أكد الشيخ خالد الجندي أن القرآن الكريم ذكر في سورة الأحزاب قوله تعالى: «وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا».

القرآن الكريم سجل رد فعل المؤمنين

وأضاف الجندي: هنا سجل القرآن الكريم ردة فعل المؤمنين عند رؤيتهم الأحزاب، فما استكانوا ولا ارتعدوا ولكن ثبتهم الله تثبيتًا منقطع النظير، مؤكدًا أن الأعداء خططوا وما زالوا يخططون لتقسيم الوطن، وقد فشلت مخططاتهم، فبلدنا هو البلد الوحيد الحر في المنطقة، ونحن لا ننتمي إلا لهذا الدين، ولا ننتمي إلا لهذا البلد.

الحروب تقوم على أكتاف الرجال وأعناق الصامدين

وأكد الجندي خلال الصالون الثقافي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الحروب تقوم على أكتاف الرجال وأعناق الصامدين، مضيفا أن علينا أن نأخذ بقانون الإعداد الذي أمر الله به، والذي يجب أن يتحرى عنه الناس قبل التفكير في الحرب، وقد سخر الله تبارك وتعالى ممن أراد الجهاد دون إعداد فقال تعالى: "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ"، ففقه الإعداد يلمح من قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ"، ويقتضي أولا الالتزام بالقانون فهو الضمانة الأولى لفقه الإعداد، فالإعداد يحتاج إلى إعادة نظر بمواجهة النفس ومحاسبتها، قال تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ"، وقال تعالى: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ"، وقال تعالى: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"، ويقول تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ".

الحرب ليست نزهة

وأضاف الجندي: هذه قوانين يجب أن نلتفت إليها فالحرب ليست نزهة، وإنما الدفاع عن الوطن يتطلب الإعداد، والالتفاف حول القيادة السياسية والتخندق في خندق واحد والالتفاف حول راية الوطن وترك الجدال وترك النزاع والصبر على الشدائد والجلد في مواجهة الخطوب والعمل على الإنتاج وتجويده ومحاولة الاستغناء عن كل سلعة تأتي هذا البلد من الخارج، ومحاولة إعادة بناء جسور الثقة بين الأمة وبين علمائها، والاستعداد للمرحلة القادمة لأننا نملك أغلى وطن عرف في تاريخ البشرية.

وختم قائلا: عاشت مصر وعاش رئيسها الذي ندرك تمامًا وطنيته وإخلاصه ومحبته لبلاده ونجدد له الولاء والالتفاف تحت قيادته حفظه الله ومن معه من كل مكروه وسوء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية القرآن الكريم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

إقرأ أيضاً:

«حسبان من السماء».. خالد الجندي يوضح معنى العذاب المُنَزَّل بحساب ولماذا لا يهلك الكون كله

شرح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المعنى الدقيق للفظ «حسبانًا من السماء» الوارد في سورة الكهف ضمن قصة صاحب الجنتين، وذلك خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الآية دعاءً على صاحب الجنتين أم تذكيراً له بقدرة الله تعالى.

وقال الجندي إن كلمة «حسبانًا» تعني عذابًا نازلًا بحساب دقيق، منضبط في مقداره ووقته وحدوده، مؤكداً أن أي عذاب لو نزل دون ضبط إلهي دقيق لأهلك الكون بأسره، لأن الوجود قائم على ميزان محكم، وأي تغيير خارج المقدار يطيح بالأرض وما عليها.

وأكد أن الطير الأبابيل لو زاد ولو قليلًا في مقدار حجارتها لهلك أهل الأرض، وأن طوفان نوح عليه السلام كان مخصوصًا بقومه فقط ولم يغمر الكوكب كله، وكذلك عذاب قوم لوط وقع على قومه وحدهم دون غيرهم.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن جميع صور العذاب التي ذكرها القرآن  من الصاعقة إلى الريح إلى الخسف  جاءت تحت قانون «الحسبان»، أي تحت ضبط دقيق ولطف إلهي  يمنع الهلاك الشامل، مشيرًا إلى أن هذا الضبط هو في ذاته صورة من صور رحمة الله بخلقه.

خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبدخالد الجندي يكشف شروط التوبة الصادقة

شروط التوبة الصادقة 

وقال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن التوبة ليست مجرد إحساس داخلي، بل تحتاج إلى حركة لسان يظهر فيها صدق الرجوع إلى الله عز وجل.

وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "DMC"، اليوم الأربعاء، أن العجيب أن الإنسان قبل التوبة قد يطلق لسانه بالنكات البذيئة، والغيبة، والكلام السيئ، والتعليقات المستمرة، ثم إذا أراد التوبة التزم الصمت فجأة وكأن “أبو السكيت” نزل عليه، بينما المطلوب هو أن يتحرك اللسان بالاستغفار والذكر وتلاوة القرآن، ليطهّر الإنسان لسانه مما كان عليه سابقاً.

وأكد الشيخ خالد الجندي أن اللسان هو شاهد العبد في الدنيا، وأن من كان يملأ وقته بالكلام الفاسد ثم تاب دون أن ينطق بذكر الله، فقد تخلّى عن أهم مظاهر التوبة العملية، مشيراً إلى أن تطهير اللسان هو أول خطوة لتطهير القلب، وأن الذكر والنطق الصادق هما العلامة الأولى على صدق العبودية وتمام الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى.

طباعة شارك خالد الجندي حسبانًا من السماء برنامج لعلهم يفقهون شروط التوبة الصادقة

مقالات مشابهة

  • أبناء البيضاء يجددون دعمهم لغزة ولبنان ويدعون للنفير لمواجهة مخططات تمزيق الوطن
  • قد نقع فيه.. خالد الجندي يحذر من خطأ شائع في الصلاة على النبي
  • خالد الجندي يوضح حكمة الله في أمر نوح ببناء السفينة
  • خالد الجندي يُحذر من خطأ شائع يفسد صيغة الدعاء عند الصلاة على النبي.. فيديو
  • الشيخ خالد الجندي يحذر من الخطأ الشائع في كتابة «اللهم صل على النبي»
  • خالد الجندي: قصة صبر سيدنا نوح تحمل عبرة عظيمة
  • «حسبان من السماء».. خالد الجندي يوضح معنى العذاب المُنَزَّل بحساب ولماذا لا يهلك الكون كله
  • الشيخ خالد الجندي يشرح سر دقة العذاب الإلهي ولماذا لا يهلك الكون كله
  • الشيخ خالد الجندي يوضح شروط التوبة الصادقة
  • خالد الجندي: عطاء الدنيا ليس دليلاً على محبة الله للعبد