بسبب منشور على فيسبوك.. الفنانة دلال أبوآمنة مُعتقلة!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
اعتقلت شرطة المحتل، أمس الاثنين 16 أكتوبر، الفنّانة الفلسطينية دلال أبوآمنة في منزلها بمدينة الناصرة، بسبب منشور على موقع “فيسبوك” في أعقاب العدوان المتواصل على قطاع غزة.
ونشرت أبوآمنة عبارة “لا غالب إلّا الله” مع رمز للدعاء وعلم فلسطين، وهو ما اعتبره الاحتلال “تحريضا على إسرائيل”، عقب انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، وفق تلفزيون العربي.
وقالت شرطة الاحتلال -وفق القدس العربي- في بيانها الثلاثاء إنّ “مكافحة التّحريض ودعم الإرهاب” مستمرّة طوال الوقت، وإنّها أوقفت مغنّية وفنانة مؤثّرة في شبكات التواصل ودكتورة، بشبهة المدح والتّحريض”.
وأضافت في بيانها: “إلى جانب الاستعدادات الميدانية المستمرة والمتزايدة، يقوم أفراد شرطة اللواء بالتّعامل بحزم ودون هوادة مع أيّ مظهر من مظاهر التحريض على الإرهاب والعنف”. تبرير مخجل في محاولة لتبرير اعتقال الفنانة الفلسطينية أبو آمنة، قالت شرطة المحتل: “إنّه تمّ عقب ظهور عدد من المنشورات، أمس الاثنين، على شبكات التواصل الاجتماعي، التحقيق مع دكتورة في مهنتها، وهي من الشخصيات المؤثرة في الشبكة في المجتمع العربي، والتي تنشر منشورات وأنشطة في وسائل الإعلام المختلفة، أدلت فيها بتصريحات ضدّ إسرائيل ودعما لفلسطين”.
وتمّت إحالة أبوآمنة إلى مركز شرطة الاحتلال الإسرائيلي في حيفا، حيث تمّ التحقيق معها وتوقيفها للاشتباه في قيامها بـ”تصرّف قد ينتهك الأمن العام وسلامة الجمهور” -وفق رواية المحتل- وسيتمّ إحالتها في وقت لاحق، من اليوم الثلاثاء، بناءً على طلب شرطة الاحتلال لتمديد توقيفها في محكمة الصلح في الناصرة
. وقالت المحامية بكر لـ”القدس العربي” إنّ الاعتقال يندرج ضمن محاولات ترهيب إسرائيلية، مؤكّدة عدم وجود سبب مقنع لتحقيق جنائي معها، فالقول “ولا غالب إلّا الله” لا يدعو بالضرورة إلى العنف.
وأضافت: “من حرّض الشرطة الإسرائيلية على الاعتقال، هي أوساط صهيونية يمينية اعتبرت أنّ (لا غالب إلّا الله) إلى جانب علم فلسطين بمثابة دعوة لانتصار فلسطين”. ويأتي اعتقال الفنانة الفلسطينية التي تسكن في الأراضي المحتلة عام 1948، بعدما اشتكت من قيام مستوطنين بالتهجّم والتحريض عليها.
أصل الحكاية في التفاصيل، كشفت عبير بكر محامية أبوآمنة لوسائل إعلام محلية، أنّ موكّلتها اعتُقلت للتحقيق معها بشأن المنشور على فيسبوك الذي نشره الطاقم الإعلامي للفنانة. وأكّدت المحامية أنّ أبوآمنة: “ما تزال تخضع للتحقيق، ولم يتمّ حتى هذه اللحظة اتخاذ قرار رسمي بتمديد اعتقالها”، غير أنّها شدّدت على أنّ نيّة الاحتلال كانت اعتقالها، “حتى قبل أن يُحقّق معها”، فقد وصلت شرطة الاحتلال إلى منزل الفنانة بنيّة مبيتة لاعتقالها. كما لفتت بكر إلى أنّ ما تعرّضت له موكلتها يتزامن مع تقديم الفنانة “شكاوى ضدّ التحريض عليها من قبل مستوطنين، من ضمنها التحريض على العنف بحقها”. وتابعت: “من حق الفنانة أبوآمنة تعريف نفسها بوصفها فلسطينية، وما كتبته ليس تحريضا على الإرهاب”. كما أكّدت بكر فور زيارتها لأبوآمنة في المعتقل في مقر شرطة العفولة أنّهم مدّدوا اعتقالها قبل التحقيق معها.
وكشفت بكر لـ”الشرق الأوسط” أنّ موكّلتها أبوآمنة توجّهت إلى شرطة حيفا لتقديم شكوى ضدّ ناشطة إسرائيلية يمينية بارزة تمنّت في منشور على صفحتها في فيسبوك القتل والاغتصاب، وما لبثت أن تعرّضت لتهديدات واسعة هي وزوجها طبيب الأسنان عنان عباسي، وهناك أبلغوها أنّها معتقلة.
وأكّدت المحامية أنّ معنويات موكّلتها عالية، وتقول إنّها: “متصالحة مع نفسها ومستعدة لدفع ثمن كونها فنانة فلسطينية ملتزمة، وأنّها واعية بمحاولة ترهيب فلسطينيي الداخل من خلال مثل هذه الاعتقالات”. ومدّدت محكمة الصلح في الناصرة، اليوم الثلاثاء، اعتقال الفنانة الفلسطينية دلال أبوآمنة، ليوم غد الأربعاء.
وقالت عبير بكر، محامية أبو آمنة، لموقع “عرب 48”: “سنستأتف على القرار، التهم واهية والشرطة مفلسة”. من هي دلال أبوآمنة؟ دلال أبوآمنة من مواليد مدينة الناصرة شمال فلسطين في 1983، مغنية ومنتجة فلسطينية ودكتورة باحثة في علوم الدماغ وفيسيولوجيا الأعصاب من معهد التخنيون التطبيقي في حيفا.
بدأت الغناء في سن الرابعة، حيث شاركت في مسابقة “أميرة الربيع”، ونالت حينها اللقب عن أغنية “مريم مريمتي” عام 1987، وفي سن السادسة عشرة عُرفت بأدائها المتقن لأغاني الطرب الأصيل والأدوار القديمة، إلى جانب تأديتها أغاني التراث الفلسطيني والشامي. مدحها كبار موسيقيي العالم العربي، مثل صلاح الشرنوبي وأصالة نصري، وأشادوا بصوتها الذي يدمج برأيهم بين الأصالة والحداثة.
عُرفت بتقديمها الفن الإنساني الملتزم، وتعمل على تطوير الفن الفلسطيني بحيث يحافظ على أصالته من ناحية ويحاكي الجيل الشاب والمستمع الغربي من ناحية أخرى، وسيلةً لترسيخ الهوية الفلسطينية ودعم قضايا الشعب الفلسطيني.
شاركت في مهرجانات عالمية وعربية مهمة، مثل مهرجان جرش ومهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، وقامت بتمثيل فلسطين في عدة “أوبريتات” عربية على غرار أوبيريت “أرض الأنبياء” عام 2012 وأوبريت “نداء الحرية” عام 2014. كما تُشارك بشكل دائم في أمسيات ثقافية وفنية محليا وعربيا ودوليا، بالإضافة إلى مشاركاتها ضمن فرقتها الخاصة، وهي أيضا المغنية الرئيسية في الأوركسترا العالمية “ميستو” التي تقدّم من خلالها أغاني التراث العربي والفلسطيني بمرافقة موسيقيين غربيين وبتوزيع أوركسترالي في كامل أنحاء العالم.
قامت بإصدار العديد من الأغاني التي نالت شهرة واسعة مثل “أنا قلبي وروحي فداك” عام 2001، كلمات عدنان عباسي وألحان الفنان علاء عزام وتوزيع حبيب شحادة، وسجلت في أستوديوهات كارم مطر “خليني في بالك” 2003، وأصدرت ألبومين اثنين: “كريم يا رمضان” (2007)، و”عن بلدي” (2013)؛ وهو ألبوم يحكي عن فلسطين بجوانبها المختلفة وبأساليب غنائية متنوعة، واشتهرت إحدى أغانيها “عين العذراء” التي كانت في قائمة الأغاني الأنجح إذاعيا، وأغنية “بكرة جديد” التي كانت ضمن الخمس أغاني المختارة في مهرجان يورموود الدولي عام 2006.
وأصدرت الفنانة عدة ألبومات وأغان منفردة لاقت نجاحا كبيرا في فلسطين، واكتسبت انتشارا واسعا لدى شريحة كبيرة من المتابعين، إضافة إلى المثقفين العرب والأجانب في كل أنحاء العالم. أحد هذه الألبومات بعنوان “عن بلدي”، الذي تحكي فيه عن فلسطين من زوايا جديدة ومتعددة تكشف فيه الجمال والفرح الفلسطينيين، عبر أغان من إبداع ملحنين وشعراء فلسطينيين بتوزيع موسيقي حديث يتماشى وأصالة القالب الموسيقى الطربي للأغاني. ثم أطلقت مشروع ألبوم “يا ستي”، الذي يعتبره النقاد واحدا من أهم المشاريع الفنية العربية التي توثّق الغناء التراثي النسوي، إذ يتميز بمرافقة مجموعة من “الجدات- حافظات التراث” لدلال على خشبة المسرح، وهنّ يستحضرن أجواء العائلة الشامية والعربية بالغناء الجماعي وبأسلوب مسرحي عفوي. كما لها ألبوم “نور”؛ وهو عبارة عن رحلة موسيقية في الشعر الصوفي، تُقدّم فيه مقطوعات قديمة لكبار الشعراء الصوفيين مثل ابن عربي وجلال الدين الرومي ورابعة العدوية والحلاج وابن الفارض، بألحان وتوزيعات حديثة وُضعت خصيصا لهذا المشروع، قامت دلال بإنتاجه بالتعاون مع مؤسّسة البستان في فلادلفيا.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: شرطة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
فيسبوك يستخدم بيانات العملاء دون إذن
صراحة نيوز ـ مع تسارع التطورات التقنية، باتت بيانات الأفراد الشخصية الوقود الذي يُغذّي أنظمة الذكاء الاصطناعي حول العالم.
وفي خطوة جديدة، أعلنت شركة Meta المالكة لفيسبوك وإنستغرام، أنها ستبدأ اعتبارًا من من 27 مايو/أيار الجاري، باستخدام منشورات المستخدمين العلنية، بما في ذلك الصور، الفيديوهات، والتعليقات. وذلك لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، هذا الإجراء يخص حاليًا حسابات المستخدمين البالغين فقط، حسب ما نشرته صحيفة “سود ويست” الفرنسية.
كل يغني على ليلاه.. كيف يبعثر الذكاء الاصطناعي الملفات الدولية؟
ماذا تنوي Meta فعله؟
تقول Meta إن هذا الاستخدام مبني على “معلومات عامة أو مرخصة” يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، لكن عمليًا، هذا يعني أن صور عطلتك أو منشورات عائلتك قد تصبح جزءًا من المواد المستخدمة لتحسين الذكاء الاصطناعي، دون أن يتم إبلاغك بشكل مباشر، ما لم تتخذ إجراءً استباقيًا.
والأخطر أن Meta تعتبر الصمت بمثابة موافقة: إذا لم تعترض صراحة قبل 27 مايو/أيار، فستُعتبر موافقًا تلقائيًا على استخدام بياناتك، ولن تتلقى أي إشعار إضافي بعد ذلك.
مهلة حاسمة
إذا لم تقم بتقديم اعتراض رسمي قبل هذا الموعد، فستُعتبر موافقًا تلقائيًا على استخدام بياناتك. والأخطر أن Meta لن ترسل إليك أي إشعار بعد ذلك، ما يعني أن الباب سيُغلق تمامًا في وجه الاعتراضات المستقبلية.
كيف تعترض على استخدام بياناتك؟
الخبر السار هو أن Meta أتاحَت نموذجًا بسيطًا يمكنك من خلاله الاعتراض على هذه السياسة الجديدة، سواء عبر فيسبوك أو إنستغرام. إليك خطوات التقديم:
على فيسبوك:
افتح تطبيق فيسبوك واذهب إلى صفحتك الشخصية.
ادخل إلى إعدادات الخصوصية، ثم اختر مركز الخصوصية.
في الفقرة الثانية، ستجد خيار “الاعتراض” أو (Opposer)، اضغط عليه واتبع التعليمات.
على إنستغرام:
افتح تطبيق إنستغرام واذهب إلى صفحتك الشخصية.
اضغط على الثلاث نقاط أعلى يمين الشاشة.
انتقل إلى: الإعدادات ثم مزيد من المعلومات والمساعدة ثم مركز الخصوصية.
في الفقرة الثانية، اضغط على “الاعتراض” وادخل البريد الإلكتروني المرتبط بحسابك.
تأكيد عبر البريد الإلكتروني
بعد ملء النموذج، سترسل Meta رسالة إلكترونية إلى بريدك لتأكيد طلبك. تأكّد من التحقق من صندوق الوارد وكذلك من مجلد الرسائل غير المرغوب فيها (Spam). لن يُقبل طلبك ما لم يتم تأكيده عبر البريد.
لا تنتظر حتى فوات الأوان
إذا كنت حريصًا على حماية ذكرياتك ومنشوراتك الخاصة من أن تصبح مجرد بيانات تُستهلك في تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي، فعليك التحرك الآن. فبعد 27 مايو/أيار، لن يكون هناك رجوع إلى الوراء