وكيل الأزهر: كلنا ألم مما يحدث لإخواننا في فلسطين المحتلة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن الأزهر حريص على تطوير عناصر العملية التعليمية بها انطلاقا من المعلم ومرورا بالمناهج والوسائل التعليمية وانتهاء بالبنية التحتية، لتحقيق رؤية الدولة المصرية 2030، لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليمية لأبنائها وبناتها من طلاب المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتنا ووطننا.
وأكد وكيل الأزهر خلال الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري، المنعقد بقاعة الأزهر للمؤتمرات، أن الملتقى يأتي انطلاقا من رؤية الدولة المصرية، وتأكيد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بشكل دائم ومستمر أهمية تطوير التعليم في وطننا العربي والإسلامي، ببذل المزيد من الجهد، وضرورة التيقظ لمحاولات تمرير أفكار منحرفة وأمراض أخلاقية غير مقبولة -لا دينيا ولا أخلاقيا- من خلال مناهج التعليم تحت شعارات الانفتاح على الآخر والتطوير والتقدم، لافتا أن التعليم في أوطاننا العربية والإسلامية لا بد أن يحمل مقومات نهوض أمتنا وطموحاتها ووحدتها، وأن تستهدف المناهج التعليمية بناء وتخريج شباب قادر على التمسك بقيم الدين والأخلاق.
وأضاف الدكتور محمد الضويني أن ملتقى اليوم يعقد في ظل ظروف استثنائية، فكلنا ألم مما يحدث لإخواننا في فلسطين المحتلة من عدوان غاشم من قبل الكيان الصهيوني المغتصب، مع صمت مريب ومساندة دولية متعمدة من قبل أطراف يجهرون بالسلام ويبطنون العداوة والطغيان، وأن هذه الأحداث المؤلمة لتذكرنا بالواجب علينا، فأمتنا أمة لم تخلق لتموت، وإنما خلقت لتحيا، فهي أمة الخير والوسطية، أعدل الأمور وأجودها، أمة التحسين والإتقان والتطوير والتقدم.
وأشار وكيل الأزهر، أن هذا الملتقى يقدم دليلا عمليا على أن الأزهر متفاعل مع معطيات العصر، ويوضح أن تحقيق معايير الجودة في التعليم ليس بمجرد الكلام فحسب، وإنما بالعطاء المتواصل والعمل المستمر، لافتا أن هذا هو منهج الأزهر الذي يعلي من قدر العاملين فيه، في وقت يحتاج فيه الوطن لكل نفس لاستكمال مسيرته نحو التقدم، ويثبت أن الأزهر الشريف مبدع في فهم رسالة الإسلام وتطبيقها، فلم تقف رسالة الأزهر عند بيان الأحكام الشرعية من حلال وحرام، وإنما تنطلق لتكون كما أراد الله علاجا عميقا للروح والبدن، وللعقل والقلب في نسيج متفرد يربط الدنيا بالآخرة، حيث يمثل التعليم الأزهري أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم الإسلامي، إذ يدرس فيه نحو مليونين ونصف المليون، من بينهم ما يقرب من أربعين ألف طالب وافد من أكثر من مئة دولة حول العالم.
وأوضح فضيلته، أن التعليم الأزهري، إذا كان دوره هو الحفاظ على التراث العربي الإسلامي، وأداء رسالته في خدمة الدين والعلم، وتزويد مصر والعالمين العربي والإسلامي بالعلماء العاملين في مختلف المجالات، فإن هذا الدور قد زادت أهميته في مطلع الألفية الثالثة حين فرضت التحديات حتمية التطوير على التعليم الأزهري قبل الجامعي، ليكون قادرا على المنافسة، التي أصبحت حقيقة واقعة لا خيار سوى مواجهتها والتعامل معها ومحاولة الاستفادة منها، وهذا الأمر دفع التعليم الأزهري قبل الجامعي نحو البحث عن كيفية رفع قدرته التنافسية، بما يضمن له التفوق والاستمرار والبقاء والتطور، ومن هنا كانت الحاجة الماسة إلى تعليم أزهري شامل عالي الجودة.
وأردف وكيل الأزهر، أن من دواعي الفخر والسرور أن عدد شهادات الاعتماد التي حصلت عليها المعاهد الأزهرية حتى الآن تجاوزت ألفا وثلاثمئة شهادة، بزيادة مستمرة عاما بعد عام مع الحفاظ على نسبة اعتماد متميزة، حيث تم اعتماد أربعة وستين معهدا خلال السنوات الست الأولى من عام 2009م حتى عام 2015م، أما في السنوات الثماني الأخيرة فقد حدثت طفرة في قطاع التعليم الأزهري قبل الجامعي، حيث زاد عدد المعاهد المعتمدة تصاعديا فبلغت شهادات الاعتماد التي تم منحها للمعاهد الأزهرية ما يزيد على ألف ومئتين شهادة، في الفترة من عام 2016م حتى عام 2023م.
وبين فضيلته أنه يجري حاليا إعداد ملفات لما يزيد على مئتي معهد أزهري للتقدم للاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023- 2024 فضلا عن إنشاء وتجهيز ثمانية وخمسين مركزا لنشر ثقافة الجودة والتنمية المهنية للمعلمين بالمعاهد المستهدفة ضمن خطة الجودة، وذلك لتقديم الدعم الفني لها في ضوء الخطة السنوية للاعتماد، لتسع هذه المراكز ٢٢٠٠ متدرب لدعم منظومة الجودة بالأزهر الشريف بوجه خاص، ومنظومة التدريب بوجه عام.
كما تم تدريب 600 متدرب من العاملين في منظومة الجودة بالأزهر الشريف على النظام الإلكتروني الجديد ومستجدات عملية الاعتماد، وإطلاعهم على البرامج المحدثة للمراجعين الخارجيين من الهيئة لمواكبة التطورات الخاصة بنظام الاعتماد وذلك في ستة مراكز تدريبية، حيث يأمل الأزهر لمعلمي المعاهد الأزهرية أن يكونوا من بين المراجعين الخارجيين بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد ويشاركوا في زيارات المراجعة الخارجية بعد تأهيلهم واجتيازهم المقابلات والاختبارات التي تقررها الهيئة، لذا، يتم التنسيق بين الأزهر الشريف والهيئة لمنح العاملين بالأزهر الدورات المطلوبة في هذا الشأن.
واختتم وكيل الأزهر كلمته قائلا: «إن العمل الدؤوب والتعاون النموذجي المثمر بين الهيئة ومؤسسات التعليم في الأزهر الشريف قد أحدث طفرة في معدلات اعتماد الكليات والبرامج والمعاهد الأزهرية، حيث تم اعتماد ثمان وعشرين كلية أزهرية، وثمانية وعشرين برنامجا أكاديميا، وهو ما يؤكد أن حجم جامعة الأزهر وتاريخها وأنماط التعليم بها يمثل ميزة نوعية وقدرة تنافسية للجامعة التي تضم بين جنباتها دارسين ينتمون لأكثر من مئة دولة في العالم، وأن الجامعة تتابع وتهتم بالأخذ بكافة المستجدات التي تقرها الهيئة وذلك من خلال مركز ضمان الجودة بالجامعة ووحدات الجودة بالكليات، ذلك أن مجريات الحياة وسرعة تطورها وسيولة المعلومات، جعلت التعلم المستمر ضرورة، والمحافظة على كفاءة التعليم وجودته في حاجة حقيقية إلى برامج هادفة ومنظمة تضمن تحقيق معايير الجودة المستمرة».
اقرأ أيضاًوكيل الأزهر انتصارات أكتوبر المجيدة أكَّدت أنَّ مصر بجيشها قادرةٌ على تحقيق ما تريد
وكيل الأزهر يستقبل كبير الوزراء بولاية سلانجور بماليزيا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر التعليم الأزهري الملتقى الثالث لضمان جودة التعليم الأزهري المعاهد الأزهریة الأزهر الشریف وکیل الأزهر
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: جيل «ألفا» أول جيل يولد مغمورا بالتقنيات الرقمية ويواجه هذا الكم من التحديات
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن الأزهر الشريف يقوم بدور عظيم ومتقدم في تشكيل وعي الجيل «ألفا»، وتوجيه مساره، ويؤدي دورا محوريا في تطويره، دورا يجمع بين ترسيخ الهوية وتحديث المعرفة، ويسعى لبناء شخصية متزنة توفق بين ثوابت القيم ومتغيرات العصر؛ فقد أطلق الأزهر مشاريع تطوير شاملة تمس المنهج، والمعلم، والطرق التعليمية، والبيئة الرقمية، ليقدم نموذجا تربويا ينسجم مع طبيعة هذا الجيل ويساعده على الاندماج في عالم متسارع.
وكيل الأزهر: مشاركة المتسابقين من مختلف الدول شهادة أكيدة على مكانة مصر القرآنية والعلمية وكيل الأزهر يستقبل رئيس جمعية المدارس الإسلامية بجنوب أفريقياوأشاد بعقد المؤتمر الدولي الحادي عشر لكلية التربية للبنين بالقاهرة بعنوان «الجيل ألفا والتربية: صناعة المستقبل وقيادة التغيير»، حيث يعكس المؤتمر الجهود الجادة للكلية في تحديد القضايا الحيوية التي يجب أن ينشغل بها العلم والبحث، كما يجدد الثقة في قدرة قطاعات الأزهر على القيام بدور ريادي في تحويل التعليم إلى قوة نهضة، وفي صناعة جيل قادر على الاندماج في المستقبل وقيادة متغيراته بثقة ووعي واقتدار، انطلاقا من رؤية مصر2030 بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، التي تؤكد أن التربية هي المفتاح الرئيس في صناعة المستقبل، وأن من الضرورة إعداد جيل يتمتع بالكفايات اللازمة التي تضمن قدرته على التعامل مع العالم التكنولوجي وتوظيف معارفه ومهاراته في بناء وطننا الحبيب مصر.
وقال وكيل الأزهر خلال كلمته اليوم الاثنين بالمؤتمر الذي عقد بمركز الأزهر للمؤتمرات، إن الجيل ألفا يعد جيلا فريدا في تاريخ التربية، ومن أكثر الأجيال تفردا في ملامحه وشمولية خصائصه؛ فهو أول جيل يولد مغمورا بالتقنيات الرقمية، غير منفصل عن الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأدوات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تشكل وعيه وتبني مهاراته منذ لحظاته الأولى، وهو يواجه جملة من التحديات التربوية فرضها عليه الواقع المعاصر، منها: تسارع المعرفة، وازدياد سرعة التغير، والارتباط المفرط بالشاشات، وغزو المضامين غير المنضبطة لمساحاته اليومية.، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تربية متزنة توفق بين مهارات العصر وثوابت القيم، وتؤسس لوعي ناقد، وعقل مبدع، وشخصية قادرة على التعامل مع التقنية بحكمة ووعي رشيد.
وتابع أن الجيل الحالي ولد في كنف التكنولوجيا والثورة الرقمية، فنهل من معارفها، واستفاد من تقنياتها وما أتاحته من معارف وأدوات وفرص، غير أن هذه التكنولوجيا نفسها قد ظلمته ظلما بليغا حين سلبته بساطته، وسرقت من لحظاته أجمل معانيها، وألقته في دوامة لا تهدأ من الإشعارات والمقارنات والضغوط النفسية، ظلمته حين أحاطته بسرعات ترهق الوعي، ومقارنات تربك الهوية، وضغوط تحمله فوق طاقته، فأصبح يعيش في عالم مفتوح بلا ضوابط كافية، وتحت بريق رقمي يخطف الانتباه ويستنزف المشاعر، وصار يركض خلف زمن أسرع من قدراته، ويبحث عن ذاته وسط ضجيج لا يعرف الصمت.
ولفت وكيل الأزهر إلى أن الجيل الحالي، رغم ما يمتلكه من قدرات ومعارف مكنته منها التقنيات الحديثة، يظل في أمس الحاجة إلى من يحنو عليه، ويعيد له إنسانيته، ويخفف عنه وطأة عالم سريع يفوق طاقته، ويمسك بيده ليدله على طريق الطمأنينة وسط هذا الضجيج المتصل، وأن مستقبل الإنسان في زمن جيل ألفا مرهون بقدرتنا على أن نقدم له تعليما ينمي عقله، ويرعى قلبه، ويوفر له بيئة تربوية تعلمه كيف يستخدم التكنولوجيا دون أن يقع أسيرا لها، وكيف يبني ذاته دون أن يفقد جوهره.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن الأزهر الشريف يقوم بدور محوري في هذا الشأن، فحدث المناهج في إطار يربط بين أصول الدين ومتطلبات الحياة المعاصرة.، وأدخل التعليم الرقمي ومنصات التعلم الإلكتروني، وعزز استخدام المواد المرئية، والأنشطة التفاعلية التي تناسب طبيعة جيل ينشأ في ظل التقنيات الحديثة، وأولى تدريب المعلمين عناية خاصة، لأنهم القيمة الحقيقية في أي نهضة تعليمية؛ ويعد البعد القيمي والفكري من أهم ما يقوم به الأزهر في خدمة جيل ألفا، كما عمل الأزهر –عبر قطاع المعاهد وإداراته التعليمية– على تطبيق معايير الجودة، وتحسين البنية التحتية للمعاهد، وفتح مجالات للتعلم الابتكاري، وتنمية مهارات البحث، والرياضات الذهنية، والبرمجة، لكي يجد الطالب فرصا أكبر للاستكشاف والإبداع.
وأضاف أن الأزهر في مسار قيادة التغيير، يعمل على إعداد جيل قادر على التفكير الناقد، وإدارة المعرفة، وفهم تحولات العالم، والتعامل الرشيد مع التقنيات المتجددة، واستثمار الذكاء الاصطناعي فيما ينمي طاقاته، ويعزز دوره في بناء المستقبل، ليتكامل دور الأزهر في مختلف قطاعاته ليصنع من جيل ألفا جيلا قادرا على الإدارة والابتكار وتحمل المسؤولية، جيلا يحسن توظيف التقنية بالعلم، ويهذبها بالقيم، ويقود التغيير بوعي ينطلق من جذور الهوية وأفق المستقبل.، بحيث يستطيع الأزهر بهذه الرؤية الشاملة أن يغرس في جيل ألفا معاني المسؤولية، وقيم المواطنة، وروح الانتماء، وأن يمكنه من أدوات القيادة المستقبلية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وأكد وكيل الأزهر أن التعامل مع الجيل الرقمي –جيل ألفا– يحمل جملة من التحديات، ويفرض واقعا تربويا جديدا على المؤسسات التربوية والتعليمية، وأن تربية هذا الجيل تعتمد –في المقام الأول- على فهم خصائصه النفسية والمعرفية، وإتاحة الفرص له للتجربة والخطأ، ويتطلب إعداد الجيل ألفا لمواجهة تحديات المستقبل تحويلا عميقا في النظم التعليمية، يستجيب لمعطيات العصر، ويحفظ في الوقت نفسه ثوابت الهوية والقيم؛ والموازنة الرشيدة لا تقوم على الرفض المطلق للعولمة الرقمية، ولا على الذوبان الكامل فيها، وإنما تقوم على الوعي الناقد، والاختيار الواعي، والتفاعل المنضبط الذي يحسن الإفادة من أدوات العصر دون أن يسمح لها بأن تنتزع منا جذورنا وقيمنا.
وفي ختام كلمته، أكد وكيل الأزهر أن دور الأزهر الشريف دور محوري في هذه المرحلة، فهو القبلة العلمية التي تجمع بين أصالة المعرفة وحداثة التطوير، وهو القادر على صياغة منهج تربوي يجمع بين نور الشرع ومعطيات العلم الحديث، ويخرج أجيالا قادرة على التوازن بين أصالتها وتطلعاتها نحو المستقبل؛ فجيل ألفا يحتاج إلى عقل رقمي، وقلب نوراني، وقيم راسخة، وهذا ما يجمعه الأزهر الشريف في مشروعه التربوي والعلمي والإصلاحي.