صدى البلد:
2025-12-13@19:44:10 GMT

منال الشرقاوي تكتب: اسْلَمِي يا مِصْر

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

هو حب مختلف، ينبع من عاطفة عميقة وجامحة تهز الوجدان، حب الوطن الذي لا يضاهيه حب، هو الحب لمصر، الأم العظيمة، التي تحمل تاريخًا غنيًا يمتد لآلاف السنين ، في قلب مصر ينبع الوفاء والانتماء، وهي ليست مجرد بقعة جغرافية على الخريطة، بل هي رمز للحضارة والثقافة، وملتقى للأديان والأعراق. 


والولاء للوطن من القيم الأساسية التي تجمع الناس وتوحدهم، وعلى الرغم من اختلاف أفكارهم وثقافتهم وطرقهم في التعبير عن آرائهم ،يبقى حب الوطن هو الخيط الذي يربطهم جميعاً.


"اسْلَمِي يا مِصر" ليست مجرد كلمات على ورق، بل تمثل رمزية كبيرة للحب والاعتزاز بالوطن. إنها تلهم جميع فئات الشعب وتجمعهم على حب وحماية وتعزيز الوحدة الوطنية، وحماية مصر من أي شخص يفكر في المساس بأمن وأمان هذا البلد ، فستجد قلم الكاتب خنجراً ، نعم ذلك الكاتب الذي يجمع كلماته بعناية فائقة لتدخل قلوب وعقول القراء ،سيتحول قلمه إلى خنجر يطعن من يفكر في زعزعة أمن وأمان بلده ، وسترى ريشة الفنان سهماً صوب الأعداء ، فمصر هي الخط الأحمر لكل المصريين ، ولم يبالغ أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال " لِقَلْبِي أنتِ بعدَ الدِّينِ دِيْن"، فالوطن هو أعظم قضية، وحب مصر هو جزء من وجدان كل مصري. هو الحب الذي يجمعنا جميعًا، والوفاء الذي يلهمنا للعمل معًا من أجل مستقبل أفضل لمصر، وهي الأم العظيمة التي تستحق كل الحب والعناية. مصر، هذا البلد العريق الذي يحمل تاريخ غني بالحضارات القديمة والتراث الثقافي الرائع. وأكرر، حب مصر هو أكثر من مجرد انتماء لمكان، إنها عاطفة عميقة تتجاوز الكلمات وتشمل القلوب والأرواح. 


يتساءل الكثيرون، لماذا يحب المصريون مصر بهذا العمق؟
لن أقول السبب هو أن مصر تمتلك جمالاً طبيعياً مدهشاً، من البحر الأحمر وشواطئه الخلابة إلى وادي النيل الخصب والصحراء الذهبية، مروراً بالبحر المتوسط ، ولن أقول إن هذا الحب يرجع لكونها بلداً حاضراً في تاريخ الإنسانية منذ آلاف السنين،  وأن تراثها الثقافي الرائع يتضمن الأهرامات والمعابد وثلثي آثار العالم وأنها منبع  الفنون والآداب والعلوم، فمصر كل هذا وأكثر. 


لقد شهدت مصر الكثير من التحديات والنضالات على مر العصور. من النضال ضد الاستعمار إلى النضال من أجل الحرية والعدالة ،فقد قدّم المصريون الكثير من التضحيات من أجل بناء وحماية وطنهم. هذا النضال، وهذه التضحية يعززان الحب لمصر والتأكيد على الولاء لها... ولدى المصريين هوية وطنية قوية يعتزون بها . إنهم يحملون هذه الهوية بكل فخر واعتزاز. هذه الهوية تتجاوز الانتماء الجغرافي وتشمل الانتماء لمجتمع متنوع ومتعدد الثقافات ، وهذا هو الأصعب ان تنتمي لمجتمع ووطن يحمل ثقافات وديانات وأفكاراً مختلفة، لكنه يتفق على حب هذا الوطن ، فلنكن دائمًا حراسًا لمصر ولنبذل كل ما لدينا من جهد من أجل الحفاظ على عظمتها وازدهارها.
"لكِ يا مِصْرُ السلامة ، وسَلامًا يا بلادي"
"واسْلَمِي في كُلِّ حين".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر

عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه. 

عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.

في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر. 

لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.

وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد. 

كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.

لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.

عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية. 

كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.

إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة. 

كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.

حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء. 

إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.

عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم. 

وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.

مقالات مشابهة

  • برج الجوزاء حظك اليوم.. قلبك يرشد عن الحب الحقيقي
  • ماراثون من النضال.. المستكاوي يهنئ منتخب الإمارات بالفوز على الجزائر
  • الشباب يريدون الاستقرار.. الزواج التقليديرجع وترشيحات الأهل والمعارف تكسب
  • عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • النضال من أجل الحرية كل لا يتجزأ
  • الشرقاوي: المشاركة الواسعة في انتخابات النواب تعزز الثقة في المسار الديمقراطي
  • «الحب والحرب» في رمضان 2026.. إياد نصار ومنة شلبي يوثقان معاناة أهل غزة بعد 7 أكتوبر
  • إياد نصار يتناول أحداث غزة في مسلسل "الحب والحرب"
  • دراسة تكشف دور «الحب» في الحماية من السمنة