بين التراب والسنابل، بين الأرض واليد اليمنية الصامدة، يُكتب فصل جديد من فصول الصمود في مواجهة العدوان والحصار، في تلك الحقول الممتدة من الجوف إلى صعدة، ومن عمران إلى ذمار، تتنفس الأرض حياةً رغم كل ذلك القصف الهمجي، وتزداد عزيمة الإنسان اليمني على مواجهة كل محاولات التجويع والإخضاع، الحبوب التي تُزرع اليوم ليست مجرد غذاء، بل سنابل رسالة وطنية، كل حبة فيها تحكي قصة إرادة لا تنكسر، وحلم أمة في الاعتماد على ذاتها، ورؤية قيادة ربانية جعلت من الزراعة خط الدفاع الأول عن الحياة والكرامة.

يمانيون / قصة صمود

 

رؤية قيادية تحوّل الفكر إلى فعل

كان توجيه قيادة المشروع القرآني أحد أهم عوامل الانطلاقة العملية لهذا المسار، فقد أكد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه على أهمية الاعتماد على الذات والتوجه نحو الاكتفاء حيث قال: ( لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة) ،

وقد أعادت توجيهات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله هذه الرؤية إلى صلب العمل، حيث تم تبني خطة واضحة لتطوير الإنتاج الزراعي في كل المحافظات، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، خصوصًا في الحبوب والبقوليات، والتي تمثل العمود الفقري للأمن الغذائي الوطني، حيث أكد السيد القائد منذ وقت مبكر على أهمية هذا الأمر ومن أهم ما قاله في هذا السياق في ضوء المحاضرة الرمضانية ’’22’’ 1442هــ ، : ( الجانب الزراعي هو العمود الفقري للاقتصاد، وإذا اهتممنا به، فنحن نبني اقتصادنا على نحوٍ صحيح، ونحقق لأنفسنا الاكتفاء الذاتي في قوتنا الضروري، فيما يعتبر له أهمية كبيرة جداً على مستوى أمننا، على مستوى كرامتنا، أن نعيش بكرامة، ألَّا يتحكم بنا أعداؤنا فيما يدخل إلينا من غذاء، ننتج هذا الغذاء، ونحقق الاكتفاء الذاتي فيه.
من الخطأ الاستراتيجي، حتى عند الدول غير المسلمين، أن يعتمد الإنسان على الاستيراد لاحتياجاته الأساسية، عندنا في البلد لو نأتي إلى قائمة الاستيراد، تجد أنهم يستوردون كل شيء: الحبوب بكل أنواعها، الفواكه بكل أنواعها، الخضروات، حتى الثوم، والبصل، والبطاط، وغير ذلك، يستوردونه من الخارج، الزنجبيل، كل التفاصيل هذه تستورد من الخارج، وهذا خطأ فادح جداً، إذا قمنا بإنتاجها فسنعيش بكرامة، سنحقق لأنفسنا الاستقلال، سنفقد العدو ورقة ضغط علينا، لا يضغط علينا بقوتنا، بطعامنا، باحتياجاتنا الأساسية)

 

الجوف نموذجًا للصمود الزراعي

تُعدّ محافظة الجوف مثالًا حيًا على هذا الصمود، حيث تحولت خلال سنوات العدوان والحصار ، إلى واحدة من أهم المناطق المنتجة للحبوب في اليمن، تمتد آلاف الهكتارات المزروعة بالقمح والذرة والدخن، لتصبح حاملةً رسالة واضحة للعالم، أن اليمن قادر على توفير غذائه رغم الحصار.

 

توسيع الاكتفاء الذاتي في المحافظات الأخرى

لم يقتصر النجاح على الجوف، بل شمل محافظات عديدة مثل صنعاء ، عمران، صعدة، إب، وذمار، حيث تم إحياء المدرجات الزراعية القديمة، وتوسيع زراعة البقوليات مثل العدس والفاصوليا، إضافةً إلى الذرة والدخن، كما لعبت المبادرات المجتمعية دورًا مهمًا في تعزيز الإنتاج، وتحويل الزراعة إلى ثقافة عامة، يشارك فيها المجتمع كله لتقوية صمود الوطن.

الاعتماد على هذه المحاصيل لا يعزز الأمن الغذائي فحسب، بل يرسّخ أيضًا مفهوم السيادة الوطنية، ويجعل من اليمن أقل تأثرًا بالحصار وأساليب الحرب الاقتصادية، مؤكدًا أن الإرادة اليمنية لا تُقهر.

 

البعد المعنوي للصمود الزراعي

الزراعة في اليمن اليوم أصبحت رمزًا للكرامة الوطنية، فكل سنبلة قمح تُزرع، وكل محصول بقوليات يُحصَد، هو رسالة صمود لكل العالم، ومؤشر على أن الشعب اليمني قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية بكل عزيمة، ويمثل نجاحًا أسطوريًا في زمن العدوان والحصار

 

الزراعة جبهة الصمود الحقيقية

اليوم، بين سنابل القمح وحصاد البقوليات، تتشكل واحدة من أبرز صور الصمود اليمني، التي تجمع بين التخطيط القيادي، والمبادرة الشعبية، والالتزام الوطني، الزراعة ليست مجرد إنتاج، بل معركة صمت منتصرّة على الحصار، ودرس عملي في الاعتماد على الذات، ورسالة قوة وكرامة ترفعها سنابل الأرض اليمنية كل موسم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان والحصار الاکتفاء الذاتی الاعتماد على

إقرأ أيضاً:

كوزمين: التركيز سلاح «الأبيض» لمواجهة الجزائر في كأس العرب


الدوحة (د ب أ)
أكد كوزمين أولاريو، المدير الفني لمنتخب الإمارات، صعوبة المواجهة أمام منتخب الجزائر الجمعة على استاد البيت في دور الثمانية لبطولة كأس العرب لكرة القدم، المقامة حالياً في قطر.

أخبار ذات صلة الغساني يقود قائمة نجوم «كأس العرب» بـ «هدفي الـ 88 ثانية» كأس العرب.. الأردن تتأهب لكسر التفوق التاريخي للعراق

وقال المدرب الروماني في المؤتمر الصحفي، الذي عقده الخميس للحديث عن اللقاء: «نحن متحمسون لخوض المباراة التي ستكون جماهيرية من الدرجة الأولى وهذا ما يحفز اللاعبين على بذل قصارى جهدهم للخروج بالنتيجة المطلوبة»، مشدداً على أن اللعب أمام حشد جماهيري كبير لا يشكل ضغطاً على لاعبيه بقدر ما سيكون عاملاً إيجابياً.
وأضاف أولاريو أن بلوغ دور الثمانية بكأس العرب خطوة مهمة، مشيراً إلى أن مباراة الغد تعد تحدياً كبيراً في مشوار المنافسة بالبطولة، نظراً لأنهم سيواجهون منتخباً قوياً ومتمرساً وهو حامل اللقب، وهذا ما يرفع درجة الاستعداد البدني والذهني وخوض المباراة بكامل التركيز.
وأوضح في تصريحاته: «يتعين علينا في مثل هذه المباريات المفصلية إيجاد التوازن داخل الملعب على صعيد الدفاع والهجوم، وأن تكون شخصية المنتخب حاضرة في جميع أوقات اللقاء».
وكشف مدرب منتخب الإمارات أن جميع اللاعبين في صفوف فريقه متحفزون لخوض المباراة ويدركون أهمية تحقيق الفوز ومواصلة المشوار في هذه البطولة، منوهاً بأن التصاعد في أداء المنتخب يعد من الأشياء الإيجابية.
من جانبه، أبدى حمد المقبالي، لاعب المنتخب، ثقته في قدرة جميع اللاعبين على تقديم المستوى الذي يلبي الطموحات والخروج بالنتيجة المنشودة في مباراة الدور ربع النهائي. وأشار إلى أن الجميع في أتم الجاهزية لخوض مرحلة مختلفة في البطولة بعد عبور دور المجموعات، وهذا ما يفرض عليهم رفع درجة الاستعداد وخوض المباراة أمام الجزائر بكامل التركيز من أجل تحقيق الانتصار وتأمين الوصول للدور قبل النهائي. وكان المنتخب الإماراتي حجز مقعده بدور الثمانية بعد حلوله ثانياً في مجموعته الثالثة جامعا 4 نقاط، بعد الخسارة أمام الأردن والتعادل مع مصر، ثم الفوز على الكويت في الجولة الثالثة.

مقالات مشابهة

  • المشيخي: الشعب اليمني قادر على حل مشكلاته دون تدخلات خارجية
  • نائب عن حزب الله: يجب التركيز على وقف عدوان إسرائيل قبل السلاح
  • اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري
  • أبناء عزلة الشهيد القائد في صنعاء الجديدة يؤكدون الجهوزية والاستنفار لمواجهة العدوان
  • مديرية باجل.. نموذج تنموي واعد لتعزيز الاكتفاء الذاتي في الإنتاج المحلي
  • كوزمين: التركيز سلاح «الأبيض» لمواجهة الجزائر في كأس العرب
  • إحصاءات الأمن الغذائي لعام 2024 تُحقق ارتفاعًا في نسب الاكتفاء الذاتي
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • الإحصاء: المملكة حققت الاكتفاء الذاتي بأكثر من 100% في عدة منتجات غذائية عام 2024