجت أجيالًا لا يعرفون شيئًا عن فلسطين، وأحيانًا قد تصلهم الصورة ضبابية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بل ومغلوطة؛ مما أدى إلى ضعف الهمة تجاه هذه القضية الإنسانية العادلة قبل أن تكون عربية وإسلامية، وحق الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه وطرد المحتل الغاشم.

فهل يُلام الفلسطيني إن حّن إلى أرضه وتمسك بها ودافع عنها بكل بسالة، وضحى في سبيل ذلك بالغالي والنفيس؟! والأحداث الأخيرة التي تشهدها غزة العزة ليست سوى حلقة أخرى من مسلسل الظلم والقهر الذي يتعرض له الفلسطينيون وسط تآمر دولي فاضح، وتخاذل عربي واضح، ولن تكون الأخيرة ما لم يصحو ضمير المجتمع الدولي، ويتخلص من الهيمنة الغربية التي تكيل بمكيالين؛ فازدواجية المعايير لديها لم تعد تخفى على أحد، وتسيس المنظمات الدولية لصالح القوى العالمية لا يحتاج إلى دليل أو برهان وليس يصح في الأذهان شيء .. إذا احتاج النهار إلى دليل. 

ومن كان على عينيه غشاوة فالعدوان الغاشم الذي تتعرض له غزة عرّى دعاويهم الباطلة، وفضح مؤامراتهم الدنيئة، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها واستشهاد من فيها من الأطفال والنساء والشيوخ هل يُعد هذا دفاعًا عن النفس كما يزعمون؟ ومن الذي يدافع عن نفسه أساسًا هل هو المحتل؟ أم صاحب الأرض المحتلة؟

وبالتالي لا يمكن التعويل على هؤلاء الذين كانوا سبب نكبة فلسطين منذ عام 1948م بدعمهم اللامحدود لإسرائيل شاهرًا ظاهرًا، وانحيازهم لها في كل محفل، كما لا يمكن التعويل على من أصبحت فلسطين ليست قضيته وباعها بثمن بخس في سوق السياسة مقابل منافع آنية وذاتية ولله الأمر من قبل ومن بعد. وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والشعوب القوية تفرض نفسها في نهاية المطاف فمهما طال الاحتلال فإنِّه لا محالة سيرحل صاغرًا ذليلًا ومن لديه شك في ذلك فليقرأ التاريخ جيدًا.

ختامًا.. لا نملك سوى الدعاء بأن ينصر الله إخواننا المستضعفين في فلسطين، وأن يوحد صفهم ويجمع كلمتهم على الحق. وعلى كل حرّ شريف أن يُساهم بما يستطيع لنصرة هذا الشعب الفلسطيني الأبي "نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" (الصف: 13).. صدق الله العظيم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ليست أمريكا وحدها.. أياد خفية بجانب ترامب وراء التهدئة بين الهند وباكستان

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، في أعقاب تصاعد التوترات العسكرية بين الدولتين النوويتين، إلا أن الولايات المتحدة لم تكن الجهة الوحيدة التي ساهمت في هذا التطور الدبلوماسي.

وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان

وأعلنت الهند وباكستان، أمس، توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أيام من تبادل الهجمات على طول حدودهما المشتركة. 

وشهدت الفترة الأخيرة تصعيدا خطيرا، تضمن قصفا صاروخيا، هجمات بطائرات مسيرة، وضربات مدفعية، فيما تعد هذه المواجهة من أعنف النزاعات بين البلدين منذ عقود.

وقال ترامب عبر منصته الخاصة "تروث سوشال" إن الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري، بعد محادثات تمت بوساطة أمريكية. 

وأضاف في منشوره: "يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الكامل والفوري، تهانينا لكلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء المبهر، شكرا لكم على اهتمامكم بهذه المسألة".

وفي السياق نفسه، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن وزير الخارجية ماركو روبيو لعب دورا مهما في الوساطة، حيث أجرى أمس اتصالات مباشرة مع مسؤولين هنود، وكذلك مع رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، لحث الطرفين على التهدئة وفتح باب الحوار.

