في ذكرى وفاة الشيخ عبدالحليم محمود.. تعرف على المشروع التجديدي للمشيخة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تحل علينا اليوم ذكرى وفاة الشيخ عبد الحليم محمود، فهو العالم الأزهري وشيخ الأزهر السابق صاحب المواقف الشجاعة، تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في ظروف بالغة الحرج.
تولى الشيخ عبد الحليم محمود، مشيخة الأزهر، ونجح في إنجاز العديد من المهام الصعبة، فأعاد هيبة مشيحة الأزهر وتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية.
ولد الشيخ في 2 جمادى الأولى 1328هـ، 12 مايو 1910م، بعزبة أبو أحمد قرية السلام مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ونشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان أبوه ممن تعلم بالأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه.
حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر سنة 1923م، حصل على العالمية سنة 1351 هـ / 1932م ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسبي سنة 1359 هـ / 1940م.
وبعد عودته عمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية بكليات الأزهر ثم عميدا لكلية أصول الدين سنة 1384 هـ / 1964م وعضوا ثم أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية فنهض به وأعاد تنظيمه ، ثم عين وكيلا للأزهر سنة 1390 هـ / 1970م فوزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.
وللشيخ الراحل أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، من أشهر كتبه: "أوروبا والإسلام"، و"التوحيد الخالص " و "الإسلام والعقل"، و"أسرار العبادات في الإسلام"، و"التفكير الفلسفي في الإسلام"، و"القرآن والنبي"، و"المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي".
التوسع في المعاهد الأزهريةتولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر ، في وقت اشتدت فيه الحاجة لإقامة قاعدة عريضة من المعاهد الدينية التي تقلص عددها وعجزت عن إمداد جامعة الأزهر بكلياتها العشرين بأعداد كافية من الطلاب، وهو الأمر الذي جعل جامعة الأزهر تستقبل أعدادا كبيرة من حملة الثانوية العامة بالمدارس، وهم لا يتزودون بثقافة دينية وعربية تؤهلهم أن يكونوا حماة الإسلام.
وأدرك الشيخ وقتها خطورة هذا الموقف فجاب القرى والمدن يدعو الناس للتبرع لإنشاء المعاهد الدينية، فلبى الناس دعوته وأقبلوا عليه متبرعين، ولم تكن ميزانية الأزهر تسمح بتحقيق آمال الشيخ في التوسع في التعليم الأزهري، فكفاه الناس مئونة ذلك، وكان لصِلاته العميقة بالحكام وذوي النفوذ والتأثير وثقة الناس فيه أثر في تحقيق ما يصبو إليه، فزادت المعاهد في عهده على نحو لم يعرفه الأزهر من قبل.
وكان عدد المعاهد الأزهرية، حينها حوالى 50 معهدا أزهريا على مستوى الجمهورية، وأصبح الآن حوالى 11 ألفا ويعود الفضل له .
الاهتمام بأمر الناسكان الشيخ عبد الحليم محمود يستشعر أنه إمام المسلمين في كل أنحاء العالم، وأنه مسئول عن قضاياهم، وكان هؤلاء ينظرون إليه نظرة تقدير وإعجاب، فهم يعتبرونه رمز الإسلام وزعيم المسلمين الروحي، ولهذا كان يخفق قلب الإمام لكل مشكلة تحدث في العالم الإسلامي، ويتجاوب مع كل أزمة تلمّ ببلد إسلامي.
فقد أصدر بيانا بشأن الأحداث الدامية والحرب الأهلية في لبنان، دعا الأطراف المتنازعة من المسلمين والمسيحيين إلى التوقف عن إراقة الدماء وتخريب معالم الحياة، وأهاب بزعماء العرب والمسلمين إلى المسارعة في معاونة لبنان على الخروج من أزمته، وفاء بحق الإسلام وحق الأخوة الوطنية والإنسانية، وقياما ببعض تبعات الزعامة والقيادة التي هي أمانة الله في أعناقهم.
لم يكتف الشيخ بذلك بل أرسل برقية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية يناشده العمل بحسم وعزم على وقف النزيف الدموي الذي أسالته المؤامرات المعادية على أرض لبنان.
صاحب مشروع تجديديوقال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الإمام عبد الحليم محمود شيخ الإسلام والإمام الأكبر الراحل، رزقه الله سبحانه وتعالى نفسا هادئة وعقلا ذكيا ومتوقدا فى الذكاء وصفاء قلبيا عجيبا.
وأضاف “ جمعة”، خلال لقائه ببرنامج "مصر أرض المجددين"، الذى يقدمه الإعلامى عمرو خليل على قناة ON E، أن الإمام عبد الحليم محمود، تمت توليته كثيرا من المناصب والله وفقه بالكثير من الحركات، وذهب إلى العاصمة الفرنسية باريس وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون وأتقن اللغة الفرنسية.
وتابع مفتي الجمهورية السابق: "عندما عاد الإمام عبد الحليم محمود تولى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ووزيرا الأوقاف ثم مشيخة الأزهر، وفق الله سبحانه وتعالى هذا الرجل والكيان والقامة المهمة في شخصيته عقليا ونفسيا ووفقه في الحياة الدنيا وكان عالما بمعنى الكلمة، حيث يؤلف ويبحث ويدرس، فمن هنا هذه الشخصية هي التي نتحدث عن مشروعها التجديدى".
وكان الشيخ عبدالحليم محمود كان علامة للزهد والورع لم يغفل دوره الوطني في أن يكون أيضا من أبرز أسباب النصر في حرب السادس من أكتوبر لعام 1973، وحملت خطبه الرنانة والحماسية خلاف رؤيته المنامية للرسول صلى الله عليه وسلم بشارات وفرحة لمصر والعالم العربي والإسلامي على حد سواء.
وفاة الشيخ عبد الحليم محمودتوفي الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، صباح يوم الثلاثاء الموافق (15 ذو القعدة 1397 هـ / 17 أكتوبر 1978م).
وشعر الإمام عبد الحليم محمود بآلام شديدة بعد عودته من الأراضي المقدسة فأجرى عملية جراحية لقي الله بعدها في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق (15 ذو القعدة 1397 هـ، 17 أكتوبر 1978م) تاركا ذكرى طيبة ونموذجا لما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مشيخة الأزهر شيخ الأزهر مشیخة الأزهر
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يستقبل أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية 2026
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بمشيخة الأزهر الشريف في القاهرة، أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانية في دورتها السابعة 2026؛ حيث ضم وفد الجائزة العالمية المستقلة الزائر كلًّا من: سعيدة ميرزيوييفا، رئيسة الإدارة الرئاسية في جمهورية أوزبكستان، وشارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق رئيس وزراء بلجيكا الأسبق، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة، وموسى فكي محمد، رئيس مفوضيَّة الاتحاد الإفريقي السابق رئيس وزراء تشاد الأسبق.
وخلال الاجتماع، أعرب الإمام الأكبر عن ترحيبه بأعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة في رحاب الأزهر الشريف، مؤكِّدًا أنَّ الزيارة الأولى لأعضاء اللجنة إلى مصر تمثِّل امتدادًا لمسيرة الأخوَّة الإنسانية التي انطلقت من القاهرة عام 2017، وتُوِّجت بتوقيع فضيلته مع الراحل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة السابق، وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية في أبوظبي عام 2019، مضيفًا أنَّ الجائزة تحمل اسم حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيَّب الله ثراه"، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعد امتدادًا لمسيرته الخيرة في خدمة الإنسانيَّة ونصرة الضعفاء.
وقال: "أنتم تجلسون الآن في بقعة مضى عليها أكثر من ألف عام، وهي تنشر السلام والوسطية والإخاء في مصر وفي جميع أنحاء العالم، كما أنَّ مصر هي مهد السَّماحة والتَّعايش، فهي تقدِّم للعالم نموذجًا لا يتكرر في تحقيق قيم التعايش السلمي والإخاء والسماحة، وحمايتها وتعزيزها عبر إنشاء بيت العائلة المصريَّة، الذي أسهم في تعزيز هذا النموذج وحمايته، مضيفًا أنَّ الأديان جميعها إنَّما جاءت لترسيخ قيم السلام والإخاء والتعايش، وجميعها قيم إنسانيَّة نحن الآن في أمسِّ الحاجة لتعزيزها في مجتمعاتنا، بعد أن اجتاحت عالمنا مؤخرًا الكثير من الحروب والصِّراعات.
وأكَّد شيخ الأزهر ثقتَه فيما يقوم به أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة من جهودٍ مخلصةٍ لتحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانيَّة، التي من أجلها أُنشئت الجائزة، موضحًا أنَّ التاريخ ينتظر منهم الإسهام في إرساء أسس السلام والإخاء في العالم، مؤكدًا أنَّ جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة أصبحت اليوم واحدة من المنصَّات العالمية المستقلة التي تُكرِّم الجهود المخلصة في خدمة الإنسانيَّة، داعيًا أعضاء اللجنة إلى تحمُّل مسؤوليتهم التاريخيَّة في اختيار الشخصيات والمبادرات التي تُجسِّد روح الأخوَّة الإنسانيَّة في أسمى صورها، وتقدِّم للعالم مجددًا نماذج تُلهم الأجيال وتُعمِّق الإيمان بأنَّ السلام والتفاهم ممكنان مهما تعدَّدت التحديات وتنوَّعت الثقافات.
ومن جانبهم، أكَّد أعضاء لجنة التحكيم التزامهم باختيار المكرَّمين في الدورة السابعة للجائزة ممَّن يواصلون مسيرة المُكرَّمين الفخريين؛ فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، والراحل قداسة البابا فرنسيس، وبما يعكس روح الوثيقة وأهدافها الإنسانية النَّبيلة.
وأكَّد المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوَّة الإنسانية، أنَّ زيارة لجنة التحكيم إلى جمهورية مصر العربية تأتي انطلاقًا من الدور التاريخي لهذا البلد العريق في مسيرة التقدم الحضاري والإنساني، وإسهاماته الكبيرة في دعم قضايا الحوار وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، قائلًا إن اجتماع أعضاء لجنة التحكيم مع الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، المرجع الإسلامي الأبرز عالميًّا وأحد الشخصيات المؤسسة لمسيرة الأخوَّة الإنسانيَّة، يشكِّل ركيزة محورية ودعمًا جوهريًّا لجهود الجائزة في إبراز النماذج والمبادرات التي تجسد قيم الأخوَّة الإنسانيَّة.
فيما قالت سعيدة ميرزيوييفا، رئيسة الإدارة الرئاسيَّة في جمهورية أوزبكستان: "سَعِدْنا بلقاء فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطَّيب في رحاب الأزهر الشريف، هذا الصرح الأقدم والأعرق في تاريخ العلم والحوار بين البشر. وقد تناول لقاؤنا آفاق الجهود المشتركة لتعزيز قيم الأخوَّة الإنسانيَّة، والمساهمة في بناء عالم أكثر أمنًا وكرامةً للإنسان. وقد جدد هذا اللقاء قناعتنا بأهمية تكريم الشخصيات التي نذرت حياتها لترسيخ قيم التَّعايش وخدمة الإنسان أينما كان.
وقال شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق، رئيس وزراء بلجيكا الأسبق: إنَّ "زيارة لجنة التحكيم الدولية إلى جمهوريَّة مصر العربية، هذا البلد الذي شكَّل عبر العصور ملتقى بارزًا للحضارات وركيزةً من ركائز التاريخ الإنساني، وزيارتنا للأزهر الشريف، بوصفه منارة عالمية للعلم ومعقلًا راسخًا للحكمة والمعرفة، ونقاشنا مع شخصية إسلامية بارزة مثل الإمام الأكبر أحمد الطيب، يذكِّراننا بالغاية الجوهرية التي تنهض عليها جائزة زايد للأخوَّة الإنسانيَّة. فهذه الجائزة تسعى إلى تعزيز الإنسان وتنمية الحضارة الإنسانية من خلال دعم مسارات التنمية البشرية، وترسيخ ثقافة الحوار البنَّاء، وتأكيد دَوْرِ التَّعليم بوصفه ركيزةً أساسيَّةً لمستقبل أكثر ازدهارًا واتساعًا أمام الأجيال كافة".
فيما أكَّد موسى فكي محمد، رئيس مفوضيَّة الاتحاد الإفريقي السابق، رئيس وزراء تشاد الأسبق أنَّ لقاء فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب أبرز الدورَ الجوهريَّ الذي تضطلع به القيادة الدينية والأخلاقية في ترسيخ قيم التعايش السلمي، وخصوصًا في مناطق الصراعات. وإننا نتقدَّم في عملية اختيار مكرمي هذا العام بروح واعية ومسؤولية، مسترشدين بأهمية ترسيخ قيم المصالحة، وصون المجتمعات الأكثر هشاشة، وتمكين الأجيال الصاعدة، باعتبار هذه المبادئ دعائم أساسية لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانيَّة".
شارك في الزِّيارة مستشارَا لجنة تحكيم جائزة 2026؛ البارونة باتريشيا سكوتلاند، عضو مجلس اللوردات البريطاني، الأمينة العامة السابقة لمنظمة دول الكومنولث، والسيد أداما ديانغ، المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي لمنع الإبادة الجماعية والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة.
ويُذكر أنَّ لقاء لجنة تحكيم الجائزة بالإمام الأكبر شيخ الأزهر يأتي في إطار جدول أعمال زيارتها إلى جمهورية مصر العربية، والتي شملت عددًا من الاجتماعات الحضورية المباشرة لمناقشة الترشيحات الواردة للجائزة في نسختها السابعة 2026، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات والزِّيارات الميدانيَّة، من بينها زيارة الجامع الأزهر، والمتحف المصري الكبير، وعدد من المؤسسات الدينية والثقافية الأخرى في القاهرة.
وسُمِّيت جائزة زايد الإخوة الإنسانية، تكريمًا للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث تُكرم الأفراد والجهات الذين يقدمون إسهامات جليلة لنشر وتعزيز قيم الأخوَّة الإنسانيَّة والتضامن حول العالم.
واحتفت الجائزة بـ16 مُكرَّمًا من 15 دولةً من بينهم شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، والبروفيسور المصري السير مجدي يعقوب، منذ تأسيسها عام 2019، تخليدًا للقاء التاريخي في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي جمع فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بالراحل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة السابق؛ حيث وقَّعا معًا «وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة» التاريخيَّة.