أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على أن تداعيات وأخطار المناخ كشفت الأهمية والعلاقة المتبادلة بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ، وأكدت ضرورة تبني حلول مستدامة تكفل تحقيق مكاسب متبادلة بين المجالين، مشيرة إلى أنه إدراكًا لذلك نجح المجتمع المناخي الدولي في إنشاء إتفاقيات ريو التي ربطت بين إتفاقيات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، تحقيقًا لربط المتكامل والمتبادل بين هذه القطاعات وتنميتهم المستدامة، مضيفة أنه مما يؤسف له الرجوع إلى فصل هذا الترابط بين الاتفاقيات الثلاث مما انعكس بشكل واضح في تدهور الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي في كوكب الأرض خاصة في القارة الأفريقية ولكي تزداد معاناتها من تداعيات تغير المناخ.

 

جاء ذلك خلال إلقاء الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كلمة مصر بصفتها رئيس مؤتمر المناخ cop27 ، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ، فى "قمة برازافيل للأحواض الثلاث للتنوع البيولوجي والنظم البيئية الاستوائية" بالعاصمة الكونغولية، والتي تعقد تحت شعار "الحفاظ على التنوع الأحيائي والغابات الاستوائية ضرورة أمام التغير المناخي" خلال الفترة من ٢٦ إلى ٢٨ أكتوبر الجارى، بحضور عدد من القادة والوزراء من عدد من الدول حول العالم، ومجموعة من المنظمات والجمعيات المهتمة بالمناخ، بالإضافة إلى عدد من الجهات المالية المانحة.

 

وقد نقلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة تحيات رئيس الجمهورية للمشاركين،  وتطلعله إلى خروج القمة بنتائج ومخرجات تدعم العمل المناخي الدولي ومصالح دول وشعوب أنهار الأمازوني، الكونغو، البورنيو - ميكونج وجنوب شرق آسيا، مُعربةً عن تقديرها للمشاركة في هذه القمة الهامة وعقد القمة الثانية لأحواض هذه الأنهار الثلاثة، والتى تعقد في توقيت هام بالنظر إلى الأهمية الكبيرة لهذه الأنهار للتنوع البيولوجي ولما تحتويه من غابات إستوائية التي تلعب دوراً مؤثرًا في التصدي لتغيرات المناخ، مؤكدةً على إدراك مصر لأهمية العلاقة بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ وذلك كان دافعاً أساسياً لكي تولي إهتماماً خاصاً لمعالجة هذه القضايا في مؤتمر COP27 بشرم الشيخ، كما تم تضمين هدف المخرجات في خطة تنفيذ شرم الشيخ وكذلك في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 والذي أبرزت مخرجاته أضرار تغير المناخ وإرتفاع درجة حرارة الأرض على التنوع البيولوجي.

 

وتابعت وزيرة البيئة أن هذا الإهتمام كان مصداقا على الأهمية الكبيرة التي توليها مصر للملف المناخي بكل جوانبه ومجالاته، بما في ذلك التنوع البيولوجي، والتى تؤكدها إنجازات رئيسية كان من أهمها إصدار الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ٢٠٥٠، لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام ٢٠٥٠، واعتماد تقرير المساهمات المحددة وطنياً المحدث، والذي يحدد هدف مصر في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة ٤٥% بحلول عام ٢٠٣٠، وإنشاء سوق طوعية لتداول شهادات خفض الانبعاثات الكربونية بالبورصة المصرية، إضافة إلى نجاح مؤتمر شرم الشيخ في إنشاء صندوق للخسائر والاضرار، للتقدم نحو مسار العدالة المناخية، ولتوفير تمويل تكميلي مرحلي للدول النامية، والنجاح في الخروج بالإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد ۲۰۲۰، والذي يحدد أهدافًا طموحة للحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادته، فضلاً عن إدماج معايير السياحة البيئية في قطاع السياحة المصري، ووضع خطة طموحة لتطوير وتأهيل البحيرات المصرية بهدف استعادة حيوية النظم البيئية لتلك البحيرات.

 

وأشارت وزيرة البيئة إلى أن الأهمية الكبيرة لقمة برازافيل تبرز في إنها تتناول مشاكل ثلاثة من أكبر أحواض الأنهار في العالم والتى تمثل أراضيها ثلث مساحة الكرة الأرضية ويقطنها أكثر من ١,٥ بليون نسمة، معربة عن أملها أن تقود مخرجات هذه القمة الى عمل تنفيذي جاد المعالجة قضايا تغير المناخ والتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية، خاصة في ظل تزايد تداعيات وأخطار تغير المناخ لكل القطاعات البيئية والأقتصادية والإجتماعية، وبالنسبة للأنهار الثلاثة التى تتعرض لتهديدات خطيرة للنظم الإيكولوجية سبب الضغوط البشرية، بما في ذلك إزالة الغابات وحرائق الأدغال والغابات، بالإضافة إلى تحديدات المسطحات المائية مثل نهر الأمازون ونهر الكونغو ونهر الميكونغ ، مما يعرض طموح اتفاقية باريس للخطر للحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى ١.٥ درجة مئوية.

