إبداع شبابنا في الخارج يستحق الدعم
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
سلطان بن ناصر القاسمي
كثرت في الآونة الأخيرة الحركة الثقافية لدى الشباب العمانيين المبدعين فنجد هناك حراكا كبيرا جداً في إيصال اسم عمان في الخارج فنجد تسابقاً في إقامة الأمسيات الثقافية والمعارض والملتقيات، والتي تسعى إلى نشر اسم عمان وتعزيز الروابط الثقافية مع العالم الخارجي.
وفي هذا الإطار ومن خلال تواجدي في الأيام الماضية في دولة الكويت، وحضوري للملتقى الثقافي "عمان في قلب الكويت"، أجد مشاركة جميلة للشباب المثقف في إيصال رسالة ثقافية جميلة بجهود ذاتية، يدفعهم في ذلك حبهم لعُمان الغالية وفي إيصال إبداعاتهم الثقافية في إطار تعاون مشترك للعديد من الفنانين بين الدولتين الشقيقتين.
واشتمل الملتقى على العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، ففي اليوم الأول تم إقامة معرض للفنون التشكيلية، حيث أظهر من خلالها الفنانون العمانيون إبداعاتهم وذلك بلوحات أبرزت من خلالها مدى قوة ومتانة العلاقة التي تجمعهم بدولة الكويت الحبيبة، حيث قام سعادة سفير سلطنة عمان بدولة الكويت الدكتور صالح الخروصي، وبرفقة رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين الدكتور نبيل الفيلكاوي، والفنان القدير الدكتور طارق العلي بافتتاح المعرض، حيث ضم العديد من اللوحات التشكيلية الجميلة، التي مزجت بين اللوحات الزيتية والأعمال النحتية على الخشب، بينما تجول الحضور في أروقة المعرض مُعبرين عن إعجابهم وتقديرهم لإبداعات الفنانين العمانيين، وما قدموه من لوحات عبرت عن مدى حب وعمق الترابط بين البلدين الشقيقين.
وفي اليوم الثاني من الملتقى كان للإبداع الشعري والفني مكان، حيث قدم الشعراء العمانيون نذكر منهم: الشاعر عامر الحوسني والشاعر سيف العلوي والشاعرة العمانية أمل الصقري وصلات في الإبداع الشعري، وكانت قصائدهم في حب الكويت وشعب الكويت، وانعكس ذلك على عنوان الملتقى عمان في قلب الكويت.
بعد ذلك شاركت فرقة شباب عبري بمقطع مرئي لمسرحية فكاهية من إبداعاتهم تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وبعد ذلك قدم شباب عمان من الطلبة الدارسين في الكويت وصلات موسيقية وغنائية جميلة ساهمت في جمالية الملتقى الثقافي، وفي اليوم التالي قام سعادة السفير باستقبال وتكريم الفنانين المشاركين في الملتقى.
لكن تظل هناك استفسارات وتساؤلات تُثار: أين دور الجمعيات الثقافية؟ وأين دور الجهات المعنية؟ لماذا لا يوجد تنسيق أفضل بين الفنانين والجهات المعنية قبل المشاركة في مثل هذه الفعاليات؟ هذه الأسئلة تستحق الاهتمام، وتحتاج إلى بحث دقيق وإجراءات تحفيزية لدعم الإبداع والتفوق الثقافي والفني للشباب.
لنكن واضحين، هؤلاء الشبان الذين قاموا بتنظيم هذا الملتقى ومشاركتهم فيه، تكبدوا تكاليف السفر والإقامة بأنفسهم، وهم يحملون رسالة ثقافية وفنية مهمة تعزز العلاقات الثقافية بين عمان والكويت، لذا، نحن بحاجة إلى دعمهم، سواء من القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، حيث إن هؤلاء الشبان هم النماذج المشرفة للشباب العماني المخلص والموهوب، ويجب دعمهم بشكل مناسب.
في الختام.. أود أن أوجه نداءً للجهات المعنية لدعم هؤلاء الشبان الموهوبين الذين يعملون بجد لتعزيز العلاقات الثقافية بين سلطنة عمان وبين الدول الشقيقة والصديقة، علينا أن نتجاوز تكاليف السفر والإقامة ونقدم لهم الدعم المادي والمعنوي الذي يحتاجونه. هؤلاء الشبان يمثلون الأصوات الواعدة والموهوبة في عمان، ويجب أن نكون داعمين لهم لضمان استمرار نجاحهم وتقديمهم للعالم.
لنكن شركاء في تمكين هؤلاء الشبان ودعمهم في رحلتهم لنقل إبداعاتهم الثقافية والفنية إلى أبعد الحدود، وليبقى اسم عُمان مشرقًا ومتألقًا في العالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إبداع أدبي يخلد.. مسقط تحتفي باختتام مسابقة الرواية حول الشهيد يحيى السنوار
مسقط - الرؤية
رعى سعادة الشيخ عبدالله بن حمد الحارثي عضو مجلس الشورى اختتام مسابقة الرواية حول الشهيد القائد يحيى السنوار، في أمسية أدبية مفعمة بالإبداع والوفاء، احتضنتها قناة الاستقامة الفضائية بمسقط. حضر الحفل نخبة من الشخصيات الأدبية والإعلامية، إضافة إلى عدد من المثقفين والمهتمين بفن الرواية وقضايا الأمة.
وفي كلمته خلال الحفل، أكد الدكتور حمود بن خميس النوفلي أن هذه المسابقة ليست مجرد فعالية أدبية، بل تعد مشروعًا وعيًا يهدف إلى تخليد سيرة الشهيد السنوار في وجدان الأجيال، وإبراز دوره القيادي في مسيرة المقاومة الفلسطينية. وأوضح أن المسابقة، التي انطلقت في نوفمبر 2024، استقطبت أكثر من 30 مشاركًا من مختلف الدول العربية، تأهلت منها 13 رواية إلى المرحلة النهائية.
وأشار النوفلي إلى أن المبادرة تسعى لتحويل الرواية إلى أداة مقاومة بالكلمة، مؤكدًا أن شخصية السنوار ستبقى رمزًا للأحرار، ونضاله ملهمًا لكل من يؤمن بأن تحرير فلسطين قدرٌ محتوم. كما أعلن عن قرب طباعة الرواية الفائزة بالمركز الأول، التي جاءت في 460 صفحة، وتوزيعها على نطاق واسع في الدول العربية.
من جانبه، أشاد الدكتور علي كريم أفضلي، ممثل جائزة فلسطين العالمية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بأهمية توظيف الأدب المقاوم في معركة الوعي العربي والإسلامي، مثمنًا الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المشروع الثقافي النوعي.
وشهد الحفل تقديم الشاعر أحمد بن سيف الشعيلي قصيدة وجدانية تجسد روح البطولة التي اتسمت بها شخصية الشهيد السنوار، بينما أنشد الطفل مختار بن جمعة النوفلي أنشودة حماسية تفاعل معها الحضور، ما أعاد إلى القاعة أجواء الصمود والتحدي.
كما تخلل الحفل عرض كلمة مصورة للفائز بالمركز الأول الدكتور أمين الشامي من اليمن، ومداخلتين مسجلتين لكل من الأستاذ إسلام الأعسر من المغرب، الحائز على المركز الثاني، والصحفي الفلسطيني محمد هنية من غزة، حيث تحدثا عن ملامح شخصية السنوار ودوره البطولي في معركة "طوفان الأقصى".
وتضمن الحفل أيضًا عرض فيلم مرئي قصير بعنوان "رجل صار أيقونة الصمود"، من إعداد الأستاذة عبير بنت حمود النوفلية، والذي احتوى على مشاهد مؤثرة من مسيرة الشهيد السنوار ونضاله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ختام الحفل، أُعلنت نتائج المسابقة وسط تصفيق حار من الحضور، وجاءت النتائج على النحو التالي:
- المركز الأول: الدكتور أمين الشامي (اليمن) – جائزة مالية 1500 دولار.
- المركز الثاني: الأستاذ إسلام الأعسر (المغرب) – جائزة مالية 500 دولار.
- المركز الثالث: رِيَّة بنت محمد بن علي الخفيريّة (سلطنة عمان) – جائزة مالية 500 دولار.
- المركز الرابع: ثريا بنت حمد بن صالح السالميّة (سلطنة عمان) – جائزة مالية 500 دولار.
- المركز الخامس: بلقيس بنت جمال الكثيريّة (اليمن) – جائزة مالية 500 دولار.
كما تم تكريم جميع المشاركين في المسابقة بشهادات تقدير، إلى جانب تكريم الجهات الداعمة للحفل، وعلى رأسها قناة الاستقامة الفضائية التي كانت الراعي الإعلامي للفعالية.