سودانايل:
2025-05-18@02:27:49 GMT

خاطرة !!

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

في مثل هذه الايام من أكتوبر 2004 ،كانت حرب الابادة العرقية التي تشنها حكومة الانقاذ في دارفور تجري في اعنف صورها،وكانت جريدة الايام تتصدي لتلك الحرب وبجسارة ،حيث كان رئيس تحريرها وكتابها هدفاً يومياً لاجهزة الامن وقضاة سلطة القهر والاستبداد . كانت السلطات الامنية تطلب من الصحيفة عدم نشر أخبار عن المعارك التي تجرى في دار فور خلال ال24ساعة القادمة ،وذلك بغرض التغطية علي جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الانسان .


لم يكن رئيس التحرير الاستاذ محجوب محمد صالح يضع لنا اي محاذير في تناول ما يجري علي الساحة من أخبار وتعليقات واستطلاعات وآراء، كنا نتنفس الحرية الصحفية في اسمي معانيها وتطبيقاتها ومهنيتها .
وفي مثل هذا اليوم تناولت في عمودي اليومي (آفاق ورؤي) مايجري من قهر وتقتيل في دارفور في تلك الحرب ،وذكرت أن هناك مليشيات تسند الجيش في تلك الحرب وأشرت بصورة خاصة ل (الشرطة الشعبية) التي نمت وترعرعت بين يدي أحمد هارون والذي كان وقتها وزير دولة بالداخلية وعبد الرحيم محمد حسين وزيراً للداخلية .
كان احمد هارون يشرف عملياً علي ميادين القتال من علي مروحية عسكرية ويصدر اوامره لعلي كوشيب واخرين من عتاة الحروب الاهلية حيث تجري الابادة الجماعية في وادي صالح وعلي أمتداد تلك السهول والهضاب والاودية .
وعلي إثر ذلك العمود الصحفي وببلاغ مباشر من وزير الدولة بالداخلية أحمد هارون ، وجدنا انفسنا ذات صباح في محكمة أمن الدولة بالخرطوم شارع المطار ،فالاستاذ محجوب محمد صالح رئيس التحرير متهم اول وكنت انا متهم ثاني ،وفحوي البلاغ انني وصفت الشرطة الشعبية بانها (مليشيا) وهي قوة من ضمن القوات النظامية وتم تاسيسها بامر دستوري الي ما غيره من دفوعات عن المليشيات التي تقاتل الي جانب الجيش في ذلك الوقت .وتقابلنا في ذلك الصباح الاكتوبري عند بوابة المحكمة ولما كنت ابادل الاستاذ محجوب تحية الصباح خاطبني قائلاً (خلاص دخلت الكور) بمعني انني اصبحت من مرتادي جرائم الحريات الصحفية وكان يرسل ابتسامة دفعت بي نحو أفاق لم أرتادها من قبل .
في داخل المحكمة وجدنا الاستاذ شمينا والذي نذر نفسه كمحامي دفاع عن صحيفة الايام ،وكان هناك عقيد من وزارة الداخلية وهو يمثل الاتهام .
وفي قفص الاتهام تمت تلك الاجراءات الاولية ،ثم رفعت الحلسة لتعاود في تاريخ لاحق .
الانقاذ وقتها كانت منهمكة في محادثات نيفاشا وبين جذوة الحرب ومساحيق التجميل للمجتمع الدولي ،تم الاحتفاظ بذلك البلاغ حتي وقتها .
كانت صحيفة الايام تعري أساطين الحرب ،وتكشف ما يدور هناك بعيداً عن عين العالم ،وهي تخوض معارك الحرية والتحرر من أجل الذي ياتي ولا يأتي.
وهاهي الحرب الان تلتهم البلاد طولاً وعرضاً وبذات سدنتها ورموزها،وتأخذ منحي جديداً من الاهوال وتدفع البلاد نحو المجهول وبذات إيدي صناع الحروب الاهلية و تماثيلهم التي صنعوها .
التحية للاستاذ محجوب محمد صالح و هو بعيداً عن الوطن في منافي الحرب القسرية .

musahak@icloud.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إنعام محمد علي.. رائدة الدراما المصرية التي أنصفت المرأة وكتبت التاريخ بالصورة


 

في عالم الدراما المصرية، لا يمكن الحديث عن الريادة والتجديد دون ذكر اسم إنعام محمد علي، التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين كبار المخرجين، ليس فقط بإبداعها الفني، بل بقدرتها على نقل قضايا المجتمع والمرأة إلى الشاشة بكل صدق ووعي.

 مخرجة استثنائية صنعت مجدها بعدسة الكاميرا، وجعلت من الفن رسالة وقضية، فحكت التاريخ وناقشت الممنوع وطرحت الواقع بأسلوب راقٍ لا يُنسى.

البدايات والتكوين العلمي

ولدت إنعام محمد علي في محافظة المنيا عام 1938، وسط بيئة محافظة وطموحة، دفعتها منذ الصغر إلى التمسك بالعلم والثقافة كوسيلة للصعود وتحقيق الذات. تخرجت في كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1960، ثم حصلت على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة القاهرة عام 1973. لم تكتفِ بالدراسة المحلية، بل خاضت تجربة التدريب الدولي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، بالإضافة إلى معايشة التجارب الأوروبية في التلفزيون الألماني والتشيكوسلوفاكي، ما شكّل لديها قاعدة ثقافية ومهنية متميزة.

خطواتها الأولى في عالم الإخراج

بدأت إنعام مشوارها المهني من داخل التلفزيون المصري، وتحديدًا في قسم التمثيليات، حيث عملت كمساعدة مخرج عام 1960. سرعان ما أثبتت كفاءتها، فحصلت على فرصة إخراج أول مسلسل لها عام 1964.

كانت بداياتها هادئة لكنها واثقة، ومع كل عمل جديد كانت تؤكد أنها ليست مخرجة عادية، بل صاحبة رؤية ورسالة.

تدرج إداري ومكانة فنية

لم تقتصر إنعام على الجانب الفني فقط، بل ارتقت أيضًا إداريًا داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، فشغلت منصب مديرة إدارة برامج المرأة من 1974 حتى 1985، ثم أصبحت نائبة لرئيس قطاع الإنتاج بدرجة وكيل وزارة، وهو ما منحها نفوذًا مؤثرًا في توجيه محتوى الدراما المصرية، وخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة.

إبداع لا يُنسى في الدراما التلفزيونية

أبدعت إنعام محمد علي في تقديم عدد من أبرز المسلسلات المصرية التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، أبرزها:

• ضمير أبلة حكمت، الذي قدمته عام 1991، وجسدت فيه الفنانة فاتن حمامة دور المعلمة القدوة.

• أم كلثوم، الذي روت فيه حكاية كوكب الشرق بتفاصيل إنسانية وفنية مؤثرة.

• قاسم أمين، الذي سلط الضوء على مشروع تحرير المرأة في مصر، وأثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية.

• قصة الأمس، والحب وأشياء أخرى، ومسلسل نونة الشعنونة الذي تناول قضية الخادمات القاصرات.

كل عمل من هذه الأعمال جاء محمّلًا برسائل اجتماعية وثقافية عميقة، ولم يكن مجرد ترفيه بل توثيق وتحفيز على التغيير.

بصمتها في السينما الوطنية

رغم أن إنعام برعت أكثر في الدراما، فإنها تركت أثرًا قويًا أيضًا في السينما من خلال أفلام ذات طابع وطني واجتماعي، مثل:

• الطريق إلى إيلات، الذي يعتبر من أهم أفلام المقاومة الوطنية الحديثة.

• آسفة أرفض الطلاق، الذي ناقش معاناة النساء في ظل قوانين الأحوال الشخصية.

• حكايات الغريب وصائد الأحلام، اللذان حملا بُعدًا فلسفيًا وإنسانيًا فريدًا.

رؤية نسوية حقيقية بعين مخرجة واعية

منذ بداية مشوارها، حرصت إنعام محمد علي على تسليط الضوء على قضايا المرأة ومشكلاتها، ليس بشكل دعائي أو سطحي، بل برؤية إنسانية صادقة. وقد جسّدت هذه الرؤية في أعمال مثل أم مثالية ونونة الشعنونة، لتكشف واقع الطفلات العاملات وتطرح تساؤلات عن حقوقهن المسلوبة.

كما عادت مجددًا لمناقشة هذه القضايا من منظور تاريخي في مسلسل قاسم أمين، الذي تطرّق لتحرير المرأة المصرية في بداية القرن العشرين.

حياتها الشخصية وتجربتها مع الفن

لم يكن الفن لدى إنعام مجرد مهنة، بل كان أسلوب حياة ورسالة تعيش من أجلها. أكدت في أكثر من حوار أن العمل الفني يجب أن يعبّر عن نبض داخلي لدى صانعه، وهو ما كانت تطبقه في اختيار أعمالها، التي رأت أنها تشكل سلسلة مترابطة تحمل رؤية واحدة، تتسم بالجدية والتأثير دون التخلي عن المتعة البصرية.

تكريمات مستحقة وجوائز مميزة

حصدت إنعام محمد علي العديد من الجوائز على مدار مشوارها، خاصة عن أعمالها التي ناقشت هموم المرأة والمجتمع، كما نالت تكريمات من جهات رسمية وثقافية عدة، تقديرًا لدورها الريادي كمخرجة قادت دراما المرأة إلى آفاق جديدة من الوعي والاحتراف.

مقالات مشابهة

  • ما حكم تأخير صلاة العشاء حتى منتصف الليل؟ الإفتاء تجيب
  • مستشار السوداني لـ”سبوتنيك”: القمة العربية تمثل فرصة استراتيجية للعراق لاستعادة مكانته الإقليمية
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • محمد صلاح: نسبة بقائي مع ليفربول كانت لا تتعدى 10%.. وسأعتزل في سن الـ40
  • هل هي “حمى الذهب والمعادن الثمينة” التي تحرك النزاع في السودان.. أم محاربة التطرف الإسلامي؟
  • إنعام محمد علي.. رائدة الدراما المصرية التي أنصفت المرأة وكتبت التاريخ بالصورة
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • ترامب: أوروبا كانت ستتحدث الألمانية لولا دورنا في الحرب العالمية الثانية
  • محمد البهي رئيس لجنة الضرائب: التسهيلات الضريبية في صالح الصناع..
  • هذه الحرب مختلفة عن كل الحروبات التي عرفها السودان والسودانيون