 

وأضافت د.ياسمين فؤاد أنه رغم أن القارة الأفريقية تملك تنوعاً بيولوجيا ثرياً إلا أنها تعاني من فقدان كبير للتنوع البيولوجي الذي يمكن أن يتسبب تغير المناخ في فقدان أكثر من نصف أنواع الطيور والثدييات بحلول عام ٢١٠٠.

 

وأكدت وزيرة البيئة أن خصوصية هذه القمة تبدو في أن نجاحها يقدم نموذجًا مبتكراً للتعاون بين دول هذه الأنهار في دول قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، والذي يمكن أن يتسع ليشمل التعاون الاقتصادي والتجاري والإجتماعي والثقافي، كما يقدم نموذج ناجح للتعاون الإقليمي والإقاليمي -Inter regional والدولي الجاد لصالح الأجيال الحاضرة والقادمة، وبما يحافظ على سلامة الكرة الأرضية قبل أن تفقد السيطرة على غضبها وعلى أخطار الإضرار بها.

 

كما أكدت وزيرة البيئة ضرورة أن تكون قرارات القمة مدعمة بتصورات محددة لقضايا وآليات التمويل ومواصلة مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات COP27 في شرم الشيخ، وبضرورة إصلاح النظام التمويلي الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة المتخصصة، وكذلك بنوك التنمية متعددة الأطراف، من أجل تحقيق إصلاح حقيقي لنفاذ الدول النامية إلى التمويل المناخي والبيئي بشروط ميسره لخدمه إنتقال مناخي وبيئي وطاقي عادل يستجيب لاحتياجات التنمية المستدامة خاصة في الدول الأكثر تعرضا والدول الأقل نمواً، وكذلك ضرورة إيلاء أهمية خاصة للتعاون في مجالات البحث العلمي والتحول الرقمي والتحول الأخضر والتى تمثل ركائز أساسية للتعاون في كافة المجالات.

 

وشددت وزيرة البيئة على أن التحديات التي يواجها العالم بما في ذلك الأخطار التي تحيط بالأنهار الثلاثة والغابات الأستوائية لن يتسنى التصدي لها إلا بمشاركة كافة أصحاب المصالح وعلى رأسهم القطاع الخاص والمجتمع المدني، واللذان تمثل مشاركتهما عنصرا أساسياً في دعم الجهود الوطنية والإقليمية والأقاليمية والدولية، وصولا إلى تنمية شاملة مستدامة لدول العالم تساهم في إرساء الاستقرار والسلم والأمن الدوليين.

 

وأوضحت الوزيرة خلال كلمتها الدور الذى تلعبه مصر فى دعم قضايا التنوع البيولوجى وتغير المناخ ، حيث بذلت مصر مجهودات كبيرة من أجل عمل خريطة للتنوع البيولوجى ، كما استضافت مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية بمدينة شرم الشيخ COP27 وخصصت يوماً كاملاً  لمناقشة قضايا التنوع البيولوجى  والتصحر ، مؤكدةً على قدرة العالم إثبات مصداقيته واهتمامه بأهمية النظام المتعدد الأطراف ،وعلى توصيل الصوت الأفريقى على أعلى المستويات الرئاسية والوزارية ، مُشيرةً إلى دور مصر الكبير والتاريخى فى إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لتلبية الاحتياجات المتزايدة .

 

ودعت وزيرة البيئة فى نهاية كلمتها العالم إلى ضرورة التناغم مع البيئة والطبيعة والعمل على إرساء مبادئ الإنسانية والتعاون والسلام من أجل كوكب صالح للعيش ، لافتةً إلى  مساعى الرئيس عبد الفتاح السيسى  وإيمانه بأهمية لإرساء تلك المبادئ ، مُعربةً عن تطلعها أن تُكلل هذه القمة بالنجاح المرجو بالمتابعة التنفيذية الضرورية، مؤكدة على أن مصر لن تتوان ولن تتأخر عن المشاركة والمساعدة والدعم في كل ما يخدم التنمية والازدهار والسلام لشعوب القارات الثلاث والعالم كله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: للتنوع البیولوجی التنوع البیولوجی وزیرة البیئة تغیر المناخ یاسمین فؤاد هذه القمة شرم الشیخ

إقرأ أيضاً:

تسجيل جفاف في أكثر من 40% من مساحة أوروبا

مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025

المستقلة/- تعاني أكثر من ثلث أوروبا، بما في ذلك أجزاء من وجهات العطلات مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا، من الجفاف.

