انطلاق قمة القاهرة للسلام 2023 بشأن فلسطين المحتلة.. الدول المشاركة: هذا ما نريده
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
انطلقت، اليوم السبت 21 تشرين الأول / أكتوبر 2023، قمة القاهرة للسلام لبحث الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
*السيسي
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، 21 تشرين الأول / أكتوبر 2023، اتفاقه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن يبقى معبر رفح مفتوحاً، مؤكدة، مواصلة العمل على التوافق بشأن خارطة طريق لإحياء مسار السلام، تنطلق من وقف إطلاق نار فوري وصولا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال السيسي في كلمة خلال القمة، "ندين بوضوح كامل استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين ونجدد دعوتنا لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وكل المدنيين، كما نجدد رفضنا للتهجير القسري للفلسطينيين ونعتبر ذلك تصفية نهائية لقضيتهم".
وأضاف، "انخرطنا في جهود مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، ولم نغلق معبر رفح لكن إسرائيل استهدفته بالقصف واتفقت مع الرئيس الأمريكي أن يبقى المعبر مفتوحاً"، مبينا، "يخطئ من يظن أن الشعب الفلسطيني الصامد يرغب في مغادرة أرضه حتى لو كانت تحت الاحتلال".
وتابع، "أوكد للعالم أن تصفية القضية من دون حل عادل لن يحدث وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر وحل القضية الفلسطينية ليس التهجير وإنما العدل وحصول الفلسطينيين على حق تقرير المصير"، لافتا الى مواصلة العمل على التوافق بشأن خارطة طريق لإحياء مسار السلام، تنطلق من وقف إطلاق نار فوري وصولا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
*العاهل الأردني
أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، 21 تشرين الأول / أكتوبر 2023، ان عواقب التقاعس الدولي بشأن ما يحدث في غزة ستكون كارثية علينا جميعا، فيما بين ان حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين.
وذكر العاهل الأردني في كلمته خلال القمة، "سنعمل على وقف هذه الكارثة الإنسانية التي تدفع منطقتنا إلى الهاوية، كما تغضبنا أعمال العنف التي استهدفت المدنيين في غزة والضفة الغربية وإسرائيل".
وأضاف، ان "ما يحدث في غزة من استهداف للمدنيين وحرمانهم من الاحتياجات الأساسية جريمة حرب"، لافتا الى ان "عواقب التقاعس الدولي بشأن ما يحدث في غزة ستكون كارثية علينا جميعا".
ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية والوقود والدواء، متابعاً، "هذا الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين ولن يتوقف إذا واصلنا السير على ذات الطريق وحياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين".
وأوضح ان "سياسة القيادة الإسرائيلية المتشددة بنيت على الأمن بدلا من السلام وجعلت حل الدولتين مستحيلا على قادة إسرائيل أن يدركوا أن الحلول العسكرية لن تجدي وأن سياسة التطرف ستجلب المزيد من التطرف والعنف، ورسالتنا للإسرائيليين أننا نريد السلام والأمن لكم وللفلسطينيين".
*العاهل البحريني
أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، 21 تشرين الأول / أكتوبر 2023، ان الدولتين هو الضمانة الحقيقية للتعايش والسلام والاستقرار، رافضاً تهجير شعب غزة من أرضه. *رئيس جنوب إفريقيا
وطالب رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، 21 تشرين الأول / أكتوبر 2023، الرهائن رفع الحصار على غزة وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
وقال رامافوزا في كلمته خلال القمة، "نرفض قتل المدنيين والحصار المفروض على غزة وقرار التهجير الإجباري لسكان القطاع، نطالب بتحرير الرهائن ورفع الحصار على غزة وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية".
وأضاف، "على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تحمل مسؤولية إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، داعياً كافة الأطراف لوقف الأعمال العدوانية"، مطالباً بوقف توريد الأسلحة لأطرف الصراع".
وتابع، ان "الطريقة الوحيدة لحل الصراع هي تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة".
*الرئيس الفلسطيني
وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، 21 تشرين الأول / أكتوبر 2023، من محاولات تهجير الشعب الفلسطيني في غزة أو إخراج السكان في القدس والضفة من بيوتهم.
وذكر عباس في كلمته في القمة، "نحذر من محاولات تهجير شعبنا في غزة أو إخراج السكان في القدس والضفة من بيوتهم، شعبنا الأعزل يواجه عدوانا وحشيا ينتهك القانون الدولي الإنساني".
ورفض، قتل المدنيين من الجانبين، داعيا إلى إطلاق كافة الأسرى والمعتقلين، مشيرا الى ان "الأمن والسلام يتحققان بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد عباس بالقول، "لن نرحل وسنبقى في أرضنا"، موضحا، ان "دوامة العنف تتجدد كل فترة بسبب غياب العدالة وإهمال حقوق الفلسطينيين".
وأوضح، ان "على مجلس الأمن القيام بمسؤوليته في حماية الشعب الفلسطيني"، لافتا الى ان "حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تسمع نداءاتنا لوقف إطلاق النار".
*الأمم المتحدة
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ان سكان قطاع غزة بحاجة إلى بذل المزيد لتقديم المساعدات الإنسانية.
وذكر غوتيريش في كلمته، "نشكر مصر على دورها في إيصال المساعدات لسكان غزة الذين ينتظرون منا الكثير، وسكان القطاع بحاجة إلى بذل المزيد لتقديم المساعدات الإنسانية.
وأضاف، انه "يجب الالتزام باتفاقيات جنيف وتجنب استهداف المدنيين والبيوت والمستشفيات لوقف إراقة الدماء والتوصل لحل الدولتين"، داعياً لوقف إطلاق النار من أجل تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
وتابع، "حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس الذي يهدد الأطفال"، مبينا ان "مطالب الشعب الفلسطيني عادلة وشرعية ويجب إنهاء معاناته".
*المجلس الأوروبي
دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إلى حفظ حقوق الإنسان خصوصا الأطفال والالتزام بالقانون الإنساني
وقال ميشيل في كلمته انه "يجب حشد كل الجهود للتوسط في هذا الصراع وفعل ما يمكننا لحماية المدنيين ونؤكد حرصنا على دعم جهود إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين"، مؤكداً على "ضرورة بذل كل الجهود من أجل تطبيق حل الدولتين".
وأضاف، "نؤكد على حق إسرائيل في حماية نفسها ولكن ضمن قواعد القانون الدولي"
*الكويت
وصرح ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح، ان التطورات في غزة تحمل تداعيات خطيرة على المنطقة والعالم كله، فيما أكد دعمه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967.
وقال الصباح في كلمته، "نتابع بألم استمرار قصف الأشقاء الفلسطينيين بغزة واستهداف الخدمات الأساسية ودعوات التهجير القسري للسكان والمأساة الإنسانية نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية"، داعياً إلى فتح المعابر وإيصال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة".
وبين، "نجدد إدانتنا لما ترتكبه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات وندعو لحماية المدنيين والمجتمع الدولي يتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة"، مؤكداً دعمه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967".
ووصل عدد من زعماء الدول والمسؤولين إلى مصر، لحضور قمة القاهرة للسلام، التي تعقد السبت في العاصمة الإدارية، من بينهم رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
ومن بين الزعماء الذين وصلوا إلى مقر انعقاد القمة، رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال مصادر دبلوماسية إن هناك 3 أولويات رئيسية على أجندة القمة، وعلى رأسها الوقف الفوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال "مُستدام" للمساعدات والإمدادات لقطاع غزة الذي يرزح تحت وطأة أوضاع إنسانية صعبة، فضلا عن السعي للشروع العاجل في تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي القائم على مبدأ حل الدولتين.
يأتي هذا فيما تواصل إسرائيل، لليوم الـ15 على التوالي، شن غارات مكثفة على غزة، مخلفةً آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، وتقطع عن القطاع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، وذلك بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
في أحدث إحصائية لوزارة الصحة في قطاع غزة، تسبب القصف الإسرائيلي على القطاع، منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باستشهاد 4137 شخصاً، بينهم 1524 طفلاً، بالإضافة إلى 13 ألف مصاب.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة الشعب الفلسطینی العاهل الأردنی حل الدولتین تشرین الأول إطلاق النار وقف إطلاق فی کلمته على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
قُصف الخبز في غزة، فماتت الإنسانية في العالم
بسم الله الرحمن الرحيم
قُصف #الخبز في #غزة، فماتت #الإنسانية في #العالم
دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري
في أروقة التاريخ الحديث، حيث تُسجَّل الفظائع بأحرف من دم ودموع؛ تقف غزّة اليوم شاهدة على فصل جديد من فصول العار الإنساني.