ليست أمريكا وحدها الوساطة

لكن الدور الأمريكي لم يكن الوحيد على الساحة الدبلوماسية، فقد كشف وزير خارجية باكستان، محمد إسحاق دار، أن ما يقارب 30 دولة شاركت في جهود دولية لاحتواء التصعيد بين البلدين، مشيرا بشكل خاص إلى السعودية وتركيا كدولتين ساهمتا بشكل بارز في التوصل إلى الاتفاق، وأكد دار أن هاتين الدولتين لعبتا دورا مهما في تسهيل التفاهم بين الجانبين.

وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد أجرى اتصالات هاتفية مع نظيريه في الهند وباكستان، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السعودية (واس)، في إطار المساعي الخليجية للتهدئة.

وتأتي هذه التطورات بعد هجوم دموي وقع في الجزء الهندي من إقليم كشمير الشهر الماضي، وأدى إلى مقتل نحو 26 شخصا، وقد اتهمت نيودلهي إسلام آباد بالوقوف خلف الهجوم، وهو ما ساهم في تأجيج المواجهة العسكرية الأخيرة.

ترامب يريد رفع حجم التجارة مع الهند وباكستان.. وإشادة بمحادثات الصينوزير الإعلام الباكستاني: لم تحدث أي انتهاكات لوقف إطلاق النار مع الهند حتى الآن

وفي تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية مساء السبت، كشفت الشبكة عن مكالمة هاتفية وُصفت بالحاسمة، أجراها نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. 

وأوضحت أن فانس أطلع مودي على معلومات استخباراتية حساسة، شجعته على التعامل بجدية مع جهود وقف إطلاق النار، محذرا من احتمال تصعيد خطير خلال عطلة نهاية الأسبوع إذا استمرت التوترات.

وأشارت الشبكة إلى أن التصعيد الأخير أثار قلق الإدارة الأمريكية، خاصة بعد تلقيها تقارير استخباراتية مقلقة يوم الجمعة، وهو ما دفع إلى تحرك دبلوماسي عاجل قادته شخصيات بارزة مثل جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.

وأكدت مصادر أمريكية أن واشنطن لم تكن طرفا مباشرا في صياغة أي اتفاق رسمي بين الهند وباكستان، لكنها لعبت دورا محوريا في إعادة فتح قنوات الاتصال المتوقفة بين الجانبين.

 واعتبرت مكالمة فانس مع مودي أحد العوامل التي ساهمت في تهدئة الأوضاع، فيما واصلت وزارة الخارجية الأميركية التنسيق مع الطرفين لضمان استمرار المفاوضات.

وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر هندي، اتهامه لباكستان بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، دون تقديم تفاصيل إضافية، ويأتي هذا الاتهام في وقت دقيق، حيث ينظر إلى الاتفاق كخطوة أولى نحو تخفيف التوتر، في ظل دعوات دولية متزايدة لضبط النفس ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.

حالة ارتياح ضخمة مع صمود وقف إطلاق النار الهش بين باكستان والهندملابس هندية.. مصطفى حجاج يحيي حفل زفاف رامي عاشور طباعة شارك ترامب الهند باكستان وقف إطلاق النار الرئيس الأمريكي السعودية تركيا

مقالات مشابهة

  • ليست أمريكا وحدها.. أياد خفية بجانب ترامب وراء التهدئة بين الهند وباكستان
  • سرايا القدس تعلن قصف تجمعا لجنود العدو الصهيوني قرب جنين
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • علي جمعة: قلوب البشر ليست واحدة فمنها غليظ قاسٍ ومنها رفيق لين
  • عمسيب: الدم يتكلم.. سقوط الوجدان المصنوع
  • حشود مليونية أسبوعية تصوغ الموقف وتؤكد أن فلسطين ليست وحدها
  • حماس: الخطة الأميركية ليست بعيدة عن التصور الإسرائيلي لعسكرة المساعدات
  • إيقاف 21 طالبا عن الدراسة في جامعة واشنطن بعد احتجاجات داعمة لفلسطين
  • نائب الرئيس الأميركي يقول إن الأزمة بين الهند وباكستان ليست من شأننا
  • ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم