قال الانبا نيقولا انطونيو مطران طنطا والغربية، للروم الارثوذكس، في تصريح له إن رهبان دير القديسة كاترين للروم الأرثوذكس في سيناء لهم دور في الحفاظ على مصرية سيناء. 
ففي عام 1967م قام المطران دميانوس رئيس أساقفة سيناء ورئيس الدير مع رهبان الدير بإخفاء جنود الصاعقة المصرية في الطاحونة المهجورة، بعد استغاثتهم بالرهبان لإخفائهم في الدير، وقد قام الجيش الإسرائيلى بتفتيش الدير بحثًا عن الجنود، ولكن لم يعثروا على الجنود، ونجح الدير في إخفائهم.

في فترة احتلال الجيش الإسرائيلي لسيناء حاول تهويد جنوب سيناء من خلال شراء أراضي من البدو في منطقة دير سانت كاترين. فور وصول هذه المعلومات للمطران دميانوس، رئيس الدير، اجتمع على الفور مع شيوخ قبائل جنوب سيناء، واتفقوا جميعًا على رفض بيع أي أراضي في منطقتهم بسيناء. وأكد لهم دميانوس على "أهمية الرفض التام لهذه الخطوة الخطيرة، وعدم التنازل عن أي شبر من الأراضي للعدو الإسرائيلي".

بعد انتصارات أكتوبر 1973م، عقد المطران دميانوس مع شيوخ القبائل مؤتمر "الحسنة" الشهير بوسط سيناء، واتفقوا في ذلك الوقت على رفض مشروع تدويل سيناء من قِبل إسرائيل بقيادة موشي ديان. فأفشلت  قبائل سيناء، بالتنسيق والتعاون من مطران دير القديسة كاترين، في مخطط تدويل سيناء.

تقدير من القوات المسلحة وقائدها العام الرئيس الراحل محمد أنور السادات للدور الوطني للمطران دميانوس في حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، بمساعدة جميع رهبان الدير، منحه الرئيس السادات "نجمة سيناء"، باعتباره من المجاهدين الوطنيين، وحمل لقب "المطران المجاهد".

كما كان لرهبان الدير دور في تأكيد وإثبات مصرية طابا وذلك بتقديم أكتر من 600 مخطوطة بحوزة الدير للجانب المصري في مواجهته للجانب الإسرئيلي في التحكيم فالدولى حول طابا. وبهذا أكد التحكيم الدولى أن طابا مصرية، وعادت طابا إلى مصر بعد إحتلال إسرائيل لها.

بذلك تم تحرير الشبر الأخير من أرض سيناء و‏إزالة الوجود الإسرائيلى من المنطقة‏. وفي مارس‏ 1989 ورفع الرئيس الأسبق حسني مبارك علم مصر في طابا لتحرير كامل سيناء‏.

حفظت القوات المسلحة المصرية للمطران دميانوس رئيس دير القديسة كاترين، وما زالت، دوره الوطني بما قام به. ففي عام 1918 حدث أن سقط المطران دميانوس في الدير من ارتفاع أربعة أمتار مما تسبب في حدوث كسور في عظامه، ولكبر سِنّه تعزر علاجه في مستشفيات جنوب سيناء. فخصص الفريق صدقي صبحي طائرة عسكرية مروحية لنقل رئيس أساقفة الدير دميانوس إلى مستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة لعلاجه. وخلال تواجد دميانوس في المستشفي زاره الفريق صدقي مع وفد من القوات المسلحة. كما قام بزيارته محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة مع وفد من المحافظة. ذلك تقديرًا للمطران دميانوس رئيس أساقفة سيناء ورئيس دير القديسة كاترين ولدوره الوطني.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية

حسين فخري باشا شخصية لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن تاريخ مصر الحديث، فهو مثال حي على الإنسان المصري الذي جمع بين العلم، الخبرة، والوطنية الحقيقية. 

ولد في القاهرة عام 1843 في عائلة شركسية مرموقة، والده الفريق جعفر صادق باشا كان حكمدار السودان، ما منح حسين منذ صغره فرصة التعلم في بيئة تتسم بالمسؤولية والانضباط. 

منذ أيامه الأولى، كانت حياة حسين فخري باشا شهادة على الطموح والالتزام، إذ بدأ مسيرته الإدارية كمساعد للمحافظة عام 1863، قبل أن ينتقل إلى نظارة الخارجية، ثم ترسل إليه الحكومة المصرية لتأدية مهمة في باريس، حيث درس العلوم القانونية وعاد إلى مصر عام 1874 محملا بالعلم والخبرة، مستعدا لخدمة وطنه في عهد الخديوي إسماعيل.

لم يكن حسين فخري باشا مجرد سياسي عادي، بل كان عقلا منظما وفكرا مصلحيا، فقد شغل مناصب عدة، من ناظر للحقانية إلى وزير للمعارف والأشغال العمومية، وصولا إلى رئاسة مجلس الوزراء لفترة قصيرة، لكنه رغم قصر مدتها، ترك بصمة قوية في المشهد السياسي. 

في وزارة رياض باشا الأولى عام 1879، ترأس لجنة لوضع قوانين جديدة للحقانية وفق المعايير الأوروبية، محاولة منه لتحديث النظام القضائي وتنظيم المحاكم الأهلية والشرعية، رغم أن الثورة العرابية أوقفت هذا المشروع لفترة. 

ولم يكتف بذلك، فقد استمر في مسيرته الإدارية والسياسية، مطورا البنية القانونية لمصر، وأثبت في كل موقف قوته الفكرية وقدرته على الدفاع عن مصالح وطنه ضد الضغوط الخارجية، كما حدث عندما صدم المشروع البريطاني لإصلاح القضاء المعروف بمشروع سكوت.

إنجازات حسين فخري باشا في وزارة المعارف والأشغال العمومية كانت حجر الزاوية لتطوير مصر في شتى المجالات، فهو أول من أدخل تعليم الدين والسلوك في المدارس الابتدائية عام 1897، واهتم بالكتاتيب الأهلية وعمل على تشجيع تعليم البنات، مما يعكس رؤيته المستقبلية لمجتمع واع ومثقف. 

كما أصر على بناء مدارس قوية ومؤسسات تعليمية متينة، أنشأ قسما للمعلمات، وأولى اهتماما خاصا بتعليم المعلمين الأوليين، كل هذا ليضمن للأجيال القادمة تعليما متينا يواكب العصر. 

وفي جانب الأشغال العمومية، كان له دور بارز في مشاريع الري والبنية التحتية، من بناء القناطر والسدود، إلى التخزين السنوي للنيل وضبط مياهه، ما ساهم في تطوير الزراعة وتحسين حياة المصريين في الوجه القبلي، وأدخل مصر عصر التخطيط الحضري الحديث.

حياة حسين فخري باشا لم تكن مجرد منصب وسلطة، بل كانت رسالة وطنية صادقة، فقد جمع بين العلم والخبرة والإدارة، وكان مثالا للمسؤولية والأمانة الوطنية، يظهر حب مصر في كل قراراته وأفعاله. 

ليس أدل على ذلك من اهتمامه بالحفاظ على التراث المصري والانخراط في الجمعيات العلمية والجغرافية ولجنة العاديات، ليترك إرثا حضاريا للمستقبل. 

كذلك حياته العائلية تربط بين السياسة والدبلوماسية، إذ كان والد محمود فخري باشا، سفير مصر في فرنسا، وزوج الأميرة فوقية كريمة الملك فؤاد، ما يعكس أيضا ارتباط عائلته بخدمة الوطن على أعلى المستويات.

حين نتأمل مسيرة حسين فخري باشا، ندرك أن مصر لم تبنى بالصدفة، بل بجهود رجال مثل هذا الرجل الذي جمع بين الوطنية، الكفاءة، والرؤية البعيدة. 

إنه نموذج للقيادي الذي يضع مصلحة بلده قبل كل اعتبار، الذي يفكر في أجيال المستقبل، ويترك بصمته في كل جانب من جوانب الحياة العامة. 

حسين فخري باشا ليس مجرد اسم في كتب التاريخ، بل هو مثال حي على روح مصر الحقيقية، على قدرة المصريين على مواجهة التحديات والعمل بجد وإخلاص لبناء وطن قوي ومزدهر، وهو درس لكل من يسعى لفهم معنى الوطنية الحقيقية وحب مصر العميق.

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: انزعاج إسرائيلي من القدرات العسكرية المصرية
  • اليمن: ندعم جهود السعودية والإمارات من أجل الحفاظ على وحدة الصف
  • أمين شُعبة المُصدِّرين: شراكة مصرية هولندية جديدة في التصنيع الزراعي
  • حسين فخري باشا.. القائد الذي دمج التعليم والبنية تحتية بروح مصرية
  • سياح يونانيون يجسّدون رحلة صعود نبي الله موسى بجريد النخيل في سانت كاترين.. فيديو وصور
  • كيف يمكن الحفاظ علي مفاتيح السيارة ؟
  • شعبة المُصدِّرين: شراكة «مصرية - هولندية» جديدة في التصنيع الزراعي
  • رئيس هيئة الاستثمار: قرة انرجي قصة نجاح مصرية في مجالات الطاقة والمرافق والبنية التحتية
  • وزيرة البيئة تلتقى رئيس مجموعة فيكا الفرنسية المالكة لشركة أسمنت سيناء لبحث الفرص الاستثمارية
  • بالجهود الذاتية.. بدء التشغيل التجريبي لساحة انتظار النقل الثقيل في طابا