مقالات ذات صلة القدر المخفي: حينما يرسم الغيب ملامح حياتنا 2025/06/07إنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة ليس حرب تقليدية، كتلك القائمة بين روسيا وأكرانيا ولا نزاعٌ سياسيٌ عادي، إنّما احتلال بداية، وهو الأطول في التاريخ الحديث وإبادةٌ ممنهجةٌ تُنفَّذ بتُؤدَة ودموية، تحت سمع العالم وبصره، بينما الضمير العالمي يغضّ الطرف ويُشيح بوجهه.
الجوع كسلاح والمجازر كأداة إبادة مزدوجة
لم يعد القصفُ وحده هو القاتل الأكبر في غزّة، بل صار الجوعُ والمجازرُ المتعمّدة أدوات متكاملة للقتل البطيء والسريع، فمنذ أكتوبر 2023، تحوَّل الحصار إلى آلة للطحن البطيء، بينما حوّلت مجازرُ مثل مجزرة رفح قبل أيام مراكزَ المساعدات إلى «مصائد موت» تُدار بأيدي قوات الاحتلال وشركائها.
إحصائيات صادمة صدرت خلال الأشهر الماضية من 2025 تؤكّد أن أكثر من 66 ألف طفل فلسطيني يعانون من سوء تغذية حاد، وفق بيانات وزارة الصحة في غزّة ومنظمة الصحة العالمية. وفي ذات الفترة، أفادت تقارير طبية بأن أكثر من 50 طفلاً فلسطينيًا توفوا نتيجة الجوع أو مضاعفاته في المستشفيات الحكومية خلال أقل من 4 أشهر.
كما أن نسبة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي تجاوزت 96% من سكان غزّة، مع وجود قرابة 495،000 شخص في حالة انعدام أمن غذائي كارثي، حسب دراسة حديثة نشرتها اليونيسف في مارس/آذار 2025 وتقارير أممية ودولية مشتركة.
تتزامن هذه الأرقام مع تدمير ما لا يقل عن 94% من المرافق الصحية الحيوية في القطاع، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية حتى أواخر مايو/أيّار 2025. وقد وثّقت المنظمة 516 هجوما على المرافق الصحية ووسائل النقل الطبي، مما أسفر عن ارتقاء 765 شخصاً وإصابة ما يقرب من 1000 آخرين.
هذا التصعيد المُمنهج في استهداف البنية التحتية الصحية يعكس الوحشية الإسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية، ويحول دون تلقي المرضى والمصابين الرعاية اللازمة، مما يزيد من عدد الوفيات بين المدنيين، وخاصّة الأطفال والنساء.
وآخر المجازر البشعة، التي تجاوزت الوصف في مايو/أيّار ويونيو/حزيران 2025، حين ارتكب الجيش الإسرائيلي سلسلة مجازرَ في رفح، حيث استُهدف المدنيون الجوعى وهم ينتظرون المساعدات الإغاثية: 31 مايو/أيّار 2025: 37 شهيدًا و170 جريحًا برصاصٍ أُطلق على طوابير الخبز.
3 يونيو/حزيران 2025: 27 شهيداً ونحو 500 جريح في المشهد ذاته، بينما العالم يصفها بـ «الحوادث المأساوية» ولا يتجاوز الوصف ذلك.
هنا، يُختزل التاريخ في حلقة مفرغة: ففي 1956، ذبح الجيش الإسرائيلي 111 فلسطينيًا في رفح بعد استدراجهم إلى مدرسة تحت ذريعة «التفتيش»، والأمثلة أكثر من حصرها في مقالة. اليوم، يعيد التاريخ نفسه، لكن بأساليب أكثر إجراما: مساعدات أمريكية مغموسة بالدماء، حيث يُستدرج المجوّعين إلى نقاط محددة ليتم إعدامهم جماعيًا.
المفارقة التاريخية… عندما يصبح الصمت أداة للقتل
في رواندا والبوسنة، انقسم العالم بين مُندِّدٍ ومتواطئ، أمّا في غزّة، فالجميعُ يُشارك في جريمة واحدة: الصمت. المفارقة الأكثر إيلامًا أن إسرائيل، بعد 70 عامًا من استخدام ذريعة «عداء السامية» و «الدفاع عن النفس» المُصنّعة غربيا، تُنفِّذ إبادةً جماعية، بينما تُستخدم الذخائر الأمريكية نفسها التي قُتِل بها أجداد الإسرائيليين لحرق أطفال فلسطين.
الأمم المتحدة تصف الوضع بأنه «أسوأ أزمة إنسانية»، لكن قراراتها تتحوَّل إلى حبر على ورق. حتى محكمة العدل الدولية، التي أمرت بوقف الهجوم على رفح وأصدرت مذكّرات اعتقال بحقّ «نتنياهو» و «غالانت»، تُنتهك أوامرها علنًا. والنتيجة؟ غزّة 2025 تُكرر مأساة 1948: تهجيرٌ جماعي، مجاعةٌ مخطَّط لها، ومجازرُ تُرتكب بذات الأسلوب ولكن بأدوات «حديثة».
دليل آخر على ذلك هو القصف الإسرائيلي الذي تعمّد استهداف الفلسطينيين وهم يحاولون الحصول على المساعدات الإنسانية، حيث راح ضحيته قرابة 40 شخصًا إضافة إلى إصابة حوالي 200 آخرين في غارات استهدفت نقاط تجمع للمساعدات خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما يؤكّد أن هذا الهجوم لا يقتصر فقط على السلاح التقليدي، بل يشمل استدراج المجوعين إلى مراكز إغاثية تم إعدادها بشكل ممنهج لتكون كميناً دموياً للعزّل.
إبادة لا تشبه سابقاتها
التاريخُ يعرف الإبادات الجماعية، لكن غزّة كسرت القوالب: إبادةٌ مصوَّرةٌ بالبثّ المباشر، بينما تُختزل الضحايا في «أرقام مؤقّتة».
وفي سياق التعتيم المُتعمّد، ارتقى حتى يونيو/حزيران 2025 ما لا يقل عن 212 صحفياً، حسب تقرير قناة الجزيرة، في ما يمكن تسميته بـ «الإبادة الإعلامية» التي تهدف إلى إسكات العدسة والكلمة، ومنع توثيق الجريمة في زمن البثّ المباشر.
تكتيك مُزدوج: تجويعٌ بطيءٌ يسبق المجازر السريعة، كما في رفح حيث يُجبر المجوعون على التجمُّع ثم يُقتلون. تواطؤٌ مُركّب: الذخائر الأمريكية تُستخدم لتنفيذ المجازر، بينما الإعلام الأمريكي يصفها بـ «الأخطاء المأساوية».
كما كشفت تقارير أممية أن جيش الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف البشرية والمنازل والمركبات في وقت لا يتجاز الثواني، ما يجعل من الخطأ احتمالا محسوباً ضمن هامش الإبادة، ويحوّل الذكاء الاصطناعي من أداة تطوير إلى أداة فتك.
حتى القانون الدولي، الذي وقف عاجزًا أمام مجازر «سربرنيتشا»، يُظهر عجزه الأكبر اليوم: ففي 2025، تُنتهك اتفاقية منع الإبادة الجماعية (1948) علنًا، بينما واشنطن تُزوِّد الجلّاد بالأسلحة الفتّاكة.
ما يزيد الألم عمقًا هو أن إسرائيل تعتمد على شركات أمريكية لإدارة توزيع المساعدات الإغاثية في القطاع، مما يجعل هذه المؤسسات شركاء في الجريمة. فقد أصبحت المساعدات، التي كان يفترض أن تخفّف من معاناة الغزيين، أداة لاستدراج المجوعين، حيث يتم استغلال حاجتهم الماسّة إلى الغذاء والإغاثة، ثم تُقصف مراكز التجمّع، في أبشع أنواع القتل المنهجي.
غزّة، الشاهدة على إنسانية ميتة
إنّ رفح وقطاع غزّة عامّة اختبار للضمير العالمي: في 1956، ذُبح أهلها لأنهم «مقاومون»، وفي 2025، يُذبحون لأنهم أيضاً قاوموا، فحُوصروا وجُوّعوا وها هم الآن على مرأى من العالم يقتلون صبرا.
الضحايا نفسهم، والجلّاد نفسه، ولكن الذرائع تتجدَّد، والصمت يتعمَّق.
السؤالُ الذي يُطارد التاريخ الآن ليس «كيف نوقف هذه الجريمة؟»، بل «هل بقي للعالم ضميرٌ ليُدان؟».
غزةُ تكتب فصول إبادتها بدماء أطفالها، والعالم يُدوّن إفلاسه الأخلاقي والإنساني بحروف من ذهب وصمت من تآمر.
Ahmad.omari11@yahoo.de