عملت المعارضة السودانية خلال سنوات الحكم الشمولي المتعاقبة على الوطن إلى خلق التحالفات وتشكيل الجبهات، ونجد أن تاريخ المعارضة السودانية مليئ بالتحالفات السياسية وبناء الجبهات، وخلال فترة حكم الرئيس السابق جعفر النميري تكونت تحالفات وجبهات معارضة تهدف إلى إسقاط نظامه الشمولي وإحداث تغيير في البلاد. وبالفعل توصلت تلك التحالفات والجبهات إلى نجاحات في تسهيل الإطاحة بالنميري وتمكين خروج السودان من فترة حكم شمولية طويل في ثورة أكتوبر 1964.
إن تشكيل جبهة مدنية عريضة تدعو إلى إيقاف الحرب والتحول المدني الديمقراطي في السودان يعتبر عملاً كبيراً يجب الاشادة به. فهذه الجبهة تسعى وتعمل على توحيد الجهود والطاقات السودانية المدنية المختلفة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.لم يحن بعد الحديث عن أهداف هذه الجبهة إنما من الواضح انها تدعو إلى وقف الحرب التي استمرت لفترة ستة أشهر في السودان وأدت إلى تهجير الكثير من الناس وتدمير البنية التحتية للبلاد. ومن طبيعة اسمها انها تهدف أيضاً إلى تحقيق التحول المدني الديمقراطي في السودان، بحيث يكون للمواطنين القدرة على المشاركة الفعالة في صنع القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويجب الاشادة بدور هذه الجبهة التي تعمل في ظروف حرجة وفي وضع أكثر تعقيداً حيث نزح أغلب السودانيين والسودانيات خارج الوطن. كما أنها تعزز دعم العملية السلمية في السودان، وتسعى لتوحيد و تكامل الجهود المدنية المختلفة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد. فقد كانت ثورة ديسمبر المجيدة بداية لمسيرة جديدة في تاريخ السودان، ولكنها تعرضت للاختطاف من قبل قوى خارجية وداخلية تسعى للعودة إلى الاستبداد والعنف.
لذلك، فإن تشكيل جبهة مدنية عريضة تعمل على تحقيق التحول المدني الديمقراطي وإيقاف الحرب في السودان هو خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد. يجب على المجتمع الدولي والمحلي أن يدعموا هذه الجهود ويساندون هذه الجبهة من أجل إحلال السلام والعدالة في السودان.
د. سامر عوض حسين
18 أكتوبر 2023
samir.alawad@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان هذه الجبهة فی البلاد
إقرأ أيضاً:
قطر الخيرية تطلق مشروعا لترميم مئات المنازل في سوريا
أطلقت منظمة قطر الخيرية، بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة، مشروعا جديدا لترميم 300 منزل في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي في سوريا، ضمن حملة شاملة تهدف إلى ترميم المنازل المتضررة في عدد من المحافظات السورية.
ويأتي هذا المشروع امتدادا لحملة جمع التبرعات الموسعة التي أُعلن عنها خلال "تحدي ليلة 27" من شهر رمضان المبارك الماضي، والتي شهدت تفاعلا واسعا من الشعب القطري.
وأوضح مدير إدارة العمليات التنموية في قطر الخيرية، عبد العزيز حجي، أن المشروع يندرج ضمن خطة تهدف إلى ترميم أكثر من 1500 منزل في محافظات إدلب وحلب (شمال) وحماة (وسط).
وأشار حجي إلى أن المرحلة الأولى تستهدف ترميم 300 منزل، وذلك بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة، بهدف المساهمة في إعادة الإعمار وتوفير الأمن والاستقرار للسكان المتضررين.
من جانبه، ثمّن محمد جهاد طعمة، نائب محافظ حماة، جهود قطر الخيرية في دعم الأسر المتضررة شمالي سوريا، مؤكدا أهمية المشروع في تحسين ظروف المعيشة وإعادة تأهيل المساكن المتضررة بما يسهم في إعادة الأمل والاستقرار للأهالي، خاصة أولئك العائدين إلى قراهم بعد سنوات من النزوح.
إعلانويجري تنفيذ المشروع بالتنسيق مع الجهات المحلية لضمان استهداف الأسر الأكثر احتياجا، مع الالتزام بتطبيق معايير السلامة والجودة في أعمال الترميم، بما يضمن استدامة الأثر الإنساني لهذا التدخل.
وتواصل قطر الخيرية دورها الإنساني الفاعل في دعم المتضررين داخل سوريا من خلال مشاريع إغاثية وتنموية متنوعة، تركز على تأمين سبل العيش الكريم وتحسين أوضاع المعيشة، وتمكين المجتمعات المحلية من التعافي في ظل التحديات المستمرة.