كان شهر مارس الأكثر دفئًا في أوروبا على الإطلاق – وهو اتجاه مدفوع بتغير المناخ – كما شهد هطول أمطار أقل من المتوسط ​​في أجزاء كبيرة من شمال وشرق القارة.

تعاني 41.2% من أوروبا حاليًا من شكل من أشكال الجفاف، وفقًا لآخر تحديث من المرصد الأوروبي للجفاف التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يغطي الفترة من 11 إلى 20 مايو.

يبلغ الجفاف ذروته في مناطق جنوب شرق إسبانيا وقبرص واليونان وألبانيا، حيث صدرت أعلى فئة “تحذير”، بالإضافة إلى أجزاء من بولندا وأوكرانيا.

لكن مساحات واسعة من شمال وشرق أوروبا، مرورًا بفرنسا وألمانيا وبولندا وأوكرانيا، تشهد أيضًا جفافًا، مما يثير المخاوف بشأن المحاصيل.

يوم الخميس، أعلنت وكالة البيئة البريطانية رسميًا حالة جفاف في شمال غرب إنجلترا بعد أن انخفضت مستويات الأنهار والخزانات المائية بسبب جفاف الربيع.

في اليونان، يُفاقم “الإفراط في السياحة” الناتج عن تدفق ملايين الأشخاص إلى شواطئها الضغط على موارد المياه، وفقًا لنيكيتاس ميلوبولوس، أستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة ثيساليا.

وأضاف: “تعاني الجزر من مشكلة حادة تتمثل في الجفاف وندرة المياه”.

تُجبر جزر مثل سانتوريني وميكونوس الآن على استيراد المياه من أثينا أو محطات تحلية المياه لتوفير المياه للاستحمام وحمامات السباحة. في الماضي، كان بإمكان العديد من السكان الاكتفاء بالطرق المحلية مثل تجميع مياه الأمطار.

لكن الزراعة تُشكل استنزافًا أكبر بكثير لمياه البلاد، مع تفشي الهدر وغياب السياسات، كما قال البروفيسور ميلوبولوس.

تُفاقم ظروف الطقس الحار والجاف هذا العام خطر اندلاع موسم حرائق غابات عنيف جديد في اليونان.

حذّر وزير الحماية المدنية يوانيس كيفالوجيانيس الأسبوع الماضي من صيف “صعب للغاية”.

وأضاف أنه تم نشر 18 ألف رجل إطفاء، وهو رقم قياسي، وتضاعف أسطول الطائرات المسيرة تقريبًا في محاولة لمكافحة الحرائق التي يُؤججها ارتفاع درجة حرارة المناخ.

يُعدّ الجفاف وأسبابه أكثر تعقيدًا، لكن علماء في مؤسسة World Weather Attribution يقولون إن الاحتباس الحراري يُفاقم الجفاف في بعض أنحاء العالم، بما في ذلك حول البحر الأبيض المتوسط.

ووجدوا أن جفاف عام 2022، الذي امتد عبر نصف الكرة الشمالي، زاد احتمال حدوثه بمقدار 20 مرة بسبب تغير المناخ.

وقالت الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية إن الجفاف والأمطار الغزيرة في أوروبا تدفع محطات الطاقة إلى “العمل بأقصى طاقتها الإنتاجية”.

وفقًا لشركة التأمين هودين، تُكلّف الأحوال الجوية المتطرفة الاتحاد الأوروبي حوالي 28.3 مليار يورو  من خسائر المحاصيل والماشية سنويًا.

 

 

مقالات مشابهة

  • «زايد العليا» تُمكّن أصحاب الهمم بمشاريع تدعم الصناعات الغذائية
  • الشراكة الاستراتيجية بين الصين وآسيان ودول الخليج
  • جمعية الأورمان تدعم زواج 16 فتاة يتيمة بأسوان
  • تسجيل جفاف في أكثر من 40% من مساحة أوروبا
  • باسم مرسي: العدالة غابت في قرارات رابطة الأندية بشأن أزمة انسحاب الأهلي من القمة
  • «حشد» تصدر ورقة حقائق بعنوان «الإبادة تقصّر من العمر البيولوجي لنساء غزة»
  • أخبار بني سويف.. وزيرة التنمية المحلية تتابع مع المحافظ تنفيذ مشروعات حياة كريمة واستعدادات العيد و5688طالبا يؤدون امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية
  • تقرير: كتائب حزب الله تدعم السوداني في صراعه مع محافظ البصرة
  • المبعوث الأميركي: واشنطن تدعم إبرام اتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل
  • وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ بني سويف تنفيذ مشروعات حياة كريمة واستعدادات العيد