حشود بحرية حول غزة / الحلقة الرابعة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
لا يحق لأي دولة أن تنتهك بنود القانون الدولي، ولا يحق لها استهداف المدنيين. ومع ذلك قفزت إسرائيل وحدها فوق الموانع والحواجز والقيم والمبادئ، وتجاوزتها كلها أمام أنظار الكون كله، بينما ظلت المنظمات الدولية تلوذ بالصمت المطبق، في حين كثفت بلدان القارة الأوروبية وقارة امريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) من حشودها البحرية حول غزة لنسف الأرض تحت أقدام سكانها، وذلك نزولا عند الرغبات الصهيونية.
فالعالم كله يرى في إسرائيل أمة استثنائية لها الحق في ارتكاب ما يحلو لها من جرائم ومجازر ضد بقية الشعوب والأمم، وبالتالي هي غير مشمولة باللوائح والتشريعات الإنسانية، وبات واضحاً ان اوروبا وامريكا أصبحت على قناعة تامة: ان إسرائيل هي الحاضنة التوراتية لشعب (الله المختار). وهذا يفسر استنفار جيوشها واساطيلها، وتجمعها بهذه الكثافة غير المسبوقة قبالة السواحل الفلسطينية لتنفيذ المهمات التوراتية، وإنزال ابشع العقوبات ضد شعب أعزل لا حول له ولا قوة. .
هذا هو الافساد في الأرض، وهذا هو الإرهاب الدولي المروّع. وقد ذكرنا في الحلقات السابقة كيف كانت الأساطيل الأمريكية والبريطانية في طليعة القوات المتربصة بقطاع غزة. ثم نشرت برلين سفنها الحربية قبالة الساحل اللبناني، وعززت وجودها الحربي في مقر بعثة اليونيفيل جنوب لبنان. وتعهد وزير دفاعها (بوريس بيستوريوس) بدعم برلين لإسرائيل في حربها ضد سكان غزة. ثم ذهب مهرولاً للقاء وزير الدفاع الإسرائيلي (يوآف جالانت). فقال له: (ليس هناك أدنى شك يا سيدي يوآف، بأننا سندعمك بكل ما يتوفر لدينا من سلاح فتاك). وقال أيضاً: (إن ألمانيا تقف بكل قوتها إلى جانب إسرائيل، وإلى جانب شعبها)، مكررا رسالة التضامن التي نقلها المستشار الألماني (أولاف شولتس) خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل. وهكذا قامت ألمانيا بتجهيز إسرائيل بالذخيرة لسفنها الحربية، وارسلت لها طائرات بدون طيار من طراز هيرون. .
لم يشهد التاريخ حرباً ضارية اشتركت فيها بلدان قارة أوروبا كلها وقارة أمريكا الشمالية في مجزرة دامية ضد قرية صغيرة اسمها (غزة). وضد شعب لا غطاء جوي يحميه، ولا ملاذ بين الخرائب يؤيه، حتى المستشفيات والصيدليات وسيارات الاسعاف والمخابز والافران ومحطات الوقود وخزانات المياه، والاسواق والدكاكين لم تسلم من التدمير الممنهج لتأمين حق إسرائيل في إبادة سكان غزة عن بكرة أبيهم. .
وسوف نواصل حديثنا عن هذه الحشود البحرية والبرية والجوية التي أطبقت الآن على غزة من كل حدب وصوب. .
والله المستعان واليه المشتكى. . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
ناقلات نفط تختفي قبالة ماليزيا مع تزايد الرقابة على شحنات إيران
الاقتصاد نيوز - متابعة
تختفي الناقلات المشاركة في محور حيوي من تجارة النفط بين إيران والصين من أنظمة التتبع الرقمي، في وقت يدفع فيه التهديد بفرض عقوبات أميركية إلى تغييرات تكتيكية تهدف إلى الحفاظ على تدفق شحنات النفط الخام.
خلال الأشهر الأخيرة، بات عدد متزايد من السفن يُطفئ أجهزة الإرسال والاستقبال عند الاقتراب من المياه الواقعة قبالة شرق ماليزيا، والتي تُعد نقطة محورية لعمليات نقل النفط الإيراني من سفينة إلى أخرى تمهيداً لشحنه إلى الصين. في السابق، كانت هذه الأجهزة نادراً ما تُعطل، ما يسمح برصد السفن وهي ترسو بجانب بعضها البعض.
رغم أن تكتيك الاختفاء الرقمي ليس جديداً، إلا أنه يُستخدم الآن بشكل أكثر انتظاماً قبالة سواحل ماليزيا لتفادي التدقيق. ويقول البيت الأبيض إن تجارة النفط الإيرانية تدر إيرادات تُستخدم في دعم ميليشيات مدعومة من طهران، من بينها حماس، وتسعى واشنطن للحد من هذه التدفقات عبر فرض عقوبات على السفن والموانئ ومصافي التكرير.
تحايل لإخفاء مصدر شحنات النفط قالت مويو شو، كبيرة محللي النفط الخام لدى شركة “كبلر” (Kpler) بسنغافورة، إن “عمليات النقل من سفينة إلى أخرى استُخدمت كوسيلة لإخفاء مصدر الشحنات”. وأضافت: “اليوم، تُعطل السفن إشارات التتبع لفترات أطول، مما يُصعب تتبع هذه التدفقات وربطها بمصدرها الأصلي، وهو إيران”.
من الأمثلة الحديثة على هذه الممارسات، ناقلة النفط العملاقة “فاني” (Vani)، وهي سفينة غير خاضعة للعقوبات، بُنيت عام 2004 وتبلغ سعتها مليوني برميل. في 15 مايو، أرسلت “فاني” وهي فارغة إشارة بموقعها قبالة شرق ماليزيا، ثم اختفت تماماً من أنظمة التتبع قبل أن تعاود الظهور بعد خمسة أيام وهي محملة بالكامل في نفس المنطقة، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها “بلومبرغ”.
وخلال فترة اختفائها، أجرت “فاني” عملية نقل شحنة نفط في 18 مايو مع السفينة “نورا” (Nora)، وهي ناقلة خاضعة لعقوبات أميركية سبق أن شحنت نفطاً إيرانياً من محطة تصدير جزيرة خرج، بحسب شركتي “كبلر” و”فورتيكسا” (Vortexa). وتشير بيانات الشركتين إلى أن “فاني” ترسل الآن إشارات تفيد بأنها تتجه إلى ميناء تشينغداو في الصين.
طرق ملتوية لتجارة النفط شركة “أفاني لاينز” (Avani Lines)، التي تتخذ من جزر مارشال مقراً لها والمالكة المسجلة لناقلة “فاني”، ليس لديها رقم هاتف أو بريد إلكتروني مدرج على بوابة الشحن البحري التابعة لشركة “إس آند بي غلوبال” (S&P Global).
تُعد المصافي المستقلة في الصين أكبر مشتري للنفط الخام الإيراني، إذ تجذبها البراميل ذات الأسعار المخفضة لما توفره من حماية لهوامش أرباحها الضئيلة عادةً. ورغم أن البيانات الرسمية الصينية تُظهر أن البلاد لم تستورد أي نفط من الدولة العضو في “أوبك” منذ عام 2022، إلا أن أرقاماً صادرة عن جهات مستقلة توضح استمرار تدفقات قوية.
استوردت الصين نحو 1.46 مليون برميل يومياً من إيران الشهر الماضي، بانخفاض عن مستوى مارس، الذي كان الأعلى خلال خمسة أشهر، بحسب شركة “كبلر”. وكانت التدفقات قد بدأت بالتراجع أواخر العام الماضي لكنها تعافت لاحقاً.
ومن بين الحيل المستخدمة للحفاظ على استمرارية التجارة بين طهران وبكين، برزت ظاهرة “ناقلات الزومبي”، وهي ناقلات تتبنى هويات سفن تم تخريدها سابقاً لتبدو وكأنها تعمل بشكل قانوني.
مناورات لإخفاء مسارات السفن في أبريل، جرى تنفيذ ما لا يقل عن ست عمليات نقل شحنات نفط من سفينة لأخرى قبالة سواحل ماليزيا باستخدام ناقلات عطلت أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها، بما في ذلك عملية واحدة تمت مع “سيلين” (Celine)، وهي ناقلة خاضعة للعقوبات الأميركية سبق أن حملت نفطاً إيرانياً من جزيرة خرج، بحسب بيانات “كبلر”. وفي نفس الشهر من العام الماضي، لم تُسجل سوى حالة واحدة لسفينة أوقفت إشاراتها.
يمكن تحديد السفن التي تُجري عمليات نقل النفط عبر تحليل صور الأقمار الصناعية، لكن هذه العملية تتطلب جهداً كبيراً وتعتمد جودة الصور على الأحوال الجوية. كما أنها تستلزم مطابقة الناقلات المرصودة مع صور لسفن معروفة الهوية، وهي عملية تستغرق وقتاً أطول وتبقى عرضة للأخطاء البشرية.
وخلال عرض قدمته للعملاء في سنغافورة مطلع أبريل وحضرته “بلومبرغ نيوز”، قالت إيما لي، كبيرة محللي السوق في شركة الاستخبارات “فورتيكسا”: “بات من الصعب بشكل متزايد تتبع هذه التدفقات الخاضعة للعقوبات”.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام