الأرانب
#محمد_طمليه
كنت,يوم الجمعة الماضي ,في #الأغوار : بالمناسبة , رأيت #السياج الذي يفصلنا عن #اليهود … السياج الذي لم نجرؤ ؟
؛ رغم كل الهياج , أن نقترب منه… أن نعبر الى الارض التي امتلأت بها قصائدنا دون أن يمتلئ بها وجداننا… الأرض التي استخدمناها مثل ورقة((كلينكس))لازالة الزبد الذي تراكم على الشفه جراء الهتاف الغاضب بعد كل مجزرة… #الارض التي طويناها مثل يافطة انتخابية تحت الابط , ثم فردناها مثل(( شرشف ليلة الدخلة)) على #طاولة_المفاوضات… الأرض التي زرعناها لغوا , فأينبع اللغو قامات تنحني.
ها أن مخالب السياج تحمل مزقآ من لحم شهدائنا الذين عبروا رغمآ عنا. وها أن ذاكرة التراب ما تزال ترفل بوقع خطواتهم الأخيرة . وها أن الهواء ما يزال يضج بالدوي الذي أفناهم : انهم شهداؤنا الذين غافلوا خيبتنا , وحاولوا التمرد على((قدسية)) السياج , فعاقبناهم بتهمة العقوق.
أرض وأرانب . سياج وأرانب. أفواه تصوغ الشعارات, وأرانب تصفق في القاعة, أفواه تتحايل على التاريخ, وأرانب ترتع بانتظار طلقة الصياد. أفواه تمضغ, وأرانب تتكاثر على حد السكين..
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأغوار السياج اليهود الارض طاولة المفاوضات
إقرأ أيضاً:
تصريحات حميدتي .. مثال للسذاجة السياسية
إن التصريحات التي أطلقها حميدتي مؤخرًا بشأن عدم وجود مشكلة لديه مع مصر، وكذلك محاولته تبرير الوجود العسكري لقواته في منطقة المثلث الحدودي بأنها تخدم مصلحة مصر والمنطقة، ليست سوى مثال على السذاجة السياسية المحضة، بل على محاولة مفضوحة لبيع المياه في حارة السقّايين.
فحميدتي، وفي معرض حديثه عن انتشار قواته على حدود السودان مع مصر وليبيا، سعى إلى تقديم مبرر يبدو «ودّيًا» بأن هذا الوجود «ليس خصمًا على الجيران، بل إضافة لهم»، على حد قوله، بل وأبدى استعدادًا للحوار وحل الخلافات عبر التفاوض، مؤكدًا أنهم «راجعوا حساباتهم السابقة». غير أن مَن يُحسن قراءة مواقف حميدتي، ومَن يعرف تفاصيل الوضع على الأرض، يدرك جيدًا أن هذه التصريحات ليست سوى محاولات مكشوفة لتمرير أجندات خبيثة، وتحسين صورة مليشيا الدعم السريع، بينما تؤكد الحقائق على الأرض سعيها المستمر للتمدد وفرض الأمر الواقع على مناطق ذات طبيعة استراتيجية وحساسية عالية.
مصر دولة عريقة، دولة مؤسسات، تدرك تمامًا ما يعنيه الأمن القومي بالنسبة لها، ولا تتعامل مع قضاياها المحورية وفق تصريحات عابرة أو محاولات ملتوية. لقد أكدت القاهرة، على لسان أكثر من مسؤول، وفي عدة مناسبات، على دعمها لوحدة السودان ومؤسساته الوطنية، مما يشير بوضوح إلى مواقفها الراسخة وثوابتها التي لا تتزحزح مهما تعددت محاولات التضليل الإعلامي، أو محاولات خلط الأوراق على الساحة الإقليمية.
ليس من قبيل الصدفة أن تتعامل مصر، عبر تاريخها السياسي والدبلوماسي، مع الملف السوداني بقدر عالٍ من الحساسية، موازنةً بين ضرورة احترام سيادة السودان وضمان عدم السماح بتحويل أراضيه إلى مراكز توتر تؤثر على محيطها الحيوي ومصالحها الوطنية. ومن هذا المنطلق، فإن تصريحات حميدتي حول مصلحة مصر والمنطقة، بينما تحاول قواته فرض سيطرتها على أراضٍ ذات طبيعة حساسة، تفتقر إلى أدنى درجات المصداقية وتعكس سذاجة سياسية، بل عجزًا عن قراءة الحقائق على الأرض.
القاهرة تدرك جيدًا مَن يحمل مشعل الوحدة، ومَن يسعى لتمزيقها، ومَن يلعب على وتر المزاعم الإعلامية لتمرير مخططاته. مواقفها ليست وليدة تصريحات عابرة، بل تنبع من قراءة عميقة لاستقرار السودان، وحتمية الحفاظ على مؤسساته الوطنية، وضمان عدم السماح بتمدد الحرب على حدودها.
خلاصة القول: تصريحات حميدتي، على الرغم من محاولتها تقديم صورة مغايرة، ليست سوى محاولات بائسة لن تجد لها صدى لدى دولة تعرف مصلحتها ومصلحة محيطها، وتتصرف وفق مواقف استراتيجية، لا وفق تصريحات عابرة أو مزايدات سياسية. مصر، بكل ثقلها السياسي والتاريخي، تدير ملف السودان وفق حسابات دولة مؤسسات، وتنظر إلى الأفعال على الأرض قبل الأقوال، فلا تنخدع بالشعارات، ولا تنحني أمام محاولات التضليل الإعلامي. بل إن هذه التصريحات، على حقيقتها، ليست إلا محاولة فاشلة لشق الصف السوداني–المصري، أو للإيهام بأن مصر تربطها تفاهمات من تحت الطاولة مع هذه المليشيا، وهي ادعاءات مثيرة للسخرية قبل كل شيء.
فما بين السودان ومصر أكبر من تصريحات عابرة، وأعمق من محاولات ساذجة، إذ يجمعهما تاريخ مشترك، ومصير متداخل، ومصلحة عليا لن تهزها كلمات عابرة ولا مواقف زائفة.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب