آخر تحديث: 17 أكتوبر 2023 - 1:12 مبقلم:أحمد صبري هي ليست مقاربة بَيْنَ مدينتَيْنِ، وإنَّما بَيْنَ صمودين عزَّزا مكانة ودَوْر كُلٍّ مِنْهما في مسار الأحداث الجسام التي عاشتها الأُمَّة وما زالت تواجهها. وبفعل هذا الدَّوْر والمكانة أصبحتا عنوانًا لمقاومة الاحتلال ومشاريعه التي استهدفت حاضر ومستقبل الأُمَّة.
ففي غزَّة كما في بغداد سجّلت على أديمهما أروع الملاحم البطوليَّة التي سطَّرها المقاومون دفاعًا عن عروبة فلسطين واستقلال وسيادة أقطار العروبة، التي وجدت في المشروع الصهيوني تكريسًا لواقع التجزئة ومصادرة الحقوق، الذي وجد في الدعم الأميركي والغربي مناسبة لتكريس التهويد والاستيطان وقضم الأرض على حساب الحقوق المشروعة للشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المستقلَّة وعاصمتها القدس الشريف. وما نراه اليوم في استبسال المقاومين في غزَّة في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي بإرادة أذهلت العالَم، كما فاجأ كيان الاحتلال من عزيمة المقاومين ورفضهم الحصار والتجويع ومصادرة الحقوق، هو صفحة مشرِقة في نضال الشَّعب الفلسطيني الذي يقاوم المشروع الصهيوني الذي يستهدف ابتلاع فلسطين وجعلها بؤرًا استيطانيَّة عنصريَّة على حساب حقِّ الفلسطينيِّين المشروع في دَولتهم المستقلَّة.وعِندما نتحدَّث عن مَسيرة نضال الشَّعب الفلسطيني نتوقف عِند محطَّات مضيئة من سفر مشاركة العراقيِّين في جميع معارك الأُمَّة ضدَّ العدوِّ الصهيوني التي جسَّدت وحدة الموقف العربي، وتلبية نداء الواجب القومي عِندما تقتضي المصلحة القوميَّة التي كان العراقيون سبَّاقين في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة، ويشهد ثرى فلسطين وسيناء والجولان والقدس صولات العراقيِّين لتحرير الأرض ونصرة العروبة أيْنَما كانت المعارك. لقَدْ فجَّرت معركة «طوفان الأقصى» ينابيع البطولة والعزَّة والكرامة، كانت استجابة لانتزاع الحقوق وتحرير الأرض المغتصبة، ووقف تمادي «إسرائيل» في القتل والتهجير والحصار والتجويع إلى حدِّ إنكار ورفض حتَّى تنفيذ الاتفاقات التي أُبرمت مع عدَّة دوَل عربيَّة في مسار التطبيع، وهو الأمْرُ الذي تزامَنَ مع الدَّعم الأميركي لهذا الكيان الذي وجدَ في الرعاية الأميركيَّة تسليحًا وتمويلًا ليس له حدود حوَّله إلى تكريس واقع الاستيطان واستدارة ظهره عن سماع دعوات ومطالبات الخيرين لوقف ما يجري من ممارسات يندى لها الجبين. ويُسجَّل لأبطال المقاومة الفلسطينيَّة أنَّهم أطلقوا العنان للسماء في صرخة مُدوِّية أذهلت العالَم، وأسقطت نظريَّة الأمن الصهيوني من شدَّة مفاجآتها وما تمخَّض عَنْها من عِبَر ونتائج هي بالأحوال كافَّة كانت انتصارًا على الباطل والظلم، وانتكاسة وهزيمة للمشروع الصهيوني الذي تهاوت مرتكزاته في طوفان الأقصى. ومهما تكُنْ نتائج المعركة فإنَّها كانت رسالة للعالَم أجمع أنَّ فلسطين ستبقى حيَّة وغير قابلة للإلغاء والتهويد ما دام أبطالها متمسكين بعروبتها مهما طال الاحتلال. فمعركة «طوفان الأقصى» أكَّدت هذه الحقيقة التي قلبت موازين الصراع مع العدوِّ الصهيوني لصالح الشَّعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وعِندما نتوقف عِند دَوْر بغداد وغزَّة فإنَّهما لوحة مشرِقة للصمود والملاحم والبطولة، لا سِيَّما صوَر ودَوْر بغداد التي كانت محاصرة وتواجه التهديدات العدوانيَّة كانت ترنو إلى القدس الشريف وتعلن جهوزيَّتها لأيِّ عمل ومسار يؤدِّي إلى تحرير فلسطين، وهذا المسار عبَّدته معركة «طوفان الأقصى» لسلوك هذا الطريق.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
وقفة قبلية في ذمار نصرةً للشعب الفلسطيني ودعماً لغزة
الثورة نت/..
نظّمت قبائل منطقة “الجُمعة” مركز مديرية جبل الشرق في محافظة ذمار، اليوم، وقفةً قبلية مسلّحة، نُصرةً للشعب الفلسطيني، وتأكيدا على الجاهزية في دعم وإسناد القوات المسلحة في مواجهة العدوان وأدواته.
وفي الوقفة، التي حضرها عدد من القيادات التنفيذية والشخصيات الاجتماعية، ردّد المشاركون هتافات مُعبّرة عن ثبات موقف الشعب اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومندّدة بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي.. كما ندّدوا بالاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وما يقابلها من خنوع عربي وإسلامي.
وصدر عن الوقفة بيانٌ بارك العمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني، والانتصار الذي تحقق ضد العدو الأمريكي.. مطالبا بتوجيه المزيد من الضربات الرادعة للعدو الصهيوني لإجباره على وقف عدوانه ورفع حصاره عن قطاع غزة.
وجدّد البيان العهد بعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة والتنديد تجاه الإساءات المتكررة للرسول الكريم، وجرائم تدنيس المسجد الأقصى المبارك، وإنما باتخاذ خطوات جهادية عملية.. مؤكدًا أن الكيان الصهيوني المجرم لن ينعم بالسلام، ولن يهنأ بالعيش، طالما أن الاحتلال والعدوان والحصار جاثم على غزة وفلسطين.
وأعلن المشاركون في الوقفة الجهوزية الكاملة والاستعداد لرفد وإسناد القوات المسلحة لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، والاستمرار في إقامة الدورات العسكرية المفتوحة لرفد الجبهات بالرجال وقوافل الدعم.