يتعرض قطاع غزة والضفة الغربية لقصف عنيف من قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الجاري، أدى لمقتل وإصابة الآلاف من المدنيين وهدم الكثير من المباني السكنية، حيث انتهك الاحتلال كل الأعراف والقوانين الدولية، إذ قصف مستشفى المعمداني وأدى الأمر لاستشهاد وإصابة المئات، ثم المدارس والمباني السكنية على رؤوس ساكنيها بدون إنذار، إلا أن القصف الأعنف والأشرس كان يوم الجمعة الماضية، وفق ما نشر بوكالة الأنباء الفلسطينية.

ماذا يحدث في غزة؟

في السابع من أكتوبر الجاري، قامت المقاومة الفلسطينية بشن هجوم بري وبحري وجوي على دولة الاحتلال، في عملية أطلقت عليها «طوفان الأقصى» والتي جاءت ردًا على الاقتحامات المتكررة التي تمارسها دولة العدوان على المدنيين العزل في فلسطين بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكل خاص.

واستطاعت المقاومة الفلسطينية، أن تأسر ما بين 200 إلى 250 شخص معظمهم من الإسرائيليين، كانوا في أحد الاحتفالات بالقرب من غلاف غزة.

ورد الاحتلال على عملية طوفان الأقصى بما أسمته بعملية «السيوف الحديدية» قامت خلالها بالقصف المستمر على قطاع غزة مخالفة كل المعايير الإنسانية والقوانين الدولية، إذ قصفت المباني السكنية على رؤوس ساكنيها بحجة محاربة حركة حماس، وفق ما أفاد تليفزيون فلسطين.

عزلت قوات الاحتلال قطاع غزة عن العالم الخارجي، فرفضت إدخال مساعدات الإنسانية، ما جعل المدنيين يعانون إما من الموت بسبب القصف المستمر أو الموت بسبب نقص المواد الغذائية والمياه والوقود الذي أوشك على النفاد مما يعني أن مستشفيات القطاع بالكامل معرضة للتوقف عن تقديم خدماتها، كما أصبحت غزة تقبع في ظلام دامس بسبب انقطاع الكهرباء. 

استمرار الوضع المتأزم تسبب في نقص حاد في المواد الطبية، ومع زيادة حالات الإصابات اضطر الأطباء إلى إجراء العمليات الجراحية بدون تخدير، وفي طرقات المستشفيات، وحتى باستخدام ضوء كشافات الهواتف المحمولة.

لم تتوقف اعتداءات قوات الاحتلال حتى هذه الأزمة الإنسانية بل قصفت المستشفى المعمداني وهو مشفى يعالج الجرحى ونزح إليه آلاف المواطنين بحثًا عن الأمان، لكنه قصفت بلا رحمة واستشهد فيها نحو 500 فلسطيني.

استطاعت الجهود المصرية أن تقوم بإدخال نحو 80 سيارة مساعدات إنسانية إلى القطاع، إلا أنها لا تمثل أكثر من 3% من الاحتياجات الأساسية للمواطنين في غزة.

ماذا حدث في قطاع غزة الجمعة الماضية؟

على الرغم من بشاعة الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع والتدمير، إلا أن يوم الجمعة الماضية شهد الاجتياح الأسوأ، إذ تعمدت قوات الاحتلال قصف أبراج شبكة الاتصالات، لينقطع الإنترنت والاتصالات عن القطاع، ويصبح بمعزل عن العالم، وتبدأ الإبادة الممنهجة للمواطنين الفلسطينيين العزل، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.

بدأت بعدها ما أسمته بعملية توسيع عملياتها في غزة والضفة، إذ قصفت شمال القطاع برًا وبحرًا وجوًا طوال ساعات الليل، فلم يعد بإمكان القطاع الطبي التواصل مع المواطنين المصابين أو حتى الخروج من أماكنهم بسبب شدة القصف، دون أن يستطيع الأهالي أن يعلنوا أو يكشفوا للعالم الصامت ما يحدث معهم، لتكون جريمة إبادة مكتملة الأركان.

مع بداية صباح يوم السبت كان القصف قد قضى على أغلب قطاع غزة، وحتى اللحظة لا يزال المواطنون مع العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني، يحاولون انتشال جثامين الشهداء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب في غزة الحرب علي غزة العدوان الاسرائيلي حرب اسرائيل علي غزة حرب غزة حرب غزة 2023 قوات الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

وفاة 7 فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي

تُوفّي 7 فلسطينيين جراء انهيارات في مناطق متفرقة، إثر المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، وسط نقص حاد في الإمكانيات والمساعدات.

وأفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بوفاة 5 أشخاص وإصابة آخرين بانهيار منزل ببئر النعجة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

كما أفادت مصادر في الدفاع المدني بوفاة شخصين جراء سقوط حائط كبير على خيام النازحين غرب مدينة غزة فجر اليوم.

وأمس الخميس، انهارت 4 مبانٍ بمناطق متفرقة من مدينة غزة بعد أمطار غزيرة هطلت على القطاع.

وحذر الدفاع المدني من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط التي لجأت إليها عائلات نازحة، خاصة مع المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، وما يجلبه من أمطار تؤدي إلى انجراف التربة وتصدعات إضافية في الجدران والأعمدة التي تضررت بفعل القصف.

كما أعلنت وزارة الصحة أمس وفاة الطفلة رهف أبو جزر متأثرة بالبرد والأمطار التي أدت إلى غرق خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس.

ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية بفعل انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية، وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.

ورغم محاولات الجهات الخدمية والمبادرات الفردية التخفيف من التداعيات، فإن حجم المعاناة يفوق الإمكانات المتاحة، ما يجعل تفاقم الظروف على النازحين أمرا شبه محتوم.

وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، تواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة وسط نقص المساعدات، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.

ويتخذ معظم النازحين من الخيام التالفة مأوى لهم، بينما قدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93%، بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا.

حماس تتهم الاحتلال بالتنصل من التزاماته

وقد حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الظروف المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة، واتهمته بالتنصل من التزاماته في اتفاق وقف الحرب.

إعلان

وقالت حركة حماس إن قطاع غزة يعيش كارثة حقيقية مع اشتداد تأثير المنخفض الجوي، معتبرة ما يواجهه الفلسطينيون يشكل امتدادا لحرب الإبادة الإسرائيلية بفعل استمرار الحصار ومنع الإعمار الذي يقيهم أجواء المنخفض.

ودعا المتحدث باسم الحركة حازم قاسم الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف الحرب، إلى الضغط على إسرائيل لإدخال مواد الإيواء اللازمة وفتح معبر رفح في الاتجاهين.

كما دعا الدول العربية الإسلامية والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى تحرك جاد وفعلي لإنقاذ قطاع غزة من هذا الوضع الكارثي الذي يعيشه بفعل التدمير وتوالي المنخفضات الجوية.

ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي بغزة تحسنا جراء القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات، منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.

وعلى مدى نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات آلاف الخيام بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، بينما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء.

مقالات مشابهة

  • إدارة بايدن تجمد التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل بسبب جرائم حرب في غزة
  • صحيفة إسرائيلية: إسرائيل وافقت على تحمل تكاليف إزالة الركام بغزة
  • وفاة 7 فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي
  • إعلام عبري: واشنطن طالبت إسرائيل بتحمل تكاليف إزالة الركام في غزة
  • بين القصف والمنخفضات الجوية.. نازحو غزة يواجهون الموت داخل الخيام
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نبذل كل الجهود الممكنة لإغاثة مواطني القطاع جراء المنخفض الجوي
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام
  • المرصد السوري: إنفلات أمني يهدد المدنيين ويُنذر بمزيد من الفوضى في اللاذقية
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70 ألفا و369 شهيدا