تعرّف على المليشيات والجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق وسوريا
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
نفذت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، غارات جوية على منشأتين يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني لتخزين الأسلحة والذخيرة في بلدة البوكمال شرق سوريا.
وجاء ذلك في أعقاب تعرض القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي لـ 12 هجوماً على الأقل في العراق وأربع هجمات في سوريا منذ نشوب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال وزير الدفاع لويد أوستن، في بيان: "هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة التي معظمها ضد الأمريكيين الموجودين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات والجماعات المدعومة من إيران والتي بدأت في 17 أكتوبر (تشرين الأول)".
وبحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، هناك عدد كبير من الميليشيات والجماعات التي تنفذ هجمات عسكرية ضد قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، خدمة لمصلحة الحكومة السورية وإيران، فما يلي أبرزها:
فيلق القدسفيلق القدس هو أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني، ويتولى تنفيذ مهام حساسة في الخارج من تقديم الأسلحة إلى تدريب للجماعات المقربة من إيران مثل حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية في العراق التي نشات منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وقد تأسس هذا الفيلق على يد قائدها الراحل قاسم سليماني (الذي قتل في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي في يناير 2020 ) والذي أطلق عليه المرشد الأعلى علي خامنئي اسم "الشهيد الحي".
وبنى سليماني شبكة علاقات واسعة في المنطقة تمتد من اليمن إلى سوريا والعراق وغيرها من الدول بحيث بات الوجه الأبرز لحجم النفوذ الايراني في هذه الدول، وخاض الفيلق معارك إلى جانب المقاتلين الشيعة في سوريا والعراق ضد ما يعرف بتنظيم الدولة من جهة وفصائل المعارضة في سوريا.
كما تنفذ الجماعات المسلحة التي تدور في فلك إيران، هجمات على مواقع عسكرية تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا.
حزب الله كيان سياسي، وعسكري، واجتماعي يتمتع بقاعدة جماهيرية ونفوذ كبير بين أوساط الطائفة الشيعية في لبنان، وبرز الحزب الذي يحظى بدعم إيران إلى واجهة الأحداث أثناء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان في عام 1982.. ولا يخفي حزب الله التزامه بنظرية ولاية الفقيه التي وضع أساسها الخميني بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000، رفض حزب الله التخلي عن سلاحه، واستمر في تقوية جناحه العسكري الذي يميل لتسميته بـ "المقاومة الإسلامية".. وباتت قدرات الحزب العسكرية تفوق الجيش اللبناني.
ومع تصاعد الحرب في سوريا، قاتل الآلاف من عناصر حزب الله إلى جانب الجيش السوري، ولعب الحزب دوراً أساسياً في استعادة الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة، خاصة المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.
ارتبط اسم "حزب الله" بحزب الله اللبناني، لكن ثمة تنظيم آخر نشأ بعده بأكثر من عقدين يحمل نفس الاسم، لكنه منفصل عنه، وهو "كتائب حزب الله في العراق"، وتأسس هذا التنظيم في عام 2007، في مدينة العمارة جنوبي العراق.. وتكونت كتائبه من اتحاد عدد من الفصائل الشيعية المسلحة التي نشأ بعضها بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.
وهذه الفصائل هي لواء أبو الفضل العباس وكتائب تحمل أسماء كربلاء وزيد بن علي وعلي الأكبر والسجاد.. وتصف كتائب حزب الله نفسها بأنها "تشكيل جهادي إسلامي مقاوم"، وتقول الجماعة على موقعها الإلكتروني الرسمي إن ولاية الفقيه هي الطريق الأمثل "لتحقيق حاكمية الإسلام في زمن الغيْبة" أي غيْبة المهدي، الإمام الثاني عشر وفقاً لمذهب "الإثنا عشرية" الشيعي.
وترتبط كتائب حزب الله العراقي بإيران بشكل مباشر، حيث ترى في تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران "إنجازاً عظيماً" وتعتبرها مرحلة أساسية للتمهيد لإقامة "دولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه"، وتقول إنها تعمل على إفشال ما تسميه المشروع الأمريكي الإسرائيلي في الشرق الأوسط، كما أن عناصرها كانت من أوائل المسلحين الذين قاتلوا في سوريا إلى جانب القوات الحكومية بعد عام 2011.
ولا يُعرف لكتائب حزب الله هيكل تنظيمي، كما هو حال باقي الفصائل الشيعية الكبرى في العراق، كما لم يُعلن عن أمين عام لكتائب حزب الله على الرغم من تعيين متحدثين باسمها في الجانبين العسكري والمدني، ويُقدر عدد مسلحي الكتائب بسبعة آلاف عنصر، وفقاً لأرقام غير رسمية.
وهناك تشابه بين أسلوب عملها وأسلوب حزب الله اللبناني، كما أشرفت على تدريبها قيادات إيرانية ولبنانية أبرزهم عماد مغنية الذي قُتل في سوريا عام 2008.
وبسبب اتساع مساحة عمليات الكتائب في العراق وسوريا، بالإضافة إلى أن عناصرها يعتبرون أنفسهم "عقائديين"، فإن قيادة الحزب تصنف قتلاها في المعارك إلى أربع فئات: شهداء سرايا الدفاع، وشهداء مقاومة الاحتلال، وشهداء العقيدة والكرامة، وشهداء الولاية بحسب وصفها.
ونفذت الكتائب، التي تصنفها الولايات المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية، العديد من العمليات ضد القوات الأمريكية في العراق، كما ذكرت تقارير أن الكتائب كانت طرفاً في اختطاف فريق صيد قطري في ديسمبر (كانون الأول) 2015 في جنوب العراق، وأنها كانت إحدى الجهات التي تلقت ملايين الدولارات من الفدية التي دفعتها قطر، والتي بلغت مليار دولار، لإطلاق سراح الصيادين القطريين.. لكن قطر قالت أنها دفعت الأموال للحكومة العراقية.
والكتائب غير ممثلة في حزب سياسي، لكنها جزء من قوات الحشد الشعبي التي ساعدت القوات الحكومية في حربها ضد تنظيم داعش.
لعبت الحركة دوراً بارزاً إلى جانب كتائب حزب الله في الحرب السورية خلال المعارك الكبرى في مدينة حلب عام 2015، وهناك اعتقاد راسخ بأن الحركة تابعة لفيلق القدس، وتشير معظم الأدلة إلى أن إيران هي من تزودها بالمال والسلاح وتتشارك معها بالمعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن مساعدتها في اختيار قياداتها والإشراف عليها.
وللحركة صلات وثيقة بالأحزاب والجماعات الموالية لإيران مثل حزب الله اللبناني والعراقي، كان مؤسسها، أكرم الكعبي، قائداً عسكرياً بارزاً في "جيش المهدي" التابع لرجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر قبل أن ينشق عنه.. وانضم الكعبي لاحقاً إلى "عصائب أهل الحق" التي أنشأها فيلق القدس في عام 2008.
وأدرجت الخزانة الأمريكية في عام 2019، الكعبي ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين".
وفي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، صرّح الكعبي لقناة عراقية محلية بأنه "سيستجيب لأي أمر صادر عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بما في ذلك الإطاحة بالحكومة العراقية أو القتال في أي حرب أجنبية"، وفي أوائل مارس (آذار) 2017، أعلنت الحركة عبر وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أنها "بصدد تشكيل لواء تحرير الجولان" لتحريره من قبضة إسرائيل.
خرجت حركة عصائب أهل الحق، أو ما يطلق عليه مؤيدوها "المقاومة الإسلامية في العراق"، من رحم التيار الصدري، فمؤسسها وقادتها كانوا كوادر في هذا التيار لكنهم انشقوا عنه وأسسوا منظمة خاصة بهم كان هدفها "مقاومة الاحتلال الأمريكي"، وأعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات عديدة ضد القوات الأميركية والعراقية.
وأبرز قادة العصائب هو قيس الخزعلي الذي انشق عن جيش المهدي سنة 2004 أي بعد عام من الغزو الأمريكي، وعندما توقف القتال بعد توقيع جيش المهدي اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع الحكومة العراقية والجيش الأمريكي، استمر الخزعلي في إصدار أوامره بالقتال من دون الرجوع إلى الصدر.
وجرت مصالحة بين جماعة الخزعلي ومقتدى الصدر في منتصف عام 2005 ، لكن بعد أقل من عام برزت "عصائب أهل الحق" مستقلة عن جيش المهدي، بعدما أعلن الصدر حله واستبداله "بلواء اليوم الموعود"، وطالب "عصائب أهل الحق" بالانضمام إليه لكنها رفضت.
واتسعت رقعة نشاط الحركة المدعومة من فيلق القدس، والتي تتلقى التدريب والدعم من إيران، لتشمل سوريا، حيث أرسلت عناصرها للقتال هناك.
وإضافة إلى ما سبق، هناك ميليشيات عراقية أخرى مثل ألوية أبو الفضل العباس ولواء بدر، وغيرها من الميليشيات الممولة من الحشد الشعبي في العراق، فضلاً عن ميليشيا الفاطميون الأفغانية والزينبيون الباكستانية، التي عملت بشكل مباشر تحت إمرة فيلق القدس في معظم المعارك التي خاضها الجيش السوري في حلب ومناطق دير الزور.
وتتفاوت التقديرات بخصوص عدد أفراد الميليشيات الموالية لإيران المنتشرة في سوريا، لكن بعض الخبراء يقدرون عددهم بما يترواح ما بين 25 و40 ألف مقاتل، وقد يزيد أو ينقص هذا العدد حسب الحاجة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران الحرس الثوري الإيراني حزب الله اللبنانی الولایات المتحدة کتائب حزب الله فیلق القدس فی العراق فی سوریا إلى جانب فی عام
إقرأ أيضاً:
كيف يتطهر المريض الذي يركب قسطرة البول للصلاة؟..الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: كيف يتطهَّر المريضُ الذي يركّب قسطرةَ البول، وما حكم صلاته؟
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة:هذا المريض له حالتان: إما أَنْ يخرج مِنه البول بدون تَحَكُّم منه أو لا.
فإن خرج منه البول دون تَحَكُّم منه فهذا ما يعرف عند الفقهاء بـ«السَّلَس»؛ فيُعفَى عنه حينئذٍ، وحكمه في هذه الحالة: وجوب غسل محل النجاسة، ثم الربط على عضو التبول، ثم الوضوء، ويصلِّي مَنْ هذا حالُه بهذا الوضوء ما يشاء من الصلوات، وينتقض وضوؤه بانتهاء وقت الصلاة المفروضة التي توضأ لها.
أما إذا خرج منه البول في الكيس المعلَّق خارج جسده بتَحَكُّمٍ منه: فإنه يجب عليه الطهارة للعبادات التي تحتاجها؛ فيتوضأ للصلاة بخروج شيء من البول، ويُصَلِّي عقب وضوئه.
وبخصوص صحة الصلاة؛ فإذا استطاع إزالة هذا الكيس أثناء الصلاة فلا تصح الصلاة في هذه الحالة إلا بعد إزالة هذا الكيس، وإن لم يستطع إزالة الكيس الذي به البول أثناء الصلاة للمشقة البالغة في ذلك فهذا من المعفو عنه؛ لأَنَّ الشريعة مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين.
المقصود بـ"قسطرة البول" وبيان نواقض الوضوء
وأوضحت ان «قسطرة البول»: هو كيس خارج البدن يوجد به بعض الأنابيب ليخرج منها البول المحتبس في جسم المريض.
وهذا البول الخارج من الجسد الأصل فيه شرعًا أَنَّه من نواقض الوضوء، فمن النواقض: خروج شيء من السبيلين -القُبُل والدُّبُر-، ويشمل ذلك البول والغائط وغيرهما؛ لقوله تعالى: ﴿أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ﴾ [النساء: 43].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ»، رواه مسلم.
وعن صفوان بن عسّالٍ المُرادِي رضي الله عنه قال: "أَمَرنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا كُنّا سَفْرًا ألَّا نَنْزعَ خِفَافَنا ثلاثةَ أيامٍ بِليَالِيهنَّ، إلا من جنابة، ولكن من بولٍ، أو غائطٍ، أو نومٍ" رواه الترمذي.
فدلّ هذا الحديث على أن النقض بالبول، والغائط، والنوم.
وروى الإمام عبد الرزاق في "المصنف" عَنْ عبد اللهِ بن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: "إِنَّمَا الْوُضُوءُ مِمَّا خَرَجَ، وَلَيْسَ مِمَّا دَخَلَ، وَالْفِطْرُ فِي الصَّوْمِ مِمَّا دَخَلَ، وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ".
ومعنى انتقاضِ الوضوء في كلام الفقهاء: أنَّه لا يصح فعل أي شيء من العبادات التي اشترط الشرع الشريف لها الطهارة.
كيفية طهارة مريض القسطرة وحكم صلاته والأدلة على ذلك
لكن هذا المريض والحالة السابقة له حالتان في العبادات المشترطة للطهارة؛ كالصلاة، والطواف؛ إما أَنْ يخرج مِنه البول بدون تَحَكُّم منه أو لا.
فإن خرج منه البول دون تَحَكُّم منه فهذا من الأحوال التي وَضَّح الفقهاء أنه يُعذَر فيها الشخص من اشتراط الطهارة، وهو ما يعرف عند الفقهاء بـ«السَّلَس»؛ فيُعفَى عنه حينئذٍ، سواء في كل الطهارة أو في بعضها؛ ومعنى السَّلَس: استدامة انفلات الحدث من القُبُل أو الدُّبر مع العجز عن التحكم في منعه، ولو في فتراتٍ متقطعة، فيكون حكمه في هذه الحالة حكمَ المرأة المستحاضة التي يسيل منها الدمُ مرضًا ونزيفًا لا حيضًا، وهو: وجوب غسل محل النجاسة، ثم الربط على عضو التبول، ثم الوضوء، ويصلِّي مَنْ هذا حالُه بهذا الوضوء ما يشاء من الصلوات، وينتقض وضوؤه بانتهاء وقت الصلاة المفروضة التي توضأ لها، ويتوضأ لفرض آخر بدخول وقته.
أما إذا كان الشخص يخرج منه البول في الكيس المعلَّق خارج جسده بتَحَكُّمٍ منه: فإنه يجب عليه الطهارة للعبادات -كالصلاة مثلًا- المحتاجة إليها بخروج شيء من البول، ويُصَلِّي عقب وضوئه.
لكن يُفَرَّق بين حالين في صحة الصلاة؛ حال كون الكيس المحمول الذي في البول -سواء تَحَكَّم الشخص في الخارج منه أو لا- على الشخص، فقد يَقْدِر الشخص على إزالة هذا الكيس أثناء الصلاة أو لًا؛ فإن قَدَر على إزالة هذا الكيس فلا تصح الصلاة في هذه الحالة؛ وذلك لأن مِن شروط صحة الصلاة طهارة الثوب والبدن من النجاسة.
أما إذا لم يَقْدِر الشخص على إزالة الكيس الذي به البول أثناء الصلاة للمشقة البالغة في ذلك فهذا من المعفو عنه؛ ذلك أَنَّ الشريعة مبناها على التيسير ورفع الحرج عن المكلفين، وقد دَلَّ على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والقواعد الفقهية:
1- فمن الكتاب: قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقوله: ﴿يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].
2- ومن السنة المطهرة: عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ» رواه أحمد.
3- ومن القواعد: قاعدة "المشقة تجلب التيسير" وغيرها.
وفي ذلك دليل على رفع الحرج والمشقة الزائدة عن المكلفين.